أبو حيان الأندلسي - أسحر لتلك العين في القلب أم وخز

أَسحرٌ لِتلكَ العَينِ في القَلبِ أَم وَخز
وَلينٌ لِذاكَ الجسمِ في اللَمسِ أَم خَزُّ
وَأملود ذاكَ القَدّ أَم أَسمَرٌّ غَدا
لَهُ أَبَداً في قَلبِ عاشِقِهِ وَهزُ
فَتاة كَساها الحُسنُ أَفخرَ مَلبَسٍ
فَصارَ عَلَيهِ مِن مَحاسِنِها طرزُ
وَأَهدى إِلَيها الغُصنُ لينَ قوامِهِ
فَماسَ كَأَنَّ الغُصنَ خامرَهُ العِزُّ
يَضوعُ أَديمُ الأَرضِ مِن نَشر طيبِها
وَيخضَرُّ في آثارِها تُربُهُ الجرزُ
وَتَختالُ في بُردِ الشَبابِ إِذا مَشَت
فيُنهِضُها قَدٌّ وَيقعِدُها عَجزُ
أَصابَت فُؤادَ الصَبِّ مِنها بِنَظرَةٍ
فَلا رُقيةٌ تُجدي المُصابَ وَلا حِرزُ
أَقامَ زَماناً وَهوَ أَخرَسُ باهِتٌ
فَإِن رامَ تَكليماً يَكونُ لَهُ رَمزُ
وَلَو أَنَها تَسخو بِأَدنى وِصالِها
لأَقنَعَهُ المسكينُ مِن لَحظِها غَمزُ
أعلى