أيمن دراوشة - عندما تتدخل الأقدار وتصل ما انقطع بين أختين شهدت حياتهما تطابقًا في جميع التفاصيل إلى حدًّ غريب

أم كلثوم (رضي الله عنها) ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم
عندما تتدخل الأقدار وتصل ما انقطع بين أختين شهدت حياتهما تطابقًا في جميع التفاصيل إلى حدًّ غريب



لم يشهد صدر الإسلام ، تشابهًا في حياة امرأتين ، كما شهد في حياة أم كلثوم ورقية ابنتي الرسول عليه السلام ، فقد تشابهت ملامحهما وطباعهما وظروف حياتهما بشكل غريب.

فهما بالإضافة لكونهما من أب وأم واحدة ، فقد عاشتا طفولتهما معًا ، خطبتا في يوم واحد ، وتزوجتا شقيقين من بيت واحد ، واسم واحد ، عانتا في حياتهما الزوجية من ظروف واحدة ، دخلتا في الإسلام في يوم واحد ، وها هما تلتقيان بعد سنين طويلة فرَّقت بينهما ، في زوج واحد هو عثمان ذو النورين ، الذي كان الوحيد من جميع المسلمين ، الذي تزوج اثنتين من بنات النبي صلى الله عليه وسلم هما رقية وأم كلثوم.

كانت أم كلثوم بعد وفاة أختها رقية ، تفكر دائمًا بهذا التشابه الغريب ، وهي حين تستعرض تاريخ حياتها لا تجد بينها وبين رقية إلا ثلاثة أحداث مختلفة فقط.

هجرة رقية إلى الحبشة مع زوجها عثمان بن عفان ، والتحاق أم كلثوم بأبيها وأمها.

مشاهدة أم كلثوم لوالدتها وهي في وضع الاحتضار بحضور جميع شقيقاتها وأبيها صلى الله عليه وسلم باستثناء رقية التي كانت في دار الهجرة.

وفاة رقية قبل أم كلثوم ، وكان يعز على أم كلثوم ألا تموت مع أختها أيضًا في يوم واحد ، رغم أنها أمضت مع عثمان بن عفان زوجها وزوج أختها رقية من قبلها ، أعوامًا ستة وهي تحس بطيف رقية يصاحبها صباح مساء.

ثلاثة أحداث فقط ، اختلفت فيهما حياة رقية عن أم كلثوم ، وأما فيما عدا ذلك ، فإن حياتهما تشهد تطابقًا في جميع التفاصيل بشكل غريب. وإذا عدنا إلى لحظة الفراق الأولى ، نجد أنَّ رحيل رقية قد ترك أعمق مشاعر الحب والحزن معًا في نفس أم كلثوم ، وقد ظلت تحمل هذا الإحساس حتى بعد وفاة أمها خديجة ...

استقرت أم كلثوم في دار أبيها في يثرب ، وقد شهدت كل الاحداث التي جرت فيما بعد ، وقد مر عليها يومان في المدينة كان لهما في ذاتها حضورًا خاصَا ، الأول حين وصلت أختها رقية من الحبشة ، والثاني هو يوم وفاتها ...

كانت أم كلثوم مشحونة دائمًا بالحب والحزن العميق حتى سمعت كلامًا من أبيها أدركت حينها بأنها سوف ترتد بكل قوة إلى عالم أختها رقية ، وذلك من خلال زواجها من عثمان بن عفان رضي الله عنه زوج أختها رقية.

إنها الأقدار تتدخل مرة ثانية لتصل ما انقطع بين الأختين ، نعم فارقت رقية الحياة ، وأخلت المكان والبيت والزوج لأقرب الناس إليها أم كلثوم.

وطيلة ست سنوات عاشتها أم كلثوم مع عثمان ، كانت تشعر دائمًا بطيف أختها رقية لا يفارقها أبدًا ، وكأنها لا تستطيع أن تستمر بدونها حتى في الدنيا الآخرة ، وفي ذات ليلة رفرفت روحها كحمامة بيضاء ، لم تلبث أنْ اختفت في عتمة الليل الطويل لتلحق بأختها رقية...




[HEADING=2]أيمن دراوشة[/HEADING]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى