محمد عباس محمد عرابي - الاقتباس في ديوان "تسألني ليلى للشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي

يدور هذا المقال حول :"الاقتباس في ديوان "تسألني ليلى للشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي"، فمن أبرز الموضوعات التي ورد فيها اقتياس من القرآن والسنة في ديوان "تسألني ليلى" ما يلي :

- جذع نخلة ديننا تعطي عطاء الخير:

بين الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن جذع نخلة ديننا تعطي عطاء الخير، حيث يقول في قصيدة "يا أخت فاطمة:

لك من رحاب المجد أخصب بقعة ** ولغيرك الأرض التي لم تُخصب

لك من عيون الحق أصفى مشربٍ ** ولعاشقات الوهم أسوأ مشرب

هزي إليك بجذع نخلتنا التي ** تعطي عطاء الخير دون تهيب

وقفي على نهر المروءة إنه ** يروي العطاش بمائه المستعذب(1)

فقول الشاعر العشماوي:

هزي إليك بجذع نخلتنا التي ** تعطي عطاء الخير دون تهيب

فيه اقتباس من قول الله تعالى في سورة مريم: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا) (مريم:25).

- الرجوع إلى الله: بالرجوع إلى الله تنتهي حياة الإنسان:

بين الدكتور عبد الرحمن العشماوي أنه بالرجوع إلى الله تنتهي حياة الإنسان، بين ذلك وهو يتحدث عن رحيل الراقصة عن دنيانا حيث يقول في قصيدة "راقصة":

ورحلت والناس يهتفون

(إنا إلى الله لراجعون)

وأغلق الستار...

وصائح من خلفه يصيح:

لا تقتلوا بالغفلة الأزهار

فقول الشاعر العشماوي:

ورحلت والناس يهتفون

(إنا إلى الله لراجعون)(2)

فيه اقتباس قوله تعالى في سورة البقرة: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) (البقرة:281).

- سؤال لمن بنى وأقام قصرا على جرف:

يوجه الدكتور عبد الرحمن العشماوي سؤالًا لمن بنى قصرا على جرف فيقول في قصيدة "دعوا الحجاب لنا":

امدد إليَّ يد الإخلاص في زمن ** قد صار فيه حليم العقل حيرانا

قل للذين بنوا قصرا على جرف ** من ذا يقيم على الأوحال بنيانا

وارفع بها صوتك العالي يخالطه ** صوتي وصرخة حق من صبايانا(3)

فقول الشاعر:

قل للذين بنوا قصرا على جرف** من ذا يقيم على الأوحال بنيانا

فيه اقتباس من قوله تعالى: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (التوبة:109).

- بيت أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها في الجنة:

تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي في ديوانه "تسألني ليلى" عن بيت أم المؤمنين السيدة (خديجة) رضي الله في الجنة في قصيدة "رسالة اعتذار إلى أم المؤمنين السيدة (خديجة بنت خويلد) رضي الله عنها حيث يقول:

أخديجة الطهر الذي شهدت به ** بطحاء مكة والأنام شهود

يا من لها عند المهيمن منزلٌ ** رحب من القصب النقي مشيد

بيت هنالك في الجنان مرصعٌ ** بالدر لا تعب ولا تفنيد

هذا هو الشرف الرفيع وغيره ** وهم إلى سوء الختام يقود(4)

وفي هذا اقتباس من الحديث النبوي الشريف: ((اعْتَمَرَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، واعْتَمَرْنَا معهُ، فَلَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ طَافَ وطُفْنَا معهُ، وأَتَى الصَّفَا والمَرْوَةَ وأَتَيْنَاهَا معهُ، وكُنَّا نَسْتُرُهُ مِن أهْلِ مَكَّةَ أنْ يَرْمِيَهُ أحَدٌ. فَقالَ له صَاحِبٌ لِي: أكانَ دَخَلَ الكَعْبَةَ؟ قالَ: لَا. قالَ: فَحَدِّثْنَا ما قالَ لِخَدِيجَةَ؟ قالَ: بَشِّرُوا خَدِيجَةَ ببَيْتٍ مِنَ الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ، لا صَخَبَ فِيهِ ولا نَصَبَ)).(5)



الهوامش:

نُشر هذا المقال بمجلة الأدب الإسلامي الإلكترونية، العدد 122

(1) عبد الرحمن صالح العشماوي، تسألني ليلى، قصيدة "يا أخت فاطمة"، ص21- 22.

(2) عبد الرحمن صالح العشماوي، تسألني ليلى، قصيدة "راقصة"، ص89.

(3) عبد الرحمن صالح العشماوي، تسألني ليلى، قصيدة "دعوا الحجاب لنا" ص100.

(4) عبد الرحمن صالح العشماوي، تسألني ليلى، قصيدة "رسالة اعتذار إلى أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد" رضي الله عنها، ص114.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى