كان يؤكد لي دوماً أن الخبز الذي ينتجه مخبز "أبو سويلم" المجاور لمنزله هو أفضل خبز في مصر، رغم أنه بالتأكيد لم يتذوق خبز كل المخابز، رأى صاحبنا هذا وإقتناعه بذلك يُسمي في علم النفس "انحياز تأكيدي" نقوم به جميعاً على اختلاف مستوياتنا العلمية والثقافية بعد أن تخدعنا به عقولنا، فأنا وأنت نميل إلى تصديق ما يُثار من شكوك واتهامات ضد خصومنا وأعدائنا، بينما نرفض ونستنكر نفس الشئ إن أُثير حول صديق أو قريب، ونحن نفعل ذلك كل مرة لأننا نصدق ما نريد تصديقه دونما الأخذ في الإعتبار إمكانية حدوث ما لانريد تصديقه.
و "الانحياز التأكيدي" هو نتيجة ما يُمكن تسميته ب "الاستقراء المنحاز" الذي يعتمد على طبيعة الشخص وثقافته وبيئته وتركيبته النفسية، فلو عرضنا علي مجموعة من الأشخاص أدلة تبرئة وأدلة إدانه بالسرقة لشخص ما، وكانت كل حزمة أدلة لها نفس قوة الإقناع ستجد أن المجموعة انقسمت ما بين مؤيد للاتهام ومعارض له، كلا الطرفين لم يعطِ نفسه الفرصة ولم يفكر في وجهة النظر المضادة أو المخالفة لأنه لم يُعمل آلية "الاستيعاب الغير منحاز" فاندفع كل طرف لتقييم الموقف حسبما يتوافق مع أفكاره المسبقة.
و الانحياز التأكيدي أوضح ما يكون في المعتقدات والأديان، فكلنا أسري لما تم حشوه في رؤوسنا منذ الصغر ليتحول إلى تابو لا يمكن المساس به أو إعمال العقل فيه لأنه عقيدة ،او دين ،او كلام الله ،سمه ما شئت، وهناك و من يرفض النظرية العلمية لو تعارضت مع معتقده الديني رغم أنه عالم فذ أو مفكر كبير وذلك لأنه منحاز لمعتقده الذي تربى عليه وهنا يكون نشاط الأجزاء المسؤولة عن التفكير والتحليل المنطقي في المخ هادئة، بينما تكون الأجزاء المسؤولة عن العاطفة نشطة جدا، وهذا يعني أنه عندما تواجه الشخص أفكار متناقضة فإنه يفكر بها عاطفيا، ويحاول عقلنة تلك الأمور التي تتحدى ما يؤمن به مسبقاً.
إذن كل ما نحتاجه هو تعديل مسار و تصحيح طريقة تفكيرنا، وأن نتخلص من الانحيازية التي تحجب عن عقولنا التفكير في البدائل الأخرى ووجهات النظر المغايرة
قد تعيش معظم عمرك منحازاً لآرائك وأفكارك ،واثقاً في ثقافتك وخبرتك، والواقع أنك سجين داخل رأسك لا ترى الأشياء إلا كما تحب أن تراها.
ولكن هل هناك علاقة بين الانحياز التأكيدي والشك من جهة، واليقين من جهة أخرى ؟ الحقيقة هذا موضوع آخر يطول فيه الكلام.
المهم في هذه التجربة ما لاحظوه في مسح المخ، وهو أن النشاط في الأجزاء المسؤولة عن التفكير والتحليل المنطقي كانت هادئة، بينما تلك الأجزاء من المخ المسؤولة عن العاطفة كانت نشطة جدا، أي أنه حينما تواجه الشخص أفكار متناقضة فإنه يفكر بها عاطفيا، ويحاول عقلنة تلك الأمور التي تتحدى ما يؤمن به مسبقا.
و "الانحياز التأكيدي" هو نتيجة ما يُمكن تسميته ب "الاستقراء المنحاز" الذي يعتمد على طبيعة الشخص وثقافته وبيئته وتركيبته النفسية، فلو عرضنا علي مجموعة من الأشخاص أدلة تبرئة وأدلة إدانه بالسرقة لشخص ما، وكانت كل حزمة أدلة لها نفس قوة الإقناع ستجد أن المجموعة انقسمت ما بين مؤيد للاتهام ومعارض له، كلا الطرفين لم يعطِ نفسه الفرصة ولم يفكر في وجهة النظر المضادة أو المخالفة لأنه لم يُعمل آلية "الاستيعاب الغير منحاز" فاندفع كل طرف لتقييم الموقف حسبما يتوافق مع أفكاره المسبقة.
و الانحياز التأكيدي أوضح ما يكون في المعتقدات والأديان، فكلنا أسري لما تم حشوه في رؤوسنا منذ الصغر ليتحول إلى تابو لا يمكن المساس به أو إعمال العقل فيه لأنه عقيدة ،او دين ،او كلام الله ،سمه ما شئت، وهناك و من يرفض النظرية العلمية لو تعارضت مع معتقده الديني رغم أنه عالم فذ أو مفكر كبير وذلك لأنه منحاز لمعتقده الذي تربى عليه وهنا يكون نشاط الأجزاء المسؤولة عن التفكير والتحليل المنطقي في المخ هادئة، بينما تكون الأجزاء المسؤولة عن العاطفة نشطة جدا، وهذا يعني أنه عندما تواجه الشخص أفكار متناقضة فإنه يفكر بها عاطفيا، ويحاول عقلنة تلك الأمور التي تتحدى ما يؤمن به مسبقاً.
إذن كل ما نحتاجه هو تعديل مسار و تصحيح طريقة تفكيرنا، وأن نتخلص من الانحيازية التي تحجب عن عقولنا التفكير في البدائل الأخرى ووجهات النظر المغايرة
قد تعيش معظم عمرك منحازاً لآرائك وأفكارك ،واثقاً في ثقافتك وخبرتك، والواقع أنك سجين داخل رأسك لا ترى الأشياء إلا كما تحب أن تراها.
ولكن هل هناك علاقة بين الانحياز التأكيدي والشك من جهة، واليقين من جهة أخرى ؟ الحقيقة هذا موضوع آخر يطول فيه الكلام.
المهم في هذه التجربة ما لاحظوه في مسح المخ، وهو أن النشاط في الأجزاء المسؤولة عن التفكير والتحليل المنطقي كانت هادئة، بينما تلك الأجزاء من المخ المسؤولة عن العاطفة كانت نشطة جدا، أي أنه حينما تواجه الشخص أفكار متناقضة فإنه يفكر بها عاطفيا، ويحاول عقلنة تلك الأمور التي تتحدى ما يؤمن به مسبقا.