سعيد الشحات - منع «تشومبى» من مغادرة القاهرة حتى فك الحصار المضروب على السفارتين المصرية والجزائرية فى الكونغو.. و30 دولة أفريقية تتضامن مع القاهرة وا

ذات يوم.. 7 أكتوبر 1964

منع «تشومبى» من مغادرة القاهرة حتى فك الحصار المضروب على السفارتين المصرية والجزائرية فى الكونغو.. و30 دولة أفريقية تتضامن مع القاهرة والجزائر


تلقت وزارة الخارجية المصرية، من سفارتها فى الكونغو ليوبولدفيل، خبرا يفيد أن قوات مسلحة كونغولية تحاصر السفارتين المصرية، والجزائرية، ردا على رفض مؤتمر دول عدم الانحياز المنعقد فى القاهرة مشاركة رئيس وزراء الكونغو «تشومبى»، وإخطار رئيس الكونغو بذلك، لكن «تشومبى» وصل إلى القاهرة فجأة فى محاولة منه للحضور، وتم احتجازه فى قصر العروبة، حتى إبلاغه بقرار المؤتمر بأنه شخص غير مرغوب فيه، ومنحه حرية السفر من القاهرة، «راجع، ذات يوم، 5 و6 أكتوبر 2021».
تذكر «الأهرام» فى عددها 7 أكتوبر 1964: «أن بعض السيدات والأطفال من أسر موظفى السفارة المصرية كانوا داخل السفارة، وبرغم كل جهود الأمم المتحدة، وعميد السلك السياسى، لم تغير سلطات الكونغو موقفها، وتضيف أنه فى ساعة مبكرة من صباح اليوم، أخطرت وزارة الخارجية الجزائرية الرئيس أحمد بن بيلا الموجود فى القاهرة بحصار السفارة الجزائرية».
تضيف «الأهرام»: «أنه ترتيبا على ما جرى فى الكونغو، قررت القاهرة استبقاء تشومبى فى مصر حتى يتم رفع الحصار عن السفارة، والسماح لجميع أفرادها بعبور نهر الكونغو إلى برازفيل، عاصمة الكونغو برازفيل»، تكشف «الأهرام»، أنه «فى ساعة متأخرة من المساء، توجه محمد فايق مدير مكتب الشؤون الأفريقية برئاسة الجمهورية، إلى تشومبى، فى مقر إقامته بقصر العروبة، وأطلعه على الرسائل الواردة من سفارة مصر فى ليوبولدفيل، مترجمة باللغة الفرنسية، وأخطره بأن مصر تطلب السماح لأفراد السفارة بالكامل بالعبور إلى برازافيل، ثم قال فايق: التعليمات التى لدى تقول أنه بعد أن يتم ذلك فإنك تستطيع مغادرة القاهرة إلى حيث تشاء».
بدا الذهول على وجه تشومبى، وهو يستمع إلى فايق الذى أضاف: «ما قلته ينطبق أيضا على سفارة الجزائر وأفرادها وضرورة عبورهم بالكامل مع أفراد السفارة المصرية إلى برازفيل»، تذكر «الأهرام»: «مرت لحظات كان تشومبى فيها صامتا، وكان يرتدى روب دى شامبر من الحرير، بينما كانت سكرتيراته البلجيكيات الثلاث ينتظرن فى جانب من الصالون، ويبدو أنه كان سيرتدى ملابسه لكى يخرج، وقال لفايق: إن القرار مفاجئ لى، رد فايق: إن سلامة أرواح عشرات من المصريين والجزائريين فى الميزان، وبينهم سيدات وأطفال، وأن الجمهورية العربية المتحدة - مصر - تحت أى ظرف لن تسمح بتعرضهم للخطر»، تضيف «الأهرام» : «نهض فايق واقفا بينما كان واضحا أن هناك ارتباكا شاملا يملأ صالون القصر، ثم قال فى النهاية: إن أمين القصر سوف يكون على استعداد لتلقى أية برقيات يرى تشومبى أن يبعث بها إلى ليوبولدفيل».
تذكر «الأهرام»، فى عددها 8 أكتوبر 1964 أن «تشومبى، وبعد انصراف فايق، واصل تجريبه للاتصال تليفونيا بسفارة الكونغو فى بروكسل، يحاول أن يجعل سفيره فى العاصمة البلجيكية تحريك حكومة بلجيكا للقيام مع بعض الدول الغربية، خاصة أمريكا وبريطانيا للضغط على القاهرة لكى تدعه يسافر، كما أرسل فى صباح 7 أكتوبر، مثل هذا اليوم، برقية إلى رئيس جمهوريته كازافوبو يشرح فيها ما حدث معه، ويطالبه باتخاذ أية إجراءات تسهل له الخروج من القاهرة».
وعلى صعيد فعاليات مؤتمر عدم الانحياز، قام الرئيس الغينى أحمد سيكوتورى، يوم 7 أكتوبر، بدعوة رؤساء الدول الأفريقية المشاركين فى المؤتمر إلى اجتماع فى مكتب الرئيس جمال عبدالناصر، وقرروا بالإجماع إرسال برقية إلى «كازافوبو» يطالبون فيها برفع الحصار عن سفارتى مصر والجزائر، ونصت البرقية على: «إن رؤساء الدول والحكومات الأفريقية أعضاء المؤتمر الثانى للدول غير المنحازة فى القاهرة، نظرا لرفضهم بالإجماع قبول اشتراك مويس تشومبى، فى أعمال المؤتمر، ونظرا إلى أنه كان يعلم بهذه المعارضة قبل أن يغادر ليوبولدفيل إلى القاهرة، ونظرا لأن المعلومات الواردة من الكونغو تدل على أن أعضاء وعائلات البعثات الدبلوماسية لكل من الجمهورية العربية المتحدة، والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية قد سلبوا حرية العمل بالرغم من تمتعهم بالحصانة الدبلوماسية، فإن المجتمعين يستنكرون هذه الأوضاع التى قد تؤدى إلى عواقب وخيمة، ويطالبون رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية باتخاذ الإجراءات السريعة الكفيلة بإعادة التعاون الأخوى بين شعب وحكومة الكونغو من ناحية، وشعوب وحكومات أفريقيا من جهة أخرى».
قام بالتوقيع على البرقية رؤساء الدول أو الحكومات أو وفود كل من: «الجزائر، بورندى، الكاميرون، كونغو برازفيل، تشاد، أفريقيا الوسطى، داهومى بنين، إثيوبيا، غانا، غينيا، كينيا، ليبيريا، ليبيا، مالاوى، مالى، المغرب، موريتانيا، نيجيريا، السنغال، سيراليون، السودان، الصومال، توجو، تونس، أوغندا، الجمهورية العربية المتحدة «مصر»، الجمهورية المتحدة لنتجانيفا، زنزبار، زامبيا».
تواصلت الأزمة حتى انتهت فى اليوم التالى، فماذا حدث فيها؟
...............................................................
سعيد الحات_اليوم السابع




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى