معلقة امرؤ القيس من أكثر المعلقات شهرة ،وقد أجريت حولها دراسات بلاغية ونقدية كثيرة نعرض فيما يلي بيان بأبرز هذه الدراسات من خلال محورين
المحور الأول :نص معلقة امرؤ القيس:
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ
بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ
فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُه
لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ
تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِه
وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ
كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلو
لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيِّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَمَّلِ
وَإِنَّ شِفائي عَبرَةٌ مَهَراقَةٌ
فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ
كَدَأبِكَ مِن أُمِّ الحُوَيرِثِ قَبلَه
وَجارَتِها أُمِّ الرَبابِ بِمَأسَلِ
فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً
عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي
أَلا رُبَّ يَومٍ لَكَ مِنهُنَّ صالِحٌ
وَلا سِيَّما يَومٍ بِدارَةِ جُلجُلِ
وَيَومَ عَقَرتُ لِلعَذارى مَطِيَّتي
فَيا عَجَباً مِن كورِها المُتَحَمَّلِ
فَظَلَّ العَذارى يَرتَمينَ بِلَحمِه
وَشَحمٍ كَهُدّابِ الدِمَقسِ المُفَتَّلِ
وَيَومَ دَخَلتُ الخِدرَ خِدرَ عُنَيزَةٍ
فَقالَت لَكَ الوَيلاتُ إِنَّكَ مُرجِلي
تَقولُ وَقَد مالَ الغَبيطُ بِنا مَع
عَقَرتَ بَعيري يا اِمرَأَ القَيسِ فَاِنزُلِ
فَقُلتُ لَها سيري وَأَرخي زِمامَهُ
وَلا تُبعِديني مِن جَناكِ المُعَلَّلِ
فَمِثلُكِ حُبلى قَد طَرَقتُ وَمُرضِعٍ
فَأَلهَيتُها عَن ذي تَمائِمَ مُحوِلِ
إِذا ما بَكى مِن خَلفِها اِنصَرَفَت لَهُ
بِشِقٍّ وَتَحتي شِقُّها لَم يُحَوَّلِ
وَيَوماً عَلى ظَهرِ الكَثيبِ تَعَذَّرَت
عَلَيَّ وَآلَت حَلفَةً لَم تُخَلَّلِ
أَفاطِمَ مَهلاً بَعضَ هَذا التَدَلُّلِ
وَإِن كُنتِ قَد أَزمَعتِ صَرمي فَأَجمِلي
وَإِن تَكُ قَد ساءَتكِ مِنّي خِلقَةٌ
فَسُلّي ثِيابي مِن ثِيابِكِ تَنسُلِ
أَغَرَّكِ مِنّي أَنَّ حُبَّكِ قاتِلي
وَأَنَّكِ مَهما تَأمُري القَلبَ يَفعَلِ
وَما ذَرَفَت عَيناكِ إِلّا لِتَضرِبي
بِسَهمَيكِ في أَعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ
وَبَيضَةِ خِدرٍ لا يُرامُ خِباؤُه
تَمَتَّعتُ مِن لَهوٍ بِها غَيرَ مُعجَلِ
تَجاوَزتُ أَحراساً إِلَيها وَمَعشَر
عَلَيَّ حِراساً لَو يُسِرّونَ مَقتَلي
إِذا ما الثُرَيّا في السَماءِ تَعَرَّضَت
تَعَرُّضَ أَثناءِ الوِشاحِ المُفَصَّلِ
فَجِئتُ وَقَد نَضَّت لِنَومٍ ثِيابَه
لَدى السِترِ إِلّا لِبسَةَ المُتَفَضِّلِ
فَقالَت يَمينَ اللَهِ ما لَكَ حيلَةٌ
وَما إِن أَرى عَنكَ الغِوايَةَ تَنجَلي
خَرَجتُ بِها أَمشي تَجُرُّ وَراءَن
عَلى أَثَرَينا ذَيلَ مِرطٍ مُرَحَّلِ
فَلَمّا أَجَزنا ساحَةَ الحَيِّ وَاِنتَحى
بِنا بَطنُ خَبثٍ ذي حِقافٍ عَقَنقَلِ
هَصَرتُ بِفَودي رَأسِها فَتَمايَلَت
عَلَيَّ هَضيمَ الكَشحِ رَيّا المُخَلخَلِ
إِذا اِلتَفَتَت نَحوي تَضَوَّعَ ريحُه
نَسيمَ الصَبا جاءَت بِرَيّا القَرَنفُلِ
مُهَفهَفَةٌ بَيضاءُ غَيرُ مُفاضَةٍ
تَرائِبُها مَصقولَةٌ كَالسَجَنجَلِ
كَبِكرِ المُقاناةِ البَياضِ بِصُفرَةٍ
غَذاها نَميرُ الماءِ غَيرُ المُحَلَّلِ
تَصُدُّ وَتُبدي عَن أَسيلٍ وَتَتَّقي
بِناظِرَةٍ مِن وَحشِ وَجرَةَ مُطفِلِ
وَجيدٍ كَجيدِ الرِئمِ لَيسَ بِفاحِشٍ
إِذا هِيَ نَصَّتهُ وَلا بِمُعَطَّلِ
وَفَرعٍ يَزينُ المَتنَ أَسوَدَ فاحِمٍ
أَثيثٍ كَقِنوِ النَخلَةِ المُتَعَثكِلِ
غَدائِرُها مُستَشزِراتٌ إِلى العُل
تَضِلُّ العِقاصَ في مُثَنّىً وَمُرسَلِ
وَكَشحٍ لَطيفٍ كَالجَديلِ مُخَصَّرٍ
وَساقٍ كَأُنبوبِ السَقِيِّ المُذَلَّلِ
وَتَعطو بِرَخصٍ غَيرِ شَثنٍ كَأَنَّهُ
أَساريعُ ظَبيٍ أَو مَساويكُ إِسحِلِ
تُضيءُ الظَلامَ بِالعِشاءِ كَأَنَّه
مَنارَةُ مَمسى راهِبٍ مُتَبَتِّلِ
وَتُضحي فَتيتُ المِسكِ فَوقَ فِراشِه
نَؤومُ الضُحى لَم تَنتَطِق عَن تَفَضُّلِ
إِلى مِثلِها يَرنو الحَليمُ صَبابَةً
إِذا ما اِسبَكَرَّت بَينَ دِرعٍ وَمِجوَلِ
تَسَلَّت عِماياتُ الرِجالِ عَنِ الصِب
وَلَيسَ فُؤادي عَن هَواكِ بِمُنسَلِ
أَلا رُبَّ خَصمٍ فيكِ أَلوى رَدَدتَهُ
نَصيحٍ عَلى تَعذالِهِ غَيرَ مُؤتَلِ
وَلَيلٍ كَمَوجِ البَحرِ أَرخى سُدولَهُ
عَلَيَّ بِأَنواعِ الهُمومِ لِيَبتَلي
فَقُلتُ لَهُ لَمّا تَمَطّى بِصُلبِهِ
وَأَردَفَ أَعجازاً وَناءَ بِكَلكَلِ
أَلا أَيُّها اللَيلُ الطَويلُ أَلا اِنجَلي
بِصُبحٍ وَما الإِصباحُ مِنكَ بِأَمثَلِ
فَيا لَكَ مِن لَيلٍ كَأَنَّ نُجومَهُ
بِكُلِّ مُغارِ الفَتلِ شُدَّت بِيَذبُلِ
كَأَنَّ الثُرَيّا عُلِّقَت في مَصامِه
بِأَمراسِ كِتّانٍ إِلى صُمِّ جَندَلِ
وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِه
بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَع
كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِبدُ عَن حالِ مَتنِهِ
كَما زَلَّتِ الصَفواءُ بِالمُتَنَزَّلِ
مِسَحٍّ إِذا ما السابِحاتُ عَلى الوَنى
أَثَرنَ غُباراً بِالكَديدِ المُرَكَّلِ
عَلى العَقبِ جَيّاشٍ كَأَنَّ اِهتِزامَهُ
إِذا جاشَ فيهِ حَميُهُ غَليُ مِرجَلِ
يَطيرُ الغُلامَ الخِفُّ عَن صَهَواتِهِ
وَيَلوي بِأَثوابِ العَنيفِ المُثَقَّلِ
دَريرٍ كَخُذروفِ الوَليدِ أَمَرَّهُ
تَقَلُّبُ كَفَّيهِ بِخَيطٍ مُوَصَّلِ
لَهُ أَيطَلا ظَبيٍ وَساقا نَعامَةٍ
وَإِرخاءُ سِرحانٍ وَتَقريبُ تَتفُلِ
كَأَنَّ عَلى الكَتفَينِ مِنهُ إِذا اِنتَحى
مَداكُ عَروسٍ أَو صَلايَةُ حَنظَلِ
وَباتَ عَلَيهِ سَرجُهُ وَلِجامُهُ
وَباتَ بِعَيني قائِماً غَيرَ مُرسَلِ
فَعَنَّ لَنا سِربٌ كَأَنَّ نِعاجَهُ
عَذارى دَوارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ
فَأَدبَرنَ كَالجِزعِ المُفَصَّلِ بَينَهُ
بِجيدِ مُعَمٍّ في العَشيرَةِ مُخوَلِ
فَأَلحَقَنا بِالهادِياتِ وَدونَهُ
جَواحِرُها في صَرَّةٍ لَم تُزَيَّلِ
فَعادى عِداءً بَينَ ثَورٍ وَنَعجَةٍ
دِراكاً وَلَم يَنضَح بِماءٍ فَيُغسَلِ
وَظَلَّ طُهاةُ اللَحمِ ما بَينَ مُنضِجٍ
صَفيفَ شِواءٍ أَو قَديرٍ مُعَجَّلِ
وَرُحنا وَراحَ الطَرفُ يُنفِضُ رَأسَهُ
مَتى ما تَرَقَّ العَينُ فيهِ تَسَفَّلِ
كَأَنَّ دِماءَ الهادِياتِ بِنَحرِهِ
عُصارَةُ حِنّاءٍ بِشَيبٍ مُرَجَّلِ
وَأَنتَ إِذا اِستَدبَرتَهُ سَدَّ فَرجَهُ
بِضافٍ فُوَيقَ الأَرضِ لَيسَ بِأَعزَلِ
أَحارِ تَرى بَرقاً أُريكَ وَميضَهُ
كَلَمعِ اليَدَينِ في حَبِيٍّ مُكَلَّلِ
يُضيءُ سَناهُ أَو مَصابيحَ راهِبٍ
أَهانَ السَليطَ في الذَبالِ المُفَتَّلِ
قَعَدتُ لَهُ وَصُحبَتي بَينَ حامِرٍ
وَبَينَ إِكامِ بُعدَ ما مُتَأَمَّلِ
وَأَضحى يَسُحُّ الماءُ عَنكُلِّ فَيقَةٍ
يَكُبُّ عَلى الأَذقانِ دَوحَ الكَنَهبَلِ
وَتَيماءَ لَم يَترُك بِها جِذعَ نَخلَةٍ
وَلا أُطُماً إِلّا مَشيداً بِجَندَلِ
كَأَنَّ ذُرى رَأسِ المُجَيمِرِ غُدوَةً
مِنَ السَيلِ وَالغُثّاءِ فَلكَةُ مِغزَلِ
كَأَنَّ أَباناً في أَفانينِ وَدقِهِ
كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ
وَأَلقى بِصَحراءِ الغَبيطِ بَعاعَهُ
نُزولَ اليَماني ذي العِيابِ المُخَوَّلِ
كَأَنَّ سِباعاً فيهِ غَرقى غُدَيَّةً
بِأَرجائِهِ القُصوى أَنابيشُ عَنصُلِ
عَلى قَطَنٍ بِالشَيمِ أَيمَنُ صَوبِهِ
وَأَيسَرُهُ عَلى السِتارِ فَيَذبُلِ
وَأَلقى بِبَيسانَ مَعَ اللَيلِ بَركَهُ
فَأَنزَلَ مِنهُ العَصمَ مِن كُلِّ مَنزِلِ
المحور الثاني :أبرز الدراسات النقدية حول معلقة امرؤ القيس:
كثيرة هي الدراسات النقدية التي أجريت حول البلاغة في معلقة امرؤ القيس منها الدراسات التالية على سبيل المثال :
الدراسة الأولى : الصورة التشبيهية وتشکيلاتها في معلقة امرئ القيس دراسة بلاغية تحليلية للدكتور عبد الغفار يونس صديق بدري -قسم البلاغة والنقد المساعد بکلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين ــ بالقاهرة ـ جمهورية مصر العربية نشرته مجلة كلية اللغة العربية بجرجا : المجلد 24، العدد 2، فبراير 2020، الصفحة 1045-1229 ام هذا البحث بدراسة وتحليل الصورة التشبيهية وتشکيلاتها في معلقة امرئ القيس التي تعد رأس الشعر الجاهلي کله، وفاتحته التاريخية، وفاتحته الفنية، وخاسفة عين الشعر للشعراء، ومؤسسة أبجديات القصيدة العربية التي اتبعها الناس، وأنموذجًا لنمط التصوير الجاهلي؛ فقد جاءت صورها مفعمة بالأبعاد الدلالية والإيحائية، معبرة عن رؤية الشاعر لجدلية الفناء والحياة؛ فهي تتوفر على ما لم تتوفر عليه المعلقات الأخرى، لذا کتب لها الخلود فهي خالدة خلود الفن والأدب.
وقد اعتمد البحث المنهج التکاملي القائم على الاستقراء والوصف والتحليل.
واقتضت طبيعة البحث أن يأتي في سبعة مباحث، يسبقها مقدمة وتمهيد، ويتلوها خاتمة بأهم نتائج البحث.
أما المقدمة: فتحدثت فيها عن الموضوع، وأسباب اختياره، والدراسات السابقة، وخطة البحث، والمنهج الذي سرت عليه فيه.
أما التمهيد: فجاء في مطلبين: المطلب الأول: التعريف بامرئ القيس. والمطلب الآخر: التعريف بمعلقة امرئ القيس. أما المبحث الأول: فکان عن: الصورة التشبيهية في وصف الطلل، وأما المبحث الثاني: فکان عن: الصورة التشبيهية في وصف المرأة، وأما المبحث الثالث: فکان عن: الصورة التشبيهية في وصف الليل، وأما المبحث الرابع: فکان عن: الصورة التشبيهية في وصف الفرس، وأما المبحث الخامس: فکان عن: الصورة التشبيهية في وصف الصيد، وأما المبحث السادس: فکان عن: الصورة التشبيهية في وصف البرق والمطر، وأما المبحث السابع: فکان عن: تشکيلات الصورة التشبيهية في معلقة امرئ القيس، وأما الخاتمة: فاشتملت على أهم نتائج البحث. (1)
الدراسة الثانية : تجلِّيات صورة الأطلال والمرأة (2) للدكتور / عبد الرحمن فضل أحمد طه أستاذ الأدب والنقد المساعد/جامعة الفاشر/ كليّة الآداب/ السودان
تعالجُ هذه الدراسة صورة الأطلال والمرأة وتجلّياتها الجمالية في معلقة امرئ القيس باعتبارها نصّاً شعرياً متميّزاً بما فيها من قيمٍ تعبيرية متفردة؛ وذلك من خلال القراءة الفنية التي تسعى إلى تفسير وتحليل اللوحات الشعرية ، والكشف عن الأساليب التي اتّكأ عليها الشاعر في تصوير الأطلال الدارسة المستدعاة من عمق الذاكرة للتعبير عن مشاعر الحزن ، ومظاهر الدمار والخراب ، هذا بالإضافة إلى تصوير المفاتن الجمالية للمرأة والتي تشكّلت لوحةً فنيةً ذات أبعاد حسية مادية تنبضُ جمالاً وإشراقاً، حركةً وحيوية.
وقد اعتمدتِ الدراسةُ على المنهج القائم على استقراء النصِّ وتحليله للوقوف على العناصر والأدوات الفنيّة التي منحت الصورة قوّةً وتأثيراً، وقدرةً على النفاذ إلى أعماق النفس الإنسانية. اقتضت هذه الدراسة التي عُقدتْ بعنوان” تجليات صورة الأطلال والمرأة …” القراءة الفنيّة للنصوص التي جسّدت مظهر الأطلال ، ومفاتن المرأة ، ومحاولة استكشاف الرؤية الشعرية لظاهرة الأطلال، وملامح جمال المرأة عن طريق سَبْر أغوار هذه النصوص. وقد توصّلت الدراسة إلى نتائج ، هي :
تعددت الصور الشعرية في المعلّقة بتعدد المواقف التي عبَّر عنها الشاعر، وأكثرها تجلياً: صورة الأطلال والمرأة.
جاءتْ صورة الأطلال مُعبِّرةً عن الشعور بمرارة البينِ، مُجسِّدةً حالة الشاعر الكئيبة، مُؤطَّرة بالحزن العميق.
تجلَّتْ في بناء صورة المرأة عناصرُ القصّة بقوّة، ونلاحظها بوضوحٍ في عنصر الحوار، والزمان والمكان.
لجأَ الشاعرُ إلى تصوير تجاربه العاطفيّة من خلال خلق صورة فنيّة رائعة تمتلك القدرة على استدعاء الماضي ومعايشته في الزمن الحاضر.
اتَّكأ الشاعر في تشكيل صورة الأطلال والمرأة- غالباً- علي التشبيهات الفنية التي تلمع كأنّها قطعٌ من بلّورٍ جمالاً وإشراقاً. (3)
الدراسة الثالثة :أنواع التشبيهات في معلقة امرئ القيس (شــــرح وتــحــــليـــل)
دراسة من إعداد جبير, ابتهال جبريل الماحي; إسماعيل, ايمان حسب الله حسن; الجاك, تقوي سعيد; عيسي, سماح التاج
يتناول هذا البحث بالدراسة والتحليل كل ما جاء من تشبيهات في معلقة امرئ القيس، وبأنواعه الثلاثة من تشبيه بليغ وتمثيلي وضمني بصورة مبسطة، وميسرة، وحياة الشاعر الاجتماعية والفنية. وهدف البحث للتعريف بالتشبيه لغة واصطلاحاً، وأركان التشبيه وأنواعه وكذلك التعريف نبذة عن حياة الشاعر(امرئ القيس)، واستخراج التشبيهات من معلقة امرئ القيس. وقد استخدم البحث المنهج التاريخي والمنهج الوصفي والتحليلي (4)
الدراسة الرابعة : القضايا البلاغية ومصطلحاتها في الشعر الجاهلي معلقـة امـرئ القيس نموذجا
وقد عالج هذا المقال القضايا البلاغية في الشعر الجاهلي، وقد خصص النموذج التطبيقي لفحل من فحول شعراء الجاهلية ألا هو الشاعر امرؤ القيس في معلقته، بحيث احتوت هذه المعلقة على الكثير من المصطلحات البلاغية تنوعت بين الشروط اللازم توفرها لفصاحة الكلمة، والعلوم الثلاثة: البيان والبديع وعلم المعاني، وقد فاقت مصطلحاتها الثلاثين مصطلحا، وكان نصيب التشبيه بأنواعه النصيب الأكبر من الحضور والتسجيل، وهذا ما يدل على براعة الشاعر في التصوير الفني وقدرته على نسج الصور البيانية والتعبير عنها بشعرية مميزة دون صنعة أو تكلف، وهذا ما زاد من جمال القصيدة الشعرية, أعطاها صبغة خاصة، فكسب بها السبق والتميز في شعره على عاتق الشعر الجاهلي.(5)
الدراسة الخامسة :استراتيجية القارئ في شعر المعلقات :شعر امرؤ القيس أنموذجًا، وقد اشتملت هذه الدراسة على ثلاثة فصول ،دار الفصل الأول حول :نظرية التلقي المنهج والمشروع ،الفصل الثاني :معلقة امرؤ القيس بين التلقي وأفق الانتظار الاجتماعي ، الفصل الثالث :معلقة امرؤ القيس بين التلقي وأفق الانتظار الأدبي ..(6)
الدراسة السابعة :روائع التشبيه في معلقة الملك الضليل امرئ القيس
وقد توصلت هذه الدراسة إلى النتائج التالية إن الملك الضليل امرؤ القيس هو أول من قَيَّدَ الأوابد فى وصف الفرس، فتبعه الناس على ذلك.
إنه أول من شبه الثغر فى لونه بشوك السيال، فقال:
منابِتُه مِثْلُ السُّدُوْسِ ولَوْنُ = هُ كَشَوْكِ السَّيَالِ وَهْوَ عَذْبٌ يَفِيْضُ
* إنه ابتكر كثيرا من المعاني المنوطة بالنسيب، وهذا من أطول الأنواع فى المعلقة حيث وردت فيه سبعة وثلاثون بيتا.
وصف كثيرا من الأشياء نحو مناجاة الليل وطوله، والشجاعة، والفرس، والصيد وتشبيه إناث البقر الوحشى بعذارى دوار، والمطر وغيرها.
- كثيرا من التشبيهات التي تعرض لها امرؤ القيس فى المعلقة إنها حسية.
- تمتاز هذه المعلقة بوحدتها البنائية حيث يظهر للقارئ عند تقليب النظر فى شفراتها وعيِّناتها أنها بناء سلس طليق رشيق أنيق لطيف مبهر، لا يمل القارئ عند القراءة فيها، ولا يسأم السامع عند السماع إياها، كما أنه استهل المعلقة بالجدب والقفر فى الوقوف على الأطلال ثم انتهاها بالمطر (الغيث)؛ هذه البداية والنهاية تحمل رمزا شفافا توحى بملء قلبه بالهمة الرفيعة والعزم العالي، لأن الغيث علامة الخير والرضا.
- إن المعلقات وهى مجموعة شعر قديم ليس لها نظير محكوم البناء، مشحون المتعة والإثارة.
- المعلقات السبع ولاسيما شعر امرئ القيس دليل معرفة الجغرافيا العربية القديمة، ومواقع الصحراء ومواطنها ومرابعها وواحاتها وساحاتها. لولم يكن ذلك النوع الفريد من الشعر العربي القديم لما عرف أحد تلك الجبال والوديان والقرى والمدن والبلاد والشعوب والقبائل والبطون التي عاشت عيشة راضية وأورثت من بعدها ثقافة غالية.
- إن المعلقات لها دور كبير في إثراء الثقافة العربية والإسلامية على حد سواء. إن لم تكن لترملت الثقافة العربية. وأصبحت روحها الفكرة والعلمي رهن إشارة الثقافات العابرة والأجنبية.
- الشعر القديم بين دفتي المعلقات السبع أحد المصادر الرئيسة حيث لا يمكن الابتعاد عنه في الاحتجاج بالمعنى الصحيح والقول الصحيح فى القرآن.
- المعلقات السبع أو العشر (وهذا النوع من الشعر العربي في رأس القائمة) أغنى العلوم العربية، لولم يكن لما اغتنت.(7)
الدراسة الثامنة : التصوير الفني في الشعر الجاهلي.معلقة امرؤ القيس أنموذجا
تعددت أغراض الشعر في العصر الجاهلي فمنهم من برز في التشبيب والغزل، ومنهم من اهتم بالمدح والفخر، ومنهم من كتب في الرثاء...إلى غير ذلك من المضامين الشعرية في العصر الجاهلي والتي كانت سببا في تميز الشعر في العصر الجاهلي عن سائر العصور من جهة جزالة اللفظ وبالغة المعنى.
.امرؤ القيس فحل من فحول الجاهلية كان له السبق في خلق أغراض شعرية تميز بها كالغزل والفخر وما يثبت بأن امرؤ القيس شاعر مخضرم هي معلقته التي حق لها أن تكون محط أنظار العديد من المهتمين ودراسة الكثير من النقاد والوقوف على جوانبها الفنية والبلاغية .شبه امرؤ القيس العديد من الأشياء بأشياء أخرى (8)
(1) ينظر مجلة كلية اللغة العربية بجرجا : المجلد 24، العدد 2، فبراير 2020، الصفحة 1045-1229 الصورة التشبيهية وتشکيلاتها في معلقة امرئ القيس دراسة بلاغية تحليلية
(2) ينظر مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية العدد 36 الصفحة 09.
(3) ينظر JiL.Center | Home منشورة الدراسة كاملة على موقع مركز جيل البحث العلمي
(4) ينظر http://repository.sustech.edu/ جامعة الدكتور الطاهر موالي – سعيدة،كلية الآداب واللغات والفنون، قســـم اللـــغة وآدابــها، تخصص:الأدب العربي للباحثين خالدي نذير،و نصر الدين عبيد
(5) ينظر : اعداد : د. فتـوح محمـود (جامعـة حسيبة بن بوعلي الشلف -الجزائر)
المركز الديمقراطي العربي
(6) ينظر : استراتيجية القارئ في شعر المعلقات :شعر امرؤ القيس أنموذجًا
(7) ينظر : n.asianindexing.com/index.php?title=Journal_of_Islamic_and_Religious_Studies/روائع_التشبيه_في_معلقة_الملك_الضليل_امرئ_القيس&mobileaction=toggle_view_desktop
(8) ينظر الدراسة الثالثة : التصوير الفني في الشعر الجاهلي
معلقة امرؤ القيس أنموذجا
يمكن سماع المعلقة بصوت فالح القضاع على الرابط :
ويمكن سماعها على الرابط التالي مع شرح لبعض المفردات :
ويمكن قراءة شرحها برواية-الزوزني على الرابط التالي :
https://adabworld.com
المحور الأول :نص معلقة امرؤ القيس:
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ
بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ
فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُه
لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ
تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِه
وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ
كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلو
لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيِّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَمَّلِ
وَإِنَّ شِفائي عَبرَةٌ مَهَراقَةٌ
فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ
كَدَأبِكَ مِن أُمِّ الحُوَيرِثِ قَبلَه
وَجارَتِها أُمِّ الرَبابِ بِمَأسَلِ
فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً
عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي
أَلا رُبَّ يَومٍ لَكَ مِنهُنَّ صالِحٌ
وَلا سِيَّما يَومٍ بِدارَةِ جُلجُلِ
وَيَومَ عَقَرتُ لِلعَذارى مَطِيَّتي
فَيا عَجَباً مِن كورِها المُتَحَمَّلِ
فَظَلَّ العَذارى يَرتَمينَ بِلَحمِه
وَشَحمٍ كَهُدّابِ الدِمَقسِ المُفَتَّلِ
وَيَومَ دَخَلتُ الخِدرَ خِدرَ عُنَيزَةٍ
فَقالَت لَكَ الوَيلاتُ إِنَّكَ مُرجِلي
تَقولُ وَقَد مالَ الغَبيطُ بِنا مَع
عَقَرتَ بَعيري يا اِمرَأَ القَيسِ فَاِنزُلِ
فَقُلتُ لَها سيري وَأَرخي زِمامَهُ
وَلا تُبعِديني مِن جَناكِ المُعَلَّلِ
فَمِثلُكِ حُبلى قَد طَرَقتُ وَمُرضِعٍ
فَأَلهَيتُها عَن ذي تَمائِمَ مُحوِلِ
إِذا ما بَكى مِن خَلفِها اِنصَرَفَت لَهُ
بِشِقٍّ وَتَحتي شِقُّها لَم يُحَوَّلِ
وَيَوماً عَلى ظَهرِ الكَثيبِ تَعَذَّرَت
عَلَيَّ وَآلَت حَلفَةً لَم تُخَلَّلِ
أَفاطِمَ مَهلاً بَعضَ هَذا التَدَلُّلِ
وَإِن كُنتِ قَد أَزمَعتِ صَرمي فَأَجمِلي
وَإِن تَكُ قَد ساءَتكِ مِنّي خِلقَةٌ
فَسُلّي ثِيابي مِن ثِيابِكِ تَنسُلِ
أَغَرَّكِ مِنّي أَنَّ حُبَّكِ قاتِلي
وَأَنَّكِ مَهما تَأمُري القَلبَ يَفعَلِ
وَما ذَرَفَت عَيناكِ إِلّا لِتَضرِبي
بِسَهمَيكِ في أَعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ
وَبَيضَةِ خِدرٍ لا يُرامُ خِباؤُه
تَمَتَّعتُ مِن لَهوٍ بِها غَيرَ مُعجَلِ
تَجاوَزتُ أَحراساً إِلَيها وَمَعشَر
عَلَيَّ حِراساً لَو يُسِرّونَ مَقتَلي
إِذا ما الثُرَيّا في السَماءِ تَعَرَّضَت
تَعَرُّضَ أَثناءِ الوِشاحِ المُفَصَّلِ
فَجِئتُ وَقَد نَضَّت لِنَومٍ ثِيابَه
لَدى السِترِ إِلّا لِبسَةَ المُتَفَضِّلِ
فَقالَت يَمينَ اللَهِ ما لَكَ حيلَةٌ
وَما إِن أَرى عَنكَ الغِوايَةَ تَنجَلي
خَرَجتُ بِها أَمشي تَجُرُّ وَراءَن
عَلى أَثَرَينا ذَيلَ مِرطٍ مُرَحَّلِ
فَلَمّا أَجَزنا ساحَةَ الحَيِّ وَاِنتَحى
بِنا بَطنُ خَبثٍ ذي حِقافٍ عَقَنقَلِ
هَصَرتُ بِفَودي رَأسِها فَتَمايَلَت
عَلَيَّ هَضيمَ الكَشحِ رَيّا المُخَلخَلِ
إِذا اِلتَفَتَت نَحوي تَضَوَّعَ ريحُه
نَسيمَ الصَبا جاءَت بِرَيّا القَرَنفُلِ
مُهَفهَفَةٌ بَيضاءُ غَيرُ مُفاضَةٍ
تَرائِبُها مَصقولَةٌ كَالسَجَنجَلِ
كَبِكرِ المُقاناةِ البَياضِ بِصُفرَةٍ
غَذاها نَميرُ الماءِ غَيرُ المُحَلَّلِ
تَصُدُّ وَتُبدي عَن أَسيلٍ وَتَتَّقي
بِناظِرَةٍ مِن وَحشِ وَجرَةَ مُطفِلِ
وَجيدٍ كَجيدِ الرِئمِ لَيسَ بِفاحِشٍ
إِذا هِيَ نَصَّتهُ وَلا بِمُعَطَّلِ
وَفَرعٍ يَزينُ المَتنَ أَسوَدَ فاحِمٍ
أَثيثٍ كَقِنوِ النَخلَةِ المُتَعَثكِلِ
غَدائِرُها مُستَشزِراتٌ إِلى العُل
تَضِلُّ العِقاصَ في مُثَنّىً وَمُرسَلِ
وَكَشحٍ لَطيفٍ كَالجَديلِ مُخَصَّرٍ
وَساقٍ كَأُنبوبِ السَقِيِّ المُذَلَّلِ
وَتَعطو بِرَخصٍ غَيرِ شَثنٍ كَأَنَّهُ
أَساريعُ ظَبيٍ أَو مَساويكُ إِسحِلِ
تُضيءُ الظَلامَ بِالعِشاءِ كَأَنَّه
مَنارَةُ مَمسى راهِبٍ مُتَبَتِّلِ
وَتُضحي فَتيتُ المِسكِ فَوقَ فِراشِه
نَؤومُ الضُحى لَم تَنتَطِق عَن تَفَضُّلِ
إِلى مِثلِها يَرنو الحَليمُ صَبابَةً
إِذا ما اِسبَكَرَّت بَينَ دِرعٍ وَمِجوَلِ
تَسَلَّت عِماياتُ الرِجالِ عَنِ الصِب
وَلَيسَ فُؤادي عَن هَواكِ بِمُنسَلِ
أَلا رُبَّ خَصمٍ فيكِ أَلوى رَدَدتَهُ
نَصيحٍ عَلى تَعذالِهِ غَيرَ مُؤتَلِ
وَلَيلٍ كَمَوجِ البَحرِ أَرخى سُدولَهُ
عَلَيَّ بِأَنواعِ الهُمومِ لِيَبتَلي
فَقُلتُ لَهُ لَمّا تَمَطّى بِصُلبِهِ
وَأَردَفَ أَعجازاً وَناءَ بِكَلكَلِ
أَلا أَيُّها اللَيلُ الطَويلُ أَلا اِنجَلي
بِصُبحٍ وَما الإِصباحُ مِنكَ بِأَمثَلِ
فَيا لَكَ مِن لَيلٍ كَأَنَّ نُجومَهُ
بِكُلِّ مُغارِ الفَتلِ شُدَّت بِيَذبُلِ
كَأَنَّ الثُرَيّا عُلِّقَت في مَصامِه
بِأَمراسِ كِتّانٍ إِلى صُمِّ جَندَلِ
وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِه
بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَع
كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِبدُ عَن حالِ مَتنِهِ
كَما زَلَّتِ الصَفواءُ بِالمُتَنَزَّلِ
مِسَحٍّ إِذا ما السابِحاتُ عَلى الوَنى
أَثَرنَ غُباراً بِالكَديدِ المُرَكَّلِ
عَلى العَقبِ جَيّاشٍ كَأَنَّ اِهتِزامَهُ
إِذا جاشَ فيهِ حَميُهُ غَليُ مِرجَلِ
يَطيرُ الغُلامَ الخِفُّ عَن صَهَواتِهِ
وَيَلوي بِأَثوابِ العَنيفِ المُثَقَّلِ
دَريرٍ كَخُذروفِ الوَليدِ أَمَرَّهُ
تَقَلُّبُ كَفَّيهِ بِخَيطٍ مُوَصَّلِ
لَهُ أَيطَلا ظَبيٍ وَساقا نَعامَةٍ
وَإِرخاءُ سِرحانٍ وَتَقريبُ تَتفُلِ
كَأَنَّ عَلى الكَتفَينِ مِنهُ إِذا اِنتَحى
مَداكُ عَروسٍ أَو صَلايَةُ حَنظَلِ
وَباتَ عَلَيهِ سَرجُهُ وَلِجامُهُ
وَباتَ بِعَيني قائِماً غَيرَ مُرسَلِ
فَعَنَّ لَنا سِربٌ كَأَنَّ نِعاجَهُ
عَذارى دَوارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ
فَأَدبَرنَ كَالجِزعِ المُفَصَّلِ بَينَهُ
بِجيدِ مُعَمٍّ في العَشيرَةِ مُخوَلِ
فَأَلحَقَنا بِالهادِياتِ وَدونَهُ
جَواحِرُها في صَرَّةٍ لَم تُزَيَّلِ
فَعادى عِداءً بَينَ ثَورٍ وَنَعجَةٍ
دِراكاً وَلَم يَنضَح بِماءٍ فَيُغسَلِ
وَظَلَّ طُهاةُ اللَحمِ ما بَينَ مُنضِجٍ
صَفيفَ شِواءٍ أَو قَديرٍ مُعَجَّلِ
وَرُحنا وَراحَ الطَرفُ يُنفِضُ رَأسَهُ
مَتى ما تَرَقَّ العَينُ فيهِ تَسَفَّلِ
كَأَنَّ دِماءَ الهادِياتِ بِنَحرِهِ
عُصارَةُ حِنّاءٍ بِشَيبٍ مُرَجَّلِ
وَأَنتَ إِذا اِستَدبَرتَهُ سَدَّ فَرجَهُ
بِضافٍ فُوَيقَ الأَرضِ لَيسَ بِأَعزَلِ
أَحارِ تَرى بَرقاً أُريكَ وَميضَهُ
كَلَمعِ اليَدَينِ في حَبِيٍّ مُكَلَّلِ
يُضيءُ سَناهُ أَو مَصابيحَ راهِبٍ
أَهانَ السَليطَ في الذَبالِ المُفَتَّلِ
قَعَدتُ لَهُ وَصُحبَتي بَينَ حامِرٍ
وَبَينَ إِكامِ بُعدَ ما مُتَأَمَّلِ
وَأَضحى يَسُحُّ الماءُ عَنكُلِّ فَيقَةٍ
يَكُبُّ عَلى الأَذقانِ دَوحَ الكَنَهبَلِ
وَتَيماءَ لَم يَترُك بِها جِذعَ نَخلَةٍ
وَلا أُطُماً إِلّا مَشيداً بِجَندَلِ
كَأَنَّ ذُرى رَأسِ المُجَيمِرِ غُدوَةً
مِنَ السَيلِ وَالغُثّاءِ فَلكَةُ مِغزَلِ
كَأَنَّ أَباناً في أَفانينِ وَدقِهِ
كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ
وَأَلقى بِصَحراءِ الغَبيطِ بَعاعَهُ
نُزولَ اليَماني ذي العِيابِ المُخَوَّلِ
كَأَنَّ سِباعاً فيهِ غَرقى غُدَيَّةً
بِأَرجائِهِ القُصوى أَنابيشُ عَنصُلِ
عَلى قَطَنٍ بِالشَيمِ أَيمَنُ صَوبِهِ
وَأَيسَرُهُ عَلى السِتارِ فَيَذبُلِ
وَأَلقى بِبَيسانَ مَعَ اللَيلِ بَركَهُ
فَأَنزَلَ مِنهُ العَصمَ مِن كُلِّ مَنزِلِ
المحور الثاني :أبرز الدراسات النقدية حول معلقة امرؤ القيس:
كثيرة هي الدراسات النقدية التي أجريت حول البلاغة في معلقة امرؤ القيس منها الدراسات التالية على سبيل المثال :
الدراسة الأولى : الصورة التشبيهية وتشکيلاتها في معلقة امرئ القيس دراسة بلاغية تحليلية للدكتور عبد الغفار يونس صديق بدري -قسم البلاغة والنقد المساعد بکلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين ــ بالقاهرة ـ جمهورية مصر العربية نشرته مجلة كلية اللغة العربية بجرجا : المجلد 24، العدد 2، فبراير 2020، الصفحة 1045-1229 ام هذا البحث بدراسة وتحليل الصورة التشبيهية وتشکيلاتها في معلقة امرئ القيس التي تعد رأس الشعر الجاهلي کله، وفاتحته التاريخية، وفاتحته الفنية، وخاسفة عين الشعر للشعراء، ومؤسسة أبجديات القصيدة العربية التي اتبعها الناس، وأنموذجًا لنمط التصوير الجاهلي؛ فقد جاءت صورها مفعمة بالأبعاد الدلالية والإيحائية، معبرة عن رؤية الشاعر لجدلية الفناء والحياة؛ فهي تتوفر على ما لم تتوفر عليه المعلقات الأخرى، لذا کتب لها الخلود فهي خالدة خلود الفن والأدب.
وقد اعتمد البحث المنهج التکاملي القائم على الاستقراء والوصف والتحليل.
واقتضت طبيعة البحث أن يأتي في سبعة مباحث، يسبقها مقدمة وتمهيد، ويتلوها خاتمة بأهم نتائج البحث.
أما المقدمة: فتحدثت فيها عن الموضوع، وأسباب اختياره، والدراسات السابقة، وخطة البحث، والمنهج الذي سرت عليه فيه.
أما التمهيد: فجاء في مطلبين: المطلب الأول: التعريف بامرئ القيس. والمطلب الآخر: التعريف بمعلقة امرئ القيس. أما المبحث الأول: فکان عن: الصورة التشبيهية في وصف الطلل، وأما المبحث الثاني: فکان عن: الصورة التشبيهية في وصف المرأة، وأما المبحث الثالث: فکان عن: الصورة التشبيهية في وصف الليل، وأما المبحث الرابع: فکان عن: الصورة التشبيهية في وصف الفرس، وأما المبحث الخامس: فکان عن: الصورة التشبيهية في وصف الصيد، وأما المبحث السادس: فکان عن: الصورة التشبيهية في وصف البرق والمطر، وأما المبحث السابع: فکان عن: تشکيلات الصورة التشبيهية في معلقة امرئ القيس، وأما الخاتمة: فاشتملت على أهم نتائج البحث. (1)
الدراسة الثانية : تجلِّيات صورة الأطلال والمرأة (2) للدكتور / عبد الرحمن فضل أحمد طه أستاذ الأدب والنقد المساعد/جامعة الفاشر/ كليّة الآداب/ السودان
تعالجُ هذه الدراسة صورة الأطلال والمرأة وتجلّياتها الجمالية في معلقة امرئ القيس باعتبارها نصّاً شعرياً متميّزاً بما فيها من قيمٍ تعبيرية متفردة؛ وذلك من خلال القراءة الفنية التي تسعى إلى تفسير وتحليل اللوحات الشعرية ، والكشف عن الأساليب التي اتّكأ عليها الشاعر في تصوير الأطلال الدارسة المستدعاة من عمق الذاكرة للتعبير عن مشاعر الحزن ، ومظاهر الدمار والخراب ، هذا بالإضافة إلى تصوير المفاتن الجمالية للمرأة والتي تشكّلت لوحةً فنيةً ذات أبعاد حسية مادية تنبضُ جمالاً وإشراقاً، حركةً وحيوية.
وقد اعتمدتِ الدراسةُ على المنهج القائم على استقراء النصِّ وتحليله للوقوف على العناصر والأدوات الفنيّة التي منحت الصورة قوّةً وتأثيراً، وقدرةً على النفاذ إلى أعماق النفس الإنسانية. اقتضت هذه الدراسة التي عُقدتْ بعنوان” تجليات صورة الأطلال والمرأة …” القراءة الفنيّة للنصوص التي جسّدت مظهر الأطلال ، ومفاتن المرأة ، ومحاولة استكشاف الرؤية الشعرية لظاهرة الأطلال، وملامح جمال المرأة عن طريق سَبْر أغوار هذه النصوص. وقد توصّلت الدراسة إلى نتائج ، هي :
تعددت الصور الشعرية في المعلّقة بتعدد المواقف التي عبَّر عنها الشاعر، وأكثرها تجلياً: صورة الأطلال والمرأة.
جاءتْ صورة الأطلال مُعبِّرةً عن الشعور بمرارة البينِ، مُجسِّدةً حالة الشاعر الكئيبة، مُؤطَّرة بالحزن العميق.
تجلَّتْ في بناء صورة المرأة عناصرُ القصّة بقوّة، ونلاحظها بوضوحٍ في عنصر الحوار، والزمان والمكان.
لجأَ الشاعرُ إلى تصوير تجاربه العاطفيّة من خلال خلق صورة فنيّة رائعة تمتلك القدرة على استدعاء الماضي ومعايشته في الزمن الحاضر.
اتَّكأ الشاعر في تشكيل صورة الأطلال والمرأة- غالباً- علي التشبيهات الفنية التي تلمع كأنّها قطعٌ من بلّورٍ جمالاً وإشراقاً. (3)
الدراسة الثالثة :أنواع التشبيهات في معلقة امرئ القيس (شــــرح وتــحــــليـــل)
دراسة من إعداد جبير, ابتهال جبريل الماحي; إسماعيل, ايمان حسب الله حسن; الجاك, تقوي سعيد; عيسي, سماح التاج
يتناول هذا البحث بالدراسة والتحليل كل ما جاء من تشبيهات في معلقة امرئ القيس، وبأنواعه الثلاثة من تشبيه بليغ وتمثيلي وضمني بصورة مبسطة، وميسرة، وحياة الشاعر الاجتماعية والفنية. وهدف البحث للتعريف بالتشبيه لغة واصطلاحاً، وأركان التشبيه وأنواعه وكذلك التعريف نبذة عن حياة الشاعر(امرئ القيس)، واستخراج التشبيهات من معلقة امرئ القيس. وقد استخدم البحث المنهج التاريخي والمنهج الوصفي والتحليلي (4)
الدراسة الرابعة : القضايا البلاغية ومصطلحاتها في الشعر الجاهلي معلقـة امـرئ القيس نموذجا
وقد عالج هذا المقال القضايا البلاغية في الشعر الجاهلي، وقد خصص النموذج التطبيقي لفحل من فحول شعراء الجاهلية ألا هو الشاعر امرؤ القيس في معلقته، بحيث احتوت هذه المعلقة على الكثير من المصطلحات البلاغية تنوعت بين الشروط اللازم توفرها لفصاحة الكلمة، والعلوم الثلاثة: البيان والبديع وعلم المعاني، وقد فاقت مصطلحاتها الثلاثين مصطلحا، وكان نصيب التشبيه بأنواعه النصيب الأكبر من الحضور والتسجيل، وهذا ما يدل على براعة الشاعر في التصوير الفني وقدرته على نسج الصور البيانية والتعبير عنها بشعرية مميزة دون صنعة أو تكلف، وهذا ما زاد من جمال القصيدة الشعرية, أعطاها صبغة خاصة، فكسب بها السبق والتميز في شعره على عاتق الشعر الجاهلي.(5)
الدراسة الخامسة :استراتيجية القارئ في شعر المعلقات :شعر امرؤ القيس أنموذجًا، وقد اشتملت هذه الدراسة على ثلاثة فصول ،دار الفصل الأول حول :نظرية التلقي المنهج والمشروع ،الفصل الثاني :معلقة امرؤ القيس بين التلقي وأفق الانتظار الاجتماعي ، الفصل الثالث :معلقة امرؤ القيس بين التلقي وأفق الانتظار الأدبي ..(6)
الدراسة السابعة :روائع التشبيه في معلقة الملك الضليل امرئ القيس
وقد توصلت هذه الدراسة إلى النتائج التالية إن الملك الضليل امرؤ القيس هو أول من قَيَّدَ الأوابد فى وصف الفرس، فتبعه الناس على ذلك.
إنه أول من شبه الثغر فى لونه بشوك السيال، فقال:
منابِتُه مِثْلُ السُّدُوْسِ ولَوْنُ = هُ كَشَوْكِ السَّيَالِ وَهْوَ عَذْبٌ يَفِيْضُ
* إنه ابتكر كثيرا من المعاني المنوطة بالنسيب، وهذا من أطول الأنواع فى المعلقة حيث وردت فيه سبعة وثلاثون بيتا.
وصف كثيرا من الأشياء نحو مناجاة الليل وطوله، والشجاعة، والفرس، والصيد وتشبيه إناث البقر الوحشى بعذارى دوار، والمطر وغيرها.
- كثيرا من التشبيهات التي تعرض لها امرؤ القيس فى المعلقة إنها حسية.
- تمتاز هذه المعلقة بوحدتها البنائية حيث يظهر للقارئ عند تقليب النظر فى شفراتها وعيِّناتها أنها بناء سلس طليق رشيق أنيق لطيف مبهر، لا يمل القارئ عند القراءة فيها، ولا يسأم السامع عند السماع إياها، كما أنه استهل المعلقة بالجدب والقفر فى الوقوف على الأطلال ثم انتهاها بالمطر (الغيث)؛ هذه البداية والنهاية تحمل رمزا شفافا توحى بملء قلبه بالهمة الرفيعة والعزم العالي، لأن الغيث علامة الخير والرضا.
- إن المعلقات وهى مجموعة شعر قديم ليس لها نظير محكوم البناء، مشحون المتعة والإثارة.
- المعلقات السبع ولاسيما شعر امرئ القيس دليل معرفة الجغرافيا العربية القديمة، ومواقع الصحراء ومواطنها ومرابعها وواحاتها وساحاتها. لولم يكن ذلك النوع الفريد من الشعر العربي القديم لما عرف أحد تلك الجبال والوديان والقرى والمدن والبلاد والشعوب والقبائل والبطون التي عاشت عيشة راضية وأورثت من بعدها ثقافة غالية.
- إن المعلقات لها دور كبير في إثراء الثقافة العربية والإسلامية على حد سواء. إن لم تكن لترملت الثقافة العربية. وأصبحت روحها الفكرة والعلمي رهن إشارة الثقافات العابرة والأجنبية.
- الشعر القديم بين دفتي المعلقات السبع أحد المصادر الرئيسة حيث لا يمكن الابتعاد عنه في الاحتجاج بالمعنى الصحيح والقول الصحيح فى القرآن.
- المعلقات السبع أو العشر (وهذا النوع من الشعر العربي في رأس القائمة) أغنى العلوم العربية، لولم يكن لما اغتنت.(7)
الدراسة الثامنة : التصوير الفني في الشعر الجاهلي.معلقة امرؤ القيس أنموذجا
تعددت أغراض الشعر في العصر الجاهلي فمنهم من برز في التشبيب والغزل، ومنهم من اهتم بالمدح والفخر، ومنهم من كتب في الرثاء...إلى غير ذلك من المضامين الشعرية في العصر الجاهلي والتي كانت سببا في تميز الشعر في العصر الجاهلي عن سائر العصور من جهة جزالة اللفظ وبالغة المعنى.
.امرؤ القيس فحل من فحول الجاهلية كان له السبق في خلق أغراض شعرية تميز بها كالغزل والفخر وما يثبت بأن امرؤ القيس شاعر مخضرم هي معلقته التي حق لها أن تكون محط أنظار العديد من المهتمين ودراسة الكثير من النقاد والوقوف على جوانبها الفنية والبلاغية .شبه امرؤ القيس العديد من الأشياء بأشياء أخرى (8)
(1) ينظر مجلة كلية اللغة العربية بجرجا : المجلد 24، العدد 2، فبراير 2020، الصفحة 1045-1229 الصورة التشبيهية وتشکيلاتها في معلقة امرئ القيس دراسة بلاغية تحليلية
(2) ينظر مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية العدد 36 الصفحة 09.
(3) ينظر JiL.Center | Home منشورة الدراسة كاملة على موقع مركز جيل البحث العلمي
(4) ينظر http://repository.sustech.edu/ جامعة الدكتور الطاهر موالي – سعيدة،كلية الآداب واللغات والفنون، قســـم اللـــغة وآدابــها، تخصص:الأدب العربي للباحثين خالدي نذير،و نصر الدين عبيد
(5) ينظر : اعداد : د. فتـوح محمـود (جامعـة حسيبة بن بوعلي الشلف -الجزائر)
المركز الديمقراطي العربي
(6) ينظر : استراتيجية القارئ في شعر المعلقات :شعر امرؤ القيس أنموذجًا
(7) ينظر : n.asianindexing.com/index.php?title=Journal_of_Islamic_and_Religious_Studies/روائع_التشبيه_في_معلقة_الملك_الضليل_امرئ_القيس&mobileaction=toggle_view_desktop
(8) ينظر الدراسة الثالثة : التصوير الفني في الشعر الجاهلي
معلقة امرؤ القيس أنموذجا
يمكن سماع المعلقة بصوت فالح القضاع على الرابط :
ويمكن سماعها على الرابط التالي مع شرح لبعض المفردات :
ويمكن قراءة شرحها برواية-الزوزني على الرابط التالي :
https://adabworld.com