محمد عباس محمد عرابي - المواقف الطريفة المتعلقة بالسيارة في قصص(خراج سحب عابرة) للقاص والمترجم الأستاذ خلف سرحان القرشي

للأستاذ القاص والمترجم خلف سرحان القرشي عدة مؤلفات رائعة منها قصص (خراج سحب عابرة ) ، وهي قصص قصيرة جدا ، والطريق التعب ، وقال نسوة ،من وحي سورة الكهف (تأملات ورؤى)، وله قيد الطباعة /بين السقاية والصواع (تأملات ورؤى من وحي سورة يوسف)، شهريار (رواية قصيرة )، أمي ترضع عقربا – ذكريات طفل من زمن الطيبين (سيرة ذاتية )، ويشعر القارئ لهذه المؤلفات بالمتعة العقلية ،فقصص القرشي تخاطب العقل والوجدان تثير التفكير، وها نحن نمتع أنفسنا من خلال قراءة قصص (خراج سحب عابرة ) ، وهي قصص قصيرة جدا التي تقرأها المرة تلو الأخرى دون سأم أو ملل حيث نقف مع قضايا السيارات والمواقف الطريفة المتعلقة بها نعرضها على النحو التالي :
براءة الأطفال وقصة (لون) : نلمح في قصة(لون )براءة الأطفال في حديثهم فقد تصدر منهم لفظة تثير الأشجان ببراءة ودون قصد ؛يقول كاتبنا القرشي في قصة (لون ) :
طلب من الشركة إيصال الكرسي المتحرك الذي طلبه منها إلى الغرفة رقم 77في المشفى .أوصلته إليه .نزعت عنه الغطاء الورقي .صاحت طفلته ذات الأربع سنوات :"لونه حلو .فضي .لون سيارة أخي عبد الله نفسه التي وقع بها الحادث .(ص14)
قصة (تمثيل )وعاقبة التهرب من النظام بإدعاء المرض :
في قصة (تمثيل ) :يحذر أديبنا القاص والمترجم الأستاذ/خلف سرحان القرشي من إدعاء المرض ،ويحذر من مخالفة تعليمات وآداب المرور لأن هذه المخالفة وخيمة العواقب تقول القصة :"قطعوا الإشارة الحمراء ،لاحظوا أن دورية مرور تلاحقهم ،طلبوا من أحدهم أن يتظاهر بالمرض .ذهبوا إلى أقرب مستشفى .تابعهم رجل المرور حتى أدخلوا رفيقهم قسم الطوارئ قائلين للطبيب :إنه مرض فجأة .أُدخل العيادة :ظلوا في انتظاره وقتا طويلا .خرج إليهم الطبيب من عيادته .أسرعوا إليه يسألونه .قال لهم :عظم الله أجركم .وأحسن عزاءكم .(15)
الدين المعاملة و(قصة إسلام ):
من القيم الحميدة نجدة الملهوف ،وإغاثة المحتاج ،ومساعدة المكروب وقت الشدة والضيق ،وما أكثرها وبالرغم من أن الدين المعاملة إلا أننا نجد البعض منا في شغل من ذلك وله عذره ،ونجد بعضا من غيرنا يحرص على ذلك فله منا كل شكر، وحول هذه المعاني يقول كاتبنا المبدع خلف القرشي في قصة (إسلام ):وهو عائد ذات ليلة إلى الطائف قادمًا من جدة ،تعطلت سيارته المتواضعة أسفل جبل( كرى ).لم يكن يملك هاتفًا نقالا .ترجل من السيارة ظل يشير إلى السيارات لعل إحداها تتوقف لمساعدته ،طال وقوفه ،لم تتوقف له أي سيارة ،وبعد أن يئس .فوجئ بسيارة تتوقف .كان سائقها فلبيني الجنسية ،فهم مراده رغم ضعف لغته العربية ،أقله معه إلى منزله في الطائف .رفض أن يتقاضى أي مبلغ مقابل صنيعه هذا .سأل الرجل السائق الفلبيني: هل أنت مسلم ؟- لا .(ص24)
الحيلة في علاج المشكلات :
لابد من التفكير في حل المشكلات بالطرق الصحيحة بحكمة وذكاء لا التهرب منها بدهاء حتى ولو كان المتسبب في المشكلة على غير صواب لا يراعي الظروف وحول هذه المعاني يقول كاتبنا المبدع خلف القرشي في قصة (تأجير منته بالتمليك ):أنذرته شركة تقسيط السيارات بنظام التأجير بسحب سيارته ما لم يسدد أقساطه المستحقة عليه في غضون أسبوع ،حاول تدبر الأمر فلم يستطع ،أفرغ زيت السيارة كله ،وقادها حتى تعطل محركها تمامًا .سحبت الشركة السيارة .اكتشفوا الأمر ،تقدموا بشكوى ضده .اعترف بجرمه .سأله القاضي عن سبب إقدامه على فعلته تلك .أجاب :السيارة كانت لمسكين يعمل حارس أمن بثمن بخس ،أردت أن أعيبها ؛لأن وراءه وكيلا تجاريًا نصابًا يأخذ كل سيارة يعجز صاحبها عن السداد غصبًا .(ص32)
تجمد فكري وقصة (قفا نبك):
قاتل الله الجمود الفكري ،ومن لا يعمل عقله ويتحجر عند ظاهر النص وإن كانت فيه الهلكة ،وديننا الإسلامي الحنيف جعل من التفكير وإعمال العقل فريضة ،وها هو كاتبنا المبدع ينتقد بالجمود الفكري حيق يقول في قصة (قفا نبك):مرت سيارة بالقرب من (سقط اللوى )رأى سائقها رجلين أشعثين أغبرين نحيلين ،ملابسهم رثة وافقين هناك يبكيان .
سألهما :
  • ما الأمر ؟
  • ننفذ أمر سيدنا امرئ القيس بالوقوف هنا والبكاء
  • - ولكن امرأ القيس هلك منذ آلاف السنين .هيا معي أقلكما بسيارتي .آخذكما إلى بيتي حيث تجدان الشراب والطعام والراحة.
  • رفضا رفضًا قاطعًا ،وقال له أحدهما :
  • - لن نبرح واقفين هنا نبكي ،حنى يرجع إلينا امرؤ القيس (ص79)
التراجع عن القرار لصالح الذات وقصة (حادثٌ):
في عصر ما بعد العولمة وما بعد كورونا نجد تبدلا في التمسك بالمبادئ من أجل المصلحة الشخصية )وهو ما تحدث عنه كاتبنا القاص المبدع في قصة (حادث )تقول القصة :بعد تصادم سيارتين ،تدخل بعض المارة ،ونصحوا السائقين بالتنازل معا قائلين لهما :"الصلح خير كل واحد يصلح سيارته " وافق الطرفان تحت سيف الحياء ،وقبل أن يفترقا .نظر أحدهما إلى سيارته ،وإذا بالأضرار التي بها أكثر من التي بسيارة غريمه .
صاح قائلا :"لا .هذا ليس عدلا .كل واحد يصلح سيارة الثاني ".(ص89)




المراجع :
خلف سرحان القرشي،(خراج سحب عابرة )،بيروت ،دار الانتشار العربي ،الطائف ،نادي الطائف الأدبي ،1442هـ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى