السيرة الذاتية
ولد الأديب يعقوب باسيل الشوملي عام 1921 في مدينة بيت ساحور المجاورة لمدينة بيت لحم. وهو أصغر إخوته وأخواته سنًّا. كان والده باسيل إلياس الشوملي رئيسا لبلدية مدينة بيت ساحور.ترعرع يعقوب باسيل الشوملي في بيت العائلة القريب من حقل الرعاة في بيت ساحور.تلقى دراسته الابتدائية في الكلية الاكليريكية في بيت جالا وأنهى دراسته الثانوية في كلية الفرير في القدس حيث حصل على شهادة مترك لندن. أنهى ثلاث سنوات من دراسة القانون في كلية الحقوق في القدس ولم يتمكن من إكمال دراسته بسبب نسف مبنى الكلية من قبل العصابات الصهيونية. عمل في دائرة حاكم اللواء في القدس والقائمقامية في بيت لحم حتى عام 1950. بعدها عمل مدرسا للغة الانجليزية والتاريخ في الخليل وبيت صفافا حتى عام 1954. التحق بقسم الثقافة في الجيش الأردني حيث عمل مدرسا ثم مديرا فضابط ثقافة ثم ركنا للتوجيه المعنوي. تقاعد عام 1968 برتبة رائد وعاد إلى مسقط رأسه بيت ساحور حيث عمل أستاذا للغة العربية في مدرستي الراعي الصالح والمانونايت والكلية الاكليريكية في بيت جالا وكلية تراسنطة في بيت لحم. حضر عدة دورات متخصصة في الإدارة المدرسية وعلم النفس التربوي والإعلام. كان واسع الثقافة ولديه مكتبة كبيرة في بيته وذا شخصية مرحة محبوبة وبعيد النظر والرؤيا وذا نزعة فلسفية.
أصدر مجموعته القصصية الأولى عام 1951 بعنوان قافلة الشهداء.كتب مجموعة كبيرة من التمثيليات الاجتماعية والوطنية قُدمت من خلال الإذاعة الأردنية بشكل متواصل منذ العام 1958 وحتى العام 1968. كتب زوايا نقدية وأدبية ثابتة في جريدة فلسطين، منها "مِن الحياة" و"من ملفات القضاء الأردني" و"قصة من التاريخ العربي".نشر سلسلة من المقالات النقدية في جريدة الدستور تحت عنوان "فيتو"، استمرت حتى العام 1968.كتب أكثر من 20 رواية اجتماعية وسياسية نشرت في جريدة فلسطين على شكل مسلسلات في الفترة من 1956 وحتى العام 1967 منها: من القاتل، جثة الغريب، شاربة الدماء، علياء و عصام، رحلة الموت، هل أقتل ولدي، هل أقتل ابنتي، غرام وحشيش، المقامرون،حبل المشنقة، دماء فوق بيت لحم، اليتيمتان، صخرة الموت، خالد.له عدد كبير من المسرحيات والاسكتشات التي عُرضتْ ولم تُنشر، ويُعتبر من مؤسسي المسرح الوطني الفلسطيني. كتب في جريدتي "الفجر" و "الميثاق" ومجلتي "الكاتب" و"الطليعة"، وكرس جلَّ وقتِه لدعمِ المؤسساتِ والجمعياتِ والمدارس بتزويدها بالمسرحيات والاسكتشات والروايات الوطنية كما زوّد إذاعة القدس لمدة ثلاث سنوات بمقالات أسبوعية كان أهمها "من دفتر الانتفاضة" وقصص قصيرة بعنوان "حكاية حب من الوطن".كتب تحت أسماء مستعارة كثيرة منها: "أبو باسل"، أبو خالد، "فيتونجي"، باسل جبر.
كان رائدا في الجيش الأردني في قسم الصحافة والإعلام حتى عام 1968، عمل بعدها مدرسا للغة العربية حتى تقاعده. كان يتحدث بطلاقة بالإضافة للغة العربية اللغة الفرنسية والإنجليزية والإيطالية.
كان له دور قيادي في الحركة الوطنية في فلسطين خاصة في انتفاضة الحجارة عام 1987. تعرض وعائلته للاعتقال عدة مرات من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي.نُفِيتْ عائلته عام 1980 من قبل قوات الاحتلال إلى المخيم المهجور في عين السلطان قرب أريحا وتم إغلاق بيته بالشمع الأحمر.
كان متزوجا من جورجيت حنا مصلح.أبناؤه: المهندس باسل الشوملي، المهندس والكاتب مجدي الشوملي، المهندس والشاعر خالد الشوملي والسيد طارق الشوملي.بناته: الكاتبة والشاعرة روز الشوملي، الأستاذة تغريد الشوملي، الأستاذة وجدان الشوملي والأستاذة رسالة الشوملي.
توفي بتاريخ 07.07.1993 على أثر نوبة قلبية حادة. أقيم له حفل تأبين كبير تحت شعار (فقيد الأدب والوطن) بتاريخ 17.08.1993 وفاء لمسيرته الأدبية والوطنية المتميزة. شارك في حفل التأبين شخصيات أدبية ووطنية مرموقة وممثلو المؤسسات في فلسطين وجمهور غفير.
بينأبين
مؤلفاته وأعماله الأدبية
قافلة الشهداء ـ فلسطينيات: وهي مجموعته القصصية الأولى وقد صدرت عام 1951.يقع الكتاب في 104 صفحات. وتضم المجموعة قصصا قصيرة وطويلة ومن عناوينها: الأمومة المتعطشة، المهاجر، نداء الوطن، الدفاع، كيف أنقذت صديقي، أمل لم يتحققـ، الشهداء، أنقذوا الموظف، الخيانة العظمى والعار. كان هاجس الوطن حاضرا في كتابه الأول. وظل هذا الهاجس مرافقا لكتاباته المختلفة طيلة حياته. كان لديه وعي ودراسة لحالات الإنسان النفسية في الظروف المختلفة فوظّف هذا بصورة دقيقة في قصصه ورواياته المتعددة. يقوم الكاتب بتحليل نفسي لشخصيات قصصه ورواياته. ويظهر الصراع الداخلي الذي يتحكم بقرارارت شخصيات القصة.
فيتونجي: وهي سلسلة مقالات احتجاجية أسبوعية ناقدة للمجتمع والسياسة والمسؤولين نشرها الكاتب بين عام 1965 وعام 1968 في جريدة الدستور. كان للكاتب حس عميق ونقي ومبكر لما يدور في المجتمع من أحداث. وهنا تجدر الإشارة بأن الكاتب يعقوب الشوملي هو أول من بايع الشاعر محمود درويش بإمارة الشعر. هذا ما كتبه في مقاله المنشور بتاريخ 07.08.1968 بعنوان إمارة الشعر العربي:
الآن و بعد موت الأخطل الصغير، أبايع محمود درويش بإمارة الشعر. أنا أبايعه بضغط شديد نابع من إحساس داخلي بالإعجاب والتقدير مع الشعور بأن كلماته تنتشلني من أي وسط أكون فيه لتضعني في المعركة، والإيمان بأنه يمشي أمامي دائمًا، و أمام كل من ينظم وينثر، بل أمام كل من يحارب أيضًا، أبايعه لشجاعته التي انتزعت إعجاب العالم، أبايعه لأنه رائد في كبرياء الصمود، مع الإصرار على التمسك بالأرض، رافضًا أن يموت حتى يعيش ليحارب.
رواية علياء و عصام: وهي قصة من التاريخ العربي نشرت في جريدة فلسطين عام 1966 وجاءت في 27 حلقة. وقد تم تمثيلها وبثها في الإذاعة الأردنية. وهي رواية تجري أحداثها في أواخر العهد الأموي حيث انقبض مدُّ الفتوحات، وأَصابت الإمبراطورية حالةبائسة مِن الجمودِ والركود، غفلَ العربُ عن معالجتِها في حينِها، واستغلَّ أَعداءُ القوميةِ هذه الفرصة، فأَخذوا زمامَ الموقفِ مِنْ يدِ الأُمويين، وكاد الوجهُ العربيُّ يغيبُ عن العالمِ الذي لمْ يعرف العدلَ والرحمةَ قبْل هذا اليوم.
وكان يتنافس على زعامة القبيلة أسرتان عريقتان في المجد، لهما الباع الطولى والقدح المعلى في مقارعة الأعداء وفي الفروسية والبطولة.
وكثيرا ما كان التنافس على قيادة القبيلة يثير الخلافات بين الأسرتين الكبيرتين، فتسوء العلاقات بينهما، وتتردى إلى درجة القتال الدموي، فيسقط عدد كبير من الجانبين وتذهب الدماء العربية هدرا، وما كان أحوجها لتراق على حدود الوطن، وثغور الأعداء.
كان أبو عصام على رأس إحدى الأسرتين.
وكان أبو علياء زعيم الأسرة الثانية.
فجسد الإثنان أسرتيهما .. وحملا آمالهما ووقفا مركزين لخلافاتهما ومحورين لتنافسهما.
كانا نارا أكلت ما حولها. ولما لم تجد ما تأكله أكلت نفسها!
تسلط الرواية الضوء على علاقة الحب القوية بين علياء و عصام والنزاع الحاد بين أسرتيهما. صراع بين الماضي والمستقبل. صراع بين العادات والقيم العليا. رواية مشوقة جدا مع تحليل نفسي دقيق لشخصيات الرواية.
من الحياة: وهينصوص من واقع الحياة نشر معظمها في جريدة فلسطين على شكل مقالات يومية بين عام 1965 وعام 1967. تعالج النصوص قضايا المجتمع المختلفة، إذ لا تترك مجالا إلّا وتطرقت له. فالمقالات تتناول الثقافة والأدب والتربية والتعليم والأسرة والحب والمنافسة والمواصلات والسفروالموضة والغيرة والانتقام والوفاء والضمير والوطن. كانت النصوص شبه اليومية تعالج حدث الساعة والأمور اليومية التي تهم المجتمع. يضع الكاتب يعقوب الشوملي إصبعه على الجرح في جسد المجتمع العربي المثقل بحمل الماضي والعادات والتقاليد ويركز على النزاعات والقلق في الذات البشرية. تتيمز كتاباته باللغة القوية وجزالتها وتنوع مفرداتها وبأسلوبه الشيق الذي يشد القارئ لمتابعة النصوص حتى نهايتها.
روايات من القضاء: وهي روايات نشرها الكاتب يعقوب الشوملي عام 1966 في جريدة فلسطين على شكل حلقات شبه يومية. يذكر من أهم هذه الروايات: رواية جثة الغريب (18 حلقة).رواية شاربة الدماء (20حلقة).رواية من القاتل (18 حلقة).
تدور أحداث هذه الروايات حول جرائم قتل غريبة لا يمكن تفسيرها ولا القبض على القاتل إلّا في نهاية الرواية. الكل متهم والكل بريء في ذات الوقت حتى تتضح الأمور في النهاية. تشد الروايات القارئ فيصبح هو نفسه محققا محاولا اكتشاف المجرم والقبض عليه وكلما اقترب حبل المشنقة من متهم ما أفلت الحبل من يد القارئ. أسلوب شيق للغاية يجعل القارئ عضوًا فعّالا في الروايات. تمتاز الروايات بترابطها المتين وبحبكتها القوية وأسلوبها الجذّاب.
روايات وقصص أخرى متعددة: يذكر من أهم هذه الروايات والقصص وكلها منشورة عام 1966 في جريدة فلسطين: دماء فوق بيت لحم (6 حلقات).اليتيمتان (10 حلقات). خالد (6 حلقات). صخرة الموت (12حلقة).رحلة الموت: (47 حلقة). هل أقتل ولدي (10 حلقات). هل أقتل ابنتي (6 حلقات). غرام وحشيش (6 حلقات).ومن مؤلفاته أيضا:المحكمة وهي مسرحية تربوية. المقامرون: تمثيلية اجتماعية إذاعية بثت عام 1964 في الإذاعة الأردنية على 6 حلقات.رمضان في الجنة: تمثيلية رمزية.قهوة العم أبو حسن: تمثيلية بثت في الإذاعة الأردنية.جنة الشهيد: مسرحية في 4 مشاهد.زائر من المريخ: تمثيلية ميلادية في 6 حلقات.الأجراس في بيت لحم: تمثيلية تاريخية في7 حلقات.شعب لن يموت: تمثيلية بثت في الإذاعة الأردنية عام 1958 من إخراج ابراهيم السمان.سامحيني: تمثيلية اجتماعية في 7 حلقات.من أجل ولدي: تمثيلية اجتماعية في 5 فصول. ما أغلى الثمن: تمثيلية اجتماعية في 7 حلقات بثت في الإذاعة الأردنية عام 1958 من إخراج ابراهيم السمان.أغلى من عيني: مسرحية في 4 فصول. مع وقف التنفيذ: مسرحية في 4 فصول.
الأديب والوطن
ربط الكاتب والمثقف يعقوب الشوملي عمله الأدبي بعمله النضالي اليومي فكان رغم ثقافته العالية قريبا جدا من الناس والبسطاء فكان محبوبا بينهم. وكان له دور نضالي بارزوتم اعتقاله أكثر من مرة من قوات الاحتلال. وقف في وجه الاحتلال صخرة لم تتحطم وخرج مرفوع الرأس بعد كل صدام مع المحتل والتي كان أهمها إجبار سلطة الاحتلال على التراجع عن قرارها بترحيله وعائلته إلى مخيم عين السلطان في عام 1980. رعى المسرح الفلسطيني منذ عام 1950 وزوده بكتاباته وأفكاره كما زود المؤسسات والنوادي بمسرحيات وكتابات وطنية. كان نشطا وواسع الاتصال مع المؤسسات الدولية ووسائل الإعلام الأجنبية، وقد مكنه إتقانه اللغة الانجليزية والفرنسية من نقل صورة الوضع المأساوي لمعاناة الشعب الفلسطيني وإيصال عدالة قضيته للرأي العام العالمي. كان من المدافعين عن الوحدة الوطنية وحاول باستمرار ترسيخها من خلال علاقاته المميزة مع جميع الفصائل ومن خلال كتاباته ومواقفه المختلفة،كما كان مثالًا للعطاء والتضحية.كما زوّد إذاعة القدس لمدة ثلاث سنوات (1987 ـ 1990) بمقالات أسبوعية كان أهمها "من دفتر الانتفاضة" وقصص قصيرة بعنوان "حكاية حب من الوطن".ساهم في إصدار كتاب (درب الأحرار) عن الشهيد أنطون الشوملي كما أسس جمعية إسكان الرعاة في بيت ساحور بهدف زرع الإنسان الفلسطيني في أرضه. كان عضوا نشيطا في لجنة الدفاع عن المعتقلين ولجنة الدفاع هن حفوف الإنسان.
نفيه مع عائلته
في عام 1980قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بملاحقة الفتى طارق (17 عاما) ابن الكاتب يعقوب الشوملي بتهمة رميه حجرا على سيارة الحاكم العسكري في مدينة بيت لحم. قام جنود الاحتلال بضربه والاعتداء عليه وإصابته بجروح بليغة وسجنه وسجن والده الكاتب يعقوب الشوملي وطرد أخته المعلمة وجدان من وظيفتها. بعد يومين تم إبعاد عائلة الكاتب ونقل أثاث منزلها إلى مخيم مهجور (عين السلطان) قرب أريحا ورميه في الخلاء وإغلاق بيتهم بالشمع الأحمر في حين بقي الإبن طارق في السجن رغم جراحه البليغة.
أخذ الأب قراره بالرد عبر الصحافة والمنظمات الحقوقية والإنسانية وهو الملاذ الوحيد المتبقي. وقد ساعده على ذلك إتقانه لغات كثيرة منها الفرنسية والإنجليزية والإيطالية. كان حجم التضامن مع العائلة هائلا جدا وغير متوقع مما جعل الأب يرى في الإضراب عن الطعام وسيلة ناجعة للتصعيد. يذكر أن نفي عائلة الشوملي قد لاقى صدى واسعا في الإعلام الفلسيطني والعربي والعالمي. نشرت المقالات الكثيرة في الجرائد المختلفة مع صور العائلة في المخيم المهجور.ومع ازياد التضامن المحلي والدولي مع أسرة الكاتب تراجع الحاكم العسكري وعادت العائلة إلى بيتها مع استقبال ومرافقة ألاف المواطنين والمتضامنين مع أسرة الكاتب.
ولد الأديب يعقوب باسيل الشوملي عام 1921 في مدينة بيت ساحور المجاورة لمدينة بيت لحم. وهو أصغر إخوته وأخواته سنًّا. كان والده باسيل إلياس الشوملي رئيسا لبلدية مدينة بيت ساحور.ترعرع يعقوب باسيل الشوملي في بيت العائلة القريب من حقل الرعاة في بيت ساحور.تلقى دراسته الابتدائية في الكلية الاكليريكية في بيت جالا وأنهى دراسته الثانوية في كلية الفرير في القدس حيث حصل على شهادة مترك لندن. أنهى ثلاث سنوات من دراسة القانون في كلية الحقوق في القدس ولم يتمكن من إكمال دراسته بسبب نسف مبنى الكلية من قبل العصابات الصهيونية. عمل في دائرة حاكم اللواء في القدس والقائمقامية في بيت لحم حتى عام 1950. بعدها عمل مدرسا للغة الانجليزية والتاريخ في الخليل وبيت صفافا حتى عام 1954. التحق بقسم الثقافة في الجيش الأردني حيث عمل مدرسا ثم مديرا فضابط ثقافة ثم ركنا للتوجيه المعنوي. تقاعد عام 1968 برتبة رائد وعاد إلى مسقط رأسه بيت ساحور حيث عمل أستاذا للغة العربية في مدرستي الراعي الصالح والمانونايت والكلية الاكليريكية في بيت جالا وكلية تراسنطة في بيت لحم. حضر عدة دورات متخصصة في الإدارة المدرسية وعلم النفس التربوي والإعلام. كان واسع الثقافة ولديه مكتبة كبيرة في بيته وذا شخصية مرحة محبوبة وبعيد النظر والرؤيا وذا نزعة فلسفية.
أصدر مجموعته القصصية الأولى عام 1951 بعنوان قافلة الشهداء.كتب مجموعة كبيرة من التمثيليات الاجتماعية والوطنية قُدمت من خلال الإذاعة الأردنية بشكل متواصل منذ العام 1958 وحتى العام 1968. كتب زوايا نقدية وأدبية ثابتة في جريدة فلسطين، منها "مِن الحياة" و"من ملفات القضاء الأردني" و"قصة من التاريخ العربي".نشر سلسلة من المقالات النقدية في جريدة الدستور تحت عنوان "فيتو"، استمرت حتى العام 1968.كتب أكثر من 20 رواية اجتماعية وسياسية نشرت في جريدة فلسطين على شكل مسلسلات في الفترة من 1956 وحتى العام 1967 منها: من القاتل، جثة الغريب، شاربة الدماء، علياء و عصام، رحلة الموت، هل أقتل ولدي، هل أقتل ابنتي، غرام وحشيش، المقامرون،حبل المشنقة، دماء فوق بيت لحم، اليتيمتان، صخرة الموت، خالد.له عدد كبير من المسرحيات والاسكتشات التي عُرضتْ ولم تُنشر، ويُعتبر من مؤسسي المسرح الوطني الفلسطيني. كتب في جريدتي "الفجر" و "الميثاق" ومجلتي "الكاتب" و"الطليعة"، وكرس جلَّ وقتِه لدعمِ المؤسساتِ والجمعياتِ والمدارس بتزويدها بالمسرحيات والاسكتشات والروايات الوطنية كما زوّد إذاعة القدس لمدة ثلاث سنوات بمقالات أسبوعية كان أهمها "من دفتر الانتفاضة" وقصص قصيرة بعنوان "حكاية حب من الوطن".كتب تحت أسماء مستعارة كثيرة منها: "أبو باسل"، أبو خالد، "فيتونجي"، باسل جبر.
كان رائدا في الجيش الأردني في قسم الصحافة والإعلام حتى عام 1968، عمل بعدها مدرسا للغة العربية حتى تقاعده. كان يتحدث بطلاقة بالإضافة للغة العربية اللغة الفرنسية والإنجليزية والإيطالية.
كان له دور قيادي في الحركة الوطنية في فلسطين خاصة في انتفاضة الحجارة عام 1987. تعرض وعائلته للاعتقال عدة مرات من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي.نُفِيتْ عائلته عام 1980 من قبل قوات الاحتلال إلى المخيم المهجور في عين السلطان قرب أريحا وتم إغلاق بيته بالشمع الأحمر.
كان متزوجا من جورجيت حنا مصلح.أبناؤه: المهندس باسل الشوملي، المهندس والكاتب مجدي الشوملي، المهندس والشاعر خالد الشوملي والسيد طارق الشوملي.بناته: الكاتبة والشاعرة روز الشوملي، الأستاذة تغريد الشوملي، الأستاذة وجدان الشوملي والأستاذة رسالة الشوملي.
توفي بتاريخ 07.07.1993 على أثر نوبة قلبية حادة. أقيم له حفل تأبين كبير تحت شعار (فقيد الأدب والوطن) بتاريخ 17.08.1993 وفاء لمسيرته الأدبية والوطنية المتميزة. شارك في حفل التأبين شخصيات أدبية ووطنية مرموقة وممثلو المؤسسات في فلسطين وجمهور غفير.
بينأبين
مؤلفاته وأعماله الأدبية
قافلة الشهداء ـ فلسطينيات: وهي مجموعته القصصية الأولى وقد صدرت عام 1951.يقع الكتاب في 104 صفحات. وتضم المجموعة قصصا قصيرة وطويلة ومن عناوينها: الأمومة المتعطشة، المهاجر، نداء الوطن، الدفاع، كيف أنقذت صديقي، أمل لم يتحققـ، الشهداء، أنقذوا الموظف، الخيانة العظمى والعار. كان هاجس الوطن حاضرا في كتابه الأول. وظل هذا الهاجس مرافقا لكتاباته المختلفة طيلة حياته. كان لديه وعي ودراسة لحالات الإنسان النفسية في الظروف المختلفة فوظّف هذا بصورة دقيقة في قصصه ورواياته المتعددة. يقوم الكاتب بتحليل نفسي لشخصيات قصصه ورواياته. ويظهر الصراع الداخلي الذي يتحكم بقرارارت شخصيات القصة.
فيتونجي: وهي سلسلة مقالات احتجاجية أسبوعية ناقدة للمجتمع والسياسة والمسؤولين نشرها الكاتب بين عام 1965 وعام 1968 في جريدة الدستور. كان للكاتب حس عميق ونقي ومبكر لما يدور في المجتمع من أحداث. وهنا تجدر الإشارة بأن الكاتب يعقوب الشوملي هو أول من بايع الشاعر محمود درويش بإمارة الشعر. هذا ما كتبه في مقاله المنشور بتاريخ 07.08.1968 بعنوان إمارة الشعر العربي:
الآن و بعد موت الأخطل الصغير، أبايع محمود درويش بإمارة الشعر. أنا أبايعه بضغط شديد نابع من إحساس داخلي بالإعجاب والتقدير مع الشعور بأن كلماته تنتشلني من أي وسط أكون فيه لتضعني في المعركة، والإيمان بأنه يمشي أمامي دائمًا، و أمام كل من ينظم وينثر، بل أمام كل من يحارب أيضًا، أبايعه لشجاعته التي انتزعت إعجاب العالم، أبايعه لأنه رائد في كبرياء الصمود، مع الإصرار على التمسك بالأرض، رافضًا أن يموت حتى يعيش ليحارب.
رواية علياء و عصام: وهي قصة من التاريخ العربي نشرت في جريدة فلسطين عام 1966 وجاءت في 27 حلقة. وقد تم تمثيلها وبثها في الإذاعة الأردنية. وهي رواية تجري أحداثها في أواخر العهد الأموي حيث انقبض مدُّ الفتوحات، وأَصابت الإمبراطورية حالةبائسة مِن الجمودِ والركود، غفلَ العربُ عن معالجتِها في حينِها، واستغلَّ أَعداءُ القوميةِ هذه الفرصة، فأَخذوا زمامَ الموقفِ مِنْ يدِ الأُمويين، وكاد الوجهُ العربيُّ يغيبُ عن العالمِ الذي لمْ يعرف العدلَ والرحمةَ قبْل هذا اليوم.
وكان يتنافس على زعامة القبيلة أسرتان عريقتان في المجد، لهما الباع الطولى والقدح المعلى في مقارعة الأعداء وفي الفروسية والبطولة.
وكثيرا ما كان التنافس على قيادة القبيلة يثير الخلافات بين الأسرتين الكبيرتين، فتسوء العلاقات بينهما، وتتردى إلى درجة القتال الدموي، فيسقط عدد كبير من الجانبين وتذهب الدماء العربية هدرا، وما كان أحوجها لتراق على حدود الوطن، وثغور الأعداء.
كان أبو عصام على رأس إحدى الأسرتين.
وكان أبو علياء زعيم الأسرة الثانية.
فجسد الإثنان أسرتيهما .. وحملا آمالهما ووقفا مركزين لخلافاتهما ومحورين لتنافسهما.
كانا نارا أكلت ما حولها. ولما لم تجد ما تأكله أكلت نفسها!
تسلط الرواية الضوء على علاقة الحب القوية بين علياء و عصام والنزاع الحاد بين أسرتيهما. صراع بين الماضي والمستقبل. صراع بين العادات والقيم العليا. رواية مشوقة جدا مع تحليل نفسي دقيق لشخصيات الرواية.
من الحياة: وهينصوص من واقع الحياة نشر معظمها في جريدة فلسطين على شكل مقالات يومية بين عام 1965 وعام 1967. تعالج النصوص قضايا المجتمع المختلفة، إذ لا تترك مجالا إلّا وتطرقت له. فالمقالات تتناول الثقافة والأدب والتربية والتعليم والأسرة والحب والمنافسة والمواصلات والسفروالموضة والغيرة والانتقام والوفاء والضمير والوطن. كانت النصوص شبه اليومية تعالج حدث الساعة والأمور اليومية التي تهم المجتمع. يضع الكاتب يعقوب الشوملي إصبعه على الجرح في جسد المجتمع العربي المثقل بحمل الماضي والعادات والتقاليد ويركز على النزاعات والقلق في الذات البشرية. تتيمز كتاباته باللغة القوية وجزالتها وتنوع مفرداتها وبأسلوبه الشيق الذي يشد القارئ لمتابعة النصوص حتى نهايتها.
روايات من القضاء: وهي روايات نشرها الكاتب يعقوب الشوملي عام 1966 في جريدة فلسطين على شكل حلقات شبه يومية. يذكر من أهم هذه الروايات: رواية جثة الغريب (18 حلقة).رواية شاربة الدماء (20حلقة).رواية من القاتل (18 حلقة).
تدور أحداث هذه الروايات حول جرائم قتل غريبة لا يمكن تفسيرها ولا القبض على القاتل إلّا في نهاية الرواية. الكل متهم والكل بريء في ذات الوقت حتى تتضح الأمور في النهاية. تشد الروايات القارئ فيصبح هو نفسه محققا محاولا اكتشاف المجرم والقبض عليه وكلما اقترب حبل المشنقة من متهم ما أفلت الحبل من يد القارئ. أسلوب شيق للغاية يجعل القارئ عضوًا فعّالا في الروايات. تمتاز الروايات بترابطها المتين وبحبكتها القوية وأسلوبها الجذّاب.
روايات وقصص أخرى متعددة: يذكر من أهم هذه الروايات والقصص وكلها منشورة عام 1966 في جريدة فلسطين: دماء فوق بيت لحم (6 حلقات).اليتيمتان (10 حلقات). خالد (6 حلقات). صخرة الموت (12حلقة).رحلة الموت: (47 حلقة). هل أقتل ولدي (10 حلقات). هل أقتل ابنتي (6 حلقات). غرام وحشيش (6 حلقات).ومن مؤلفاته أيضا:المحكمة وهي مسرحية تربوية. المقامرون: تمثيلية اجتماعية إذاعية بثت عام 1964 في الإذاعة الأردنية على 6 حلقات.رمضان في الجنة: تمثيلية رمزية.قهوة العم أبو حسن: تمثيلية بثت في الإذاعة الأردنية.جنة الشهيد: مسرحية في 4 مشاهد.زائر من المريخ: تمثيلية ميلادية في 6 حلقات.الأجراس في بيت لحم: تمثيلية تاريخية في7 حلقات.شعب لن يموت: تمثيلية بثت في الإذاعة الأردنية عام 1958 من إخراج ابراهيم السمان.سامحيني: تمثيلية اجتماعية في 7 حلقات.من أجل ولدي: تمثيلية اجتماعية في 5 فصول. ما أغلى الثمن: تمثيلية اجتماعية في 7 حلقات بثت في الإذاعة الأردنية عام 1958 من إخراج ابراهيم السمان.أغلى من عيني: مسرحية في 4 فصول. مع وقف التنفيذ: مسرحية في 4 فصول.
الأديب والوطن
ربط الكاتب والمثقف يعقوب الشوملي عمله الأدبي بعمله النضالي اليومي فكان رغم ثقافته العالية قريبا جدا من الناس والبسطاء فكان محبوبا بينهم. وكان له دور نضالي بارزوتم اعتقاله أكثر من مرة من قوات الاحتلال. وقف في وجه الاحتلال صخرة لم تتحطم وخرج مرفوع الرأس بعد كل صدام مع المحتل والتي كان أهمها إجبار سلطة الاحتلال على التراجع عن قرارها بترحيله وعائلته إلى مخيم عين السلطان في عام 1980. رعى المسرح الفلسطيني منذ عام 1950 وزوده بكتاباته وأفكاره كما زود المؤسسات والنوادي بمسرحيات وكتابات وطنية. كان نشطا وواسع الاتصال مع المؤسسات الدولية ووسائل الإعلام الأجنبية، وقد مكنه إتقانه اللغة الانجليزية والفرنسية من نقل صورة الوضع المأساوي لمعاناة الشعب الفلسطيني وإيصال عدالة قضيته للرأي العام العالمي. كان من المدافعين عن الوحدة الوطنية وحاول باستمرار ترسيخها من خلال علاقاته المميزة مع جميع الفصائل ومن خلال كتاباته ومواقفه المختلفة،كما كان مثالًا للعطاء والتضحية.كما زوّد إذاعة القدس لمدة ثلاث سنوات (1987 ـ 1990) بمقالات أسبوعية كان أهمها "من دفتر الانتفاضة" وقصص قصيرة بعنوان "حكاية حب من الوطن".ساهم في إصدار كتاب (درب الأحرار) عن الشهيد أنطون الشوملي كما أسس جمعية إسكان الرعاة في بيت ساحور بهدف زرع الإنسان الفلسطيني في أرضه. كان عضوا نشيطا في لجنة الدفاع عن المعتقلين ولجنة الدفاع هن حفوف الإنسان.
نفيه مع عائلته
في عام 1980قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بملاحقة الفتى طارق (17 عاما) ابن الكاتب يعقوب الشوملي بتهمة رميه حجرا على سيارة الحاكم العسكري في مدينة بيت لحم. قام جنود الاحتلال بضربه والاعتداء عليه وإصابته بجروح بليغة وسجنه وسجن والده الكاتب يعقوب الشوملي وطرد أخته المعلمة وجدان من وظيفتها. بعد يومين تم إبعاد عائلة الكاتب ونقل أثاث منزلها إلى مخيم مهجور (عين السلطان) قرب أريحا ورميه في الخلاء وإغلاق بيتهم بالشمع الأحمر في حين بقي الإبن طارق في السجن رغم جراحه البليغة.
أخذ الأب قراره بالرد عبر الصحافة والمنظمات الحقوقية والإنسانية وهو الملاذ الوحيد المتبقي. وقد ساعده على ذلك إتقانه لغات كثيرة منها الفرنسية والإنجليزية والإيطالية. كان حجم التضامن مع العائلة هائلا جدا وغير متوقع مما جعل الأب يرى في الإضراب عن الطعام وسيلة ناجعة للتصعيد. يذكر أن نفي عائلة الشوملي قد لاقى صدى واسعا في الإعلام الفلسيطني والعربي والعالمي. نشرت المقالات الكثيرة في الجرائد المختلفة مع صور العائلة في المخيم المهجور.ومع ازياد التضامن المحلي والدولي مع أسرة الكاتب تراجع الحاكم العسكري وعادت العائلة إلى بيتها مع استقبال ومرافقة ألاف المواطنين والمتضامنين مع أسرة الكاتب.