ديوان الغائبين بوكراع البوعمراني - المغرب - 1885 - 1914 م

محمد بن الحسين بوكراع البوعمراني.
ولد في بلدة آيت باعمران (التابعة لمنطقة سوس - جنوبي المغرب)، وتوفي في بلدة الحوز قبل أن يبلغ الثلاثين من العمر.
عاش في المغرب.
تلقى مبادئ العلوم وحفظ القرآن الكريم في بلدته، ثم التحق بالمدرسة الإلغية وأخذ عن شيوخها أمثال: أبي الحسن الإلغي، وأبي القاسم التاجارمونتي، وبها تفتقت مواهبه الشعرية، فشارك في الحلبة الأدبية مع أبي عبدالله بن علي وأترابه، وتخرج في هذه المدرسة عام 1909م.
عمل مدرسًا في مدرسة الخميس ببلدة تغزا، إلى جانب عمله في مسجد تافراوت، وغيره.
اقتصر نشاطه الاجتماعي والثقافي على ما كان يقيمه من صلات إخوانية مع أدباء المدرسة الإلغية، إلى جانب نشاطاته في التدريس والخطابة.

الإنتاج الشعري:
- أورد له كتاب «المعسول» عددًا من القصائد.
شاعر الإخوانيات والمدائح، فما ورد من شعره يدور حول المدح الذي يختص به أساتذته وإخوانه، معبرًا عما يتمتعون به من كرم النفس، وبشاشة الوجه، وما يتحلون به من التمسك بالدين، ورشيد الأقوال والأفعال، كما كتب العديد من الخطابات
والمراسلات الشعرية الإخوانية التي تكشف عن تعلقه بأولي الفضل من العلماء والأحبة.
تميل لغته إلى المباشرة وخياله قريب. كتب الشعر ملتزمًا ما توارث من الأوزان والقوافي.

مصادر الدراسة:
1 - المتوكل عمر الساحلي: المدارس العلمية العتيقة بسوس - دار النشر المغربية - الدار البيضاء 1990.
2 - محمد بن عبدالله البوعمراني: بعض أدبيات محمد بوكراع - (مخطوط).
3 - محمد المختار السوسي: المعسول - مطبعة النجاح - الدار البيضاء 1961.
: مترعات الكؤوس في آثار طائفة من أدباء السوس - (مخطوط).
مراجع للاستزادة:
- المهدي السعيدي: ندوة الأسر العلمية في سوس - منشورات مجموعة البحث في الأدب العربي السوسي - كلية الآداب - أكادير 2003.

خير ملتجا

ذكرتُ الحـمـى وَهْنًا وقـد هجع الومُ = فطـار عن العـيـنـين بـالشَّجن النَّوْمُ
وغنَّى حـمـام الأيكِ فــي غصن أيكةٍ = فسـاورَنـي من شوق أحبـابيَ الهـمّ
رجعتُ إلى عهد الصـبـابة بـالــــــذي = يُشـوِّقني من بعـد أن صحَّ لي عزم
فأهلاً بـوجـــــــــــــدٍ لا يُغادر أدمعًا = ولا فِلــــــــــــــــــذةً الا تَجشَّمه هَمّ
فإنـي لأحـبـابـي خُلقتُ ولـم أكـــن = مُحـبّاً إذا مـا صحَّ لي بعـدهـم جسم
ومـن لم يذبْ بـالـحبِّ في حقبة النَّوى = فدعـواه زورٌ لا يصحُّ بـهــــــــــــا حُكْم
وفـيْتُ لحـبِّي مـثل مـا كان ســيِّدي الزْ = زُبـيرُ يفـي للـحقِّ إن سأل القـــوم
رعى اللهَ فـي كلِّ المـجـالس لـم يكـن = لـيعسفَ فـي حكـمٍ وإن سـامَه سوْم
يردُّ الرُّشـا للـمُبطلـيـن كأنهــــــــا = جنـادِلُ فـي أعــــــــــــــلى رؤوسهِمُ صُمّ
يـقـول ولا يـخشى البَراطـيلَ تُفسدُ الْــ = ـمقـولَ فيـخسا دونَه الـمُجْتـري الفَدْم
أدام إلهُ العـرشِ عـرشَ قضــــــــــائِه = لـيـنطقَ مـن إفصـاحه الخُرْسُ والــبُكْم
أيـا سَيِّدي إنـي إلـيكَ لـمـلـــــــــــتجٍ = ومـن يَعْتلي ظهـرًا على الـبـاز قـد يسمـو
ومـن يـقضِ حـاجـــــاتٍ ستُقضَى له كذا = ك حـاجـاتُه عـند الـذي حُكـمُه الحُكْم
عـلـيك سلامُ الله يـا خـيرَ مـلـتجــــــا = لـمـثلـي فـيأتـي القَصْدُ يـقتـــادُهُ العزم

*****

أزهار الربيع

لله فصلُ ربـيعٍ راقَ مــــــــنظرُهُ = يسبـي العـيـونَ إذا مـا كـــنَّ تُبصرُهُ
بنفسجٌ غازلَ المـنثـورَ فـابتسمتْ = مـن الأقـاحِ ثغورٌ لا تــــــــــــــوقِّره
هـذي الشقـائقُ أم هذي خدودُ جَوٍ = رامَ طِلا الجامِ فـيـه راق أحـمـرُه

*****

عتاب

حنـانـيكَ لا يذهـبْ بك الظنُّ مذهـبًا = تزِلُّ بـه الأقـدامُ مـن كلِّ ســالكِ
تـنكَّرْتَ لـي مذ أشهـرٍ بعـدمــــا أرى = مُحـيّاك لي كالبـدرِ بـيـن الـحَوالك
أمِن عثرةٍ قـد خلـتَهـا مـن أخـيكَ صِرْ = تَ تُدْجي حيـاتـي كـالنساء الفَوارك
فهـبْنـي عثرتُ عثرةً لا لَعًا لهــــــــــا = فصرتُ مقضَّمَ الخُطـوبِ العـــوارك
أمـا كـان غفرانٌ لـديك أمِ انَّمــــــــــا = لـديْك فقط دَوْسـي بصُمِّ السّنــابك
فتُبْ أيـهـا الـمِفْضـال وارْأَبْ فسادَ ما = شعبْتَ وصِلْ مَنْ سُقْتَه للـمضـانِك
عـليك سلامُ الله ما هـبَّتِ الصَّبـا = فأذكرَتِ الـمشـتـاقَ عهدَ العــــــــــواتك
وصلّى عـلى خـيرِ الأنــــــام وآله = وأصحـابِه أُسْدِ الشَّرى فـي الـمعـارك
وإنِّي وإن كـان الـتجلُّد شـيـمتي = لـمـنـتسبٌ يـــــــــومَ الفراق إلى العجْزِ
أهـيـمُ بأخدانٍ ألفتُ وِدادَهــــــــم = وأندبُهـم مـــــــــــا حَنَّ واشٍ إلى الغَمْز
أيـا صـالـحٌ كنتَ السوادَ لمقـلـتي = ففـارَقْتـنـي فصرتُ أمشـي بـــــــــلا مَيْز
وخلَّيْتـنـي فردًا وحـيــــــــدًا معذَّبًا = معـنّىً بـمـا ألقـاه مــــــــن كل ذي طَنْز
فيـا لـيـتـنـا نحـيـا جـمـيعًا إلى اللقـا = وتجـمعُنـا الأقـدار يـومًا عـلى الــــدَّرْز
فتُوسعـنـي خـــــــيرًا وعزّاً وسُؤددًا = وتـرفعـنـي فـوق الـــــــمُرادِ بذا الفَوْز

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
ديوان الغائبين.. (مبدعون توفوا في ريعان الشباب)
المشاهدات
818
آخر تحديث
أعلى