محمد الجيار - الحب سكرة الزمان

عرفتُها في عامها الواحد والعشرين
وكنتُ قبل الأربعين
كانت تقول إن خيطَ الشيبِ
في الفَودينِ هالةٌ للتجربهْ
والحب عند الأربعين قدرةٌ وموهبهْ
كانت وديعةً كأنها براءتي
التي فقدتُها خطيئتي التي أحببتها
كانت جريئةً ذكية العينين والجسد
كأنها باريسُ ليلةَ الأحدْ
ترقص ليل الصيف وهْي عاريهْ
وترتمي ولوعة النهود شاكيه
وكل عِرْقٍ من عروقها عودٌ لهِيبِيٌّ
لعازفٍ قد جُنَّ وارتعدْ
تستر صدرها العريانَ عندما
تميل في دلالها ضفيرتان
ضفيرتان؟ لا خميلتان نامتا على حدائقِ التفاحْ
والوجنتان فيهما غمّازتان
تُشبهان قبلتين عاشتا من ألفِ ليلٍ
في بكارة الخطيئةْ
كانت طويلةً نحيلةً دفيئة
شهواءَ أفعى في بساطة الطفولة الوضيئة
أعضاؤها تكونت من شهوتي لها
والحبُّ خلفها يسير مثل ظلّها
والرغبة العذراء في العينين
تسلبان اللبَّ تصهران القلب
تجعلان الحبَّ طائرًا مرتعدا
مجرَّحًا على فراش النار يرغب
الفِرار يضرب الجناحَ بالجناح
يزرعُ المنقار في المنقار يرتمي
على رعافهِ المنْزوفِ
بين السقف والجدار
والأرضيةُ التي ينام فوقها الثوبُ القصير مجهدًا
من انتظارِه الـمُثار
وصدرُها الوائدُ مَدَّ بالنهدين للردى يدا يدا
عشقتُها والعشق سكرةُ الزمان في خيالنا
وصحوةٌ بلا عيون
وربما لأنه يحوي السنين لا يحسُّ بالسنين
ومرت الأعوام بعد أن تفرقَتْ أنفاسنا
وذات ليلةٍ قابلتها على شواطئ المصادفات
كانت جميلةً كأنها طفولتي طهَّرتها بأدمعٍ للذكريات
مددتُ راحتي
توقفتْ عن المسار مُهجتي
فأنكرتْ يدي التي كم خاصَرَت
حياتها برقصةِ اللهيب
تساءلت في دهشة العصفور
من تكونُ يا أبي؟؟؟
بالله من تكونُ أيها الغريب؟
  • Like
التفاعلات: أريج محمد أحمد
أعلى