زكريا الحجاوى - خلود

من علَّم الحُورَ أسمارَ الأناسِيِّ
هذي غلالةُ إشراقٍ سماويِّ
في عالم الفلَكِ الأعلى مواطنُه
يا طينُ كبِّرْ وهلِّلْ للإلهيّ
تسرَّبَ النور من أمواج مسبحِهِ
نهرًا تعالى على التصفيق والرِّيّ
يا صائتَ الصمت والأنغامُ لاغِطةٌ
مَوْسقْتَ همِّي بلحنٍ منك عُلْويّ
قلبي يتيمُ هوًى ماتتْ بخفقَتِه
مَلذَّةُ السُّكر من خمرِ الأمانيّ
كلَّمتَني فبعثْتَ الحسَّ في بدني
قد كنتَ صورةَ إنسانٍ خياليّ
عصرْتُ أزمنةَ السُّمّار في قدحي
وجئتُ أسقيكَ أفراحَ النُّواسِيّ
جبينُك الفلَقُ الوضّاء كلَّلَه
نورُ التَّفرُّدِ بالطُّهْر الضِّيائِيّ
تباركَ الشفقُ الورديُّ مجتمعًا
من كأس ثغرٍ نديِّ الراح مِسْكِيّ
عيناكِ علَّمتاني، والهوى عِبَرٌ
رعايةَ الوحشِ للظَّبي الكِناسيّ
السحرُ فيكِ صباباتٌ مطهَّرةٌ
وخُدعةُ السِّحرِ أن أحظى بِلاشَيّ
أعلى