أحمد الزلوعى - من أسرار أصول الأسماء

تنتشر في مصر أسماء لا يتسمى بها أهلنا في باقي الدول العربية وكذلك تنتشر عندهم أسماء لا وجود لها عندنا, ذلك لأن بعض الأسماء ترتبط باسم موضع بعينه أو شخصية بذاتها .
ومن الأسماء الشائعة في مصر دون غيرها اسم (السيد)
وهو في الأصل صفة مشتقة من السيادة فكل حر هو سيد لغة, لكن المصريين في وقت مبكر استخدموا هذا الوصف لمن هم من سلالة الرسول فقط فقبل لكل من يرتفع نسبه إاليه السيد فلان , حتى جاء الولي الكبير أحمد بن علي البدوي واستقر بمصر وشاع بها صيته وانتشر مريدوه وبلغ بها مكانة عظمى من الإجلال ولأنه من آل البيت فقد سموه السيد أحمد البدوي , ثم صار لفظ السيد بحد ذاته علما على شخص الولي الكبير, وبناء عليه سموى الناس في مصر على مر العصور أبناءهم باسم سيد و السيد وبعدها انتشر الاسم في عموم البلاد بتتابع الأجيال.
وصار الاسم مصريا خالصا فلاتجد من يحمله في بلاد عربية مختلفة , ثم أن صفة السيد أحمد وهي (البدوي) نفسها صارت علما عليه و سمى الناس أبناءهم ببدوي و البدوي و بمرور الوقت شاع الاسم و انتشر وهو ما لا يستخدم في البلاد العربية الا كصفة أو على نطاق ضيق بالمقارنة بنطاقه المصري, و الأعجب أن الصفات التي وصف بها السيد أحمد البدوي تحولت في مصر الى اسماء اعلام ثم تحولت الى اسماء عائلات مع الزمن مثل اسم (السطوحي) واسم (أبو الفتيان) وهو ما لا يفهم في الدول العربية الأخرى .
وهو ما يشبه وجود أسماء في بلاد لا وجود لها في مصر مثل سطام والعنود في نجد, وصدام وعدي في العراق (قبل عقود) , و مازن ونزار في سوريا ( قبل انتشار الفضائيات حديثا) .