- رسالة من معن بشور إلى الدكتور عبد العزيز المقالح
الأخ الحبيب/ د. عبد العزيز المقالح المحترم
صباح الخير! وأقول: «صباح الخير» لأنني أكتب في صباح يوم جديد من أيام لا يعرف فيها الموت التعب، ولا القصف المجنون الراحة، ولا الحصار القاسي حتى التثاؤب... ولأن «صباح الخير» في بيروت كلمة باتت اليوم مثقلة بالمعاني والدلالات؛ فالصباح منشود بعد ليالي العبث بالحياة والمصير، والخير مفقود في زمن ينبت فيه للشر ألف مخلب ومخلب.
ولقد عشت حصارات كثيرة، مع أطفالي ورفاقي وشعبي، لكن دون شك أنه الحصار الأقسى، والأدهى؛ لأنه محاط بألف التباس والتباس، لأنه مطوَّق بألف عجز وعجز عن سؤال يقول: من يقصف من؟! ومن يساعد من؟!
لكي لا يضيع علينا الوضوح، أؤكد لك أننا أمام «إسرائيل» جديدة في لبنان، نعرف جذورها، ونعرف حدودها الحالية، ونعرف أيديولوجيتها؛ لكننا لا نعرف كيف يمكن أن تتسلل هذه «الاسرائيل» الصغرى لخدمة «إسرائيل» الأصلية وسط هذا الركام من تناحرات الأنظمة العربية وخلافاتها.
هل نصدق ما ترى أعيننا؟! هل عشنا لنرى كياناً هجيناً آخر يقوم، ليس بسبب عجز العرب فحسب، ولا حتى بسبب تواطؤ بعض حكامهم فقط، بل يقوم بأيدينا نحن! نعم، بأيدي العرب أنفسهم، الذين يعتقدون أنهم يُصفُّون حساباتهم بعضهم مع بعض، فإذا بهم يصفون لبنان بلداً وشعباً ومصيراً...
أعتذر عن إزعاجكم بهذه الكلمات التي كتبتها بعد ليلٍ تراجعت نجومه أمام القذائف المتكاثرة المتناثرة؛ ولكن أعرف أنك مع جميع الإخوة والأحبة في صنعاء تريدون أن تسمعوا شيئاً من بيروت، ولو كان من نوع الهذيان الذي أخطه الآن...
عزيزي الدكتور:
لقد كنا مندفعين في حركتنا الوحدوية اللبنانية والعربية، وكان نشاطنا يملأ ساحاتٍ عراضٍ في البلد الصغير، حتى فوجئنا بهذه الحرب التي تعددت أسبابها وأشكالها، لكن يجمعها دون شك شأن بارز: أن للحرب في لبنان مصالح ضالعة، وقوى مستفيدة، وأدوات بات مصيرها مرتبطاً بديمومة هذه الحرب دون شك، ولا أدري كيف سننتزع لبنان الجميل من براثن هؤلاء جميعاً...
أرجو منكم أن تهتموا بما يجري في لبنان، وأن تطالبوا بالضغط، أولاً وأخيراً، على «عماد» اعتمد الجنون وسيلة للوصول، وأصر على أن يكون نيرون عصره الجديد... مستفيداً دون شك من أخطاء وتجاوزات وممارسات لنا جميعاً عليها ملاحظات... ولعل في تجربتكم اليمنية ما يجعلكم تفهموننا أكثر؛ فكل الأخطاء لم تكن لتبرر عودة الحكم البائد. وفي لبنان ما من شيء في الدنيا يجب أن يبرر حكم التواطؤ مع العدو الإسرائيلي والغرب الاستعماري، تحت شعار: الامتيازات...
مع هذه الرسالة جملة مواقف وبيانات ونشاطات لنا أرجو أن تطَّلع عليها مع إخوتنا هناك، وأن تساعدنا في إيقاف هذه المجزرة الملعونة المستمرة.
أخوك: معن بشور
.
الأخ الحبيب/ د. عبد العزيز المقالح المحترم
صباح الخير! وأقول: «صباح الخير» لأنني أكتب في صباح يوم جديد من أيام لا يعرف فيها الموت التعب، ولا القصف المجنون الراحة، ولا الحصار القاسي حتى التثاؤب... ولأن «صباح الخير» في بيروت كلمة باتت اليوم مثقلة بالمعاني والدلالات؛ فالصباح منشود بعد ليالي العبث بالحياة والمصير، والخير مفقود في زمن ينبت فيه للشر ألف مخلب ومخلب.
ولقد عشت حصارات كثيرة، مع أطفالي ورفاقي وشعبي، لكن دون شك أنه الحصار الأقسى، والأدهى؛ لأنه محاط بألف التباس والتباس، لأنه مطوَّق بألف عجز وعجز عن سؤال يقول: من يقصف من؟! ومن يساعد من؟!
لكي لا يضيع علينا الوضوح، أؤكد لك أننا أمام «إسرائيل» جديدة في لبنان، نعرف جذورها، ونعرف حدودها الحالية، ونعرف أيديولوجيتها؛ لكننا لا نعرف كيف يمكن أن تتسلل هذه «الاسرائيل» الصغرى لخدمة «إسرائيل» الأصلية وسط هذا الركام من تناحرات الأنظمة العربية وخلافاتها.
هل نصدق ما ترى أعيننا؟! هل عشنا لنرى كياناً هجيناً آخر يقوم، ليس بسبب عجز العرب فحسب، ولا حتى بسبب تواطؤ بعض حكامهم فقط، بل يقوم بأيدينا نحن! نعم، بأيدي العرب أنفسهم، الذين يعتقدون أنهم يُصفُّون حساباتهم بعضهم مع بعض، فإذا بهم يصفون لبنان بلداً وشعباً ومصيراً...
أعتذر عن إزعاجكم بهذه الكلمات التي كتبتها بعد ليلٍ تراجعت نجومه أمام القذائف المتكاثرة المتناثرة؛ ولكن أعرف أنك مع جميع الإخوة والأحبة في صنعاء تريدون أن تسمعوا شيئاً من بيروت، ولو كان من نوع الهذيان الذي أخطه الآن...
عزيزي الدكتور:
لقد كنا مندفعين في حركتنا الوحدوية اللبنانية والعربية، وكان نشاطنا يملأ ساحاتٍ عراضٍ في البلد الصغير، حتى فوجئنا بهذه الحرب التي تعددت أسبابها وأشكالها، لكن يجمعها دون شك شأن بارز: أن للحرب في لبنان مصالح ضالعة، وقوى مستفيدة، وأدوات بات مصيرها مرتبطاً بديمومة هذه الحرب دون شك، ولا أدري كيف سننتزع لبنان الجميل من براثن هؤلاء جميعاً...
أرجو منكم أن تهتموا بما يجري في لبنان، وأن تطالبوا بالضغط، أولاً وأخيراً، على «عماد» اعتمد الجنون وسيلة للوصول، وأصر على أن يكون نيرون عصره الجديد... مستفيداً دون شك من أخطاء وتجاوزات وممارسات لنا جميعاً عليها ملاحظات... ولعل في تجربتكم اليمنية ما يجعلكم تفهموننا أكثر؛ فكل الأخطاء لم تكن لتبرر عودة الحكم البائد. وفي لبنان ما من شيء في الدنيا يجب أن يبرر حكم التواطؤ مع العدو الإسرائيلي والغرب الاستعماري، تحت شعار: الامتيازات...
مع هذه الرسالة جملة مواقف وبيانات ونشاطات لنا أرجو أن تطَّلع عليها مع إخوتنا هناك، وأن تساعدنا في إيقاف هذه المجزرة الملعونة المستمرة.
أخوك: معن بشور
.