امحمد ولد الطلبه اليعقوبي الشنقيطي - تــأوبــه طــيــف الـخــيــال بـمـريـمــا.. معارضة ميمية حميد ابن ثور الهلالي

قصيدة امحمد ولد الطلبه اليعقوبي الشنقيطي (1774 - 1856)..
وقد عارض بها قصيدة من امهات الشعر العربي وهي ميمية حميد ابن ثور الهلالي
والتي مطلعها:

ألا هيما مما لقيت وهيما
وويحا لمن لم يلق منهن ويحما



وقد دعى بن الطلبه الله بقوله "أرجو من الله أني أنا وحميد بن ثور ننشد قصيدتينا في ناد من أهل الجنة فيحكمون بيننا"


تــأوبــه طــيــف الـخــيــال بـمـريـمــا
فــبـــات مـعــنــا مـسـتـجـنــا مـتـيــمــا
تــأوبــه بــعـــد الـهــجــوع فـهــاضــهف
أبـدى مـن التهيـام مـا كــان جمجـمـا
لطـاف بهـا حتـى إذا النفـس أجهشـت
وأبــدت بـنـا لــي خضيـبـا ومعصـمـا
ووجـهــا كـــأن الـبــدر لـيـلــة أربــــع
وعـشـر عـلـيـه نـاصــلا قـــد تهـمـمـا
تـولـى كــأن اللـمـح بـالـطـرف زوره
وكــان وداعــا مـنــه أن هـــو سـلـمـا
فمـن ذا ولا مـن ذا رأى مـثـل زوره
ومثـل الــذي بـيـن الجـوانـح أضـرمـا
فـبـات الـهـوى يـسـتـن بـــي هيـجـانـه
فـأســدى بـلـبـي مـــا تـبـغـى وألـحـمـا
وبـــــت بــهـــم لا صـــبـــاح لـلـيــلــه
إذا مــا حــداه الـصـبـح كـــر ودومـــا
فقـلـت أمــا للـيـل صـبـح كـمــا أرى؟
أم الصبـح ممـا هيـج الطيـف أظلـمـا؟
بـلـى كــل لـيـل مصـبـح غـيـر أنـنــي
أرى الصبح يا للنـاس للصبـح أنجمـا
ألا يــــا خـلـيـلـي ارحـــــلا وتـيـمـمــا
بنـا حيـث أمسـى رائـد الظـعـن يمـمـا
فكـيـف الـقـرار بعـدمـا قـيــل يـمـمـت
مرابـعـهـا بـالـحـو أظـعــان مـريـمــا؟
ظـعـائـن يهـديـهـن فـــي كـــل نـجـعـة
مــن الـقـوم مئـنـاف إذا هـــم صـمـمـا
تحملن أن قـد شمـن مـن جـال تيـرس
مـخـيـلا بـهــا ألـقــى الـبـعـاع وديـمــا
فـخـبـرهـم روادهـــــم بــعـــد سـبــعــة
بـمـا سـرهـم أن جـــاد فـيـهـا فأفـعـمـا
وجــــر عــلــى أنـجـادهــا ووهــادهــا
مـن الـوشـي حـوكـا سندسـيـا وأنعـمـا
فـمـن يــك يـومـا ذا عـــزاء وسـلــوة
لـطــول تـنــاء أو لـوصــل تـصـرمـا
فلـسـت بـنـاس يـــوم ولـــت جمـالـهـم
وســال بـهـن الـفــج بالـظـعـن عـومــا
هجـائـن بـيـض مــن عـقـائـل عـامــر
جمعن إلـى الأحسـاب حسنـا وميسمـا
تـخـيــرن لــلأحـــداج كـــــل مــنـــوق
مــن الـبـزل فعـمـا قيـسـريـا عثمـثـمـا
يــزيــف بـمـبـهـاج كــــأن مـروطـهــا
تـخـال بـرئـم مـــن غـشـيـواء أرثـمــا
جعـلـن عـلـى الأحــداج خـمـلا وكـلــة
وعـالـيــن رقــمــا عـبـقـريـا منـمـنـمـا
تظـل عتـاق الطـيـر فــي كــل رحـلـة
إلــيــه مـديـمــات عـكــوفــا وحــومـــا
كـــأن الـعـيـون الـلامـحـات إذا بـــدى
تــكــج عـلــيــه أرجــوانـــا وعـنــدمــا
فلـم أرى يومـا كــان أحـسـن منـظـرا
وأهــوى هــوى يقـتـاد صـبــا متـيـمـا
وآنــــس أنــســا لــــو يــــرام مـنـالــه
وألــهــا لـهـيــا لـلـصـديـق وأصــرمــا
ولله عيـنـا مـــن رأى مـثــل سـيـرهـا
إذا رجـــع الـحــادي بـهــن وهـمـهـمـا
سـلـكـن جـــواء الـفــج ثــــم تـطـلـعـت
من الصخـرة البيضـاء نجـدا مهضمـا
جعلـن قنـان الوطـس نصـب عيونـهـا
وكــان لـهـن الـوطــس قـدمــا ميـمـمـا
ويامـن عــن نـجـد القـويـر ويـاسـرت
عـن الأيـق نكبـا سيرهـا لــن يثمثـمـا
وحـلـت ببـطـن الأو مسـيـا ومــا بـــه
عــلاق فـبـات الظـهـر حـدبـا مزمـمـا
وأبـكـرن يخبـطـن الجـفـاجـف غـــدوة
كـأصـرام عـيـدان أنـــى أن تـصـرمـا
فألقت على الكنوين من نسـج سدوهـا
هجـيـرا بــرأي محـكـم النـسـج أقـتـمـا
يحـاولـن بالسـبـع الأضـيـات مـشـربـا
مــن الـغـدر أو عيـنـا بجـلـواء عيلـمـا
وروضــا بأكـنـاف الأمـاكـر زاهـــرا
قـد ارزم فيـه الرعـد سبـتـا وزمـزمـا
فألقـت عـصـي السـيـر فـيـه وخيـمـت
بحـيـث بـعـاع الـمـزن ســـح وخـيـمـا
عسـى الله يـدنـي بـعـد بـعـد مـزارهـم
فيـأنـس صــب بـعـد حـــزن وينـعـمـا
فــهـــل تبلـغـنـيـهـم نـجــائــب وخــــــد
شـــوازب لا يبـقـيـن لـلـيـل مـحـرمــا
نـجـائـب يـحـدوهـا ســــرى وتـهـجــر
يـبـاري بـهـا الــدو الـنـعـام المـخـزمـا
نـجـائــب لا يـعـظـمــن للهول كـلــمــا
تـغــول مـجـهـول الـتـنـائـف مـعـظـمـا
تخـيـرت منـهـا لاهتـمـامـي عـرنـدسـا
يخـال علـى الترحـال والـحـل مقـرمـا
بــويــزل عــــام كـالـمـصـاد عــذافــرا
كـــأن عـلـيـه خـــدر حـــدج مـخـيـمـا
ذفـــر خـــروس لـــو تـولــى لـرحـلــه
بــحـــد الـمــواســي زم أن يـتـزغـمــا
كــأنـــي أداري إذ عــلـــوت قـــتـــوده
بـــه أبـلــق الكشـحـيـن جـأبــا مـكـدمـا
قـويــرح عـــام او ربـــاع خـــلا لـــهمـ
جــر بـحـنـان مـــن الـدلــو أسـحـمـا
كــــأن ربـــــاه والـهــجــول تـجـلـلــت
زرابـــي أو وشـيــا يــمــان مـسـهـمـا
يـديـن بــه حـقـب سمـاحـيـج بـاكــرت
لـعـاع تنـاهـي روضــه حـيـن وشـمـا
كـــأن صـــراخ المستـغـيـث سـجـيـلـه
بكـل صـبـاح غـيـر أن كــان أعجـمـا
يــــدن لــــه حــتــى قــربـــن ذنــابـــه
وأحسـسـن لقـحـا عــن حـيـال مكـتـمـا
وقــــد جـعـلــت لــيــا بـأذنـابـهـا لـــــه
إلـى السلـم مـن بعـد المـنـاوات سلـمـا
يـحـوزهــا فــــي كــــل فــــج كـأنـهــا
وسيـقـة نــاج مــن عــدا نــال مغنـمـا
فأبديـن عــن شـغـب ضبـابـا طوينـهـا
علـيـه بـمـا قــد نــال منـهـن مـرغـمـا
وشــــد عـلـيـهـا بالـعـضـيـض كــأنــه
من الغيظ مجنون وما عـض جرجمـا
يــظـــل رقــيــبــا حــولــهــن كـــأنـــه
ربـــيء عـــلا مـــن مـيـفـع متـسـنـمـا
فلمـا جــرت هـيـف الجنـائـب بالسـفـا
وأيـقــن أن الــجــزء فــيــه تـصـرمــا
ولـوحـهـا هـيــج الـسـمــوم وسـومـهــا
فظـلـت صـفـونـا بالـظـواهـر صـيـمـا
توخـى بـهـا عيـنـا روى قــد تـعـودت
بهـا الــري قـدمـا بالمصـايـف معلـمـا
فـشــج بـهــا الـحــزان شـجــا كـأنـمــا
تشـب عـلـى الـحـزان غـابـا مضـرمـا
أو اروح هـيـقـا خـاضـبــا مـتـروحــا
يــبــادر أغــــوال الـعـشــي مـصـلـمــا
تـهـيـج لـلأدحــي مـــن نـــازح غــــدا
يـجـو ل بــه فــي يــوم ريــح تغـيـمـا
فلـمـا دنــا الإمـسـاء والشـمـس حـيــة
تــذكــر أقــوابــا وقـيــضــا مـحـطـمــا
تحـطـم عــن زعـــر الـقــوادم خـــرق
كـمـثـل أروم مــــن حــلــي تـجـرثـمـا
ألا عجـبـت جـمـل سفـاهـا ومــا رأت
بـديـئــا لـشـيــب بـالـمـفـارق مـعـلـمــا
وقـد زعـمـت أنــي كـبـرت وأكـبـرت
صـبـاي ولــم تنـقـم لعـمـرك معـظـمـا
وقـــد هـــزأت لـمــا رأتـنــي شـاحـبـا
وهنـت عليهـا بعـد مـا كـنـت مكـرمـا
ألـم تعلمـي أن لا غضاضـة أن يـرى
كـريــم ببـيـضـاء المـحـاجـر مـغـرمـا
وأن الـجـزار العـضـب يخـلـق غـمـده
ولا عـيـب كـــل الـعـيـب أن يتكـهـمـا
ولكـن سـلـي عـنـي دخيـلـي إذا شـتـوا
وأخـلـف ماشـيـهـم ذراعـــا ومـرزمــا
كـأنــي لـــم أركـــب للهو ولـــم أنــــل
مـن البيـض وصـلا آمنـا أن يصرمـا
ولـــم أســهــر الـفـتـيـان لــيــل مــلــذة
طـويـلا ألا يــارب لـيـل قـــد اسـأمــا
ولـم أتــلاف الظـعـن قـصـرا بحـاجـر
عـلـى إثــر حــي مــد سـيـرا وأجـذمـا
ولــم أعـمـل العـيـس الراسـيـل بالـفـلا
لأبـنــي مـجــدا ركــنــه قــــد تـهـدمــا
ولــم أهــد للـمـومـاة ركـبــا ولـــم أرد
بـهـم أخـريـات الـلـيـل مـــاء مـسـدمـا
ولــــم أردد الألــــوى الألـــــد كــأنـــه
أمـيـم كـمـا عـنــى المـعـنـي المـسـدمـا
ولـم أفحـم الخنـذيـذ فــي يــوم مجـلـس
مـن النـاس مشهـود ومـا كـان مفحمـا
أتـــى ثـانـيـا مـــن جــيــده متـخـمـطـا
يــمــج لـغـامــا مـسـتـطـيـرا وبـلـغـمــا
فــصــد صــــدود المسـتـكـيـن كــأنـــه
مـن الـذل محسـوم الخصـاء وأحجـمـا
أرانا لصرف الدهر صرعين مقعصا
فمصمـى ومنـمـى إن تخـطـاه أهـرمـا
ومــا مــات مــن أبـقـى ثـنـاء مـخـلـدا
وما عاش من قد عاش عيشـا مذممـا
وما المجد إلا الصبر فب كل موطـن
وأن تجـشـم الـهــول العـظـيـم تـكـرمـا
وما اللؤم إلا أن يـرى المـرء غابطـا
لئـيـمـا لـمــال فـــي يـديــه إن اعـدمــا
فذاك الذي كالموت فـي النـاس عيشـه
ومــن عــد مــالا مـالـه كـــان ألأمـــا
ومــا الـدهــر إلا بـيــن لـيــن وشـــدة
فمـن سـر مسيـا فيـه أصبـح مرغـمـا
ومـا الـحـزم إلا مــرة النـفـس تقتـنـى
لـشــدتــه مـــــن قــبـــل أن تـتـحـكـمـا
ومـــا الـعـجـز إلا ان تـلـيـن لـمـسـهـا
فتضجـر مــن قـبـل الـرخـاء وتسـأمـا
ولـيــس الـغـنـى إلا اعـتــزاز قـنـاعـة
تــجــل أخــاهــا أن يـــــذل ويـشـتـمــا
وما الفقر إلا أن يرى المرء ضارع
الـنـكـبـة دهــــر قـــــد ألـــــم فـيـقـحـمـا
وخيـر الرجـال المجتـدى سـيـب كـفـه
وأجـرؤهــم عــنــد الـكـريـهـة مـقـدمــا
وشــر الـرجـال كـــل خـــب مـرامــق
إذا مــا دعــا الـدعــي لأمـــر تلعـثـمـا
تجنب صحاب السـوء مـا عشـت إنـه
ملكـا الجـرب يعديـن الصحيـح السلمـا
وراع حـــــــــدود الله لا تــتــعـــدهـــا
وصـغِّـر وعـظـم مــا أهــان وعظـمـا
وراع حـقـوق الضـيـف والـجـار إنــه
لعـمـرك أوصـــى أن يـبــر ويـكـرمـا
وإن جـهــل الـجـهـال فـاحـلـم وربـمــا
يــكــون عـلـيــك الــعــار أن تتـحـلـمـا
وبالحـسـن ادفـــع سـيـئـا فـــإذا الـــذي
يـعـاديـك كالـمـولـى الأحـــم وأرحـمــا
ولا تقـربـن الظـلـم والبـغـي فـاطــرح
فغبـهـمـا قــــد كــــان أردى وأشــأمــا
ومـا البـر إلا اليمـن والـعـدل والتـقـى
ومــا الـشـؤم إلا أن تـخــون فتـأثـمـا.
أعلى