الحلقة الخامسة: الأوبرا والبالية: تعكس إرادة تهيب الدولة/ تهيبة العقل؛
إن التوافق الناتج بين (نيتشه) و (فاغنر) حول الاوبرا والبالية في تدعيم قوة ارادة التحرر ـ قوة هوية الفرد/الدولة٬ وسياق نظم الإسهام في توحيد؛ الفرد في مواكبته نفسه٬ والدولة مع الأمة وبقائهـ/ـا٬ رافقه أختلاف حول مآلات سوال المشقة؛ الصلة بين الاوبرا والبالية "الفن" والايديولوجيا "السياسة". فلئن كان (فاغنر) هو الذي جرد مشقة السؤال في مسألة "تغيرسلطة الحكم من الامة إلى قائد الامة"٬ مستندا في تحليلاته الفلسفية إلى نظريته الموسيقية في الاوركسترا بمواكبة الايديويوجبا٬ وهو أيضا الذي هيب وتعالاه بلورة؛ السياق التنظيمي في الصيغة الفكرية التاريخية النهائية لمعاني الاوبرا والباليه٬ وسلطة حكم الاوركسترا٬ والقيادة تماتلا لقوة الإرادة الهيبة إليها بـ( = تحرر الدولة٬ نوع سلطة الحكم٬ إرادة القيادة)٬ معززا نظرية "تطور متوالية الاحكام بالسلم النغمي"٬ والاختلاف الاخلاقي٬ والتنوع المنطقي٬ ذلك التأويل نحو الارتقاء و تحديات "التطور الطبيعي" المبكرة التي روج لها أصحاب الحداثة وسلطة الحكم٬ إذ حدثوا وجددوا وغيروا كثيرا في تدشين مهام حكم إطار سياق المنظومة للاحكام؛ في الإرادة المتعالية عند التأمل لفن الأوبرا والباليه؛ الذي ينتقل فنها بوجه التحقق والفحص المهيب إلى سلطة حكم الأمة٬ وفي سلطة حكم تعالي قيمة الإرادة العليا للأمة الذي يتحول إلى القيادة العليا المتفردة؛ الخطاب الشارح للعلاقة النغمية الانتقالية في متوالية دورة الاوبرا والباليه؛ في دورة تكاملها بين" الطبيعي والاخلاقي والمنطقي في الدولة ثم حكم الامة إلى القيادة المتفردة"؛ وفقا لنظرة في متوالية دورة تحول طبيعة العصور٬ وتغيير اخلاقيات الأزمنة٬ و تعددية منطقها وصيرورتها ( االمتعالية المهيبة ) في تجاوز العقل من هيبة صورية٬ تعكس هشاشة الإرادة المهية٬ من الخير والشر (فاغنر). فإن (نيتشه) قد أسهم في صياغة وجهة نظر فلسفة عن تهافت "أفول الفلاسفة" من خلال نقديته الدنيا إليهم وتحديث صيغ ما بعد حداثية شاملة٬ يمكن من خلالها تقوم إرادة الحياة المهيبة٬ متعالية الإنسانية. ولا سيما أنه أعاد الاعتبار إلى الحقل الجمالي اللغة في الخطاب الفكري الإنساني المستقل؛ لأنه استبق ومضة خاطفة للفهم الفوقي والبعيد٬ معبرا عن بوحدة واجب الوجود افي الانوجاد بيننا٬ أي أمل (بكسر الميم) منه؛ أن يقيم يمأسس سياقات مدخلا بتنظيم النظر إلى "الفن" /الاوبرا والباليه في سلطة الفرد العليا ـ الخطاب ـ حريته في اختيار تحرره من المجتمع المدني٬ وتجنب قوقعة طبيعة تحول الدولة وتغيير نظام سلطتها في الاختيار٬ لا كما فعتلت ماضي الامة في هصور غابرة٬ لغرض أن يجنب مكانة الحرية من إطارها الميتافيزيقي٬ أي ان يجنب الإرادة من أمثولات قبلية٬ بالنموذجات الراجحة في القيادة كما هو الحال بنموذج (إيطاليا) سقوطا آخر من دون أن يعني ذلك أن (نيتشه) أستطاع التنظير لفضاء فوق خطاب "شوبينهور" كاملا وما تلاه مكررا بصيغة متماثلة الأسس عند "فاغنر"٬ ما دام تشديده على أهمية السلطة السياسية للامة من تشاؤومية وتفاؤال للحكم٬ كان ذلك رهين مقولات متحدرة غير متحررة من الماضي/القبلي/الميتافيديقي/الديني/الكنسي٬ وفي هذا يحدث توافق بين الطرحين من "فن" الاوبرا والباليه٬ تنبيها على مرسوم التوافق؛ ما وسع إطاره أو ضاق نحو سعي فهم طبيعة الهدف (الفاغنري) و (النيتشوي). فالدعوة الايديولوجية٬ بالنسبة إلى صاحب (أوبرا بارسفال ـ1857)٬ تساعد على تنقية الايديوجية من شرورها ومثالبها٬ وتسهم في خلق اللحمة الضرورية للاجتماع الإرادة الإنسانية العليا٬ وبالفن تتعالى حتى تصفى النفس وتنظيم سياقات اهدافها الاخلاقية٬ وتنصالح اخلاقيات أحوال الناس وتتعدد منطق وظائفها المهيبة لمهام العمل. أما (نيتشه)٬ فإن الإيديولوجا كأحد أركان الإرادة ـالمقيدة ـ والداعية إلى التحرر للدولة. أي بمعنى أصبح ينظر فيها عنصر قوة الدولة على حساب الفرد٬ و ايضا على حساب (زرادشت) معا٬ إن جاز تأملنا خطابه في تثاقفات (افول الفلاسفة) بعد أن كان سبب الفشل والانحطاط٬ مقابل تماثلاته في كتاب (زرادشت). وهذا عائد إلى المهام التي يمكن تمكن سلطة (لإرادة المتهيبة/الفرد/ الإيديولوجيا) والاستطاعة أن يؤديها؛ فإذا كان الاوبرا والباليه في يد الدولة خطابها؛ إذن هي التي تمارس من خلالها مهام "خطاب الانوجاد" زمنية الـ"تراني"/الظهور٬ وتجعل منه سيفا يسلط على المواطنين٬ وتمنح صورة مخالفة "لقيمة إرادة الفن العليا" نأي عن هيبته٬ مما تجعل ما هو لفسفة الجمال من أهمية مهيبة متعاليه٬ إلى تطلعات شمولية" متهافتة وتحرمهم من تقرير مصيرهم الإنساني والثقافي والاجتماعي والسياسي؛ فتجعل ما هو متعالي مهيب إنسانيا إلى ما هو منبوذ تنبغي مجابهته٬ أما إذا أسهم الفن "الايديولوجي" في خدمة الدولة٬ وساعد على تقبل فكرة القانون٬ فهو "فن ايديولوجي" ينبغي رعايته وإحاطته بالعناية اللازمة حسب ما يذهب إليه (فاغنر)٬ مقابل الفهم عند (نيتشه) إليه.
بيد أنه إذا كان (نيتشه) قد بارك إلى جانب فلاسفة وعلماء آخرين عصر النهضة الأوربية٬ بأن أسهمت أفكاره في تحرير المشروع الحداثي من سطوة أولهة مكانة منجزات رجال الدين وادوات المفعول الايديولوجي٬ وانفكاك مؤلهات الدين من قبضة ايديولوجيا رجال السياسة٬ فإن محاولة (فاغنر) احتفالية ليعلن فيها عن بدء ايراع العمل لإنجاز مشروع وتدشين مشروع ما لاستعمالها٬ و الرامية إلى تنبه أمته من الخطر الذي يحيط بها٬ بأن نبهها في توجهات "لغا" أكثر منه دون تمعن٬أحيا٬ إلى الأسباب التي تجعل من الأمة قريبة من الانحطاط إذا لم تستوعب التحولات الكثيرة التي يعرفها العمران والإنسان٬ ولا سيما في ما يتعلق بتطوير سياقات المنظومة المؤسسية الايديولوجية٬ وجعلوها مباركة قبل أن تتهاوى فيها من أحد٬ من دون مواكبة للتحولات٬ قد شكلت آخر احتفاليات العقل (الاوربي عامة والالماني خاصة) الاستباقية٬ والاستنهاض بها لكي تعطي الإشارة لتتلوها حالة من الركود الطويل٬ تم خلالها تهميش العمل الهيغلي العقلي ـ "معبر"ا فيها عما في نفسه٬ و وسيلة لغاية تنجز مباركتها نظرة شوبنهورـ٬ ونودع من الضرب بها (وهو غيب فيه) بوقف الابتكار التأويلي٬ بضعف بصرها وارتخاء داءها٬ وكأن على الاوبرا والباليه تفسد إن أتخذت منها مدشن جمالي في الفن٬ وهي تتشقق في التاريخ٬ أي أن يتوقف بموت المبدعين في الابتكار والابداع الأوائل. وهكذا٬ وبينما "في إشارة دفينة" نحو "الانوجاد في ما استفادت أوربا من الاصلاح الديني والفلسفة السياسية٬ اللتين كان (نيتشه) من أهم المناهضين فيها٬ فإن دعوة (فاغنر) لم تكن إلا تاريخا لواقع الانحطاط الذي لاحت مؤشراته على يد (نيتشه) في "أفول الاصنام/الفلاسفة".
وتبقى إشارة لا بد من التطرق إليها في سياق الاوبرا والباليه٬ بحث مشقة السؤال عند كل من (نيتشه) و (فاغنر)٬ من حيث أن هذه الدراسة؛ ليست سوى بحث أولى٬ يستدعي أبحاثا وقراءات أخرى٬ فإذا كان توقفنا٬ عند بعض التنبيهات إليها في المتن٬ قد كشف عن الوجه "اليونانية القديمة" من آثر٬ فإن التأثر الأرسطاليسي للـ(فاغنرية)٬ و رام "الرومانية القديمة" من علاقة "إسبارطية" بحث الوجه (النيتشوي) لـ(فاغنر) كما قرعها هو نفسه٬ في متون كتبه؛ الذي سبق الاشارة إليه/ا٬ فإن مسعى محاولتنا؛ البحث عن عناصر قوة الألتقاء وضعف الأفتراق بين (النيتشوية) و (الفاغنرية) من حيث كمونات خيوطها قوة؛ في ما يتعلق بالمسألة المؤلهات الفلسفية للحرية الفردية٬ والايديولوجيا؛ في بعديهما "إيديولوجيا الدينية/العلمانية السياسية "حداثية/أو/مابعد حداثية"٬ ما هي إلا محاولة لاكتشاف مشقة السؤال لدى الرجلين٬ بمعزل عن سياقاتهما الفلسفية للحرية٬ أو بعدهما الايديولوجي المؤله؛ بصيغته الدينية والسياسية المغلقة/المفتوحة٬ الأمر الذي يكتمل إطارها في خطاب الموسيقى٬ الأوبرا والباليه؛ إلا إذا تم تطوير هذا الموضوع الذي سبق أن فتحنا مصرع البحث في نبش وتدشينها٬ في سعينا إلى ضمها في كتاب يضم بين دفتيه محتوى جزيئيات وتفاصيل متصلة أكثر عن الموضوع٬ وهو ما نسعى إلى القيام به في دفع القارىء العربي نحو أخذ زمام توسيع وتطوير كل ما يرها ضعيفا لتقويتها٬ ومخفيا لإظهارها٬ معقدة لتيسيرها٬ لمد أواصر الخلق الثقافي معرفيا نحو جسور المستقبل المعرفي.
مع الوقفة الملزمة إلى استعادة إشارة النقاش ضرورية؛ حول فكر هذين المبدعين ليس من باب قوة طبيعة الترف الفكري٬ أو تغيير الرياضة الثقافية٬ أو تعددية البديهة الذهنية٬ بل إن سياق منظومات قيادة راهننا في اشد الحاجة قرابة إلى التفكير؛ مع قوة طبيعة ومضات تألق (نيتشه) و (فاغنر) إليهما٬ من غير الحاجة إلى المزايدة الفضفاضة٬ والنحول بها إلى المفاضلة بينهما٬ بل بهدف ورسالة ونتائج؛ مزج مضامين فاعلية آثر إنتاجهما بحث عمق مشقة سؤال الاوبر والباليه نحو الغايات والوسائل العلمية والجمالية الفلسفية للفن وآثره في الكليات الوجب ـ وجودها٬ والإستفادة مما رما غرسه من رسوخ ملاحظات التنبيه إليه٬ وما توخيا التأسيس له من ابتكار الفعل وآثره الفاعل؛ في ادوات ووظائف منهجية٬ جادة السعي "إرادة" في قوة الانوجاد والتراني٬ الفحص والتحقق والتصنيف؛ فصاحب (زرادشت) كان ومضة تاريخية مدهشة٬ بل ولحظة متجددة فارقة في التأسيس الابداعي٬ والمرسخ للحداثة الإنسانية؛ الثقافية والاجتماعية والسياسية والصناعية والسياسية والتكنولوجية٬ والمساهمة في تطوير آليات طبيعة السياقات التنظيمية للمنظومات الجزئية "المفتوحة والمغلقة" في مصادر تنوع التنظير لبناء قوة هوية تحرر أنوجاد "الفرد/الدولة" وترانيتها الحديثة٬ و ودفع الإرادة نحو التحرر الترويج لها٬ لاعتبارات منظور الفلسفة والفعل٬ والاخذ بوضع إطر مغايرة لفهم الانوجاد للحرية بين كل من العلاقة لإرادة الافراد اولا تحرره٬ كجوهر الانتماء الايديولوجي في خياره٬ بعيدا عن مؤلهات الايديولوجيا الرامية بالدين ثناء المقدسات بالسياسة٬ ما ساعد إنفتاح التفكير الإنساني من مؤلهاته: بمغلقاته التاريخية٬ ودورات مثالية وهميته بمثالبها المقدسه٬ ومؤطر تموقعاته المطلقة ـ الميتافيزيقية. بينما الأخر راح بتيني نهجا آخر٬ صاحب (الزورق الشبح) يتكفل بنقل التفكير الإيديولوجي من الهيبة المتعالية؛ الطوبى الشوبنهورية إلى الواقع في الفحص والتحقيق والتنفيذ٬ أي صنعة الانوجاد الايديولوجي٬ ومن خطاب الاوبرا والباليه والموسيقى التحليق في سماء الحزم الفكرية٬ غير الممكنة في الـ"هجليية" إلى حدود الـ"تراني" إرادة الإمكان ـ الشوبنهورية٬ أي من التشاؤومية لتتكفل المشقة إلى بحث السؤال إليها عن السعادة ـ التفاؤول للسادة من تظلم عبيدها ٬ ومن إنكار تظلم الانوجاد المزمن من تأثير تصميم العمران في إرادة الاجتماع البشري "الايديولوجي" إلى الاعتراف بمحدودية الفكر داخل الواقع ذاته.
ومما لا غرو فيه٬ إذا٬ إنها محاولة إعادة فحص وتحقق٬ تستهدف تأهل الفروض من إبراز نقاط النتائج الضعيفة٬ تحديات متصلة٬ ودفعها نحو الفرص ـالانوجادات الضائعة ـ الغير مححقة؛ والتي كان من شأن أغتنامها٬ أي بمعني إبراد معطيات "قوة الإرادة" كشف استعداد قوة الطبيعة لها٬ خياراتها الاخلاقية٬ وتعدد احتملات منقباتها المنطقية؛ وتوقعات ما بين المركز والهامش٬ وطبيعة حيال أن يجلبها مخاطر/فرص الواقع (الفردي ـ الإيديولوجي) للحرية المعاصرة تلك٬ وزمام فرضيات نبذ/تبني ما تتكفل به الدورات التاريخية المتوالية لمثالية "هيجليية" عقلانيات تأبى أن تمد نفسها؛ حتى تنهض لتصبح في "الانوجاد" الـ "التراني"واقعا٬ ويترصد أقتناص ما تنتهز لها الفرص من جهوزية؛ صنعة الفراغات الثقافية والسياقات التنظيمية الفكرية؛ التي تحاول الايديولوجيات "الفاغنرية"٬ القيادة العليا المنغلقة؛ التي تؤطرها مؤلهات مقدسة ملأها التفرد٬ والتحكم بالقبض على سلطتها العليا٬ والاأستحواذ على قوة الحكم٬ و تنوع تعدد الاحكام على بياضاتها البكر. فالخطاب للاوبرا والباليه٬ حيال هذا المر٬ هو٬ أخذ بهما للاعتقاد بأن الإرادة العليا المهيبة في المجال التداولي للخطاب (الفردي ـ الجزئي الايديولوجي)٬ يعد مختلفا من المجال التداولي (الجمعي ـ الشمولي الايديولوجي)٬ والتدافه المستحمي تحمسا٬ لها دوافع متخفية وراء الذاتوية العقيمة٬ وتسفيه الذات العليا وهيبتها الرفيعة٬ ومسعاها نحو الإنوجاد إلى ترانية هيبتها الكونية المتعالية٬ كل ذلك يضعف على "المركب الشبح" للعوم في البحر (فاغنر)٬ ولا أيضا أن يصمد "زرادشت" بأفول وحدة أفول الاصنام في التاريخ٬ وتجعل ما يعزز ثقل الانوجاد "عقلانيا" لتاريخانية الواقع. وآي ذلك أن خطابات الاوبرا والبالية (الفردية ـ الإيديولوجية)٬ آهلت نفسها لخطابات عبرت عن نفس الفجوة٬ إلا أنها اعتمدت الجسر؛ الذي نهممت غموسها التفسيرية بالإيضاح "أنوجادا" عليه٬ لها مثالب واقعية الـ"ترانية" ممارسة كما في خطابات آثر الملذات (الافكار الجامعة ـ الشمولية الايديولوجية)٬ وهذا ما تبرزه القراءة المتمعنة لكل من (نيتشه) و (فاغنر)٬ وتؤده الدراسات المقارنة لباقي فلسفات عظام المغدقين بمتون صلاحيات أفكارهم تلك٬ المنظرين الحداثيين٬ تجمعات الاحرار المنتمين للمنظومتين الفردية والشمولية٬ المغلقة والمنفتحة٬ الدينية وغير الدينية٬ الديمقراطية والاستبداية٬ ومثاله ما يعكس خطابها في الابوبرا والبالية من ميولات خفية ظاهرة أو ساكنة متحركة٬ حيث وقفنا عليها خلال مقارنتنا لمتني إتباع (الحداثة النيتشوية) و(التقليدية المحافظة بالتجديد فاغنرية)٬ حيث لوحظ أن للاوبرا والباليه لها الطروحات التي توصف بعض الشعوب بأنها خاضعة بحكم الفطرة٬ والايديولوجيا بالدين والمناخ السياسي٬ تتسم بتهافت أسسها للحرية ومفهوم خطابها بالمنفتح٬ وغياب السياق التنطيمي للخطاب لالنوجاد٬ يظهر الاتساق الايديولوجي عن نتائجها٬ لأن معايير الهيبة المتعالية٬ وقوة الطبيعة المتصارع٬ لها تغيير اخلاقي وتعدد منطقي يتسق رباطة علاتها بمنظومات التاريخ٬ أثبت أن عقلانية جميع الشعوب خضعت للاستعباد٬ وادعت تمدن خطابها الحداثي مغلق٬ تحكمت فيها مؤلهات القوة الايديولوجية القابلية للطغيان٬ وفي المقابل الهيبة المتعالية تم رسوخ إرادتها المتهيبة تسجيل أن كل أفراد الشعوب تملكت القدرة على الأنفكاك من قواعدها٬ ولا يدخل في ذلك أنها رومانية أو أغريقية٬ أو٬ أن السعي الأستبدادي خاصية روما القديمة والانقياد نحو تحقيق الانوجاد الملموس بواقعية الصراع الفعلي٬ على المستوى الايديولوجي٬ أو أن التراني في البؤس"الفردي" لعقد أغريقيته بعقلانية متعالية افلاطونيا/ارسطيا٬ الرامية بالخطابات الفلسفية خاصية بهويتها الاغريقية٬ بل ما تجلى نصيبها في الخطاب الاسقراطي٬ وللاخذ "التراني" في الانوجاد الجلي هو أن نخرج به ـ خطاب الاوبرا والباليه ـ من مساءلة قوة سلطة خطاب الاوبرا والباليه٬ مسألة قوة شمولية الايديولوجيا على قوة احكام السلطة٬ أو قوة إرادة الفرد على سلطة الدولة٬ لدى كل من (نيتشه) و (فاغنر)٬ إذ الايديولوجيا عند هذين المفكرين قد يكون عنصد قوة إرادة٬ تستند الفرد به إليه الأمة٬ وقد يكون عنصر هدم وتدمير٬ ترمي به الهيبة المتعالية إلى أن يبطش وبطل كل تأسيسات الإرادة بالعقل.
يتبع... الحلقة القادمة ـ
إن التوافق الناتج بين (نيتشه) و (فاغنر) حول الاوبرا والبالية في تدعيم قوة ارادة التحرر ـ قوة هوية الفرد/الدولة٬ وسياق نظم الإسهام في توحيد؛ الفرد في مواكبته نفسه٬ والدولة مع الأمة وبقائهـ/ـا٬ رافقه أختلاف حول مآلات سوال المشقة؛ الصلة بين الاوبرا والبالية "الفن" والايديولوجيا "السياسة". فلئن كان (فاغنر) هو الذي جرد مشقة السؤال في مسألة "تغيرسلطة الحكم من الامة إلى قائد الامة"٬ مستندا في تحليلاته الفلسفية إلى نظريته الموسيقية في الاوركسترا بمواكبة الايديويوجبا٬ وهو أيضا الذي هيب وتعالاه بلورة؛ السياق التنظيمي في الصيغة الفكرية التاريخية النهائية لمعاني الاوبرا والباليه٬ وسلطة حكم الاوركسترا٬ والقيادة تماتلا لقوة الإرادة الهيبة إليها بـ( = تحرر الدولة٬ نوع سلطة الحكم٬ إرادة القيادة)٬ معززا نظرية "تطور متوالية الاحكام بالسلم النغمي"٬ والاختلاف الاخلاقي٬ والتنوع المنطقي٬ ذلك التأويل نحو الارتقاء و تحديات "التطور الطبيعي" المبكرة التي روج لها أصحاب الحداثة وسلطة الحكم٬ إذ حدثوا وجددوا وغيروا كثيرا في تدشين مهام حكم إطار سياق المنظومة للاحكام؛ في الإرادة المتعالية عند التأمل لفن الأوبرا والباليه؛ الذي ينتقل فنها بوجه التحقق والفحص المهيب إلى سلطة حكم الأمة٬ وفي سلطة حكم تعالي قيمة الإرادة العليا للأمة الذي يتحول إلى القيادة العليا المتفردة؛ الخطاب الشارح للعلاقة النغمية الانتقالية في متوالية دورة الاوبرا والباليه؛ في دورة تكاملها بين" الطبيعي والاخلاقي والمنطقي في الدولة ثم حكم الامة إلى القيادة المتفردة"؛ وفقا لنظرة في متوالية دورة تحول طبيعة العصور٬ وتغيير اخلاقيات الأزمنة٬ و تعددية منطقها وصيرورتها ( االمتعالية المهيبة ) في تجاوز العقل من هيبة صورية٬ تعكس هشاشة الإرادة المهية٬ من الخير والشر (فاغنر). فإن (نيتشه) قد أسهم في صياغة وجهة نظر فلسفة عن تهافت "أفول الفلاسفة" من خلال نقديته الدنيا إليهم وتحديث صيغ ما بعد حداثية شاملة٬ يمكن من خلالها تقوم إرادة الحياة المهيبة٬ متعالية الإنسانية. ولا سيما أنه أعاد الاعتبار إلى الحقل الجمالي اللغة في الخطاب الفكري الإنساني المستقل؛ لأنه استبق ومضة خاطفة للفهم الفوقي والبعيد٬ معبرا عن بوحدة واجب الوجود افي الانوجاد بيننا٬ أي أمل (بكسر الميم) منه؛ أن يقيم يمأسس سياقات مدخلا بتنظيم النظر إلى "الفن" /الاوبرا والباليه في سلطة الفرد العليا ـ الخطاب ـ حريته في اختيار تحرره من المجتمع المدني٬ وتجنب قوقعة طبيعة تحول الدولة وتغيير نظام سلطتها في الاختيار٬ لا كما فعتلت ماضي الامة في هصور غابرة٬ لغرض أن يجنب مكانة الحرية من إطارها الميتافيزيقي٬ أي ان يجنب الإرادة من أمثولات قبلية٬ بالنموذجات الراجحة في القيادة كما هو الحال بنموذج (إيطاليا) سقوطا آخر من دون أن يعني ذلك أن (نيتشه) أستطاع التنظير لفضاء فوق خطاب "شوبينهور" كاملا وما تلاه مكررا بصيغة متماثلة الأسس عند "فاغنر"٬ ما دام تشديده على أهمية السلطة السياسية للامة من تشاؤومية وتفاؤال للحكم٬ كان ذلك رهين مقولات متحدرة غير متحررة من الماضي/القبلي/الميتافيديقي/الديني/الكنسي٬ وفي هذا يحدث توافق بين الطرحين من "فن" الاوبرا والباليه٬ تنبيها على مرسوم التوافق؛ ما وسع إطاره أو ضاق نحو سعي فهم طبيعة الهدف (الفاغنري) و (النيتشوي). فالدعوة الايديولوجية٬ بالنسبة إلى صاحب (أوبرا بارسفال ـ1857)٬ تساعد على تنقية الايديوجية من شرورها ومثالبها٬ وتسهم في خلق اللحمة الضرورية للاجتماع الإرادة الإنسانية العليا٬ وبالفن تتعالى حتى تصفى النفس وتنظيم سياقات اهدافها الاخلاقية٬ وتنصالح اخلاقيات أحوال الناس وتتعدد منطق وظائفها المهيبة لمهام العمل. أما (نيتشه)٬ فإن الإيديولوجا كأحد أركان الإرادة ـالمقيدة ـ والداعية إلى التحرر للدولة. أي بمعنى أصبح ينظر فيها عنصر قوة الدولة على حساب الفرد٬ و ايضا على حساب (زرادشت) معا٬ إن جاز تأملنا خطابه في تثاقفات (افول الفلاسفة) بعد أن كان سبب الفشل والانحطاط٬ مقابل تماثلاته في كتاب (زرادشت). وهذا عائد إلى المهام التي يمكن تمكن سلطة (لإرادة المتهيبة/الفرد/ الإيديولوجيا) والاستطاعة أن يؤديها؛ فإذا كان الاوبرا والباليه في يد الدولة خطابها؛ إذن هي التي تمارس من خلالها مهام "خطاب الانوجاد" زمنية الـ"تراني"/الظهور٬ وتجعل منه سيفا يسلط على المواطنين٬ وتمنح صورة مخالفة "لقيمة إرادة الفن العليا" نأي عن هيبته٬ مما تجعل ما هو لفسفة الجمال من أهمية مهيبة متعاليه٬ إلى تطلعات شمولية" متهافتة وتحرمهم من تقرير مصيرهم الإنساني والثقافي والاجتماعي والسياسي؛ فتجعل ما هو متعالي مهيب إنسانيا إلى ما هو منبوذ تنبغي مجابهته٬ أما إذا أسهم الفن "الايديولوجي" في خدمة الدولة٬ وساعد على تقبل فكرة القانون٬ فهو "فن ايديولوجي" ينبغي رعايته وإحاطته بالعناية اللازمة حسب ما يذهب إليه (فاغنر)٬ مقابل الفهم عند (نيتشه) إليه.
بيد أنه إذا كان (نيتشه) قد بارك إلى جانب فلاسفة وعلماء آخرين عصر النهضة الأوربية٬ بأن أسهمت أفكاره في تحرير المشروع الحداثي من سطوة أولهة مكانة منجزات رجال الدين وادوات المفعول الايديولوجي٬ وانفكاك مؤلهات الدين من قبضة ايديولوجيا رجال السياسة٬ فإن محاولة (فاغنر) احتفالية ليعلن فيها عن بدء ايراع العمل لإنجاز مشروع وتدشين مشروع ما لاستعمالها٬ و الرامية إلى تنبه أمته من الخطر الذي يحيط بها٬ بأن نبهها في توجهات "لغا" أكثر منه دون تمعن٬أحيا٬ إلى الأسباب التي تجعل من الأمة قريبة من الانحطاط إذا لم تستوعب التحولات الكثيرة التي يعرفها العمران والإنسان٬ ولا سيما في ما يتعلق بتطوير سياقات المنظومة المؤسسية الايديولوجية٬ وجعلوها مباركة قبل أن تتهاوى فيها من أحد٬ من دون مواكبة للتحولات٬ قد شكلت آخر احتفاليات العقل (الاوربي عامة والالماني خاصة) الاستباقية٬ والاستنهاض بها لكي تعطي الإشارة لتتلوها حالة من الركود الطويل٬ تم خلالها تهميش العمل الهيغلي العقلي ـ "معبر"ا فيها عما في نفسه٬ و وسيلة لغاية تنجز مباركتها نظرة شوبنهورـ٬ ونودع من الضرب بها (وهو غيب فيه) بوقف الابتكار التأويلي٬ بضعف بصرها وارتخاء داءها٬ وكأن على الاوبرا والباليه تفسد إن أتخذت منها مدشن جمالي في الفن٬ وهي تتشقق في التاريخ٬ أي أن يتوقف بموت المبدعين في الابتكار والابداع الأوائل. وهكذا٬ وبينما "في إشارة دفينة" نحو "الانوجاد في ما استفادت أوربا من الاصلاح الديني والفلسفة السياسية٬ اللتين كان (نيتشه) من أهم المناهضين فيها٬ فإن دعوة (فاغنر) لم تكن إلا تاريخا لواقع الانحطاط الذي لاحت مؤشراته على يد (نيتشه) في "أفول الاصنام/الفلاسفة".
وتبقى إشارة لا بد من التطرق إليها في سياق الاوبرا والباليه٬ بحث مشقة السؤال عند كل من (نيتشه) و (فاغنر)٬ من حيث أن هذه الدراسة؛ ليست سوى بحث أولى٬ يستدعي أبحاثا وقراءات أخرى٬ فإذا كان توقفنا٬ عند بعض التنبيهات إليها في المتن٬ قد كشف عن الوجه "اليونانية القديمة" من آثر٬ فإن التأثر الأرسطاليسي للـ(فاغنرية)٬ و رام "الرومانية القديمة" من علاقة "إسبارطية" بحث الوجه (النيتشوي) لـ(فاغنر) كما قرعها هو نفسه٬ في متون كتبه؛ الذي سبق الاشارة إليه/ا٬ فإن مسعى محاولتنا؛ البحث عن عناصر قوة الألتقاء وضعف الأفتراق بين (النيتشوية) و (الفاغنرية) من حيث كمونات خيوطها قوة؛ في ما يتعلق بالمسألة المؤلهات الفلسفية للحرية الفردية٬ والايديولوجيا؛ في بعديهما "إيديولوجيا الدينية/العلمانية السياسية "حداثية/أو/مابعد حداثية"٬ ما هي إلا محاولة لاكتشاف مشقة السؤال لدى الرجلين٬ بمعزل عن سياقاتهما الفلسفية للحرية٬ أو بعدهما الايديولوجي المؤله؛ بصيغته الدينية والسياسية المغلقة/المفتوحة٬ الأمر الذي يكتمل إطارها في خطاب الموسيقى٬ الأوبرا والباليه؛ إلا إذا تم تطوير هذا الموضوع الذي سبق أن فتحنا مصرع البحث في نبش وتدشينها٬ في سعينا إلى ضمها في كتاب يضم بين دفتيه محتوى جزيئيات وتفاصيل متصلة أكثر عن الموضوع٬ وهو ما نسعى إلى القيام به في دفع القارىء العربي نحو أخذ زمام توسيع وتطوير كل ما يرها ضعيفا لتقويتها٬ ومخفيا لإظهارها٬ معقدة لتيسيرها٬ لمد أواصر الخلق الثقافي معرفيا نحو جسور المستقبل المعرفي.
مع الوقفة الملزمة إلى استعادة إشارة النقاش ضرورية؛ حول فكر هذين المبدعين ليس من باب قوة طبيعة الترف الفكري٬ أو تغيير الرياضة الثقافية٬ أو تعددية البديهة الذهنية٬ بل إن سياق منظومات قيادة راهننا في اشد الحاجة قرابة إلى التفكير؛ مع قوة طبيعة ومضات تألق (نيتشه) و (فاغنر) إليهما٬ من غير الحاجة إلى المزايدة الفضفاضة٬ والنحول بها إلى المفاضلة بينهما٬ بل بهدف ورسالة ونتائج؛ مزج مضامين فاعلية آثر إنتاجهما بحث عمق مشقة سؤال الاوبر والباليه نحو الغايات والوسائل العلمية والجمالية الفلسفية للفن وآثره في الكليات الوجب ـ وجودها٬ والإستفادة مما رما غرسه من رسوخ ملاحظات التنبيه إليه٬ وما توخيا التأسيس له من ابتكار الفعل وآثره الفاعل؛ في ادوات ووظائف منهجية٬ جادة السعي "إرادة" في قوة الانوجاد والتراني٬ الفحص والتحقق والتصنيف؛ فصاحب (زرادشت) كان ومضة تاريخية مدهشة٬ بل ولحظة متجددة فارقة في التأسيس الابداعي٬ والمرسخ للحداثة الإنسانية؛ الثقافية والاجتماعية والسياسية والصناعية والسياسية والتكنولوجية٬ والمساهمة في تطوير آليات طبيعة السياقات التنظيمية للمنظومات الجزئية "المفتوحة والمغلقة" في مصادر تنوع التنظير لبناء قوة هوية تحرر أنوجاد "الفرد/الدولة" وترانيتها الحديثة٬ و ودفع الإرادة نحو التحرر الترويج لها٬ لاعتبارات منظور الفلسفة والفعل٬ والاخذ بوضع إطر مغايرة لفهم الانوجاد للحرية بين كل من العلاقة لإرادة الافراد اولا تحرره٬ كجوهر الانتماء الايديولوجي في خياره٬ بعيدا عن مؤلهات الايديولوجيا الرامية بالدين ثناء المقدسات بالسياسة٬ ما ساعد إنفتاح التفكير الإنساني من مؤلهاته: بمغلقاته التاريخية٬ ودورات مثالية وهميته بمثالبها المقدسه٬ ومؤطر تموقعاته المطلقة ـ الميتافيزيقية. بينما الأخر راح بتيني نهجا آخر٬ صاحب (الزورق الشبح) يتكفل بنقل التفكير الإيديولوجي من الهيبة المتعالية؛ الطوبى الشوبنهورية إلى الواقع في الفحص والتحقيق والتنفيذ٬ أي صنعة الانوجاد الايديولوجي٬ ومن خطاب الاوبرا والباليه والموسيقى التحليق في سماء الحزم الفكرية٬ غير الممكنة في الـ"هجليية" إلى حدود الـ"تراني" إرادة الإمكان ـ الشوبنهورية٬ أي من التشاؤومية لتتكفل المشقة إلى بحث السؤال إليها عن السعادة ـ التفاؤول للسادة من تظلم عبيدها ٬ ومن إنكار تظلم الانوجاد المزمن من تأثير تصميم العمران في إرادة الاجتماع البشري "الايديولوجي" إلى الاعتراف بمحدودية الفكر داخل الواقع ذاته.
ومما لا غرو فيه٬ إذا٬ إنها محاولة إعادة فحص وتحقق٬ تستهدف تأهل الفروض من إبراز نقاط النتائج الضعيفة٬ تحديات متصلة٬ ودفعها نحو الفرص ـالانوجادات الضائعة ـ الغير مححقة؛ والتي كان من شأن أغتنامها٬ أي بمعني إبراد معطيات "قوة الإرادة" كشف استعداد قوة الطبيعة لها٬ خياراتها الاخلاقية٬ وتعدد احتملات منقباتها المنطقية؛ وتوقعات ما بين المركز والهامش٬ وطبيعة حيال أن يجلبها مخاطر/فرص الواقع (الفردي ـ الإيديولوجي) للحرية المعاصرة تلك٬ وزمام فرضيات نبذ/تبني ما تتكفل به الدورات التاريخية المتوالية لمثالية "هيجليية" عقلانيات تأبى أن تمد نفسها؛ حتى تنهض لتصبح في "الانوجاد" الـ "التراني"واقعا٬ ويترصد أقتناص ما تنتهز لها الفرص من جهوزية؛ صنعة الفراغات الثقافية والسياقات التنظيمية الفكرية؛ التي تحاول الايديولوجيات "الفاغنرية"٬ القيادة العليا المنغلقة؛ التي تؤطرها مؤلهات مقدسة ملأها التفرد٬ والتحكم بالقبض على سلطتها العليا٬ والاأستحواذ على قوة الحكم٬ و تنوع تعدد الاحكام على بياضاتها البكر. فالخطاب للاوبرا والباليه٬ حيال هذا المر٬ هو٬ أخذ بهما للاعتقاد بأن الإرادة العليا المهيبة في المجال التداولي للخطاب (الفردي ـ الجزئي الايديولوجي)٬ يعد مختلفا من المجال التداولي (الجمعي ـ الشمولي الايديولوجي)٬ والتدافه المستحمي تحمسا٬ لها دوافع متخفية وراء الذاتوية العقيمة٬ وتسفيه الذات العليا وهيبتها الرفيعة٬ ومسعاها نحو الإنوجاد إلى ترانية هيبتها الكونية المتعالية٬ كل ذلك يضعف على "المركب الشبح" للعوم في البحر (فاغنر)٬ ولا أيضا أن يصمد "زرادشت" بأفول وحدة أفول الاصنام في التاريخ٬ وتجعل ما يعزز ثقل الانوجاد "عقلانيا" لتاريخانية الواقع. وآي ذلك أن خطابات الاوبرا والبالية (الفردية ـ الإيديولوجية)٬ آهلت نفسها لخطابات عبرت عن نفس الفجوة٬ إلا أنها اعتمدت الجسر؛ الذي نهممت غموسها التفسيرية بالإيضاح "أنوجادا" عليه٬ لها مثالب واقعية الـ"ترانية" ممارسة كما في خطابات آثر الملذات (الافكار الجامعة ـ الشمولية الايديولوجية)٬ وهذا ما تبرزه القراءة المتمعنة لكل من (نيتشه) و (فاغنر)٬ وتؤده الدراسات المقارنة لباقي فلسفات عظام المغدقين بمتون صلاحيات أفكارهم تلك٬ المنظرين الحداثيين٬ تجمعات الاحرار المنتمين للمنظومتين الفردية والشمولية٬ المغلقة والمنفتحة٬ الدينية وغير الدينية٬ الديمقراطية والاستبداية٬ ومثاله ما يعكس خطابها في الابوبرا والبالية من ميولات خفية ظاهرة أو ساكنة متحركة٬ حيث وقفنا عليها خلال مقارنتنا لمتني إتباع (الحداثة النيتشوية) و(التقليدية المحافظة بالتجديد فاغنرية)٬ حيث لوحظ أن للاوبرا والباليه لها الطروحات التي توصف بعض الشعوب بأنها خاضعة بحكم الفطرة٬ والايديولوجيا بالدين والمناخ السياسي٬ تتسم بتهافت أسسها للحرية ومفهوم خطابها بالمنفتح٬ وغياب السياق التنطيمي للخطاب لالنوجاد٬ يظهر الاتساق الايديولوجي عن نتائجها٬ لأن معايير الهيبة المتعالية٬ وقوة الطبيعة المتصارع٬ لها تغيير اخلاقي وتعدد منطقي يتسق رباطة علاتها بمنظومات التاريخ٬ أثبت أن عقلانية جميع الشعوب خضعت للاستعباد٬ وادعت تمدن خطابها الحداثي مغلق٬ تحكمت فيها مؤلهات القوة الايديولوجية القابلية للطغيان٬ وفي المقابل الهيبة المتعالية تم رسوخ إرادتها المتهيبة تسجيل أن كل أفراد الشعوب تملكت القدرة على الأنفكاك من قواعدها٬ ولا يدخل في ذلك أنها رومانية أو أغريقية٬ أو٬ أن السعي الأستبدادي خاصية روما القديمة والانقياد نحو تحقيق الانوجاد الملموس بواقعية الصراع الفعلي٬ على المستوى الايديولوجي٬ أو أن التراني في البؤس"الفردي" لعقد أغريقيته بعقلانية متعالية افلاطونيا/ارسطيا٬ الرامية بالخطابات الفلسفية خاصية بهويتها الاغريقية٬ بل ما تجلى نصيبها في الخطاب الاسقراطي٬ وللاخذ "التراني" في الانوجاد الجلي هو أن نخرج به ـ خطاب الاوبرا والباليه ـ من مساءلة قوة سلطة خطاب الاوبرا والباليه٬ مسألة قوة شمولية الايديولوجيا على قوة احكام السلطة٬ أو قوة إرادة الفرد على سلطة الدولة٬ لدى كل من (نيتشه) و (فاغنر)٬ إذ الايديولوجيا عند هذين المفكرين قد يكون عنصد قوة إرادة٬ تستند الفرد به إليه الأمة٬ وقد يكون عنصر هدم وتدمير٬ ترمي به الهيبة المتعالية إلى أن يبطش وبطل كل تأسيسات الإرادة بالعقل.
يتبع... الحلقة القادمة ـ