36 - رسالة من قمر كيلاني إلى.. غادة السمان
الجمعة 9/11/2007
قليلاً ما أقرأ لك..وكثيراً ما أتذكرك..وإنتاجك الغزير ينتشر في الروايات والصحف والمجلات..وأجيالنا تقرأ لك وتتابع قدرك وأقدارك منذ كتابك الأول (عيناك قدري) حتى توزعت في عواصم العالم.
كنا معاً في أوائل الستينيات..وقد أصبحت أنا مدرسة في دور المعلمين بينما أنت تتدفقين في بيروت الياقوت كشلال وأنا ألملم مسؤوليتي وأمومتي في الظلال, ومكالماتنا الهاتفية تمتد ساعات وساعات..وأنا أتنبأ لك بمستقبل مجنح طائر عبر المسافات..ثم قامت الثورة ومن بعدها حركة التصحيح إثر حرب وتجريح فتفككت عنا نحن النساء كل القيود..وتفتحت أمامنا كل الحدود, ورغم ما بين أسرتينا من مصاهرة ونسب فما جمعنا إلا الأدب..وكأن (كل أديب للأديب نسيب) وأنت كما سمتك ابنتي في إهدائها لك أحد كتبها: (البنفسجة الدمشقية) تفوحين عطراً حتى في الآفاق الغربية.
ياه..كم أتذكرك وأذكرك..لكن أتتذكرين أنت في دمشق (ندوة الزهراء) و (منتدى سكينة)? ألا تذكرين (شكيب الجابري) و (عدنان الداعوق) و (محيي الدين صبحي) و (جلال فاروق الشريف) و (عزيزة هارون) و (عبد السلام العجيلي) وغيرهم? كلهم راحوا عنا وظلوا معنا..أما (نزار قباني) فهو لا يزال ينبض فينا..وأنا أحتفظ منه بقصيدة نادرة لم تنشر في أي من أعماله حتى الكاملة وهي في رثاء والدتك (سلمى رويحة) في بداية الأربعينيات من القرن الماضي..وإذ تجمعنا الأقدار كما فرقتنا سأطلعك عليها.
ويظل خارج دائرة النسيان من أعلامنا والدك (أحمد السمان), أما الزوج المحب (بشير) الذي احتضن إنتاجك النضير فله منا السلام والرحمة ولك العزاء الخالص.
فتعالي إلى دمشق يا غادة..ولا يزال بيتكم في ساحة النجمة مكللاً بالياسمين..ولا تزال دمشق قلب أصالتنا وعروبتنا وآفاق أحلامنا وآمالنا, تعالي وكأنك لم تغادريها منذ زمن لأنها تظل جوهرة على الزمن.
وها هي تحتفل في العام القادم بكونها عاصمة ثقافية تأكيداً لكونها على القرون عاصمة ثقافية..فمن هي أقدم منها في المدن ثقافة وحضارة? إنها أم العواصم..ترسخت فيها حضارات وظلت منارة المنارات..ومهما تغيرت وازدادت كبراً واتساعاً تظل هي الشمس نوراً وإشعاعاً.
تحية لك مني ومن كل من عرفك في الحضور أو من بين السطور..وتحية من الشام..من زهرها وعطرها وبوح ياسمينها, ولن أحدثك لا عن جامعاتها ولا معاهدها ولا خطوات تقدمها ولا تطلعات أحدنا فيها لأن هذا يعرف من زيارتها..لكنها تظل دمشق الأسرار مهما امتدت بنا الأعمار..ولعل سرها سماوي الهي فقد تقدست حتى في الكتب المقدسة ومنذ القدم إلى أن وضع فيها رسولنا الكريم القدم, ولا تزال دمشق تحمل نبضها في المدينة القديمة رغم تضاؤلها لأن هذا النبض يظل يحمل الحياة ما دام بردى وفروعه يحمل ماء الحياة, وستجدين أسواقها العريقة لا تزال معطرة بالماضي رغم تجديدها وتطويرها.
وإليك وإلى قلمك الدمشقي كل الحب الدمشقي.
.
الجمعة 9/11/2007
قليلاً ما أقرأ لك..وكثيراً ما أتذكرك..وإنتاجك الغزير ينتشر في الروايات والصحف والمجلات..وأجيالنا تقرأ لك وتتابع قدرك وأقدارك منذ كتابك الأول (عيناك قدري) حتى توزعت في عواصم العالم.
كنا معاً في أوائل الستينيات..وقد أصبحت أنا مدرسة في دور المعلمين بينما أنت تتدفقين في بيروت الياقوت كشلال وأنا ألملم مسؤوليتي وأمومتي في الظلال, ومكالماتنا الهاتفية تمتد ساعات وساعات..وأنا أتنبأ لك بمستقبل مجنح طائر عبر المسافات..ثم قامت الثورة ومن بعدها حركة التصحيح إثر حرب وتجريح فتفككت عنا نحن النساء كل القيود..وتفتحت أمامنا كل الحدود, ورغم ما بين أسرتينا من مصاهرة ونسب فما جمعنا إلا الأدب..وكأن (كل أديب للأديب نسيب) وأنت كما سمتك ابنتي في إهدائها لك أحد كتبها: (البنفسجة الدمشقية) تفوحين عطراً حتى في الآفاق الغربية.
ياه..كم أتذكرك وأذكرك..لكن أتتذكرين أنت في دمشق (ندوة الزهراء) و (منتدى سكينة)? ألا تذكرين (شكيب الجابري) و (عدنان الداعوق) و (محيي الدين صبحي) و (جلال فاروق الشريف) و (عزيزة هارون) و (عبد السلام العجيلي) وغيرهم? كلهم راحوا عنا وظلوا معنا..أما (نزار قباني) فهو لا يزال ينبض فينا..وأنا أحتفظ منه بقصيدة نادرة لم تنشر في أي من أعماله حتى الكاملة وهي في رثاء والدتك (سلمى رويحة) في بداية الأربعينيات من القرن الماضي..وإذ تجمعنا الأقدار كما فرقتنا سأطلعك عليها.
ويظل خارج دائرة النسيان من أعلامنا والدك (أحمد السمان), أما الزوج المحب (بشير) الذي احتضن إنتاجك النضير فله منا السلام والرحمة ولك العزاء الخالص.
فتعالي إلى دمشق يا غادة..ولا يزال بيتكم في ساحة النجمة مكللاً بالياسمين..ولا تزال دمشق قلب أصالتنا وعروبتنا وآفاق أحلامنا وآمالنا, تعالي وكأنك لم تغادريها منذ زمن لأنها تظل جوهرة على الزمن.
وها هي تحتفل في العام القادم بكونها عاصمة ثقافية تأكيداً لكونها على القرون عاصمة ثقافية..فمن هي أقدم منها في المدن ثقافة وحضارة? إنها أم العواصم..ترسخت فيها حضارات وظلت منارة المنارات..ومهما تغيرت وازدادت كبراً واتساعاً تظل هي الشمس نوراً وإشعاعاً.
تحية لك مني ومن كل من عرفك في الحضور أو من بين السطور..وتحية من الشام..من زهرها وعطرها وبوح ياسمينها, ولن أحدثك لا عن جامعاتها ولا معاهدها ولا خطوات تقدمها ولا تطلعات أحدنا فيها لأن هذا يعرف من زيارتها..لكنها تظل دمشق الأسرار مهما امتدت بنا الأعمار..ولعل سرها سماوي الهي فقد تقدست حتى في الكتب المقدسة ومنذ القدم إلى أن وضع فيها رسولنا الكريم القدم, ولا تزال دمشق تحمل نبضها في المدينة القديمة رغم تضاؤلها لأن هذا النبض يظل يحمل الحياة ما دام بردى وفروعه يحمل ماء الحياة, وستجدين أسواقها العريقة لا تزال معطرة بالماضي رغم تجديدها وتطويرها.
وإليك وإلى قلمك الدمشقي كل الحب الدمشقي.
.