د. محمد عبدالله الخولي

1- النيرفانا الشعرية: يتطهّر الحرف وتغتسل القصيدة بماء الروح حتى يصل الشعر إلى درجة "النيرفانا" التي يتعالى فيها الشعر على الجسد. يتخلّى الحرف عن شبق الرغبة الجسدية بعد أنّ يمرّ عبر تجربتيه: الإنسانية والشعرية بمراحل يترقّى فيها حتى يصل إلى ملكوتات الجمال متخلِّيًا عن اللذّة الأرضية، متساميًا...
تتحقق الشعرية متوزعة على مستويين: الأول، جمالية التركيب. والثاني، عمق الرؤية، والأخيرة تنبني عليها فلسفة الجوهر الشعري لا سيما المعاصر منه. دون أشراط وقوالب وحدود، يتبين القارئ منذ أول وهلة، أنّ المرسلة الكتابيّة التي يتلقّاها تنتمي إلى الجنس الأدبي (الشعري)، وكأنّ الشعر بوسمه جنسا أدبيا له...
نستطيع وبكل أريحيّة أن نقول: أنّ الرواية الآن في عصرها الذهبي، ولم تزل صاعدة نحو أفقٍ بعيد ومتجدد؛ ولذا تعددت أشكالها، واختلفت أنماطها، حتى اضطررنا إلى النظر مرة أخرى في قضية التجنيس لفن الرواية. إنّ تعددية أنماط الكتابة الروائية، وانفتاح الرواية على الأجناس الأخرى، طوّر من أدائية الشكل في...
إنّ النصّ الشعري متوزعٌ بين جدليات مختلفة، ومن أبرز هذه الجدليات، جدلية الغياب والحضور، وأعني بهما، غياب الشاعر حال قراءة عمله الأدبي، وحضور الكتابة/ القصيدة نيابة عن شاعرها، ويتنازع القصيدة سلطتان: سلطة المعنى الغائب في ضمير الشاعر، وسلطة القارئ الذي يحاول التنقيب عن هذا المعنى من خلال فعل...
يعتقد الكثيرون أنّ الرواية – بوصفها جنسا أدبيّاً – تنتمي إلى الواقع، وتلتصق به، إذ يعدها البعض مجتمعاً صغيرا، أو كوناً مصغرا من الكون الذي نعيش فيه، ولكن هل واقع الرواية هو الواقع المجتمعي الذي نحياه؟ أم ثمة فرق بين الواقعين؟ إنّ الأدب عموما لا يخلق واقعا موازيا، بل يخلق عالمه الخاص به، وأعتقد...
يستوعب السرد الروائي التاريخ بحدوده الزمنية والمكانية، إذ يقوم السارد بإعادة إنتاج التاريخ، لا من أجل الحكاية ذاتها، بل يعود السرد التاريخي عبر الرواية لمضمرات نفسية يقصدها الروائي حال سرديته التاريخية لحقبة زمنية محتشدة بالأحداث. وتنفلت الرواية من حدود الزمان وتقبع في أفق اللازمن عندما يستشرف...
فضاء النقد الرواية بين الواقعية والرمزية – قراءة نقدية في رواية " بتوقيت البحر" للروائية د/ نجوى محمد سلام د. محمد عبدالله الخولي / مصر ( ألقيت الدراسة في ندوة النقابة الفرعية لاتحاد كتاب الغربية مساء الأحد ١٨ فبراير ٢٠٢٤ ) تتشكلُ الرواية أشكالاً متعددةً، وتتقنَّع خلف أقنعةٍ شتّى، وتتجلى...
إنّ فنَّ كتابة القصة القصيرة ليس من السهولة بمكان، ففعل القص/ الحكاية جبلت عليه الطبيعة البشرية، فالكل يمتلك القدرة على فعل الحكي وبصيغ مختلفة، ولكن الحديث عن فنّ كتابة القصة إبداعيّا بوصفها جنسا أدبيّاً يتمايز عن سائر الأجناس الأدبيّة بخائص فنية تضمن له انتسابه إلى عالم الأدب، فإنّ أدبيّة القصة...
الشمسُ والقمرُ المنيرُ وما تَلا ليلٌ من العبق ِ المقدسِ في مروج ِ الله، ما نَطَقَتْ به الأفلاكُ والأجرامُ والأسماءُ...، بعضُ مَشاهدِ الأنوارِ في مرآةِ ذاتِ حكايتي، وحْيٌ تدلى من فراديسِ الزبرجدِ، -ياجمال الروح- في ملكوتِ سجْدة عابدٍ صلى بها، والحرفُ يسْكُن في وريدِ العودِ، والنايُ المسبحُ...
قسم تشارلز بيرس علامته السيميائية إلى ثلاثة مكونات رئيسة ، هي: الموضوع- الممثل- المؤول، وتتوزع هذه العلامة في علاقاتها على عدد من المستويات المهمة، فهي من جهة لا بد من أن ترتبط معا، عبر السيميوزس بوصفه المسؤول عن سيرورة اشتغال العلامة وإنتاج الدلالة وحركة الإحالة ليست وحيدة الاتجاه، فثمة إحالة...
إن القضية التي تشغل شاعرنا في جل أعماله- والتي طالعتها منذ أمد بعيد- هي قضية الحب الإلهي وما تشظّى عنها من تجليات تعتري قلب المريد؛ فيتبدل حاله ويسكن في عوالم الروح مرتقيا معاريج الجمال، محاولا الوصول، حيث لا وصول إلى هناك؛ ولذا تتجاذب الشاعر أحوال ورؤى، ويظل مشدوها تائها، يناظر قَمَرَه وتتراءى...
دثَّرْتُ روحي بسُحْب الغيب فامتلأت أشجارها الخضرُ زيتونًا وأعنابا وسال من حِدَقِ الرمان أغنيةٌ تسري بصلصال هذا الجسم عُنَّابا ناسوتُ قبضته الأولى بنفخته قد طاب حتى ارتقى بالسر محرابا أنْ بوركت جذوة النيران في جسدي فَفُتّحت جنةُ العشاق أبوابا ثم استوى عرشُ من أهوى على كبدي فهمت في جذبة...
قد أشعلتها من فمي.. فأحرقت روحي، وقلبي بل دمي.. حتى استباحت أضلعي وجوانحي فلست أدري جبهتي من معصمي..، وكأن رجع دخانها سلب القصيدة ما بها..، حتى استراحت للصلاة على جدار المبسم..، وكأن رجع هوائها من ثغرها، كالأرخبيل إذا توضأ من عصير الكرز في تفاحها..، فأباغت التفاح؛ ألثم جنة.. مابين مكة، والحطيم،...
عائدٌ من بعد صمتٍ بالقصيدة.. والقصيدة: ... ... ... ... ... ... ... ... ... بكرية عذراء أرقها النوى وقميصها الوردي تنبض تحته تفاحتان يسيل بينهما العقيق وبعض خمر من دنان غواية الشيطان، والشفتان تنتفضان بالعسل المذاب بنار أنفاس الجوى،يا ويح قافية/ قواف، أغنيات، غانيات، وامرأةْ، أعواد ناي في سماء...
ذكرى العاشر من رمضان. أهدي القصيدة .. لجندي فقد ذراعه اليسرى على أرض سيناء، فغرسها فسيلة فاستحالت نخلة خضراء. عاد بذراعه اليمنى يدق بها أبواب النصر، باب قاهرة المعز. لون من اللاشيء يفرض نفسه ظلا يخيم فوق جدران المدينة واغتراب للمسافر في شوارعها التي كانت تطرز من خيوط النور.. أدوية!! تضمد...

هذا الملف

نصوص
36
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى