المستشار بهاء المري - - من جرائم الإنترنت.. جناية هتك العرض بالقوة تتحقق بنشر صور عارية للمجني عليها على شبكة الإنترنت:

[HEADING=1] يكفي - في القانون - لتوافر جناية هتك العرض بالقوة، أن يُقدِم الجاني على كشف جزء من جسم المجني عليها - أو المجني عليه - يُعَد من العورات التي يحرص على صَونها وحَجبها عن الأنظار، ولو لم يَقترن ذلك بفعل مادي آخر من أفعال الفُحش، لِمَا في هذا الفعل من خدش لعاطفة الحياء العِرضي لديه من ناحية المساس بتلك العَورات، التي لا يجوز العَبث بحُرمتها، والتي هي جزء داخل في خِلقة كل إنسان وكيانه الفِطري.[/HEADING]
ولمَّا كان يكفي لتوافر ركن القوة في جريمة هتك العِرض، أن يكون الفعل قد ارتُكب ضد إرادة المجني عليها وبغير رضائها، ولا يُشترط استعمال القوة المادية، بل يكفي إتيان الفعل الماس أو الخادش للحياء العِرضي لها بغير رضاها.
وبناء على ذلك، فإن كشف عَورة المجني عليها عن طريق الحصول على صور لها وفيديوهات وهي عارية تمامًا من ملابسها وبغير رضاها، ونَشرها عن طريق شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" على صفحة مَدرستها، - أو بأي شكل من أشكال النشر الإلكتروني - فإن المتهم بهذه الوسيلة، يكون قد كشف عن جسمها وهو من العورات، ولو لم تُصاحب هذا الفعل أية ملامسة مُخلة بالحياء، وهو ما تتوافر به جريمة هتك العِرض كما هي معرفة قانونا، ويتوافر لديه القصد الجنائي، الذي يتحقق في جريمة هتك العرض بانصراف إرادة الجاني إلى الفعل، ولا عبرة بما يكون قد دفعه إلى فِعلته أو بالغرض الذي توخاه منها، فيَصح العقاب ولو لم يَقصد الجاني بفِعلته إلا مُجرد الانتقام من المجني عليها.



تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
الأدب القضائي - المحاكمات والمحاكمات الأدبية
المشاهدات
495
آخر تحديث
أعلى