محمد عباس عرابي - الروض في ديوان عناقيد الضياء للشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي

بمقدم الربيع تزدان الروض بالخضرة ،وبيانًا لجمال الروض في ديوان عناقيد الضياء تناول الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي الروض بالحديث ؛ حيث تحدث عن شدو الروض لقصة الإخصاب ،وأن الشعر روضة مخضرة، وأنه لامجال للشكوى وحولنا روضة غناء، وبين أن روض الأماني الباسمات نضير، وبين أنه بالهجرة المباركة أزهر الروض في المدينة المنورة ،وأنه في المسجد النبوي روضة من رياض الجنة مخضرة ، وفيما يلي بيان ما قاله في ذلك :
شدو الروض لقصة الإخصاب :
تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي عن شدو الروض لقصة الإخصاب حيث يقول في قصيدة وقفة على مشارف مكة المكرمة
وابن عبد الوهاب ما قال فحشا **أو تجافى عن سنة وكتاب
جاء يدعو إلى صفاء قلوبٍ**واتجاه للواحد الوهاب .
وبنت حوله يد ابن سعود **حائطًا من حماية واحتساب
فمضى السيف ناصرًا ليراع ** وشدا الروض لقصة الإخصاب (1)
الشعر روضة مخضرة :
في قصيدة يا من يلوم بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي أن الشعر روضة مخضرة ؛ حيث يقول:
من عمق وجداني سرت كلماتي **فهي الصدى المشحون بالنبضات
يامن يلوم إذا جعلت قصيدتي ** حقـــــلاً من الإيمان و الإخـبـــات
وغرستها شجر أتظل غصونه **تهدي لكــفـك يانع الثــمـــرات
وغذوتها بمشاعري وسقيتها** من نبع إيمـــاني ونهـــــــــر عظاتي
يامن يرى أن القصيدة لوحة**فنيــــة مجــــهــــــولة القســـــمات
إن كنت تبحث عن قصيدة شاعر**يغريك بالتزويـــــق للـــــكلمات
فاقرأ سوى شعري لأن قصائدي**حر من الأشواق والزفرات
ولأن شعري روضة مخضرة ** مزروعة بالذكر والدعوات
يامن يلوم إذا ملأت قصيدتي **بسوانح الخطرات والزفرات
مهلا فإن الشعر بحر زاخر ** توحي إليك بموجه حسراتي
إن القصيدة صورة من خاطري**والوزن فيها ،والخيال أداتي .
الفن عندي خادم لمبادئي **لا خير في فن بلا غايات (2)
لامجال للشكوى وحولنا روضة غناء :
في قصيدة " لك الله يا صوت الضمير " بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أنه لامجال للشكوى وحولنا روضة غناء حيث يقول:
فؤادك من شوق يكاد يطير ** ودمعك من أجل الحبيب غزير
لليلك أبواب من الحزن فًتحت **يحدث عنها في الظلام ضرير
وأنت غلى باب الذكريات واقفٌ**عليك جيوش الذكريات تغير
أفق أيها الشاكي فحولك روضةٌ**وعندك ظلٌ وارف وغدير (3)
روض الأماني الباسمات نضير :
في قصيدة " لك الله يا صوت الضمير " بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن روض الأماني الباسمات نضير حيث يقول:
طليق بروحي في الوجود ،وعدتي **يقينٌ،به عسر الحياة يسير
يسافر طرفي في المدائن كلها **روض الأماني الباسمات نضير
رأيت زاويا الكون أدركت عُمقه **وفيه بشير صادقٌ ونذير
إلى أن يقول :
لك الله يا صوت الضمير، فإنني ** سمعتك ،والقلب المحب كسير
تنادى ،وما زال النداء يهزني ** فصوتك يا صوت الضمير أثير
تنادى ،فلا والله ما غامت الرؤى ** ولا خالط القلب المحب نفور
قصير مدى الدنيا ،كثير عناؤها **وحبل أماني الغافلين قصير
هي الجسر يا صوت الضمير وإنما **حياتك فيها رحلة وعبور
وربك ما سلمت لليأس مقودي **فلي من يقيني بإلإله مجير
ولكنها الآلام تنسج بيتها** وفي القلب منها ضجة ونفير
رفعت لها رايات صبري وحكمتي ** ومثلي بجهد جدير (4)
أزهر الروض في المدينة المنورة
بين الشاعر عبد الرحمن العشماوي أنه بالهجرة المباركة أزهر الروض في المدينة المنورة حيث يقول في قصيدة (من هنا يبدأ الطريق):
(بعثة ٌ)للهدى، فوجه حراء **يتجلى على كل ساح
(دعوة)يا ربوع مكة تيهي **وابدئي رحلة الهدى والكفاح
(هجرة )يا رياح هبي رخاء **واهتفي يا بحار للملاح
(ثاني اثنين )يا خيول قريش **هل سيجدي فيكن كبح الجماح
(ثاني اثنين )والعدو قريب **وحفيف الأشجار صوت نُواح
(ثاني اثنين )والإله مجيب **وحمة مصطفاه غير مباح
(ثاني اثنين )أيها الغار بشرى **صرت رمز على طريق الفلاح
هذه (طيبة ) فشوق فؤادي **مستفيض ،وطرف ذكراي صاح
هذه (طيبة ) سطور كتاب ** لم ينلها تلاعب الشراح .
وقفوا دون فهمها ،وأراقوا ** حبرهم خشية من الإفصاح
أرني مسجد الرسول وقف بي ** عند محرابه وقوف ارتياح
عنده ترعة من الخلد فيها ** منهلٌ للقلوب جدُّ متاح
يا رسول الهدى وأزهر روضٌ**واحتواني بعطره الفواح (5)
في المسجد النبوي روضة من رياض الجنة مخضرة :
في قصيدة " طيبة " بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن روضة من جنة مخضرة في المدينة المنورة حيث يقول:
هذا قباء، أما رأيت البدر في**ساحاته لما استتم طلوعا
أو ما رأيت الوجه وجه محمد**أو ما رأيت مقامه المرفوعا
أوما سمعت هتاف أنصار الهدى**ما زال في أذن المدى مسموعا
أو ما تشاهد روضة من جنة**مخضرة أو ما تحس خشوعا
أو ما ترى جذع اليقين قد ازدهى**وامتد عبر الكائنات فروعا
أو ما تشم المسك في أرجائها**أو ما تشاهد خندقا وبقيعا
مالي أراك وقفت وحدك جامدا?**ما بال عينك لا تفيض دموعا
هذا هو الوادي المبارك لم يزل**في الحب في زمن الجفاف ربيعا
هذا هو الجبل الأشم كأنه**يصغي ليسمع شعرك المطبوعا
أحد يحب رسولنا ونحبه?**ما زال رمزا للوفاء بديعا
ما أنت في حلم فهذي طيبة**قد أوقدت للتائهين شموعا (6)


المراجع :
عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1422

(1)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، قصيدة وقفة على مشارف مكة المكرمة )،ص29
(2)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،" يا من يلوم " 118 ،119
(3)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، قصيدة لك الله يا صوت الضمير)،ص48
(4)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، قصيدة لك الله يا صوت الضمير)،ص51
(5)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، قصيدة من هنا يبدأ الطريق ،ص22-23
(6)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، قصيدة طيبة ،ص55-57

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى