قصة ايروتيكة أيمن مارديني - سيرة الانتهاك

كانت تمارس بي الجنس ، و لم أبلغ السابعة بعد .. كانت تتفجر أنوثة… تعانق .. تتحسسني.. تكتم فمي بلسانها اللزج الرطب ، وكنت طيعا ” غير مستباح.. غير البلوغ المبكر الذي آلمني فيما بعد.

كثيرا” ما كنت أصحو ، وجبلُ جاثمُ فوق صدري، أو غولُ يجرجرني فوق رمال من عرقِ و نار، و وجهُ محمد يتفرسني، و هو غاضبٌ مني .. مستنكرا” ما يُفعل بي .

أحقا” ترى ؟ أم شريعة التأنيب هي عُرفك ؟ ؟

في الثلاثين كانت، ولم تتزوج بعد.. فقط تمرست من خلالي ، ومن جسدي اكتشفت أسرار الشهوة ، و لم تعلمني سوى الاستكانة لما يعتمر داخلها .. سمراء كانت .. مجعدة الشعر، واسود كان .. مكتنزة الجسد نوعا” ما، و ليست بممتلئة .. جميلة الروح .. ذات حساسية عالية .. تبكيها أغنية لعبد الحليم، أو مشهد فراق سعاد حسني لحبيبها احمد مظهر في فيلم نادية ، وعند أول خميس من كل شهر لا تكفيها مناديل البيت كلها، و ذلك عند أول آه لأم كلثوم في حفلتها الشهرية على مسرح الأزبكية ، و هي تشاهدها على التليفزيون مع باقي أفراد العائلة .
أحبت كثيرا”، و عشقت كثيرا”، وتضرعت إلى الله كثيرا”، ومزقت كل الملابس التي تكشف جسدها الفتي، وشهوتها العارمة ، و لكنها عادت مرة أخرى إلى فراشي وهي تبكي شهوة ، و تنتفض منها.
عرقي وخوفي من الانكشاف على السر و سوائلها الفائحة المتمرغة في الحرام ما يعتمر في الذاكرة .
سمعتها تتمتم مرة :
ربي كما خلقتني أنثى وكما خلقت الشهوة و الحرام وكما خلقت الشيطان و الجنس و الجحيم وكما خلقت الثديين و مابين فخذي و مؤخرتي والفراش والمحارم وكما خلقت الغواية و الحب و الأسرار و الليل و البكاء و الفراق والاشتياق و الغواية و البراءة و أل……………………………………
ربي لما خلقتني ؟ لما أنكرتني ثلاثا” ، و أنكرت أنوثتي الفائحة عند أول آه ؟؟
و في الصباح .. لا تراني ، و لا أراها ، و كأن ما حدث لم يحدث . ليست هي ، ولست أدري مع من ؟ فقط أضغاث ، أو أحلام محرمة . حتى السر ما بيننا ليس له مكان للاستفاضة به ، و تمارس الحيرة ، و تعود للتفاصيل الصغيرة التي تملآ بها الدقائق و الساعات، و أعود أنا إلى الطفولة.. إلى مخبئي ، و في داخلها سر كبير يثقلني .. يثقل كاهل الطفولة فيً .

وفي صباح آخر.. تفر هي من القيمة الفائضة للمشاعر التي أحييتها في داخلها ، ولا أعلم ؟ ولا تعلم من كان البارحة ؟ جسد من؟ أهو أبي ، وشعر صدره الأسود الكثيف ، ورائحة إبطيه اللزجة .. صوته الهامس في أذنيها ألا تمانع أكثر.. فهو يريدها ، و هي خائفة من أمي، أو لا تريده .. أم أنا ، و براءتي التي تشبه براءتها . فهذا حق مكتسب لها في ، و ليس أبي ، و أتمنى موته.. هي لي أنا .. ألا يكفيه أمي ، و انتزاعها مني؟ أيضا” هي ؟! ولست أدري أغفوت على دموع ألم ؟ أم حلمت، و العرق يندي جبيني خزيُ و خيانةُ و مفرداتُ جد فريدة على قاموس طفولتي ؟

وفي صباح آخر .. تعلم أمي ، أو لا تعلم . فهي ليست المرة الأولى، و ليست المئة ، و كلهن لي، و لسن لأبي .
وتقول أمي : خيانة الزوج.. أي زوج مع نساء كثيرات لا يهدد المرأة، بل أكثر ما يهدد الحياة فيها و العالم هو خيانته مع امرأة واحدة، و فقط واحدة دون الأخريات . لأنه يبحث عندئذ عمن هو ليس في زوجته ، ولن يوجد فيها . أما من يعرف نساء” متعددات أخريات هو بحث عن شهوة تأتي دائما” سريعا ، وتختفي ،و تنسى عند وصوله، وأيضا” سريعا”.

و في صباح آخر .. مسكين أبي .. مسكين، وماذا يفعل في الإغواء الذي ينهش جسده طوال يومه ، و يلقنني الدرس الأول في الخيانة التمتمة الليلية العرق الممتزج بالخوف .. من الانكشاف .. من المعرفة.. من الوضوح الغير البريء .

و في صباح آخر .. شيء ما يدور حولي ..لا أفهمه ؟! شيء يشبه رائحة الرماد .. أبحث عن حريق ما هنا ، أو هناك .
ليس من شيء ؟؟
ليس من حريق ؟؟
هي ليست هنا .. طوال الليل أتحسس مكانها بجانبي، و مازال باردا”، و مازال شيء ما ينتظره صدري ليثقلني .. أتحسس عضوي الخامل بعد، وليس ممن يتحرش بي ، أو ينتهكني ! الرائحة تملأني ، و الرماد يملآ المكان .. أمي و أختي و خالاتي الثلاث ينظفن البيت.. يغسلن الأرض و الحيطان بالماء والصابون الممتزج بالكلور سبع مرات .. ينزعن أغطية الكراسي .. الملاءات .. الستائر ، و مازالت الرائحة لم تنتزع .. أشعلت أمي البخور الهندي المحوج بالمسك و العود و العنبرفي البيت ثلاثة أيام لم تنطفيء ، و مازالت الرائحة ؟
رائحة رماد اثر حريق ما !؟
و ليس من حريق .
و لا أفهم !؟
لعلها خواطر من رماد تملآ رأسي .

و عندما زارتنا جارتنا استنكرت رائحة البيت و قالت أنها أتت و تحمل اعتذارا” من قبل الجارات الأخريات، اللائي يكنن لأمي كل المودة و طول العشرة، و لكن الرائحة تناولت بيوتهن و مصدرها بيتنا، و ذلك واضح للعيان . عندئذ أمي و بكل حنكة و دراية أرسلت ردها المبطن أيضا” إلى الجارات.. أن الرائحة مصدرها بيتها، و أنني السبب في ذلك اثر حريق شب في غرفتي وأنا ألعب بالكبريت، ولكن أبي عاقبني بالجلد عشر جلدات اثر هذا .

سوط اثر سوط اثر سوط تلك النظرة التي لا تفارقه و هو يسوطني لا تفارقني حتى الآن ليست قسوة سخرية بل سادية مبطنة لذة جنسية حالة انتشاء وصول إلى الذروة بلوغه للرعشة يهدأ يبدأ في الكلام الوعظ وما قاله محمد الله الأنبياء و الصحابة.

قالت خالتي العذراءُ بعد ، و هي تنظر إلى لقمة في يدها على الغداء أن الرائحة تأتي من العث في الفراش ، و قبل بزوغ شمس يوم جديد كانت أمي و معلم التنجيد يعيدا تجديد كل فراش البيت بعد أن تخلصت من الحشو القديم ، وبعد أسبوع كامل كان فراش البيت جاهزا”، ومبلغ تجاوز العشرات من الجنيهات قد تناوله المعلم فرحا”، و لم نكن كذلك؟!

الرائحة لم تفارق البيت ، و الرماد في أنوفنا شبه دائم .
قالت خالتي العذراءُ بعد ، و هي تنظر إلى لقمة في يدها على الغداء أن الرائحة تأتي من الطلاء الذي قدم و عفا عليه الزمان، و قبل بزوغ شمس يوم جديد كانت أمي تشير على معلم الدهان أن يزيل كل الطلاء القديم ، و يعاود طلاءه بلون جديد .. ابيض.. ناصع ..لامع.. ليشع على البيت فرحا”، و بهجة ، و مبلغ آخر من النقود دُفع قسرا” من أبي إليه ، و تناوله مغتبطا” ، و لم نكن كذلك، بل ازداد علينا الغم و القزم إذ أن الرائحة .. رائحة الرماد لم تزل، و كأن هسيس النار لم ينطفئ بعد .

همت بالقول خالتي العذراءُ بعد ، و لكن أمي أشارت عليها بالسكوت، و همهمت أمي بكلمات غير مسموعة .. مفهومة من قبلنا، ألا تعاود الكرة و تحكي ، أو تشير علينا برأي آخر.

و هنا قالت أختي الكبرى: وكأن الرائحة تخف رويدا” ، و لم تعد كالسابق.
و لكن ذلك لم يكن.. بل هي الرائحة صارت في أنوفنا أكثر ألفة غير مستحبة .

ليست هنا .. مازلت أبحث عنها .. في كل الغرف.. في العلية لعلها تختبئ مني .. في السوق تأتي بشيء ما لأمي .. في المشفى لعلها مريضة ، أو أن الله قد أخذها في غفوة مني ، و في غفلة فعل آثم لي .. إحدى غفلاتي.. ربما ، و أبكي ، و الكل لا يخبرني أين هي؟ أين مني الآن ؟
كنت هشا” .. رقيقا” وضعيفا” .. كرمش عين سقط سهوا” ، أو زهرة ربيعية .. طفل مكتمل الطفولة …. قطرة ندى على خد .. أغنية سائحة في سماء العالم ، وليس من سابعة تعلوني. أحن و أشتاق و ابكي بحرقة على فراقها ، و أتمرغ في فراشي ليلا” ،و أنزوي في غرفتي نهارا”.. أبحث.. ابحث عن آثارها في البيت .. هنا تأكل، و تلحس أصابعها من آثار الطعام، و أحب أن أراها هكذا .. هنا تستحم ، و تفرك جسدها البض الأملس، و الرغوة تغطيها سحابا” أبيض يعلو بي،و هناك في الزاوية ، وأمام التلفاز تجلس، وتتابع أفلامنا المصرية القديمة ، و أبطالنا أحلامنا ..نحن هم ، وننسى معهم من نحن،و لا نرانا . هنا خزانة ملابسها المرتبة بعناية فائقة الحد ، و روائح الصابون البلدي يفوح .. تملأ الأنوف ، وعند أول حركة ، وتناول قطعة منها ..أي قطعة .. ينتشر عبق الصابون، و يحضر جسدها من الذاكرة .
هاهي البيجامة الحمراء الحرير التي أحبتها .. مهترئة قليلا”، و مازالت تحتفظ بها.. فقد اشترتها بعد أن خبأ ت الكثير من النقود لتحصل عليها .. فستان السهرة البيج ، و الألمسات المنثورة بعناية.. فهي من أضافتها بيدها لتعطي رونقا” آخر ، أو لمسة فنية خاصة كما كانت تحب أن تقول لنا ، و تضحك في انتشاء المتفوق.. ملابسها الداخلية المنتقاة بلذة وسرية ومرتبة حسب الألوان .. كل طقم مطو و متداخل في بعضه.. السوتيان و الكيلوت و أيضا” الشلحة الداخلية .. هذا من لون واحد ،وذاك ذي لونين ، ولكن كل مطرز بخيط من لون القطعة الأخرى .. هذا معرق بالورود ، و هذا مقلم بألوان عدة ،وذاك متداخلة نقوشه ، وألوانه في تموجات صاخبة.. أما هذا الذي في العلبة القطيفة الحمراء فهو المميز عن كل هؤلاء .. فهو الأبيض.. الغالي الثمن..الخاص باليوم الكبير.. يوم العرس ، و الزواج بمن تحب .. اشترته من محلات صيدناوي شيكوريل . أمد يدي ، و أتناول إحداها ، و أبدأ في تشمم رائحتها.. علها مازالت في داخله ، أو أثر منها.. مجرد أثر .. انتشي ، و أبدأ في وضعه على جسدي .
آه كم تحبين التفاصيل أيتها الشقية المتوارية عن ناظري .

أما الروائح ، و أدوات الزينة فهي في خزانة أخرى مستقلة.. بعيدة عن ملابسها ، حتى لا تنتقل الروائح للملابس ،و تتداخل عند استعمال ذلك العطر دون سواه .. متراصة العقود و الأساور و الخواتم و التمائم و من كل الألوان و الأنواع .. الصدفية منها و الفضية.. البلاستيكية و الجلدية، و أحيانا”الذهبية ذات العيار الخفيف .. دائما” لديها المفضل، والمحبب، و لكنها تنتقي كل منها بحذر شفيف ..خفي .. أنيق..لا يخلو دائما” من اللافت للنظر، و أحيانا” اللافت للرأس عندما تمشي في الشارع .. أتناول أحد الأطواق، و أبدأ في التخيل كم هو رائع على جيدها .. أمد يدي الأخرى إلى أحد الأساور، و الخاتم ذي الفص الكبير الأزرق ،و أراها أمامي تضعه في إبهامها .. الخلخال الذهبي يلمع .. يأخذني في نشوة عالية.. رنته تسحرني في كاحلها ،وهو يناديني كجسد محترق شهوة.. أنتشي ..أعلو ، وأبدأ في ارتدائه كما تفعل هي مع الخاتم و الأسوارة والوشاح الساتان الأخضر .

وكما الآلهة في لحظة أكون أنا ، و أكون فاتن ، في ذات الوقت .

وتهمس فاتن في أذني :
بخفة هواء .. بإيقاع موج هادىء .. برعشة ضوء شمعة ملتهبة .. انأى قليلا”..عد ثانية .. تلمسني أكثر وبثبات و بطء .. التصق بي .. تناول نهدي بين شفتيك.. لا تلمس هناك .. ربما فيما بعد، تمرغ برأسك بين نهداي .. إني أتنفس عبق شهوتك.. أدخل بي الآن .. هل مضت الرهزات الخمس الأولى؟ ماذا لو عشرة .. مئة .. ألف ؟ على أبواب الإيقاع المنتظم خطواتنا في الثبات .. ماذا لو ؟ وتأتي … و آتي .
فما هو نشوة لي .. هو نشوة لها . رغما”أني لم أبلغ صلواتي الخمس بعد ……..

وبدأت أمارس ما هو عادة في الليل أيضا” في النهار .. ما هو حنو وضم وألفة .. ماهو شعور بالامتلاك لا يدانيه إحساسا” آخر .. أنا الملك .. أنا كاتم الأسرار لذا المدلل .. أنا الذي يعرف ، و يثقل جسدي الندي ما هو أكثر مني .
وكان ابن خالتي علي ……..
جررته ذات يوم بعيدا” عن عيون الأهل و الأقارب، و في لهفة، وتثاقل أنفاس أخرجت صورة صغيرة مطوية، و تكسرات الطويات كانت واضحة.. جلية عليها .. قصصتها من مجلة حواء لسعاد حسني، و هي ترتدي مايوها” أزرق .. كانت رافعة يدها.. تسند رأسها .. مائلة بجسدها على الحائط .. تنظر إلي بغواية ما ، و تناسق جسدها يكاد ينسيني من هي؟
فقط في الذاكرة جسد فاتن الذي تمرست به ، و قلت:
– ما رأيك ؟ قصصتها من المجلة .. عل أحدا” لا يأخذ بالا”!
أخذها مني بيد مرتعشة ، و اخرج عضوه على الفور ، و بدأ في دعكه .. صغيرا” كان منكمشا”، و مطهرا” .. أحمر اللون.. رفيعا” .. كأنه قضيب طائر ، غير أنه لم يكن ينضح برائحة العتم ، و رطوبة الليل .
استنكرت ما يفعل .. إلا أنني انجذبت إلى ما يحدث في ضوء النهار، و ليس تحت ستائر الليل فقط . اجبرني على خلع ملابسي، و بدأنا في اللهو الغير بريء .

بل هو البراءة الرمز الوحيد في حياتي . قال:
بقسوة أكثر .. بحركة مستقيمة .. من أعلى إلى أسفل .. حرك يدك على قضيبك، و المس رأسه ، و أعصره جيدا”.. مرر يدك على فخذيك .. ادخل إصبعك هناك بعد أن تتحسس ذلك المعتم .. هناك ستسر أكثر . أدخله مرة واحدة .. أدفع إصبعك، و لا تفزع للدم، أو للألم .. سرور لا ينتهي .. ليس له نهاية .. هكذا حتى تتعب أو ……. تشعر أن أحدا” من أهلك قد أتى .

رائحته لا تشبه رائحتها .. مذاق جسده على لساني لا يشبهها.. ارتباكه ، و عدم تمرسه يضايقني .. إلا أنني منجذب لما يحدث.. لما؟ لست أدري ؟
وبدأنا في ممارسة اللعب .. لعبة الانكشاف على المجهول.. المعلوم لدي .

دائما” كان الخبر متقدما” لدي على المبتدأ في جملة الحياة .

قابلته في إحدى زياراتي إلى منزل علي .. كان عرفان هادئا” كما دائما”.. عرفان الفتى الحنون .. الوسيم الأنيق .. لا يعطي بالا” لألعابنا ، بقدر ما تأخذه الألوان .. الأشكال ، و التكوينات الجمالية.. حاولت جره بعيدا” عن العيون عدة مرات ، و لكن محاولاتي ، و علي باءت بالفشل .. كان غامضا” .. بل ظننت كذلك، بل كان كتوما”.. ينتهكه شيء ما .. لم استبينه آنذاك .. كان يرسم ، و هو يتمتم بكلمات ما لا تكاد تبين ،إلا أنها ما كانت تقوله شخوصه إلى بعضها على الورق .. هذا طير يفر من زاوية ما.. قفص ما ،أو سجن ما ، وذاك شجر يملأ مساحة الأبيض على الورق .. ملتف.. كثيف.. تختبئ خلفه الوجوه المشدوهة .. هذا طفل يبكي.. ينزوي في أسفل الورقة ، و تلك امرأة مبقورة البطن .. يتدلى منها عناكب، و جراذين .. ذاك رجل .. مشعث الشعر.. غير حليق .. ملابسه تنم عن مظهر رث .. مفتوح قميصه.. متسخ، والبنطلون قصير شيئا” ما ، و ذو رقع واضحة ، والعصا بيده .. مرفوعة في الهواء منتصبة.. قائمة كتهديد معلن.. شرير المقصد .
كان حاد القسمات، و يرتدي نظارات طبية سميكة العدسات .

ترى أكان الرسم واضحا” لي وضوح حدث ما شاهدته ذات وقت؟ أم ما قاله لي عرفان رفيق الطفولة ، و ما تيسر من الصبا في ذات انتهاك لم يبرح المخيلة ؟
قال : جردني من ثيابي .. نزع عني الحياء و الخجل ذات نهار.. أصبحت دون غطاء أحتمي به من ضوء شمس أغرقتني في الخطيئة، و على مرأى منها ،و مني، و من العالم .. لم يحرك أحد ساكنا” ، و الكل لم يعلم فقط ! بل الكل اشترك في الجريمة الانتهاك على الجسد، و الروح، بل على الماضي والحاضر الذي غرقت فيه دون إرادة مني .. دون وعي .. دون أسلحة يمتلكها طفل.. جرد من الطفولة .
لقد أعلن ، وعلى الملأ أنني لست بابن شرعي له ، و أن ما أتى بي إلى الحياة هو فعل اقترفته أمي ذات طيش ، و أنه ليس بمصدق، و لكنه تأكد،حيث أن التحاليل الطبية أثبتت، و بكل يقين أنه غير صالح للإنجاب، و لم يكن يوما” ، و لن يكون أبد العمر ..يعلم أنه قد طعن في رجولته ، وهذا جرح للكرامة كرجل،ولكنه يرفض أن يكون الزوج المخدوع .. الشيطان الأخرس .
ربما يقبل بتبني ولد فقد أبويه ، و لكنه يرفض خداع زوجة تلبي غريزة لم ينعم الله عليها بها .. ربما يوافق على أبغض الحلال فقط لترضع طفلا “من صلب رجل عرف كيف يضاجع ، و يأتي بذكر يخلد الذكر ، و تأتي ببرهان أنها امرأة كاملة الأنوثة.. غير ناقصة. ربما يسكت على ضعف مَن الله به عليه مقابل سكوت من زوجة ترضى حبا” ، و كرامة لعشرة طالت أم قصرت ، فهي تقبل طواعية، و هو على انكسار أمامها ، و لكن فقط بين جدران غرفة النوم ، و على مخدع الزوجية، و لكنه لن يرضى برائحة عرق رجل ضاجع زوجته لشهوة في نفسه ، وهي لتكمل صورة الزوجة الكاملة.. المكتملة أنوثة ، و أمومة غير ناقصة .

ما قاله عرفان لي و ما لم يقله و ما قاله تلميحا” دون التفاصيل و ما قالته عيناه لي و أكثر و ما قالته أحلامه و صراخه كلماته المنفلتة في كوابيسه ما قاله عرفان في رسومه و انزواءه في الألم الصامت منتحبا” و تألمه الواضح في قوله فاضحا” ما رأت عيناه و يعجز عنه القول على ما حدث و يحدث وما سوف يحدث و القول حتى القول أصبح فعل لانتهاك له، و لي، و لك أيضا” .
قال : و في ليلة ذات انتهاك طال كل التفاصيل .. استيقظت، و على جلبة هائلة ، وأناس من حولي و في كل أرجاء البيت .. ذاك يحملني و أنا في أول اليقظة ، و يركض بي، و ذاك يصرخ في الآخرين أن أبلغوا الشرطة ، و هذه الجارة تصرخ بهستيرية، و أخرى تبكي .. الدموع تملأ العيون والوجوه .. هذا ينزعني من الآخر، وهذا يركض خارجا”يسأل أن يأتوه بغطاء كي يغطي جسدها الذي رأيته بطرف عيني .. ملقى” على الأرض .. شعرها يلف عنقها ، و يدها تمسك بصدرها ، و الدم في المكان.. الدم الدم مازال طريا” أحمر قان يسيل من بين الأصابع يسيل من الجسد يسيل من الروح يسيل نازلا” على الأرض يسيل سائرا” في أرجاء البيت يسيل يدور في الغرف يسيل زاحفا” يسيل باحثا” يسيل سائلا” عن شيء ما عن شخص ما عني أنا ..عرفان.. ابنها .

وللدم رائحة أيضا”، ليس فقط الانتهاك و الحزن .

وفاتن …
فاتن .. ابنة خالي مازالت في الغياب .. تحضرني صورتها دائما” في المكان .. تزحف إلي بجحافلها .. تملأه بانحناءتها ، وخطوط تفاصيل جسدها .. تجتاح رائحتها سريري ، وعضوي الذي يحن إلى أصابعها اللدنة الصغيرة ،و هي تداعبه .. تحضنه بين كفيها ، و تضمه متضرعة إلى من هو اله .. إلى من زرع الشهوة ، وأظهر العورة .. إلى من قطفنا على مرأى منه الثمرة ، ولم ينهنا .. لنزداد رغبة، ونشتاق إلى الرغبة ، و نكبتها أيضا” تلك الرغبة الكامنة .. الملتحفة خلايا الروح .
و الرائحة ما تزال ..

وسحب الدخان لم تغادرنا ..
و فاتن في المخيلة .. في الحضور شاخصة.. في ظهورها لي .. لا أدري لما؟
ترى أكانت فاتن رائحة الرماد ؟

.

[SIZE=5]La nuit[/SIZE]
a-boug-10.jpg
  • Like
التفاعلات: 2 أشخاص

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
أيمن مارديني
المشاهدات
2,236
آخر تحديث
أعلى