تورية لغريب - في 8 مارس

في 8 مارس :
أفكر في الكادحات ممن لا تعرفهن جمعيات وكنفدراليات الصالونات المخملية وإن حدث، فإنه يكون فقط لعمل show إعلامي، تتفاخر به هاته المؤسسات، ويضخم رصيدها في الشهرة وارتياد منصات الخطاب النسوي المتبجح بحقوق المرأة والمساواة


في 8 مارس :
أرفض أن أقف في صف صاحبات الكعب العالي والعطور الفاخرة، اللواتي سيكتفين بكلمات تعودنا سماعها في مثل هاته المناسبة...
في 8 مارس :
أعلن أنني أعتز وأفتخر بنساء عرفتهن عن قرب، ولامست حجم التضحيات التي يقمن بها، كسالات الحمام، منظفات البيوت، عاملات الحقول، عاملات المصانع، منظفات مراحيض المطاعم...إلخ وحتى جميلة بطلة قصتي القصيرة التي احتضنتها الديار الفرنسية لتُخلق من جديد...
لهؤلاء النسوة وغيرهن كثير، ممن اعتدن على الشقاء، ممن لا يعرفن عن الحداثة وحقوق المرأة أي شيء، باقات ورد وانحناءة تقدير...
للإشارة فقط : صديقاتي هاته طبعا، لا تمتلكن هواتف ذكية، ولا يعرفن أنني أدمن الكتابة، ولن يقرأن ما كتبت...
هذا الصباح :
الكل سيتحتفي بالنساء
بخطوة مائلة إلى الوراء
سنُهنّىء الأم والزوجة والحبيبة
ولا أحد سيغيب...
عن طاولة المجاملات
كذلك أقول :
هذا الصباح
ككل الصباحات
لا شيء سيتغير...
سوى جرعة زائدة
من المواء
أنا بدوري
سأشاكس الحروف
سأرتدي ثوب الكلام
وأخرج من الظل
لأحتفي ببنات جنسي
كغيري من النساء
لكن على استحياء
لأنَّ لغتي تشبهني
بسيطة ومتمردة
لا تعرف الرياء
سأنحت قصيدي
من ملامح تلك المستضعفات
ممن صَنعن الأجيال
وغُيِّبنَ عُنوة
عن منابر الاحتفاء
بحجة الجهل
واحتراف النكبات
لكل هؤلاء...
وككل المناسبات...
ماعاد للشعر معنى
مذ اختلفنا
حول جمال الفراشات
ماعاد لذاك العيد معنى
مذ غيرنا جلدنا
مذ نفخنا الشعر
بانزياحات واستعارات
غابت فيها الحرائر
ممن عجَنَّ الطين بالعرق
ممن كابدن شظف العيش
ممن يبتسمن بلفيف كبرياء
أولئك اللاتي اعتدن
رجفة البرد والجوع
في خيمة الصمت والإباء
كزائرات لهذا الكون الأحمق
لمثل هؤلاء أقول...
بكن ينبغي الإشادة
لكن أنحني احتراما
نساء من نور...
وشظايا بلور... مكسور



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى