"عند آخر شهقة نفس لك -وأنت تحتسي قهوتك- تنطبع أسرارك كمنحوتات إغريقية على جدران فنجانها المقدس. تنسرب روحك أسرارًا/ أطيارًا في سماوات سحر دنانها، وترسم منحوتاتك وطلاسم روحك على جدران معبدها المعبق برائحة الياسمين، وخشب الصندل، وقرنفلات التعشق والتوحد والهوى. حبات البن التي استلبت من الهيل سره، ومن القرنفل عبقه، ومن جوز الطيب شبقه وغنجه، محقت بقوة سرها وطلسم مجدها، وعنفوان رائحتها هيل الوقت وقرنفل الزمن واحتمالات التأويل المطلة برأسها من وهج النيران، التي تسويها على سيمفونية الزمكان. تحاول العرافة أن تتأول النص، بعد احتساءات المجذوب، وفض بكارة المعنى المقدس في معبد العشق. تتأبى القهوة أن يفتضح سر عاشقها، فتلقي بنصها طلاسم وشفرات في محراب حانها. ولكن ثمة ملائكة ورجال بعمائم خضر وحوراء سماوية.. تحاول أن تعيد ترتيب الحروف، وتخلق من كل ارتشافة سرها، وتفكك النص وفق احتساءات المجذوب وهو يضاجع قهوته على سرير المعاني.
وتبقى الذات في تماهٍ دائم مع المعشوقة السمراء، ويبقى السر المطلق سابحا في فضاءات الخلاص، كرائحة مسبحة اليسر العتيقة في يد مجذوب حضرتها. كلما طحنت حباتها، واستوت في حان سر عشاقها، سلبت عقولهم، وهيمتهم في عالمها على جبل تقدس سره، مع كل رشفة تَجَلٍّ، مع كل نَفَسٍ تَخَلٍّ، وتبقى المعشوقة السمراء مفتاحا لا يُسَلَّم إلا لمجذوب تماهى والوجود على صليب اللوغوس بعد أن عمدته كنائس النص المقدس.
وتبقى الذات في تماهٍ دائم مع المعشوقة السمراء، ويبقى السر المطلق سابحا في فضاءات الخلاص، كرائحة مسبحة اليسر العتيقة في يد مجذوب حضرتها. كلما طحنت حباتها، واستوت في حان سر عشاقها، سلبت عقولهم، وهيمتهم في عالمها على جبل تقدس سره، مع كل رشفة تَجَلٍّ، مع كل نَفَسٍ تَخَلٍّ، وتبقى المعشوقة السمراء مفتاحا لا يُسَلَّم إلا لمجذوب تماهى والوجود على صليب اللوغوس بعد أن عمدته كنائس النص المقدس.