ذكر ابن القيم فى كتابه الفوائد آراء المفسرين فى قوله تعالى {والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا} فروى عن مقاتل وابن عباس والكلبى والفراء والزجاج وابن قتيبة. ويعلم المشتغلون بعلم الرجال أنك إن قلت الكلبى فسينصرف القول إلى محمد بن السائب الكلبى قولا واحدا. لكننى فوجئت بهامش ركيك لمحقق طبعة دار الريان يقول «يبدو أنه يقصد أبا ثور الكلبى» هكذا!! وأبو ثور إبراهيم الكلبى البغدادى الفقيه هو أبو ثور لا غير، فلم نعهد مصاحبة لقبه لكنيته مثلما لم نعهد ذكر اسمه، فهو ممن عرفوا بكنيتهم وحدها. وأقول إن الكلبى هو الكلبى هكذا نجده فى كل كتب التفسير والتاريخ، ولا علاقة لأبى ثور بالقضية. لكنه التعصب الذى دفع محقق الكتاب أن ينكر وجود هذا الاسم فى كتاب لابن القيم، ولو استطاع لفعل الشيء نفسه مع مقاتل بن سليمان المعروف فى كتب التفسير بمقاتل.
وأقول: هذا نموذج للتعصب البشع الذى يقود إلى التحريف، لأن المحقق لا يتصور أن يذكر ابن القيم الكلبى لأنهم تركوه، ونعلم أن تركه كان بسبب ميله إلى آل البيت. وابن القيم فى هذا الكتاب (ولنا وقفة معه) كان نموذجا لمفكر حر لا يعرف التعصب يتأثر بالصوفية وعلى رأسهم الإمام ابن عطاء الله السكندرى تأثرا واضحا (برغم عدم ذكر اسمه صراحة) وهو يروى عن مقاتل والكلبى اللذين تركوهما، فهل نتعلم شيئا؟
وأقول: هذا نموذج للتعصب البشع الذى يقود إلى التحريف، لأن المحقق لا يتصور أن يذكر ابن القيم الكلبى لأنهم تركوه، ونعلم أن تركه كان بسبب ميله إلى آل البيت. وابن القيم فى هذا الكتاب (ولنا وقفة معه) كان نموذجا لمفكر حر لا يعرف التعصب يتأثر بالصوفية وعلى رأسهم الإمام ابن عطاء الله السكندرى تأثرا واضحا (برغم عدم ذكر اسمه صراحة) وهو يروى عن مقاتل والكلبى اللذين تركوهما، فهل نتعلم شيئا؟