صد ر بالقاهرة (2015) عن دار العماد للنشر والتوزيع ديوان" ساعة من ليل" للشاعر سامي أبو بدر، وهو الديوان الفائز بالمركز الثاني في مسابقة مركز عماد قطري للإبداع والتنمية الثقافية التي تم الاحتفال بها ،وتوزيع جوائزها تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد أبو الفضل بدران رئيس المجلس الأعلى للثقافة بمركز مؤتمرات المجلس بدار الأوبرا المصرية .ثم أصدر أبو بدر ثلاثة دواوين هي طيف أميرة ،بوح ،الغربة
والشاعر سامي أبو بدر يُلقب بشاعر الدلتا ، يضاهي شعره شعر كبار الشعراء ، وهو من مواليد كفر الشيخ بمصر ،نشرت قصائده في العديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية ،وسجل عددًا من قصائده في الإذاعة المصرية .
ويقع ديوان ساعة من ليل في 118 صفحة من القطع الصغير حوت (18) قصيدة كلها تدور حول حب وعشق الشاعر لوطنه مصر وفي هذا يقول الشاعر ( كل سمراء وحبيبة وأميرة ، وكل ضمير للمخاطَبة أو للغائبة ، مستترًا كان أو بارزًا ، منفصلا كان أو متصلا ، في كل قصائدي .. أقصد به مصر)
ولقد بدأ الشاعر ديوانه بقصيدة أنين وختمها بقصيدة (شروق) التي يقول في ختامها حكمته الشعرية :-
ولا يغررك ما استبقيت منه فما الدنيا إلا أخذ وترك
ولقد اشتمل الديوان على العديد من الظواهر الفنية والأدبية ،يقف الباحث على واحدة منها ألا وهي ظاهرة التناص القرآني، وسبق لي أن نشرت هذا المقال ،وأعيد نشره هنا تعميما للفائدة .
وهذا المقال يتناول التناص واللفظ القرآني بين التصريح والتلميح في ديوان ساعة من ليل للشاعر سامي أبو بدر
حيث يتمثل حضور النص القرآني في ديوان ساعة من ليل للشاعر سامي أبو بدر من ذلك قول أبو بدر:
آمنت أن الله قد خلق الأنين ولحكمة ناداه قبل أنينه (يا أيها الإنسان إنك كادح) فاستسلم القلب المغامر للقضاء
ففي هذا الملفوظ الشعري (يا أيها الإنسان إنك كادح) تناص صريح مع قوله تعالى "يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه " (الانشقاق /آية 6) وفيه استدلال على كدح الإنسان في هذه الدنيا بالعمل والصبر عليه .
كما ورد التناص الصريح مع قوله تعالىِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (القمر /آية 22) وذلك في قول الشاعر : في ليلة دمس الظلام على القلوب وبات كل في خطر ؟ يا قوم هل من مدكر
حيث يبين الشاعر أن الجميع في خطر في تلكم الليلة دامسة الظلام ،ولذا يحث قومه على الاتعاظ والادكار من ذلك .
وبمقابل التناص الصريح مع القرآن الكريم نجد التلميح حاضر بكثرة في ديوان أبو بدر من ذلك قول أبو بدر : غدوت أسائل الماضي:أكنت حقيقة؟ أم أنك الوهم الذي كتبت أنامله نهاياتي؟ تلعثم ..ثم أخبرني بان الريح عاتية وأن جميعهم ولى وفر الجمع منهزمًا
فهنا تلميح إلى قوله تعالى : سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ القمر/ آية (45) وقد عمد الشاعر إلى ذلك ليبين حقيقة الذين لا ينفعون أوطانهم وقت الشدائد ،حيث يفرون وقت الحاجة إليهم .
ومما ورد من أمثلة التناص الخفي في ديوان ساعة من ليل قول أبو بدر قوله: هنالك هزني إحساس من ضاقت به الدنيا بما رحبت ورحت أقدم الأعذار قربانًا لعل الصفح يسبقها فتغفر لي وقد غفرت فهنا تلميح لقوله تعالى:(و عَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا . إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (التوبة /آية118)
هنا يبين الشاعر حالته النفسية التي أعقبها الأعذار لمحبوبته(بلده مصر) التي قبلت عذره وعفت عنه .
وفي نص آخر يلمح إلى قوله تعالى : وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ( التوبة /آية14) حيث يقول أبو بدر: ولا شيء يشفي غليل الصدور سوى أنهم في دروب العناء شموخ يعادل كل المعاني التي سطرتها دماء زكية وهم في موكبهم للخلود
حيث يبين أن هؤلاء الذين يذودون عن أوطانهم مما يثلج صدورهم وهو يقدمون دماءهم الزكية أنهم إلى جنة الخلد يزفون .
ويظهر التناص الخفي والاقتباس مما ورد في آيات سورة الرحمن ،وذلك في قول الشاعر :
أسرعت مدفوعا بلهفة ظامئ وبدأت أقرأ (سورة الرحمن)
فرأيتني في جنة قد أنبتت نخلا وفاحت نسمة الريحان ورأيتني حرا وأمرح لاهيا وسط الربا وتمايل الأفنان وأرى المنشآت جرى بها في البحر سر طالما أعياني وبملتقى البحرين قاع زاخر باللؤلؤ المكنون والمرجان وعلى الشطوط ملاعب الغلمان قد حفت بنور ملائك وحسان
ففي قول الشاعر : فرأيتني في جنة قد أنبتت نخلا وفاحت نسمة الريحان تلميح إلى قوله تعالى (فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام والحب ذو العصف والريحان )(الرحمن /آية1 1،12)
وفي قوله: وأرى المنشآت جرى بها في البحر سر طالما أعياني تلميح إلى قوله تعالى (وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام) (الرحمن /آية24 )
كما أن في قول الشاعر :
فيقابل الذنب العظيم بتوبة ويقابل الإحسان بالإحسان تناص مع قوله تعالى (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) (الرحمن /آية60 )
والشاعر سامي أبو بدر يُلقب بشاعر الدلتا ، يضاهي شعره شعر كبار الشعراء ، وهو من مواليد كفر الشيخ بمصر ،نشرت قصائده في العديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية ،وسجل عددًا من قصائده في الإذاعة المصرية .
ويقع ديوان ساعة من ليل في 118 صفحة من القطع الصغير حوت (18) قصيدة كلها تدور حول حب وعشق الشاعر لوطنه مصر وفي هذا يقول الشاعر ( كل سمراء وحبيبة وأميرة ، وكل ضمير للمخاطَبة أو للغائبة ، مستترًا كان أو بارزًا ، منفصلا كان أو متصلا ، في كل قصائدي .. أقصد به مصر)
ولقد بدأ الشاعر ديوانه بقصيدة أنين وختمها بقصيدة (شروق) التي يقول في ختامها حكمته الشعرية :-
ولا يغررك ما استبقيت منه فما الدنيا إلا أخذ وترك
ولقد اشتمل الديوان على العديد من الظواهر الفنية والأدبية ،يقف الباحث على واحدة منها ألا وهي ظاهرة التناص القرآني، وسبق لي أن نشرت هذا المقال ،وأعيد نشره هنا تعميما للفائدة .
وهذا المقال يتناول التناص واللفظ القرآني بين التصريح والتلميح في ديوان ساعة من ليل للشاعر سامي أبو بدر
حيث يتمثل حضور النص القرآني في ديوان ساعة من ليل للشاعر سامي أبو بدر من ذلك قول أبو بدر:
آمنت أن الله قد خلق الأنين ولحكمة ناداه قبل أنينه (يا أيها الإنسان إنك كادح) فاستسلم القلب المغامر للقضاء
ففي هذا الملفوظ الشعري (يا أيها الإنسان إنك كادح) تناص صريح مع قوله تعالى "يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه " (الانشقاق /آية 6) وفيه استدلال على كدح الإنسان في هذه الدنيا بالعمل والصبر عليه .
كما ورد التناص الصريح مع قوله تعالىِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (القمر /آية 22) وذلك في قول الشاعر : في ليلة دمس الظلام على القلوب وبات كل في خطر ؟ يا قوم هل من مدكر
حيث يبين الشاعر أن الجميع في خطر في تلكم الليلة دامسة الظلام ،ولذا يحث قومه على الاتعاظ والادكار من ذلك .
وبمقابل التناص الصريح مع القرآن الكريم نجد التلميح حاضر بكثرة في ديوان أبو بدر من ذلك قول أبو بدر : غدوت أسائل الماضي:أكنت حقيقة؟ أم أنك الوهم الذي كتبت أنامله نهاياتي؟ تلعثم ..ثم أخبرني بان الريح عاتية وأن جميعهم ولى وفر الجمع منهزمًا
فهنا تلميح إلى قوله تعالى : سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ القمر/ آية (45) وقد عمد الشاعر إلى ذلك ليبين حقيقة الذين لا ينفعون أوطانهم وقت الشدائد ،حيث يفرون وقت الحاجة إليهم .
ومما ورد من أمثلة التناص الخفي في ديوان ساعة من ليل قول أبو بدر قوله: هنالك هزني إحساس من ضاقت به الدنيا بما رحبت ورحت أقدم الأعذار قربانًا لعل الصفح يسبقها فتغفر لي وقد غفرت فهنا تلميح لقوله تعالى:(و عَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا . إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (التوبة /آية118)
هنا يبين الشاعر حالته النفسية التي أعقبها الأعذار لمحبوبته(بلده مصر) التي قبلت عذره وعفت عنه .
وفي نص آخر يلمح إلى قوله تعالى : وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ( التوبة /آية14) حيث يقول أبو بدر: ولا شيء يشفي غليل الصدور سوى أنهم في دروب العناء شموخ يعادل كل المعاني التي سطرتها دماء زكية وهم في موكبهم للخلود
حيث يبين أن هؤلاء الذين يذودون عن أوطانهم مما يثلج صدورهم وهو يقدمون دماءهم الزكية أنهم إلى جنة الخلد يزفون .
ويظهر التناص الخفي والاقتباس مما ورد في آيات سورة الرحمن ،وذلك في قول الشاعر :
أسرعت مدفوعا بلهفة ظامئ وبدأت أقرأ (سورة الرحمن)
فرأيتني في جنة قد أنبتت نخلا وفاحت نسمة الريحان ورأيتني حرا وأمرح لاهيا وسط الربا وتمايل الأفنان وأرى المنشآت جرى بها في البحر سر طالما أعياني وبملتقى البحرين قاع زاخر باللؤلؤ المكنون والمرجان وعلى الشطوط ملاعب الغلمان قد حفت بنور ملائك وحسان
ففي قول الشاعر : فرأيتني في جنة قد أنبتت نخلا وفاحت نسمة الريحان تلميح إلى قوله تعالى (فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام والحب ذو العصف والريحان )(الرحمن /آية1 1،12)
وفي قوله: وأرى المنشآت جرى بها في البحر سر طالما أعياني تلميح إلى قوله تعالى (وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام) (الرحمن /آية24 )
كما أن في قول الشاعر :
فيقابل الذنب العظيم بتوبة ويقابل الإحسان بالإحسان تناص مع قوله تعالى (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) (الرحمن /آية60 )