إن موت عزيز سواء أكان من ناحية القرابة قريبًا أم بعيدًا هو رحيل موجع يهز كيان الإنسان، ويؤرقه، يشعره بمصيره، يذكره بنهايته.
ويكون الحزن عميقًا، وحادًا إذا كان هذا العزيز الفقيد أخًا عشت معه في بيت واحد، وقاسمته طويلًا مرارة الحياة وحلوها، ونهلت معه من منبع فيه الحنان والحب.
إنه فقد عظيم تحس من جرائه كأن كيانك قد انهد، أو جزءًا من روحك قد اقتطع، أو أن عضوًا من أعضائك توقف عن العمل.
هذا الإحساس يلاحقني منذ فقدت شقيقي الأول عيسى في رمضان الماضي، والآن يشتد في ملاحقته، ويشتعل حريقه عندما فقدت شقيقي الثاني، قبل بزوغ فجر الاثنين 21/2، ونحن نقترب من شهر رمضان هذا العام.
أعلم أن الموت حق، وأن كل من عليها فان، وكما قال تعالى:" كل نفس ذائقة الموت" وكما قال أبو العتاهية:
كل حي سيموت ليس في الدنيا ثبوت
حركات سوف تفنى ثم يتلوها خفوت
هذه الحقيقة ندركها نحن البشر، لكن الفقد سواء لقريب، أم صديق، أم حبيب موجع ومؤثر في القلب والوجدان، يتفاوت وجعه وتأثيره بقدر ما يبعث من ذكريات.
ما أكثر الذكريات التي بدأت تنثال على عقلي، وأنا أفقد أخي الثاني أبا نضال!
في البدء طوقتني ذكريات الطفولة التي تتمثل في أحلام يصعب تحقيقها، وآمال لا تستقر على حال، وخيالات غريبة مسلية؛ أحيانا لأنها مبنية على قصص أبي زيد الهلالي، والزير سالم، وقصص ألف ليلة وليلة.
ثم تأتي ذكريات الشباب حيث الحياة المدرسية والانغماس في الحياة العملية والاشتراك في التظاهرات الوطنية نصرة للجزائر وفلسطين. وتنتهي هذه المرحلة بالتقاعد وبداية الانتكاسات الصحية. وذكريات هذه المرحلة رغم ما فيها من آلام وأوجاع فإنها من أخصب الذكريات وأغناهًا فكرًا، كما تميزت بطيب الحديث، ولذته، وجماله، واقترابه من روح الأخوة.
في النهاية يجيء الموت والفراق الأبدي؛ فلا تقع الرؤية على الجسد لتحل مكانها الرؤيا بوصفها الفاعل في الروح والقلب، وتتوارد الذكريات لتبقي الروح تطوف في المكان ولا تفارقه.
ومما يزيد من وجع الذكريات أنها تبعث مع أشجانها الكثير من الندم على أننا لم نكثر من اللقاء. كانت تأخذنا الحياة والكورونا لنفترق، ونكتفي بالتواصل عبر وسائل التكنولوجيا التي جعلت الكسل يتسلل إلى اجسادنا، ويتأصل في نفوسنا، ونكتفي أن نلتقي من خلالها.
في الحقيقة كم أحس بالندم على أننا لم نكثر من اللقاء، لم نضاعف من أحاديثنا، لم نزد من ضحكاتنا، لم نحلق طويلًا في خيالاتنا وأحلامنا.
هي ذكريات، وإن كانت مشوبة بالندم على أننا لم نكثر من لقاء الأحبة قبل فقدهم تمدنا بالراحة والطمأنينة.
هكذا أنا اليوم، عندما فقدت أخي وجدت نفسي على قارعة الطريق، طريق الحياة وحيدًا، أستعيد الذكريات الممزوجة بالحسرات؛ لعلي أتغلب على ألم الفراق، أو على الأقل أخفف منه.
ويكون الحزن عميقًا، وحادًا إذا كان هذا العزيز الفقيد أخًا عشت معه في بيت واحد، وقاسمته طويلًا مرارة الحياة وحلوها، ونهلت معه من منبع فيه الحنان والحب.
إنه فقد عظيم تحس من جرائه كأن كيانك قد انهد، أو جزءًا من روحك قد اقتطع، أو أن عضوًا من أعضائك توقف عن العمل.
هذا الإحساس يلاحقني منذ فقدت شقيقي الأول عيسى في رمضان الماضي، والآن يشتد في ملاحقته، ويشتعل حريقه عندما فقدت شقيقي الثاني، قبل بزوغ فجر الاثنين 21/2، ونحن نقترب من شهر رمضان هذا العام.
أعلم أن الموت حق، وأن كل من عليها فان، وكما قال تعالى:" كل نفس ذائقة الموت" وكما قال أبو العتاهية:
كل حي سيموت ليس في الدنيا ثبوت
حركات سوف تفنى ثم يتلوها خفوت
هذه الحقيقة ندركها نحن البشر، لكن الفقد سواء لقريب، أم صديق، أم حبيب موجع ومؤثر في القلب والوجدان، يتفاوت وجعه وتأثيره بقدر ما يبعث من ذكريات.
ما أكثر الذكريات التي بدأت تنثال على عقلي، وأنا أفقد أخي الثاني أبا نضال!
في البدء طوقتني ذكريات الطفولة التي تتمثل في أحلام يصعب تحقيقها، وآمال لا تستقر على حال، وخيالات غريبة مسلية؛ أحيانا لأنها مبنية على قصص أبي زيد الهلالي، والزير سالم، وقصص ألف ليلة وليلة.
ثم تأتي ذكريات الشباب حيث الحياة المدرسية والانغماس في الحياة العملية والاشتراك في التظاهرات الوطنية نصرة للجزائر وفلسطين. وتنتهي هذه المرحلة بالتقاعد وبداية الانتكاسات الصحية. وذكريات هذه المرحلة رغم ما فيها من آلام وأوجاع فإنها من أخصب الذكريات وأغناهًا فكرًا، كما تميزت بطيب الحديث، ولذته، وجماله، واقترابه من روح الأخوة.
في النهاية يجيء الموت والفراق الأبدي؛ فلا تقع الرؤية على الجسد لتحل مكانها الرؤيا بوصفها الفاعل في الروح والقلب، وتتوارد الذكريات لتبقي الروح تطوف في المكان ولا تفارقه.
ومما يزيد من وجع الذكريات أنها تبعث مع أشجانها الكثير من الندم على أننا لم نكثر من اللقاء. كانت تأخذنا الحياة والكورونا لنفترق، ونكتفي بالتواصل عبر وسائل التكنولوجيا التي جعلت الكسل يتسلل إلى اجسادنا، ويتأصل في نفوسنا، ونكتفي أن نلتقي من خلالها.
في الحقيقة كم أحس بالندم على أننا لم نكثر من اللقاء، لم نضاعف من أحاديثنا، لم نزد من ضحكاتنا، لم نحلق طويلًا في خيالاتنا وأحلامنا.
هي ذكريات، وإن كانت مشوبة بالندم على أننا لم نكثر من لقاء الأحبة قبل فقدهم تمدنا بالراحة والطمأنينة.
هكذا أنا اليوم، عندما فقدت أخي وجدت نفسي على قارعة الطريق، طريق الحياة وحيدًا، أستعيد الذكريات الممزوجة بالحسرات؛ لعلي أتغلب على ألم الفراق، أو على الأقل أخفف منه.