ديوان الغائبين ديوان الغائبين : عبدالباسط الصوفي - سوريا - 1931 - 1960

ولد عبدالباسط بن محمد أبي الخير الصوفي في مدينة حمص (وسط غربي - سورية)، وتوفي في مدينة كوناكري (عاصمة غينيا).
أنهى مراحل تعليمه قبل الجامعي في مدينة حمص عام 1950، ثم التحق (عام 1952) بالمعهد العالي للمعلمين بدمشق، وتخرج فيه من قسم الآداب (1956).
عمل مدرسًا للغة العربية في مدارس مدينة حمص المتوسطة والثانوية، وفي مدينة دير الزور، ثم بعثته وزارة التربية (السورية) إلى غينيا لتدريس اللغة العربية، وهناك أصيب بانهيار عصبي أدى به إلى الانتحار.
أعيد جثمانه إلى مدينة حمص ودفن بها بعد شهرين من وفاته.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان: «أبيات ريفية» - منشورات دار الآداب - بيروت 1961، (الديوان الفائز بجائزة دار الآداب في الشعر)، و«آثار عبدالباسط الصوفي الشعرية والنثرية» - مديرية التأليف والترجمة - وزارة الثقافة والإرشاد القومي - دمشق 1968، ونشرت له الصحف عددًا من القصائد: ليالي الحب: مجلة النواعير - حماة - العدد 34 - أكتوبر 1947. - مدينة العَزَب - مجلة الثقافة - دمشق، نوفمبر 1958. - سبوتنيك - مجلة الآداب - بيروت - سبتمبر 1959. - مأدبة للقمر - مجلة الآداب - بيروت
- نوفمبر 1959. - فنجان قهوة - مجلة الآداب - بيروت - ديسمبر 1959.

الأعمال الأخرى:
- تضمن كتاب: «آثار عبدالباسط الصوفي الشعرية والنثرية»، عددًا من القصص القصيرة - وجزءًا من رواية لم يتمها، وعددًا من المقالات النقدية، وعدة رسائل وجهها إلى صديقة له، ورسالة واحدة إلى أستاذه سامي الدروبي.
تدور أقوال نقاده حول ذات متوحدة بشعره، وربما قارئة لمصيره، ففي شعره تكثر الوحشة والجراح والأحلام وأمواج النور وظلال الفجر في مواكب الربيع، ثم
الذهول والخيبة والظمأ والبحث عن النفس والانطواء والحنين وغربة الروح والمأثم. وقد وجد في عاطفة الحب منفذًا للفيض العاطفي، كما وجد فيها أنسًا يقيه الوحدة المخيفة التي كانت تكتنفه، وبداية لإدراك الجمال، والاندماج الحاد في العالم. إنه شاعر غنائي مرهف الحسّ مضطرم المشاعر مشبوب العاطفة، في قصائده نكهة خاصة تنم على صوفية حالمة.. بعض هذا الشعر في الاجتماع والقومية والحنين. كان أحد الشعراء المتمردين الثائرين على الواقع المتهاوي.
كتب القصيدة العمودية، كما كتب على نظام التفعيلة.

مصادر الدراسة:
1 - إبراهيم الكيلاني: شخصيات، دراسة أدبية ونفسية - منشورات اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1972.
2 - أحمد سعيد هواش: سوانح أدبية - دار المعرفة - دمشق 1987.
3 - أدهم آل جندي: أعلام الأدب والفن (جـ 2) مطبعة الاتحاد - دمشق 1958.
4 - عبدالقادر عياش: معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين - دار الفكر - دمشق 1985.
5 - عمر الدقاق: فنون الأدب المعاصر في سورية - دار الشروق - حلب 1971.
6 - محمد غازي التدمري: الحركة الشعرية المعاصرة في حمص - مطبعة سورية - دمشق 1980.
7 - نسيب نشاوي: المدارس الأدبية في الشعر العربي المعاصر - أطروحة دكتوراه - جامعة القديس يوسف - بيروت 1980.
8 - الدوريات: - أديب عزت: عبدالباسط الصوفي الشاعر الرومانسي - مجلة: الموقف الأدبي -
دمشق، فبراير 1985.
- حسن عزت: عبدالباسط الصوفي - صحيفة تشرين - دمشق - العدد 3612 - يونية 1986.
- غسان لافي طعمة: عبدالباسط الصوفي الشاعر الرومانسي - صحيفة العروبة - حمص - العدد 6148 - في 19/3/1985.

مأدبة للقمر-
عبد الباسط الصوفي


1- توهَّجَتْ أكوابُنا فاقفزْ إلينا يا قمرْ
فجَّرْتَ هذا الّليلَ ينبوعيْ ضياءٍ وصورْ
وانزلقَتْ أقدامُكَ البيضُ على رأسِ الشَّجرْ
من الكُوى، من فرجةِ البابِ تلمّسْ منحدرْ
واسقطْ حبالَ فضَّةٍ مغزولةً من الشَّررْ

2- فاكهةُ الصّيفِ على شبّاكِنا معلّقة
ومن عناقيدِ الكرومِ خمرُنا معتَّقة
هذي سلالُ وردِنا مضفورةٌ، مزوَّقة
عنا أحاديث الهوى يحكونها منمّقة
فقصّةٌ صادقةٌ وقصةٌ ملفّقة

3- قالوا: سرقْنا من قميصِ الفجرِ منديلَ غزلْ
واحترقَتْ ضيعتُنا وهْجَ عناقٍ وقبلْ
واختبأَتْ أسرارُنا خلفَ ضلوعٍ ومقلْ
والّليلُ! آهِ اللّيلُ في عيوننا ما أعمَقَهْ

4- قالوا: خلقنا من صباباتٍ ومن لفحِ شغفْ
تحيا المواعيدُ على شفاهِنا وتُقتطفْ
ومن جديلِ المرجِ عرزالٌ لنا ومنعطَفْ
ونطعمُ الحياةَ من قلوبنا المُمَزَقة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


***

صديقتي

صديقتي، لم يبق، في عيوننا، بريقْ
لم يبق، في ضلوعنا، تلهّفٌ عميق
أقدامنا، تمضي بها جنازة الطريق
وتجهش الخطى، على رصيفنا العتيق
***
أنوقظ الثعبان، من جحوره
ننفخُ، في الطين بقية الشغف!؟
صديقتي، أظفارنا جائعةٌ
باحثةٌ .. عن كفنٍ، وعن جيف!!
***
على ثلوج الصمت، يزحف الظلامُ
عابس الجبين بارد القدمْ
ونحن، في ذهولنا العقيم غارقان
نمضغ الظنون، والسأمْ
***
أزهارنا، على دروب فجرنا
نغرسها، قصاصةٌ من الورقْ
ونوصد الأبواب ، في وجه الحياة
للهموم، والوجوم، والقلقْ
***
(.....)
مازال بعض الجمر، في أعماقنا،
في دمنا، في نبضة الوريدْ
في قلب هذي الأرض ميلاد الحياة
للشموخ، للمدى البعيدْ
للفرح الأبيض، للإيقاع، للإنسان
يملأ الذرى، سعيدْ
***
صديقتي، مازال، في عيوننا، بريقْ
مازال، في ضلوعنا، تلهّفٌ عميقْ
فلنمض، في طريقنا، فترقص الطريق
***
قد ينهض الربيع، في دروبنا
تنتشر الدروب، طيب العبق
قد تسقط النجوم، في سلالنا
ونجمع الغيم، ونعصر الشفق
قد تكشف البحار، عن كنوزها
عن مجدها الدفين، راعشَ الألق
قد تهبط السماء، من عروشها
فنهدم الليل، ونغسل الغسق
***
صديقتي، قد ينهض الربيع، قد يفيق
ويرتمي الصبح، على شبّاكنا، غريق
ويستريح ظلنا، مبتردا،ً وريق
قد تمَّحي كلّ الحدود، عالماً طليق
وتركض اللحظات في حبورها الدفيق




عبد الباسط الصوفي.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى