ها هو بشير الخير قد أتى، يستحثُّ الهِمم، ويستنهض الأرواح؛ لتقوم من غفلتها، وكأني به أسمعه يردِّد في الآفاق: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ). نعم؛ أتانا بَشير الخير، ومَقدم البر؛ ليُذكِّرنا بموسم الطاعة والجود والرحمة، موسِم المغفَرة، موسم العتق من النار، موسِم حياة الأرواح وانطلاقها في سماء العبادة والطاعة لله - عز وجل.
فلتكن هذه الأيامُ أيامَ تدريب واستعداد؛ ليكون الجسم أنشط في العبادة.
نعم؛ شعبان شهر يَغفُل فيه الناس، فلا تكن من الغافلين، تذوَّق لذة الطاعة والعبادة في هذا الشهر؛ كي تَستسيغ طعمها في شهر الخير والبركة.
لقد هالني ما رأيتُ من استعداد أهل الباطل والفساد بما يَبثُّونه للناس من الفساد، وانتهاك الحرمات، واقتراف المحرَّمات؛ ليفسدوا علينا هذا الشهر، وليضيِّعوا علينا فرحتنا به، فقلت في نفسي: سبحان الله، هؤلاء مع أنهم أهل باطل لكنهم يستعدون بباطلهم وزَيغهم وضلالهم! أما أهل الحق - إلا من رحم الله منهم - فقد تسربَلوا بسرابيل الكسل، وسلسل بعضهم نفسَه بسلاسل الخمول؛ حتى صار من القاعدين عن كل خير، ولقد ركب العجز وقِلة الحيلة كثيرًا منهم كل مركَب، وصدق عمر - رضي الله عنه - حين قال: "عجبتُ من عَجزِ المؤمن وجلَد الكافر"، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) يا له من مُفلِح رابح ذلك الذي يسارع في مرضاة الله - عز وجل - فيشتري المغفرة والرضوان بالقليل من متاع الدنيا الذي يَفنى، ثم ينال بذلك القليلِ جنةً عرضُها السماوات والأرض، فيها ما لا عين رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
إن أول ما يفعله المسارع إلى ربه السائر إليه أن يعرف الطريق الصحيح الذي يصل منه إلى الله؛ فالطريق الصحيح إلى الله هو طريق التعبُّد والتذلل لله، هو طريق التعفُّف عما حرَّم الله - عز وجل - طريق محفوف بالمكاره، ليس طريق اتباع الشهوات، واستِثقال الطاعات، واستسهال المحرمات، ليس طريق اتباع الغواة المضللين، ولا طريق المغضوب عليهم والضالين، بل هو طريق سيد المرسلين، وصفوة العُبَّاد الزاهدين؛ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصادق الوعد الأمين، ومن سار خلفه من السلف الصالحين.
إن أول ما يفعله السائر إلى ربه أن يعرف موضع الفساد والزيغ من قلبه، فيَغسِله بماء التوبة الطاهر النقي، ثم يرشُّ عليه عطر الاستغفار، ثم يضعه على حبل التذلُّل والخوف من الله تحت شمس الرجاء وانتظار الرحمة، فإنْ فعل ذلك، صار طاهِر القلب، طاهر الخُطوات، يسير على الطريق المستقيم، وإلا فليعلم أنه لم يَبلُغ بعدُ منازلَ العُبَّاد والخاشعين.
ثم ليكن ثاني ما يفعله السائرُ إلى الله اختيار القافلة الصالِحة التي لا لغو فيها ولا لغط ولا صخب، فيبحث عن رفقاء صالِحين، يتلمس معهم الطريق، ويتبع بهم أثر السابقين المقرَّبين، وينجو بهم ومعهم من المخاوِف وقُطاع الطرق، ويَجتازون جميعًا المصاعب، ويُخفِّفون عن بعضهم العناء والمشاق، وليترك صحبة البطالين التافهين الذين لا همَّ لأحدهم إلا شهوته وفساد نفسه، ولا شغل لأحدهم إلا ما يأكل، ثم لا عمل له إلا ما يُخرج، وليتذكَّر: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا).
ثم عليك أيها السائر إلى الله بالإكثار من الطاعات والقربات؛ فالطاعة تقصر المسافة، وتهوِّن عليك مشاق الطريق، وتصرف عنك الأذى وقطاع الطرق؛ (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ)، فالصلاة تُقرِّب العبد من ربه، فلن يسجد العبد لله سجدة إلا رفعه بها درجة، والله يقول: (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)، فيظل السائر إلى الله خاضعًا لله ساجدًا له بقلبه وجوارحه، إلى أن يصل بهذا القلب الخاشع الخاضع تحت عرش الرحمن..
أما الصبر، فهو يرفعك إلى مراتِب الأولياء الخُلَّص، الذين يَرضى عنهم ربهم رضًا لا مزيد عليه؛ فلا يحاسبهم، ولا يُقاسون من أهوال يوم القيامة ما يُقاسي الناس، ألم تسمع قول ربك: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)؟!
أما الصيام، فإنه يَختصر لك الطريق اختصارًا؛ فصيام يوم واحد يَصرِف عنك سبعين سنة من التعب والنصَب، ومَن قدر على الصيام وأدمنه، دخل الجنة من طريق لا يدخل منه إلا هو وأمثاله... طريق رائحته عطرة من خُلُوف أفواه الصائمين، وبه الماء العذب الزلال لمن ظمِئوا حين ارتوى الخَلق، وتعِبوا حين ارتاح الخلق... إنه باب الريَّان، باب الصائمين!
ثم التقرب إلى الله بسائر الطاعات مما يوجب المحبة من الله للعبد؛ «وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه»، فإذا أدمن العبد الطاعة وأتى بالنوافل، وصل إلى مَقصودِه ومراده؛ «ولا يزال يتقرب إلي عبدي بالنوافل حتى أحبَّه»، بُشراك بشراك أيها السائر إلى الله، فقد وصلتَ وبلغتَ الهدف، فها هو ربك - جل جلاله - يُحبُّك، وهنيئًا لعبد يحبه خالقُه!
ثم من أعظم ما يفعله السائر إلى الله أن يضع نصب عينيه - طولَ طريقه - هدفَه الأعلى، ومقصودَه الأسمى "الله"، وهو - سبحانه - غني عن كل ما نفعل، فلا تشغل بالك إلا بأنك تسير إلى الله بشوق، و((مَن أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه))، ومن أتى الله يمشي، أتاه - سبحانه - هرولة.
ثم تذكَّر أنك حين تحطُّ رحلك، فإنك ستحطُّها في جنة لا نصب فيها ولا تعب، ولا شقاء فيها، إنها (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ)، إنها (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)، إنها: (جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا)، نعَم؛ المأوى سيكون (فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ)، وأختم بهذا الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن صهيب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا دخل أهل الجنةِ الجنَّةَ، يقول الله - عز وجل -: تريدون شيئًا أزيدكم؟ يقولون: ألم تُبيِّض وجوهنا؟ ألم تُدخلْنا الجنة وتُنجِّنا من النار؟ قال: فيَكشف الحجاب، فما أُعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم))، ثم تلا هذه الآية (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ).
فلتكن هذه الأيامُ أيامَ تدريب واستعداد؛ ليكون الجسم أنشط في العبادة.
نعم؛ شعبان شهر يَغفُل فيه الناس، فلا تكن من الغافلين، تذوَّق لذة الطاعة والعبادة في هذا الشهر؛ كي تَستسيغ طعمها في شهر الخير والبركة.
لقد هالني ما رأيتُ من استعداد أهل الباطل والفساد بما يَبثُّونه للناس من الفساد، وانتهاك الحرمات، واقتراف المحرَّمات؛ ليفسدوا علينا هذا الشهر، وليضيِّعوا علينا فرحتنا به، فقلت في نفسي: سبحان الله، هؤلاء مع أنهم أهل باطل لكنهم يستعدون بباطلهم وزَيغهم وضلالهم! أما أهل الحق - إلا من رحم الله منهم - فقد تسربَلوا بسرابيل الكسل، وسلسل بعضهم نفسَه بسلاسل الخمول؛ حتى صار من القاعدين عن كل خير، ولقد ركب العجز وقِلة الحيلة كثيرًا منهم كل مركَب، وصدق عمر - رضي الله عنه - حين قال: "عجبتُ من عَجزِ المؤمن وجلَد الكافر"، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) يا له من مُفلِح رابح ذلك الذي يسارع في مرضاة الله - عز وجل - فيشتري المغفرة والرضوان بالقليل من متاع الدنيا الذي يَفنى، ثم ينال بذلك القليلِ جنةً عرضُها السماوات والأرض، فيها ما لا عين رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
إن أول ما يفعله المسارع إلى ربه السائر إليه أن يعرف الطريق الصحيح الذي يصل منه إلى الله؛ فالطريق الصحيح إلى الله هو طريق التعبُّد والتذلل لله، هو طريق التعفُّف عما حرَّم الله - عز وجل - طريق محفوف بالمكاره، ليس طريق اتباع الشهوات، واستِثقال الطاعات، واستسهال المحرمات، ليس طريق اتباع الغواة المضللين، ولا طريق المغضوب عليهم والضالين، بل هو طريق سيد المرسلين، وصفوة العُبَّاد الزاهدين؛ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصادق الوعد الأمين، ومن سار خلفه من السلف الصالحين.
إن أول ما يفعله السائر إلى ربه أن يعرف موضع الفساد والزيغ من قلبه، فيَغسِله بماء التوبة الطاهر النقي، ثم يرشُّ عليه عطر الاستغفار، ثم يضعه على حبل التذلُّل والخوف من الله تحت شمس الرجاء وانتظار الرحمة، فإنْ فعل ذلك، صار طاهِر القلب، طاهر الخُطوات، يسير على الطريق المستقيم، وإلا فليعلم أنه لم يَبلُغ بعدُ منازلَ العُبَّاد والخاشعين.
ثم ليكن ثاني ما يفعله السائرُ إلى الله اختيار القافلة الصالِحة التي لا لغو فيها ولا لغط ولا صخب، فيبحث عن رفقاء صالِحين، يتلمس معهم الطريق، ويتبع بهم أثر السابقين المقرَّبين، وينجو بهم ومعهم من المخاوِف وقُطاع الطرق، ويَجتازون جميعًا المصاعب، ويُخفِّفون عن بعضهم العناء والمشاق، وليترك صحبة البطالين التافهين الذين لا همَّ لأحدهم إلا شهوته وفساد نفسه، ولا شغل لأحدهم إلا ما يأكل، ثم لا عمل له إلا ما يُخرج، وليتذكَّر: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا).
ثم عليك أيها السائر إلى الله بالإكثار من الطاعات والقربات؛ فالطاعة تقصر المسافة، وتهوِّن عليك مشاق الطريق، وتصرف عنك الأذى وقطاع الطرق؛ (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ)، فالصلاة تُقرِّب العبد من ربه، فلن يسجد العبد لله سجدة إلا رفعه بها درجة، والله يقول: (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)، فيظل السائر إلى الله خاضعًا لله ساجدًا له بقلبه وجوارحه، إلى أن يصل بهذا القلب الخاشع الخاضع تحت عرش الرحمن..
أما الصبر، فهو يرفعك إلى مراتِب الأولياء الخُلَّص، الذين يَرضى عنهم ربهم رضًا لا مزيد عليه؛ فلا يحاسبهم، ولا يُقاسون من أهوال يوم القيامة ما يُقاسي الناس، ألم تسمع قول ربك: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)؟!
أما الصيام، فإنه يَختصر لك الطريق اختصارًا؛ فصيام يوم واحد يَصرِف عنك سبعين سنة من التعب والنصَب، ومَن قدر على الصيام وأدمنه، دخل الجنة من طريق لا يدخل منه إلا هو وأمثاله... طريق رائحته عطرة من خُلُوف أفواه الصائمين، وبه الماء العذب الزلال لمن ظمِئوا حين ارتوى الخَلق، وتعِبوا حين ارتاح الخلق... إنه باب الريَّان، باب الصائمين!
ثم التقرب إلى الله بسائر الطاعات مما يوجب المحبة من الله للعبد؛ «وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه»، فإذا أدمن العبد الطاعة وأتى بالنوافل، وصل إلى مَقصودِه ومراده؛ «ولا يزال يتقرب إلي عبدي بالنوافل حتى أحبَّه»، بُشراك بشراك أيها السائر إلى الله، فقد وصلتَ وبلغتَ الهدف، فها هو ربك - جل جلاله - يُحبُّك، وهنيئًا لعبد يحبه خالقُه!
ثم من أعظم ما يفعله السائر إلى الله أن يضع نصب عينيه - طولَ طريقه - هدفَه الأعلى، ومقصودَه الأسمى "الله"، وهو - سبحانه - غني عن كل ما نفعل، فلا تشغل بالك إلا بأنك تسير إلى الله بشوق، و((مَن أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه))، ومن أتى الله يمشي، أتاه - سبحانه - هرولة.
ثم تذكَّر أنك حين تحطُّ رحلك، فإنك ستحطُّها في جنة لا نصب فيها ولا تعب، ولا شقاء فيها، إنها (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ)، إنها (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)، إنها: (جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا)، نعَم؛ المأوى سيكون (فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ)، وأختم بهذا الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن صهيب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا دخل أهل الجنةِ الجنَّةَ، يقول الله - عز وجل -: تريدون شيئًا أزيدكم؟ يقولون: ألم تُبيِّض وجوهنا؟ ألم تُدخلْنا الجنة وتُنجِّنا من النار؟ قال: فيَكشف الحجاب، فما أُعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم))، ثم تلا هذه الآية (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ).
فحيَّ على جنات عدنٍ فإنها
منازِلُك الأولى، وفيها المُخيَّمُ
ولكنَّنا سبْيُ العدوِّ فهل تُرى
نُردُّ إلى أوطانِنا ونُسلمُ؟!
وحيَّ على روضاتها وخيامها
وحيَّ على عيشٍ بها ليس يُسأمُ
منازِلُك الأولى، وفيها المُخيَّمُ
ولكنَّنا سبْيُ العدوِّ فهل تُرى
نُردُّ إلى أوطانِنا ونُسلمُ؟!
وحيَّ على روضاتها وخيامها
وحيَّ على عيشٍ بها ليس يُسأمُ