محمد بن أحمد بن محمد الأكحل العريبي.
ولد في تونس (العاصمة)، وتوفي في باريس.
عاش حياته القصيرة في تونس وبرازافيل والجزائر وفرنسا.
تلقى تعليمه في الكتّاب القرآني (سيدي الفهام) بتونس، ثم التحق بالمدرسة الفرنسية/ العربية، وبعدها بجامع الزيتونة ولكن لم يستكمل دراسته.
عمل بالصحافة في مجلة العالم الأدبي، ثم تنقل في معظم الصحف والمجلات الصادرة ما بين 1934و1945، ومنها: تونس - المباحث - الثريا - السرور - الزمان - المسرح.
عمل مذيعًا بإذاعة برازافيل (1944)، ثم انتقل إلى إذاعة الجزائر، ومنها إلى إذاعة باريس، كما اشتغل بالتجارة.
سافر إلى المغرب مراسلاً لجريدة الزهرة مرافقًا وزير الرياضة الفرنسي في حكومة فيشي.
كان عضوًا في جماعة تحت السور.
اعتقل في أحداث 9 من أبريل 1938.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد نشرت في مجلة العالم الأدبي عام 1935، منها: مناجاة الشاعر المجنون - 1 من فبراير، و الصلاة النورانية - 3 من أبريل، و وقفة - 3 من يونيو، والملال - 17 من يونيو.
الأعمال الأخرى:
- مجموعة قصصية: «الرماد» - إعداد وتقديم: محمد الهادي بن صالح - منشورات مجلة قصص 7 - تونس 1986، ومسرحية ذات موضوع اجتماعي، ومجموعة من المقالات مختلفة المواضيع وهي مرقونة في أرشيف أبي القاسم محمد كرو، و8 أغنيات -
جمعها رضا الكشو ونشرها في مجلة إبلا - معهد الآداب العربية - تونس عدد 147/ 1981.
تمرد شعره على النمط التقليدي للكتابة السائدة في عصره، واتسمت قصائده بالغنائية والصور المجازية الجديدة، وبالجرأة في تناول بعض الموضوعات، والتي تنحو إلى الميل للرمز، وظهرت فيها ظلال بودلير في ديوانه (أزهار الشر) وبعض لمحات من شعر الشابي، تأثر بشعراء المهجر وخاصة ميخائيل نعيمة. كتب المنظوم المقفى، كما يعد - في ترجمته لقصيدة بودلير - سابقًا إلى قصيدة التفعيلة.
أحيت دار ثقافة ابن رشيق بتونس ذكراه الثالثة والعشرين بمشاركة عدد من معاصريه، وأصدرت الدار نشرة خاصة بهذه الذكرى.
مصادر الدراسة:
1 - محمد الفاضل بن عاشور: الحركة الأدبية والفكرية في تونس - الدار التونسية للنشر - تونس 1972.
2 - حمادي الساحلي: الصحافة الهزلية في تونس 1906 - 1956- دار الغرب الإسلامي - بيروت 1996.
3 - محمد صالح الجابري: الشعر التونسي المعاصر - دار الغرب الإسلامي - بيروت 2000.
4 - Ridha Kechaou: Mohamed Laribi (1915 - 1946) éléments Dr Bid- bibliographie, IBLA, 1981/ No 147.
5 - JAAFAR MAGED: LA Presse Litteraire en Tunisie de 1904 - 1955 P.U.T 1979, Tunisie.
6 - الدوريات:
- فتحي اللواتي: محمد العريبي ومعلومات جديدة عنه - مجلة الحياة الثقافية - عدد 31 سنة 1984.
- علي الدوعاجي: بالريشة والقلم: ابن تومرت - جريدة السرور (تونس) - 27/9/1936.
- أبوالقاسم محمد كرو: محمد العريبي شاعر الألم والتمرد - مجلة الإذاعة (تونس) - 18/2/1963.
: محمد العريبي: الملحق الثقافي لجريدة الحرية عدد 615 - 8/3/2001.
- نورالدين بن محمود: هل تريد أن تعرف الأستاذ محمد العريبي؟ - مجلة الثريا - تونس - مارس 1944.
- زين العابدين السنوسي: من ضحايا النبوغ الباكر محمد العريبي - مجلة الندوة - تونس - مارس 1953.
مراجع للاستزادة:
- أبوالقاسم محمد كرو: حصاد العمر (المجلد 2: أعلام منسيون) - دار المغرب العربي - تونس 1998.:
الصلاة النورانية
صدّقيني هل أنتِ إلا مَلاكٌ
نزل الأرضَ رحمةً بالبريّه
واسكبي لي من خمرك اليومَ قلبي
أودعَ الهمَّ والأسَى في الحُمَيّا
عانقيني كيما يزول شعوري
بوجودي في ذي الحياةِ الشقيَّه
وانشدي لي: يا ليلةً بِتُّ فيها
والحبيب الجميل ملءُ يديَّا
قبِّليني فذي النجوم تولّتْ
خجلاً من أشَعّةٍ ذهبيّه
زوِّديني بقُبلةٍ منك أخرَى
فهي ذكرى حياتنا القدسيّه
أنتِ ما أنت غيرُ رمزِ حَنانٍ
أنت نور الإله في ذي البريّه
أنت ضحّيت نفسك اليومَ كيما
تُسعدي الناسَ ثم أنت شقيّه
***
مناجاة الشاعر المجنون
أعيشُ في عالم من وحْيِ أوهامي
وأحتسي لذتي من كأس آلامي
يا حبذا الليلُ، إن الليلَ يحجبني
عن الأنام وتبدو فيه أحلامي
ومنظر الروض قَفْرٌ، والرياح غدت
تُرقِّصُ الغصنَ في عُنْفٍ وإرغام
وعشقيَ الحسنَ في وجه الدميم وفي
هول الضباب وفي شوهاء أيامي
ولو أرى ظامئًا والأرضُ قد نضبت
والشمس ترمي سهامًا ذاتَ إضْرام
منه اللسان بدا والعين جاحظةٌ
كأنه أبلهٌ من صُنْع رسّام
والماء - عندي - زلالٌ كنت أُهْرِقُه
على التراب وأُوري شعلةَ الظامي
حتى يموتَ ويغدو جُثّةً هربت
منها الحياة وأبقت هيكلاً دامي
فأرسلتْ ضحكةَ المجنون في قصفٍ
وقد طربتُ لمرأى الميّتِ الظامي
وبعد ذلك أسقيه وأسأله
هلاّ رويتَ قليلاً بعض أوّام؟
لأنتَ مثلي، لأني قد ظمئت وقد
حُرِمتُ وِرْدَ الحياة المزبد الطامي
حُرمت وِرد الحنان العذب من أمدٍ
حرمت مِعزَفَ ألحاني وأنغامي
حُرمت قلبًا يعزّيني ويدفعني
إلى الحياة بروح الآمل السامي
وكم أخذتُ كؤوسًا مِلْؤها شَهَدٌ
ورحت أرفعها «نَخْبًا» لأحلامي
فجاءتِ الريح في عنْفٍ وفي غَضَبٍ
فأهْرقَتْها وألقت للثرَى جامي
ويومَ أذوي، وأغدو جثةً هزأت
منها الحياةُ فأبقت هيكلاً دامي
سأُسْقَى والقدَرُ العاتي يسائلني
هلاّ رُويتَ قليلاً؟ أيها الظامي
***
يا منية الروح
يا منيةَ الروح روحي
ظمأى فهل ترويني؟
ظمأى لضمّك حينًا
ظمأى لشمِّ الجبينِ
كُوني النعيمَ لقلبي
أو الجحيمَ فكوني
فلستُ أسلوكِ حيّاً
أو ميِّتًا فاذكريني
***
موت النور
اختنقْ يا فؤادْ وانتحرْ يا ضميرْ
ليس دنيا العبادْ مسرحًا للشعور
قد تلاشَى النورْ
كسِّرِ الأقلامْ مَزِّقِ الأوراقْ
يَنْضُ عنه السَّقامْ قلبك الخفّاق
بالعلا الموتورْ
وارمِ بـالأشعارْ في مَهبِّ الريحْ
واصغِ للأقدارْ واعْنَ بالتَّسبيحْ
للخنا والفجورْ
الهنـا والحُبورْ وحياة السلامْ
عند موت النورْ ولْيعـمّ الظلامْ
فجرك المسحور
***
. ابن تومرت
أريدك عارية راقصة
وجسمك بالشهوات التهب
أريدك في حلم غائصة
تفتش عميا وراء السحب
أريدك ضاحكة تعبثين
وكاسك ملآى ببنت العنب
أريدك غاضبة تنخرين
بقلب المحب ودمع المحب
أريدك نائمة وأنا
أقبل شعرا لك كالذهب
ولد في تونس (العاصمة)، وتوفي في باريس.
عاش حياته القصيرة في تونس وبرازافيل والجزائر وفرنسا.
تلقى تعليمه في الكتّاب القرآني (سيدي الفهام) بتونس، ثم التحق بالمدرسة الفرنسية/ العربية، وبعدها بجامع الزيتونة ولكن لم يستكمل دراسته.
عمل بالصحافة في مجلة العالم الأدبي، ثم تنقل في معظم الصحف والمجلات الصادرة ما بين 1934و1945، ومنها: تونس - المباحث - الثريا - السرور - الزمان - المسرح.
عمل مذيعًا بإذاعة برازافيل (1944)، ثم انتقل إلى إذاعة الجزائر، ومنها إلى إذاعة باريس، كما اشتغل بالتجارة.
سافر إلى المغرب مراسلاً لجريدة الزهرة مرافقًا وزير الرياضة الفرنسي في حكومة فيشي.
كان عضوًا في جماعة تحت السور.
اعتقل في أحداث 9 من أبريل 1938.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد نشرت في مجلة العالم الأدبي عام 1935، منها: مناجاة الشاعر المجنون - 1 من فبراير، و الصلاة النورانية - 3 من أبريل، و وقفة - 3 من يونيو، والملال - 17 من يونيو.
الأعمال الأخرى:
- مجموعة قصصية: «الرماد» - إعداد وتقديم: محمد الهادي بن صالح - منشورات مجلة قصص 7 - تونس 1986، ومسرحية ذات موضوع اجتماعي، ومجموعة من المقالات مختلفة المواضيع وهي مرقونة في أرشيف أبي القاسم محمد كرو، و8 أغنيات -
جمعها رضا الكشو ونشرها في مجلة إبلا - معهد الآداب العربية - تونس عدد 147/ 1981.
تمرد شعره على النمط التقليدي للكتابة السائدة في عصره، واتسمت قصائده بالغنائية والصور المجازية الجديدة، وبالجرأة في تناول بعض الموضوعات، والتي تنحو إلى الميل للرمز، وظهرت فيها ظلال بودلير في ديوانه (أزهار الشر) وبعض لمحات من شعر الشابي، تأثر بشعراء المهجر وخاصة ميخائيل نعيمة. كتب المنظوم المقفى، كما يعد - في ترجمته لقصيدة بودلير - سابقًا إلى قصيدة التفعيلة.
أحيت دار ثقافة ابن رشيق بتونس ذكراه الثالثة والعشرين بمشاركة عدد من معاصريه، وأصدرت الدار نشرة خاصة بهذه الذكرى.
مصادر الدراسة:
1 - محمد الفاضل بن عاشور: الحركة الأدبية والفكرية في تونس - الدار التونسية للنشر - تونس 1972.
2 - حمادي الساحلي: الصحافة الهزلية في تونس 1906 - 1956- دار الغرب الإسلامي - بيروت 1996.
3 - محمد صالح الجابري: الشعر التونسي المعاصر - دار الغرب الإسلامي - بيروت 2000.
4 - Ridha Kechaou: Mohamed Laribi (1915 - 1946) éléments Dr Bid- bibliographie, IBLA, 1981/ No 147.
5 - JAAFAR MAGED: LA Presse Litteraire en Tunisie de 1904 - 1955 P.U.T 1979, Tunisie.
6 - الدوريات:
- فتحي اللواتي: محمد العريبي ومعلومات جديدة عنه - مجلة الحياة الثقافية - عدد 31 سنة 1984.
- علي الدوعاجي: بالريشة والقلم: ابن تومرت - جريدة السرور (تونس) - 27/9/1936.
- أبوالقاسم محمد كرو: محمد العريبي شاعر الألم والتمرد - مجلة الإذاعة (تونس) - 18/2/1963.
: محمد العريبي: الملحق الثقافي لجريدة الحرية عدد 615 - 8/3/2001.
- نورالدين بن محمود: هل تريد أن تعرف الأستاذ محمد العريبي؟ - مجلة الثريا - تونس - مارس 1944.
- زين العابدين السنوسي: من ضحايا النبوغ الباكر محمد العريبي - مجلة الندوة - تونس - مارس 1953.
مراجع للاستزادة:
- أبوالقاسم محمد كرو: حصاد العمر (المجلد 2: أعلام منسيون) - دار المغرب العربي - تونس 1998.:
الصلاة النورانية
صدّقيني هل أنتِ إلا مَلاكٌ
نزل الأرضَ رحمةً بالبريّه
واسكبي لي من خمرك اليومَ قلبي
أودعَ الهمَّ والأسَى في الحُمَيّا
عانقيني كيما يزول شعوري
بوجودي في ذي الحياةِ الشقيَّه
وانشدي لي: يا ليلةً بِتُّ فيها
والحبيب الجميل ملءُ يديَّا
قبِّليني فذي النجوم تولّتْ
خجلاً من أشَعّةٍ ذهبيّه
زوِّديني بقُبلةٍ منك أخرَى
فهي ذكرى حياتنا القدسيّه
أنتِ ما أنت غيرُ رمزِ حَنانٍ
أنت نور الإله في ذي البريّه
أنت ضحّيت نفسك اليومَ كيما
تُسعدي الناسَ ثم أنت شقيّه
***
مناجاة الشاعر المجنون
أعيشُ في عالم من وحْيِ أوهامي
وأحتسي لذتي من كأس آلامي
يا حبذا الليلُ، إن الليلَ يحجبني
عن الأنام وتبدو فيه أحلامي
ومنظر الروض قَفْرٌ، والرياح غدت
تُرقِّصُ الغصنَ في عُنْفٍ وإرغام
وعشقيَ الحسنَ في وجه الدميم وفي
هول الضباب وفي شوهاء أيامي
ولو أرى ظامئًا والأرضُ قد نضبت
والشمس ترمي سهامًا ذاتَ إضْرام
منه اللسان بدا والعين جاحظةٌ
كأنه أبلهٌ من صُنْع رسّام
والماء - عندي - زلالٌ كنت أُهْرِقُه
على التراب وأُوري شعلةَ الظامي
حتى يموتَ ويغدو جُثّةً هربت
منها الحياة وأبقت هيكلاً دامي
فأرسلتْ ضحكةَ المجنون في قصفٍ
وقد طربتُ لمرأى الميّتِ الظامي
وبعد ذلك أسقيه وأسأله
هلاّ رويتَ قليلاً بعض أوّام؟
لأنتَ مثلي، لأني قد ظمئت وقد
حُرِمتُ وِرْدَ الحياة المزبد الطامي
حُرمت وِرد الحنان العذب من أمدٍ
حرمت مِعزَفَ ألحاني وأنغامي
حُرمت قلبًا يعزّيني ويدفعني
إلى الحياة بروح الآمل السامي
وكم أخذتُ كؤوسًا مِلْؤها شَهَدٌ
ورحت أرفعها «نَخْبًا» لأحلامي
فجاءتِ الريح في عنْفٍ وفي غَضَبٍ
فأهْرقَتْها وألقت للثرَى جامي
ويومَ أذوي، وأغدو جثةً هزأت
منها الحياةُ فأبقت هيكلاً دامي
سأُسْقَى والقدَرُ العاتي يسائلني
هلاّ رُويتَ قليلاً؟ أيها الظامي
***
يا منية الروح
يا منيةَ الروح روحي
ظمأى فهل ترويني؟
ظمأى لضمّك حينًا
ظمأى لشمِّ الجبينِ
كُوني النعيمَ لقلبي
أو الجحيمَ فكوني
فلستُ أسلوكِ حيّاً
أو ميِّتًا فاذكريني
***
موت النور
اختنقْ يا فؤادْ وانتحرْ يا ضميرْ
ليس دنيا العبادْ مسرحًا للشعور
قد تلاشَى النورْ
كسِّرِ الأقلامْ مَزِّقِ الأوراقْ
يَنْضُ عنه السَّقامْ قلبك الخفّاق
بالعلا الموتورْ
وارمِ بـالأشعارْ في مَهبِّ الريحْ
واصغِ للأقدارْ واعْنَ بالتَّسبيحْ
للخنا والفجورْ
الهنـا والحُبورْ وحياة السلامْ
عند موت النورْ ولْيعـمّ الظلامْ
فجرك المسحور
***
. ابن تومرت
أريدك عارية راقصة
وجسمك بالشهوات التهب
أريدك في حلم غائصة
تفتش عميا وراء السحب
أريدك ضاحكة تعبثين
وكاسك ملآى ببنت العنب
أريدك غاضبة تنخرين
بقلب المحب ودمع المحب
أريدك نائمة وأنا
أقبل شعرا لك كالذهب