ديوان الغائبين يوسف شاوش - الجزائر - 1967 - 1999

يوسف شاوش ( 02 أفريل1967 - 25 نوفمبر 1999)

من مواليد ربيع 1967 عام النكبة العربية كما كان يربط دائما ..بقرية الشهيد السبتي معماش (سيدي علي الشارف سابقا) ،إحدى معاقل ثورة التحرير بجبال بلدية بني زيد دائرة القل ،التي أسهم أهلها إسهاما كبيرا في الحركة الوطنية، فلا غرابة أن يولد "يوسف" هناك ، هو الذي كان ثوريا في كتاباته و سلوكاته، بعد أن تابع دراسته الإبتدائية هناك إلتحق بمدينة القل أين تابع دراسته الإكمالية و التانوية حيت نال شهاده البكالوريا ، انتقل بعدها إلى ولاية سطيف أين حاز على شهادة الليسانس في العلوم الإقتصادية فرع التسيير، اشتغل لعدة سنوات رئيسا لمصلحة الإعلام و الإتصال بالجامعة نفسها ليتفرغ بعدها لتحضير شهادة الماجستير بجامعة تلمسان، و في نفس الوقت كان يدرس بعض المقاييس بجامعتي سطيف و قسنطينة ، ألتحق بدمشق في إطار بعتة جامعية أين عمق تكوينه العلمي، حاز على شهادة الماجستير في جوان 1999 بدرجة مشرف جدا، التحق في تلك السنة بجامعة ورقلة للتدريس بعد أن ضاق به الحال في سطيف.
يعد المرحوم يوسف شاوش أحد الأدباء الشباب الفاعلين الدين أسهموا بقوة في تفعيل الحركة الأدبية الجزائرية مع نهاية التمانينيات و بداية التسعينيات ، بما كان ينشره بمختلف الجرائد و المجلات الوطنية و العربية ، كما شهدت الملتقيات الأدبية حضوره المستمر ، مشاركا و ملاحظا و منظما، انتخب في المؤتمر الإستتنائي السابع لإتحاد الكتاب الجزائريين عضوا بالمجلس الوطني حيت كان عضوا في لجنة المقاييس ِ
يعتبر المرحوم أحد خريجي جريدة النصر و بالتحديد ركن على مدارج التخييل الدي كان يشرف عليه الأديب مصطفى نطور ابن بلدية بني زيد كذلك ، و نشر أعماله الأدبية بالإضافة الى جريدة النصر في الجرائد التالية: أضواء ، الشعب، المساء، الجمهورية الأسبوعية ، النهار، العناب، مجلة الوحدة، و بعض الجرائد و المجلات العربية و على الخصوص مجلة اليوم السابع.
رحمة الله عليه..




منقول
عن صفحة بني زيد الزينة فيها تربينا على فيسبوك

-------------------

* ملحوظة:
شكرنا الخالص للأستاذ الشاعر والكاتب الجزائري عبدالحميد شكيل الذي لفتني لهذا المبدع الذي قضى وهو في شرخ الشباب




عبد الحميد شكيل
سبات الأغاني..

إلى الراحل: #يوسف_شاوش
( 02 أفريل1967)
( 25 نوفمبر 1999)
هل نصالح الريح، إذ نحتشد في بهو الغواية..؟ أم نوغل في اتساع المتاهة التي غربتها الأغاني..؟ وأسكنتنا جنات من عدم..أم سنظل نكتب شدونا على جناح طائر أزمع هجرة صوب الأقاصي البعيدة..؟ أم سنزدرد الطعم المر..؟ نغص بالماء، نعتمر عفاف المرايا ، نفشي سر الوردة الطالعة من جزع الروح، كيما يتسع الوطن.. وتضيق الجلجلة..؟؟
نراوغ الوجه/ القفا..
النظرات التي في المدى انكدرت، ثم أندثرت؟ ثم انبجست..
وتجلت كالدمع الذي استدار في تدفقه السوي..
ما تستر خلف سارية الأغاني، المدلجات في بضاضتها..
الريح التي استبسلت في معابرها الفجاج..
الكلمات التي اندحرت، ثم انحسرت/ ثم انهمرت/ ثم انتشرت
ثم انكسرت في مطلع الآه..!!
ولت هلعا إذ باغتها الزهو الارتجاج،
وتوارت في غبطة التجلي، إذ يشطره الغبار..
آاااااه..!!
يا زمن المذلة، الذي في سؤدد الكلمات تمادى..
ينشرني الظل الذي يصّاعد من عطش الرماد..
أسقط في مطبات اللغة.. جدثا ، وحنايا من تمر الدمع الذي تمرس بالسهاد..
وأفضى بي إلى جنة من عدم الوجد..!!
غدرتنا وشوشات الأغنيات،
وبريق الصبايا ، إذ لا حت في أفق العمر..
كامتداد البهو في جنات الله المشرعات..
أخفق/ أم أخفق في ظلك الذي في التباعد استطال:
قوارير من شراب مصفّى، وقبرات!!
أتسامى في شجن الغواية..
التي فتنتك في ريّق العمر..
وأسلمتك لبهجتها" حيزية" السيدات..
أسمتك يوسف الذي في الفتون تدرب..
أغوى الغواية..
أستشاط الريح بددا..
وتنكرت لك "مصر" القديمة،
ومرايا الريح.. في قرى" القل" الكافرة..
من يعتق شذى الوردة التي في الهبوب..؟
من يحزم شدو الأغاني.. التي أسلمتك مفاتيحها، وتوارت في
شقشقات النساء..؟
هل تدركني المقامات.. وينصرني البكاء..؟
وانهض من سباتي، متوّجا بالغناء..؟
أم انتظر هجعتك ، التي سكنت بهجة المعنى الذي في الثغور تعالى..؟
أهواك/ أهواك.. أيها النازف دمه على دبيب الخطوات..
من يشفع للوردة ، إذ يفتتها التوحد..؟
يناجزها الا سوداد الذي في العيون الكالحات..
هل أحبك/ إذ احبك/ فأحبك..
وأحب من مرّ على طلل المرايا، وأشرع ماء الجهات..؟
هل تبوح بسرها الوردة التي فصدوا دمها..
وشتتوا ناياتها.. في جهات لاتفيء إلى جنسها..؟
هل تفهمني السموات التي هنا..؟
والتي هناك، والتي في المطلق العدمي..؟
والتي تنكرت ل" مصر" إذ هدها الجراد، والطير، والسبع العجاف..
والذين يخرجون من الأجداث.. منفعلين بالوقت والقارعة..؟
هل تفيض بوجدها سيدة التجلي..؟
إذ تكسرني الطريق، ويعبرني شاطىء " النيل" إلى جهة في رمل الفلاة..؟
ويعصف بي حزن طاعن،إلى دفء حب لا تفسره الخطوات،
التي سبقتك إلى جنة الله..
آاااااه..!!
يشطرني الشغف الذي أراه على محياك:
مناديل، او قناديل، من وفرة تبدت كالوضوح..
من يمسح هذي الجروح..؟
التي انتشرت في ارتطام البراري، التي سفحت دمك..
إذ عبرت إلى مفترق الوقت..
منتصرا بالأغاني والسبات..
كيما يستقيم الخطو في الدرب،
الذي غربوه في توتره الشديد..
أربدتَ وحدك، في حمحمات الخيل،
التي خرجت من دمي، وانتصرت للشعر في تحوله الجديد..
أفردوك، إذ غربوك، وشردوك في أقاصي البلاد..
آااااه..!!
يا صديقي.. ضاق بنا الوطن..
واتسع شرخ الزلزلة..
كنت شاهق الطول..
كالبلوط في تسامقه البهي..
أفجعت الأغاني،عكّرت صفو الذين: توافدوا/ وتناشدوا/ وتنابزوا/ وتكالبوا/ وانتشروا كالغثاء..
آاااااه..!!
يخذلني البكاء..
وتخرج من دمي" مصر" القديمة..
يوسف..! أيها الصّديق: هل تذكر جلستنا الأخيرة..؟
كنت تفتل شاربك الكث..
ترسل نكتكت الأثيرة..
إذ تقول- في غير تزلف اونفاق-:
أيهاااااا " القلي" الذي قد من صخر الجبل..
أكتب الشعر.. وصغ حلو الجُمل، شبابتك الأغاني الجبلية،
غلمة النساء" العطويات" إذ يشرقن كالبدور في هجعة الليل البهيم.. معين الطفولة البائسة..
تفزعني العيون النائسة..
إذ تشرق من خبب الذين: يبصقون سوادهم ، على لوح الكتابة
خبثا، وشموسا كاسفة..
كنت تسميهم: قطط المواسم، والولائم، صبيان الأمسيات التي
تلمع من تشدقهم، إذ يعربدون في صفو الكتابة، والخطاب..
كيف هويت.. أيها المجبول من دم الريح، والعاصفة..؟
آااااه..!!
أدركتك القاصفة..
ول" مصر " في دمك انتصار..
خانتك/ إذ باعتك لقبائل" الهكسوس" الوافدة..
بالأمس هاتفتني..
كنت تجلجل بالجسارة، والكلام..
قلت لي: أما زلت تناجز الماء، ويفضحك الشبق..؟
فجاة.. غبت في ملكوت الله..!!
داهمني العرق..!
عاتبت" مصر" القديمة..
وانتصرت للمرايا، التي فضحت" زليخا" واندفعت في سباسبها الكثار..
من لي بضوئك، وزهوك الذي يصاعد من كوثر القلب الكليم..؟
إذ تهزمني" مصر" القديمة، ويخذلني الجدار..
ومن لوثوا بهحة الماء، وخاضوا في احمرار دمك الصاهل..
حرفوا يقظة الفجر، باعوا شعلة الجلنار..
وانتشروا كالموت في المعابر والثغور..
يوسف.. أيها الصّديق: ترملت" زليخا" التي قدّت قميصك من
وهج الذكاء..
خانتنا " مصر الجديدة"
والإخوة: امتشقوا خناجرهم..
وتكاثروا على دمي..!!




عبد الحميد شكيل
عنابة: نوفمبر1999
________________________________
القصيدة منشورة في المجموعة الشعرية" يقين المتاهة"
طبع المكتبة الوطنية الجزائرية سلسلة" ممرات شعرية" 4
سنة 2005




A[MEDI]story_fbid=424247055816073:id=100046923464471[/MEDIA






1638026237249.png


يوسف شاوش.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
ديوان الغائبين.. (مبدعون توفوا في ريعان الشباب)
المشاهدات
1,442
آخر تحديث
أعلى