طارق حرب - البغدادي الممنوح الوسام الذهبي من ملك السويد( نوبل) محمود شكري الالوسي شيخ المستشرق ماسينيون الذي يخاطبه( شيخنا الافخم) استاذ الرصافي وال

البغدادي الممنوح الوسام الذهبي من ملك السويد( نوبل) محمود شكري الالوسي شيخ المستشرق ماسينيون الذي يخاطبه( شيخنا الافخم)
استاذ الرصافي والعزاوي موءلفاته الاعظم عن بغداد علم اعلام بغداد




محمود شكري الالوسي المولود ببغداد سنة 1856م أو بعد هذا التاريخ بسنه والمتوفي ببغداد سنة 1924 والمدفون في مقبرة الكرخ القديمه مقبرة الشيخ معروف الكرخي مجاور قبر شيخ صوفية بغداد الجنيد البغدادي هو محمود شكري بن عبد الله ابن محمود شهاب ابي الثناء الالوسي المفسر الامام مفتي بغداد الذي ينتهي نسبه الى الامام الحسين بن الامام علي بن ابي طالب الذي عكف على دراسة العلوم بما فيها العلوم الشرعبه ابتدأ بدراسة العلم على يد أبيه وبعد وفاته درس على يد عمه السيد نعمان خير الدين الالوسي ودرس على يد علماء بغداد بأجمعهم واستبد به حب طلب العلم على يد الشيخ اسماعيل بن مصطفى الموصلي حيث دون شيئاً من اخباره وحياته في كتابه المسك الأذفر فأضحى صاحب مدرسه ثقافيه بغداديه اعتمدت اللغه سبيلاً وهذا ما كان له أثر على طلابه منهم الفقيه العلامه منير القاضي والموءرخ النسابه والموءلف صاحب الكتاب المشهور العراق بين احتلاليين عباس العزاوي والشاعر معروف الرصافي والعلامه محمد بهجت الاثري حيث أنصرف الآلوسي الى التدريس والتأليف بعد ان أصبح عالم باللغه والفقه والتصوف والتاريخ والفكر والعلوم المكمله فصار يدرس طلابه في داره أحياناً وفي جامع الحيدر خانه وجامع السيد سلطان علي وكان يتولى التدريس بوجبتين صباحيه ومسائيه وتخرج على يده خلق كبير.
نال جائزة تقدير مشفوعه بوسام ذهبي من ملك السويد اوسكار الثاني سنة 1899م عن كتابه ( بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب) واناط به والي بغداد العثماني تحرير القسم العربي من جريدة ( زوراء) التي سبق وان صدرت باللغه التركيه فقط سنة 1869 رمن الوالي مدحت باشا رفض كل المناصب التي عرضت عليه ففي العهد العثماني رفض ان يكون عضواً في مجلس ادارة بغداد البلدي زمن الوالي العثماني جمال باشا ورفض منصب قاض ومفتي الذي عرضته عليه الادارة الانگليزيه ورفض مناصب كثيره عرضت عليه بعد تشكيل اول حكومه وطنيه سنة 1920 رغم الحاجه وضيق دات اليد بأستثناء المنصب التشريفي الكبير عضوية المجمع العلمي العربي في الشام حيث تم انتخابه للعضويه ومن دون امتيازات ماديه وكان تلميذه مخمد بهجت الاثري وفياً له حيث لازمه في سنيه الاخيره فحقق كتبه المخطوطه ونشرها بعد وفاته اذ كتب الإلوسي إثنين وخمسين موءلفاً وبعد وفاته ندبه جميع شعراء وادباء بغداد. لقد كان محمود شكري الالوسي حريص على المطالعة والمتابعه والقراءه مولع باللغة والتاريخ والسير بارع في الكتابه واسع الاطلاع مما مكنه من ان يكون المرجع في المعاضل والمشاكل الفقهيه والشرعيه لا بل وصل الامر الى تكليفه من قبل العثمانيين بالذهاب الى السعوديه لمحاولة جعلها في صف العثمانيين في الحرب العالمية الاولى ولكنه أخفق في ذلك.
عني محمود شكري الالوسي عناية فائقه بتاريخ العرب وتاريخ بغداد وله فيهما اكثر من موءلف منها كتاب بلوغ الأرب الذي حقق حصوله على أول جائزه عالميه في الآداب من ملك السويد ( إسكار الثاني) حيث كان هذا الموءلف الأنفس في دراسة تاريخ العرب والتعريف بمعارفهم وآدابهم قديماً وكتابه الثاني( نيل المراد في اخبار بغداد) ومنه تاريخ مساجد بغداد حيث نشره الاثري بأسم المسك الاذفر وهو تاريخ لعلماء وأدباء بغداد في القرنيين الثاني عشر والثالث عشر الهجري وكانت له خزانه كتب( مكتبه) عظيمه فيها من نفائس المخطوطات وعزيزها تفرقت بعد وفاته ومن كتبه الحديثه كتاب أمثال العوام في مدينة دار السلام الذي حققه الدكتور هيثم عبد وعلاقة محمود شكري الالوسي بشيخ الاستشراق المستشرف الفرنسي ماسينيون الذي كان اعطم مستشرقي عصره في عشق بغداد وعشق الشيخ الحلاج المصلوب ببغداد عام 309 هج زمن الخليفه العباسي المقتدر حيث ابدع ماسينيون في التصوف وهو ممن اعتبر الحلاج شهيد العشق الالهي وكانت اطروحته للدكتوراه عن الحلاج ولم بترك شيئاً عن الحلاج فكراً وحياةً وتصوفاً وتجلياً وحتى طواسين الحلاجُ وديوان شعره.
وتبدأ علاقة الشيخ محمود شكري الالوسي مع ماسينيون الى سنة 1907 حيث جاء ماسينيون الى بغداد مع البعثه الاثريه الفرنسيه وبعد سنه أتخذت هذه العلاقه سمة جديده بلقاء ماسينيون مع محمود شكري الالوسي وكان اللقاء في مدزسة جامع مرجان ببغداد ويتولى ماسينيون طرح الاسئله علي المفكر الالوسي حتى ان ماسينيون يرتدي زي طلبة العلم البغداديين بتأثير الالوسي وبحضور الشيخ علي الآلوسي وعباس العزاوي اذ كتبت الجرائد تحت عنوان ( المستشرق ماسينيون في لباس الشيوخ أيام تلمذته ) ويتم عمل ( ختم) لماسينيون يضاف اسم( عبده) الى اسم ماسينيون متأثراً بأستاذه شكري الالوسي حيث اصبح اسمه( عبده لويز ما سينيون) وثبت التاريخ على الختم باللغه العربيه ايضاً 1326هج 1908م وحفر الختم وصنعه الحكاك محمد تقي بهيمني لابل ذهبوا الى أبعد من ذلك عندما تكلموا عن اسلام ماسينيون على طريقة الحلاج في فترة تلمذته ببغداد تأثر بأستاذه الالوسي لذلك فأن ماسينيون يعتبر فترة دراسته في مدزسة مرجان على يد الالوسي فترة هدايه وتولى ماسينيون تصوير قبر الحلاج الموجود ببغداد الكرخ ليس بعيد عن مقبرة الكرخ القديمه وكانت رسالته سنة 1912م في أثينا عن عذاب الحلاج وكانت هنالك رسائل متبادله بين محمود الالوسي وماسينيون لسنوات حيث يقول في رسالة: تمسكت منذ سنين بتقوى الله وأداء فرائضه بورع حلاله وحرامه ونويت الاخلاص له في جميع اعمالي والقيام في الأدعيه راجياً غفرانه الواسع كل عفو ومغفره) ثم يقول بلسان المعترف: قد ظلمت نفسي في مسائل كثيره أتوب الى الله مما ظلمت) وينهي الرساله بعبارة( من الفقير اليه سبحانه عبده لويز ماسينيون) وفي رساله اخرى يصف الالوسي بأنه شيخه ومن ذلك نلاحظ مدى علاقة ماسينيون بمحمود الالوسي وكأن محمود شكري الالوسي الأب العلمي والروحي للمستشرق الفرنسي ماسينيون


طارق حرب خبير قانوني ومحام

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى