ثمة تأويلات عديدة لنص مبهم يتناوله النقاد وأصحاب الرأي بالتمحيص والتحليل للوصول إلى فهم المراد منه، واستظهار ما بين سطوره. وهناك عناوين ومقدمات لنصوص تكفي المرء عناء مواصلة القراءة لفهم أمر النص أو استشكال الكاتب وخلطه بين الأمور في عجلة وتسرع، كمن يصف الماء بالماء بقوله: كأننا والماء من حولنا .. قوم جلوس حولهم ماء!
والعنوان هو مفتاح النص وبوابته التي يلج من خلالها القارئ لدهاليز ومسارات متراصة ومتسقة وذات وحدة موضوعية تحافظ على بنية النص وتماسك الفكرة وعدم تشتتها!
والعنوان ومقدمة النص لا يجوز أن يكونا تضادا لمحتواه، وإن لم يرق للقارئ صيغة التناول. في كتاب الدكتور طه حسين (في الأدب الجاهلي) لم يجد القارئ أن الكتاب يتناول أدب العصر الحديث أو العباسي، وإنما أخذ عليه أطروحات الدكتور طه فيما يخص الأدب الجاهلي ونحله، وظل هذا التفاوت في الأخذ مثار نقد حتى اليوم!
أما في سياقات الصحف الصفراء ذات الغازات الطيارة التي تزكم الأنوف فلا سبيل لحكم على نص بمجرد قراءة عنوانه فقط، فالخدعة تبين لك السبيل! ورد في إحداها خبر بعنوان (انقلاب عسكري في اليمن)، وعند تكلف مشقة القراءة تبين أن عسكري انقلب من فوق حماره في إحدى قرى اليمن!
على أن بعض الكتاب لا سيما أصحاب الرأي المطروح في مقالات متناثرة تلتبس عليهم وحدة الموضوع الذي يتناولونه من عدة اعتبارات؛ أولاها أن يخطف عنوان النص ذهن القارئ ويسوقه سوقا لتبني فكرته والتعاطي بالرضا مع نصه ويتجلى ذلك في المقالات الاخبارية بصورة كبيرة، وثانيها أن يبدأ بمقدمة مغايرة تماما لمحتوى النص وفكرته الأساسية، (وإن اعتاد بعض الشعراء على تبني ذلك، كما افتتح كعب بن زهير على سبيل المثال قصيدته في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول .. متيم إثرها لم يفد مكبول، وتبعه على نفس السياق البوصيري وشوقي). وتلك المقدمة مضطربة في أغلب أحيانها، تضر الفكرة أكثر مما تنفعها، وثالثها تبني الكاتب لرأي، ربما يعود عنه لاحقا، إلا أن السرعة في مسايرة الأحداث وخاصة في عالم التجلي الأزرق في وسائل التواصل الاجتماعي تجعله لا يهدأ حتى يصب ما تبقى من حبر في جوف قلمه على تلك الأوراق المنتشية لملمس يده ووطء سن قلمه!
والإشكال هنا الذي يتبناه البعض أنْ ليس من الضرورة أن يَظهر الكتاب من عنوانه، وأن العنوان مجرد أداة لاستجلاب الذهن وتهيئته لمحتوى النص! ورغم الأطروحات التي مالت لهذا الرأي أو فندت خطأه إلا أنه في كل الأحوال لابد أن يعكس العنوان على الأقل محتوى النص، وأن تمهد المقدمة لما يريد أن يقوله الكاتب، وإلاَّ فكم كتاب ألقاه المرء جانبا لعدم توفيق الكاتب في صياغة مقدمته!
والعنوان هو مفتاح النص وبوابته التي يلج من خلالها القارئ لدهاليز ومسارات متراصة ومتسقة وذات وحدة موضوعية تحافظ على بنية النص وتماسك الفكرة وعدم تشتتها!
والعنوان ومقدمة النص لا يجوز أن يكونا تضادا لمحتواه، وإن لم يرق للقارئ صيغة التناول. في كتاب الدكتور طه حسين (في الأدب الجاهلي) لم يجد القارئ أن الكتاب يتناول أدب العصر الحديث أو العباسي، وإنما أخذ عليه أطروحات الدكتور طه فيما يخص الأدب الجاهلي ونحله، وظل هذا التفاوت في الأخذ مثار نقد حتى اليوم!
أما في سياقات الصحف الصفراء ذات الغازات الطيارة التي تزكم الأنوف فلا سبيل لحكم على نص بمجرد قراءة عنوانه فقط، فالخدعة تبين لك السبيل! ورد في إحداها خبر بعنوان (انقلاب عسكري في اليمن)، وعند تكلف مشقة القراءة تبين أن عسكري انقلب من فوق حماره في إحدى قرى اليمن!
على أن بعض الكتاب لا سيما أصحاب الرأي المطروح في مقالات متناثرة تلتبس عليهم وحدة الموضوع الذي يتناولونه من عدة اعتبارات؛ أولاها أن يخطف عنوان النص ذهن القارئ ويسوقه سوقا لتبني فكرته والتعاطي بالرضا مع نصه ويتجلى ذلك في المقالات الاخبارية بصورة كبيرة، وثانيها أن يبدأ بمقدمة مغايرة تماما لمحتوى النص وفكرته الأساسية، (وإن اعتاد بعض الشعراء على تبني ذلك، كما افتتح كعب بن زهير على سبيل المثال قصيدته في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول .. متيم إثرها لم يفد مكبول، وتبعه على نفس السياق البوصيري وشوقي). وتلك المقدمة مضطربة في أغلب أحيانها، تضر الفكرة أكثر مما تنفعها، وثالثها تبني الكاتب لرأي، ربما يعود عنه لاحقا، إلا أن السرعة في مسايرة الأحداث وخاصة في عالم التجلي الأزرق في وسائل التواصل الاجتماعي تجعله لا يهدأ حتى يصب ما تبقى من حبر في جوف قلمه على تلك الأوراق المنتشية لملمس يده ووطء سن قلمه!
والإشكال هنا الذي يتبناه البعض أنْ ليس من الضرورة أن يَظهر الكتاب من عنوانه، وأن العنوان مجرد أداة لاستجلاب الذهن وتهيئته لمحتوى النص! ورغم الأطروحات التي مالت لهذا الرأي أو فندت خطأه إلا أنه في كل الأحوال لابد أن يعكس العنوان على الأقل محتوى النص، وأن تمهد المقدمة لما يريد أن يقوله الكاتب، وإلاَّ فكم كتاب ألقاه المرء جانبا لعدم توفيق الكاتب في صياغة مقدمته!