محمد عباس عرابي - الماء في ديوان "تسألني ليلى" للشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي

على دَأْب الشعراء في بيان طهر المرأة وعفتها ها هو شاعرنا العشماوي يوظف الماء المستعذب ، والماء النقي والماء الطاهر ليؤكد من خلال ذلك على مكانة المرأة السامية والتقدير الكبير لها في مجتمعاتنا الشرقية ؛ فقد تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي في ديوانه" تسألني ليلى" عن الماء فبين أن المآسي تجعل الإنسان كبقايا ماء مهجور في أسفل بئر ،ويحث على الوقوف على نهر المروءة الذي يروي العطاش بمائه المستعذب ،ويبين أن هناك فرق بين الماء النقي والماء الملوث ،ويبين أيضًا أن دوحة الأنثى يُسقى بأطهر ماء ،ويشبه حسن الفتاة المؤدبة المحترمة الوقرة بصفو ماء الدردنيل ،وفيما يلي ما قاله شاعرنا القدير العشماوي في ذلك :
*الوقوف على نهر المروءة الذي يروي العطاش بمائه المستعذب
يحث الدكتور عبد الرحمن العشماوي الوقوف على نهر المروءة الذي يروي العطاش بمائه المستعذب حيث يقول في قصيدة "يا أخت فاطمة ":
لك من رحاب المجد أخصب بقعة **
ولغيرك الأرض التي لم تخصب
لك من عيون الحق أصفى مشرب **
ولعاشقات الوهم أسوأ مشرب
هزي إليك بجذع نخلتنا التي **
تعطي عطاء الخير دون تهيب .
وقفي على نهر المروءة ،إنه**
يروي العطاش بمائه المستعذب (1)
**المآسي تجعل الإنسان كبقايا ماء مهجور في أسفل بئر
بين الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن المآسي تجعل الإنسان في حال بعده عن الجادة كبقايا ماء مهجور في أسفل بئر؛حيث يقول في قصيدة تسألني ليلى:
تلجمني تسلبني صبري
تجعلني كالطائر أمسى
في كف الريح بلا وكر
كبقايا مئذنة تبكي
أشلاء الواعظ والمقري
كبقايا أثواب صُبغت
بدماء الثيب والبكر
تجعلني كبقايا ماء
مهجور في أسفل بئر (2)
***الفرق بين الماء النقي والماء الملوث
يبين الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن هناك فرق بين الماء النقي والماء الملوث حيث يقول في قصيدة "يا أخت فاطمة ":
شتان بين الماء يشرب صافيا **والماء يُشرب بالقذى والطحلب
شتان بين الشمس لما أشرقت **و الشمس حين تلفعت بالمغرب
شتان بين مسافر متزود **و مسافر يقتات عود العثرب (3)
****دوحة الأنثى يُسقى بأطهر ماء
يبين الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن دوحة الأنثى يُسقى بأطهر ماء
حيث يقول في قصيدة "من ينصف الأنثى " على لسان الأنثى :
بيني وبين كتاب ربي دوحة ** تُسقى منابتها بأطهر ماء
علمي وإيماني يضيئان الدجى **و يكملان مع الحياء بنائي
أمضي ،وفي ذهني يقين خديجة **و إباؤها وعزيمة الخنساء (4)
&التشبيه بصفو ماء الدردنيل
يشبه الدكتور عبد الرحمن العشماوي حسن الفتاة المؤدبة المحترمة الوقرة بصفو ماء الدردنيل حيث يقول في قصيدة "مساحيق "
أصبحت في عالم الحسن من الوزن الثقيل
ما رياض الشام ،أو مصر ،وما نفخ الخزامي في رُبى
نجد .....
وما صفو ماء الدردنيل
كلها عند ابنة العم تلاشى وعلى الوجه الدليل (5)
ونخلص من هذا ما أكده العشماوي في مقدمة ديوان "تسألني ليلى" من أن النساء شقائق الرجاء ،وصانعة الأجيال ؛لذا تحرص مجتمعاتنا عن كل ما يعكر صفو حياتها أو يقلل من مكانتها .



المراجع :
عبد الرحمن صالح العشماوي، تسألني ليلى ،الرياض ،دار عالم الكتب ،1436هـ،2015م

(1)عبد الرحمن صالح العشماوي، تسألني ليلى ،قصيدة "يا أخت فاطمة ":،ص21-22
(2)عبد الرحمن صالح العشماوي، تسألني ليلى ،قصيدة تسألني ليلى،ص16
(3)عبد الرحمن صالح العشماوي، تسألني ليلى ،قصيدة "يا أخت فاطمة ":،ص23
(4)عبد الرحمن صالح العشماوي، تسألني ليلى ،قصيدة " من ينصف الأنثى "،ص114
(5)عبد الرحمن صالح العشماوي، تسألني ليلى ،قصيدة " مساحيق "،ص120-121

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى