كان سيكون رامبو روسيا
ولد إيليا تورين في 27 تموز من عام 1980 في موسكو لأبوين صحفيين .
" لقد ولدتُ عبقرياً " – هذا ما فكرت به مع بعض الدهشة و ربما القلق والدته إبرينا تورينا و هي تتفرس في وجه وليدها .
كتب القصيدة الغنائية و الفلسفية ...
و قد تُوِّج إيليا شاعراً مكتملاً في السادسة عشرة من عمره . و هو يذكّرنا من هذه الناحية برامبو . لكن أهم قصائده كتبها خلال الأعوام 1995 – 1997 بما فيها الملحمة الشعرية " انفصام الشخصية " ( نتائج التسكع في شارع أرباط ) .
لكن المدرسة الأدبية الروسية " الرسمية " لم تقبل الشاعر الفتي في صفوفها مما دفعه لأن يضع نقطة على سطر إبداعه و ليلتحق بكلية الطب في الجامعة الروسية ... أسس مع مجموعة من أقرانه في المعهد فرقة موسيقية باسم " سيارة إطفاء " ، حيث كان فيها عازف الغيتار الأول و صاحب كلمات معظم أغاني الفرقة ..
و لكن في 24 آب من عام 1999 رحل إيليا تورين باكراً عن هذا العالم بعد أن غرق في نهر موسكو.
صدر في عام 2000 كتاب ضمّ أغلب قصائده و قصصه تحت عنوان " الرسالة ".
كما أسس والداه و أصدقاؤه جائزة أدبية سنوية باسمه مخصصة لدعم المبدعين الشباب . و اعتباراً من عام 2004 يقام في موسكو على تلال بوشكين مهرجان للشعر مكرس لكرى إيليا تورين ..
حلم يوسف
( مقطع من قصيدة )
*
" و حلم يوسف حلماً ... "
التكوين ، 37 ، 5 .
مات يوسف برودسكي 28 كانون الثاني ، في الحلم .
*
أنعشَ أسفلت نيويورك
السطح الحُبيبيَّ بحفيف العصور الفلكية .
فإذا لم يكن إثماً أن تنام البشرية ،
فمعنى ذلك ، أن اليقظة إثم .
هذا يعني ، أن تدع العجوز المقدّس
يبعث من السماوات عساكر للتأديب :
لأن المارق يستحق الموت بالحرق !
آمين . التوقيع . و الخاتم .
فالله غاضب و يتوعد بالنار :
" عجباً ، يشاهدون شيئاً ما في مرايا الماء ،
و في الصباح يجدون في غبار الطاولة
نسخاً من الأرواح .
و لكن : أحببهم حتى الألم ثم أنزِل عليهم
من جبل سيناء ألواحاً !.. "
... المحيط يرشُّ الطوابق بالماء المغلي ،
و هو يسبب التهابا في رئتي بروكلين .
الكلام الشفهي يهزّ الأولِمب ،
فتتناثر آلهة صغيرة و طوبات ،
و تحت الصلع الأرجواني يتأرجح إكليل
كما المصباح في ليل نيويورك ...
و أما الغضب فلم يعد له أسباب :
فالشعراء ينامون تاركين المسودات .
يجوس يوسف النائم ، يحتاط من لجج الحياة –
ليس ثمة مخاضات، فاليوم يبدو بلا مخاض .
تتساقط الأمطار برؤوس القوافي ،
و هي تحمل بعيداً أشعة النُقْطٌ الذهبي ،
و ينشد الانهيارُ اللحنَ البدائي
لأجل السهول المقدسة المصنوعة من السيلولوز . ..
و الأوراق يلسعها دم غير بسيط
من الجروح الممزقة لشظايا العبارات .
و قد راح يسيل في الداخل ، تحت الحاجب المقدام ،
في الصِفْر الأبيض للعيون المنافقة ...
....
....
*
ترجمة: إبراهيم إستنبولي
======
موزارت
سمعتُ ، ثمة دير
في الجنوب ، حيث الشمعة
لا تنطفئ إلى أن
يتم الصراخ بأعلى صوت .
.
و مهما يكن دقيقاً السيل
الذي نخرجه من الحنجرة –
فإن سعادته أن
يجذب النور خارج حدوده .
.
و هو يهجم لثانية ،
فإنه يكون فخوراً
بأن يصنع السيدة العذراء
لا من نفسها ، و تقتل لا لنفسها .
.
أنا المدنس للزوجات
و للحقول و القرى ، و لكل شيء .
و ما أن ولد الصوت –
أنا قمتُ بقتله .
.
هذا بالنسبة لي علامة الدم ،
و أن أوقّع شاهدة القبر فوقها -
لا يمكن على الأرجح ،
سوى باسمي .
*
ترجمة: إبراهيم إستنبولي