عائد خصباك - الحكاية الثانية عن محمد ابراهيم مبروك

بعد أن أصدر نجيب محفوظ رواية "ثرثرة فوق النيل" تعرض لمضايقات أمنية عديدة، لدرجة أن عبد الحكيم عامر أصدر قرارا باعتقاله، ولكن الرئيس جمال عبدالناصر أمر أن تعود السيارة التي ذهب بها رجال العسكر لاعتقاله، وقال لعبد الحكيم "إحنا عندنا كام نجيب في مصر حتى تأمر باعتقاله!! هكذا قال عبد الناصر كما قال الرواة.
أثناء تلك الأزمة، كان قسم من الأدباء، اجتمعوا عصر يوم جمعة في مقهى" ريش"، كانوا متعاطفين جدا مع نجيب محفوظ في هذا الأمر، وقبل أن تحين ساعة وصول الأستاذ ، السادسة مساء، قام"إبراهيم منصور" بشراء نسخة من رواية" ثرثرة فوق النيل" وأعتقد من مكتبة مدبولي التي تقع على ميدان "طلعت حرب" القريب منا، ووضعها على الطاولة حيث نجلس، وفتحها على الصفحة التي فيها عنوان الرواية الداخلي وقال: من يريد أن يوقع هنا فليوقع، وأخرج قلما وكان هو أول الموقعين وتتالت التوقيعات وتسابق القوم في ذلك.
وصل الأستاذ نجيب وجلس ،والصفحتان المتقابلتان من رواية "ثرثرة فوق النيل" غطتهما التوقيعات تقريبًا، وإبراهيم منصور قال مخاطبا نجيب محفوظ: بالمناسبة يا أستاذ هذا الكتاب هدية منا لك"نحن أبناؤك" ويسعدنا أن تقبلها منا.
قد كتبت هذا من قبل سنتين وأكثر، لكن الذي لم أكتبه هو:
أن محمد ابراهيم مبروك مال الى جهة ابراهيم منصور وقال في أذنه: يا ابراهيم، نحن جيل بلا أساتذة وقد أعلنها محمد حافظ رجب أمام الجميع،نحن جيل يشكل بوتقته بنفسه، ومسألة نحن أبناؤك صعب عليّ أن أتقبلها، مع كل التقدير والإحترام، .
معلومة : بعد كل هذه السنوات التي مرت على هذا الحدث، نشر الأستاذ محمد شعير" الكاتب ومدير تحرير "أخبار الأدب" على صفحته صورة التوقيعات تلك ، فقد وجدها خلال تنقيبه في تراث محفوظ، وهذا من اختصاصه، يمكن ملاحظة توقيعي في الزاوية العليا اليمنى، وهو توقيعي الذي لم يتغير الى اليوم ، وملاحظة توقيع محمد ابراهيم مبروك تحت، وبقية من كانوا حاضرين
أعلى