أيمن دراوشة - مؤلفات المفسر وكاتب المقامات الزمخشري

شملت المؤلفات التي خلفها الزمخشري جمل النشاط الثقافي وعناصر الثقافة التي كانت سائدة في عصره. وأشاد الكثير من أصحاب التراجم الذين ترجموا الزمخشري بمصنفاته. فنراهم عند الشروع بالترجمة يذكرون أنه صاحب التصانيف البديعة (26)، أو يقولون إنه صاحب المصنفات المشهورة (27)، أو يذكرون أنه صنف كتباً حسنة (28).

وذكر أغلب المصادر مصنفات الزمخشري والحديث عنها. وقد ذكر له المترجمون أكثر من خمسين مؤلفاً في موضوعات شتى. وأورد صاحب كتاب "كشف الظنون" أكثر مؤلفات الزمخشري، وأورد جزءاً من مقدماتها وخواتيمها (29).

برز الزمخشري في علوم شتى، وكانت له مؤلفات متعددة قيمة، فقد صنّف في جوانب مختلفة من العلوم الدّينية، واللغوية، والنحوية، والأدبية، والبلاغية، وغيرها. ومن مؤلفاته على سبيل المثال لا الحصر أذكر:

"الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل "(30).

وقد أشاد كثير من أصحاب التراجم بهذا المؤلف. فابن خلكان عند حديثه عن هذا الكتاب يذكر أنه " لم يصنف قبل هذا الكتاب مثله" (31).

ويؤيده ابن شاكر الكتبي في ذلك حيث يقول عن هذا الكتاب إنه "لم يصنف قبله مثله في المعاني، والبيان، والإعراب" (32).

وأشاد الزمخشري نفسه بهذا المصنف وافتخر به، فقال:

وناهيــكَ بالكشـَّــاف كَنْزاً تَصادُهُ يُعلِّمُ تمييزَ الجياد الصِّيارفـــــــا (33)

وقال أيضاً:

إنَّ التفاسيرَ في الدنـيـا بلا عــــددٍ وليس فيها لَعَمْري مثلُ كَشَّــــافي

إنَّ كنت تبغي الهدى فالزمْ قراءته فالجهلُ كالداء والكشَّاف كالشَّافي (34)

وقد ترك هذا الكتاب صدًى واسعاً في الساحة العلمية، واعتنى الدارسون به شرحاً واختصارًا وتلخيصًا. وطبع مراراً في الهند ومصر، ومع بعض الطبعات جزء في تفسير شواهده (35).

ومن مؤلفاته:

"الفائق في غريب الحديث"(36)

واختلفت المصادر في اسم هذا الكتاب. فذكره صاحب هدية العارفين باسم ــ الفائق وشيم الرائق في غريب الحديث ــ (37).

وأورده صاحب كتاب الجواهر المضيئة باسم ــ غريب الحديث ــ (38). أمَّا صاحب كتاب "تاج التراجم"، فأورده باسم ــ الفائق في تفسير الحديث ــ (39).

ورتَّب الزمخشري هذا الكتاب حسب حروف المعجم، وكشف فيه عن غريب الحديث. فشرح فيه كل كلمة غريبة اشتمل عليها الحديث (40).

وقد أثنى ابن حجر العسقلاني على هذا الكتاب قائلاً: " وكتابه الفائق في غريب الحديث من أنفس الكتب لجمعه المتفرق في مكان واحد مع حسن الاختصار وصحة النقل " (41).

ومنها:

"أساس البلاغة" (42).

وهو أبرز الكتب اللغوية التي خلّفها الزمخشري، وهو معجم في اللغة العربية رتَّبه الزمخشري حسب الحرف الأول وما يليه من حروف الهجاء. وكان الزمخشري رائداً في هذا الترتيب الدقيق.

ويمتاز هذا المعجم عن غيره باختصاصه بذكر الاستعمالات المجازية للكلمة في مواضعها من الجمل إلى جانب معناه الحقيقي. لهذا فهو مليء بأبيات الشعر والعبارات الأدبية لتوضيح معاني الكلمات في استعمالاتها المختلفة، ومنها:

"شرح مقامات الزمخشري" (43)

وهو كتاب تصدى فيه الزمخشري لشرح مقاماته شرحاً مفصلاً تعرض فيه للغة والبلاغة، واستشهد بكثير من آيات القرآن الكريم، والحديث النبوي ، وشعر العرب ، وأمثالهم وأخبارهم .

ومنها:

"المستقصى في أمثال العرب"

وهو كتاب في الأمثال العربية. وقد رتب الزمخشري كتابه ترتيباً كما صنع في أساس البلاغة. فبدأ بالأمثلة التي أولها همزة ثم باء وهكذا. وفي هذا الكتاب ثلاثة آلاف وأربعمائة وواحد وستون مثلاً. وقد ذكر ابن شاكر الكتبي كتابا آخر للزمخشري في الموضوع نفسه، وهو كتاب ــ الأمثال ــ ، وهو يختلف عن المستقصي بدليل ذكر ابن شاكر الكتبي للكتابين بشكل منفصل (44).

ويذكر ابن خلكان كتاباً آخر في الأمثال للزمخشري، اسمه ــ سوائر الأمثال ــ (45).

ومن مؤلفاته:

"مقامات الزمخشري " (46)

وهي خمسون مقامة في النصح والإرشاد موجهة كلها إلى نفسه، ولكل منها عنوان خاص. وألَّفَها الزمخشري سنة اثنتي عشرة وخمسمائة للهجرة (512هـ)، وقد شرح الزمخشري مقاماته.

ومنها:

"أطواق الذهب في المواعظ والخطب" (47)

وهو مختصر يشتمل على مئة مقالة في المواعظ والنصائح والحكم ومكارم الأخلاق، كل منها في بضعة أسطر، ليست مُعنونة (48).

المصادر والمراجع

ابن خلكان، وفيات الأعيان، تحقيق: إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، ج5، ص168.

ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، دار الفكر، ج6، ص6.

القفطي، إنباه الرواة على أنباه النحاة، تحقيق، محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الكتب المصرية، القاهرة، 1955م، ج3، ص265.

ابن شاكر الكتبي، عيون التواريخ، تحقيق، فيصل السامر، ونبيلة عبد المنعم داود، وزارة الإعلام، الجمهورية العراقية، 1977م، ج12، ص379.

إسماعيل البغدادي، هدية العارفين في أسماء المؤلفين، وآثار المصنفين، دار الفكر، 1982م، ج6، ص402.

طاش كبرى زادة، مفتاح السعادة ومصباح السيادة، في موضوعات العلوم، تحقيق: أحمد بن مصطفى، دار الكتب، الحديثة، عابدين، ج2، ص100.

ياقوت الحموي، معجم الأدباء، تحقيق، إحسان عباس، دار المغرب الإسلامي، بيروت ط1، 1993م، ج6، ص2688.

الزمخشري، ديوان الزمخشري، تحقيق، عبد الستار ضيف، ص216.

ياقوت الحموي، مصدر سابق، ج6، ص2687.

الداودي، طبقات المفسرين، دار الكتب العلمية، بيروت، ج2، ص315.

ابن خلكان، مصدر سابق، ج5، ص169.

ياقوت الحموي، مصدر سابق، ج5، ص1961.

الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، ومحمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1985م، ج20، ص154.

السمعاني، الأنساب، تقديم وتعليق، عبد الله عمر الباروحي، دار الجنان، بيروت، ط1، 1988م، ج3، ص154.

ابن أبي الوفاء، الجوهر المضيئة في طبقات الحنفية، تحقيق: عبد الفتاح محمد الحلو، هجر للطباعة، القاهرة، 1993م، ج3، ص447.

ابن حجر العسقلاني، مصدر سابق، ج3، ص4.

ياقوت الحموي، مصدر سابق، ج6، ص2687 ـ 2688.

المصدر السابق، ج5، ص1961.

زين الدين الحنفي، تاج التراجم في مَنْ صنَّف من الحنفية، تحقيق: إبراهيم صالح، دار المأمون للتراث، دمشق، ط1، 1992م ، ص251.

ابن خلكان، مصدر سابق، ج5، ص168.

المصدر السابق، ج2، ص340.

القفطي، مصدر سابق، ج3، ص268 ـ 269.

جلال الدين السيوطي، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر، 1979م، ط2، ج2، ص279.

الفيروز أبادي، البُلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، تحقيق: محمد المصري، منشورات مركز المخطوطات والتراث، الكويت، ط1، 1987م ، ص220.

إسماعيل البغدادي، مصدر سابق، ج6، ص402.

ابن خلكان، مصدر سابق، ج5، ص168.

عباس القميّ، الكنى والألقاب، المطبعة الحيدرية، النجف، 1970م، ج2، ص298.

الأنباري، نزهة ألألبَّاء في طبقات الأدباء، تحقيق: إبراهيم السامرائي، مكتبة المنار، الزرقاء، الأردن، ط3 ، 1985م ، ص290.

حاجي خليفة، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، دار الفكر، بيروت، 1982م، ج1، ص117، 164، وغيرها، 185، وانظر: ج2، ص1009، 1022، 1056، وغيرها.

المصدر السابق، ج2، ص1475.

ابن خلكان، مصدر سابق، ج5، ص168.

ابن شاكر الكتبي، مصدر سابق، ج1، ص379.

الزمخشري، ديوانه، ص189.

الداوديّ، طبقات المفسرين، دار الكتب العلمية، بيروت، ج2، ص316.

كارل بركلمان ، تاريخ الأدب العربي ، نقله إلى العربية: رمضان عبد التواب ، دار المعارف ، القاهرة ، ط3 ، ج5 ، ص217 ـ 224.

ياقوت الحموي، مصدر سابق، ج6، ص2691.

إسماعيل البغدادي، مصدر سابق، ج6، ص403.

ابن أبي الوفاء، مصدر سابق، ج3، ص448،

زين الدين الحنفي، مصدر سابق، ص252.

حاجي خليفة، مصدر سابق، ج2، ص1217.

ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، ج6، ص4.

الذهبي، مصدر سابق، ج20، ص156.

ياقوت الحموي، مصدر سابق، ج6، ص2691.

ابن شاكر الكتبي، مصدر سابق، ج12، ص379.

ابن خلكان، مصدر سابق، ج5، ص169.

ياقوت الحموي، مصدر سابق، ج6، ص2691.

حاجي خليفة، ج1، ص117.

كارل بروكلمان، مصدر سابق، ج5، ص224.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى