د. محمد عباس محمد عرابي - العادات والتقاليد الاجتماعية المصاحبة للمناسبات الدينية في قصص الأديب خالد همام

تمتاز قصص الأديب خالد همام بعد ة مميزات من أبرزها التسجيل الدقيق للعادات والتقاليد الاجتماعية الحياتية وما يرتبط بها من طقوس في مدن وريف مصر ،وبيانا لذلك كان هذا المقال العادات والتقاليد الاجتماعية للمناسبات الدينية في قصص الأديب خالد همام، التي يتم عرضها في المحاور التالية :
المحور الأول العادات والتقاليد الاجتماعية في شهر رمضان :
من أبرز العادات والتقاليد الاجتماعية في شهر رمضان التي رصدها قلم الأديب /خالد همام في قصصه اجتماع أفراد الأسرة جمعيا لتناول الإفطار معا – تبادل المأكولات المنتشرة في القرية أو المدينة – تزيين الشوارع والحارات بزينة رمضان حيث يقول الأديب /خالد همام في قصة :" مسعود في رمضان ..."
ها هي شمس الخميس الأول من رمضان المبارك توشك على الغروب ومسعود يتململ في فراشه بينما صوت زوجته ( باتعة ) يخترق أذنيه :
يا له يا سي مسعود ... المغرب قرَب ...
خرج مسعود من غرفته وأجواء رمضان الزكية تفوح من كل أركان البيت بل ومن كل أركان الحارة ...
فصوت الشيخ محمد رفعت في التلاوة والآذان يمد النفس بطاقة عالية وينعش في النفس ذكريات الصبا لرمضان الجميل البسيط ...
جلس مسعود على الطبلية وبجواره أمه العجوز وزوجته وأولاده وأخوته ...
رغم بساطة المكان والحال ولكن المشهد عظيم وكريم ...
فما زالت تقاليد الأسرة المصرية الأصيلة تجد رواجا عند الأجيال ...
الجيران يتبادلون أطباق الحلوة والتمر ؛ والحارة قد اكتست بالزينة الرمضانية والفوانيس المختلفة الحجم والشكل ...
حتى النفوس قد اكتست برداء الهدوء والحب وارتسمت على الوجوه الفرحة ؛ والفاعل في كل ذلك هو رمضان الخير والرحمة والبركات ...
نظر مسعود إلى أفراد أسرته قائلا :
رغم كل متاعبنا ... ولكن يبقى طعم رمضان الأصيل لا يتغير فيا ليت كل السنة رمضان !
المحور الثاني العادات والتقاليد الاجتماعية في رمضان ليلة العيد

من أبرز العادات والتقاليد الاجتماعية في ليلة القدر ورمضان التي رصدها قلم الأديب /خالد همام في قصصه إذاعة الأغاني في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية مثل أغنية يا ليلة العيد .... هلالك هل لعنينا... فرحناله وغنينا ) حيث يقول الأديب /خالد همام في قصة :"..."مسعود في ليلة العيد ...
مع آذان مغرب يوم التاسع والعشرين من رمضان جلس مسعود بجوار أمه وزوجته ( باتعة ) وأولادهما على الطبلية والأجواء محمَلة برائحة عيد الفطر المبارك وهاهي قيثارة الشرق ( أم كلثوم ) تشدو برائعتها الخالدة ( يا ليلة العيد آنستينا .وجددتي الأمل فينا ... يا ليلة العيد .... هلالك هل لعنينا... فرحناله وغنينا )
وكذلك عمل الخيام الرمضانية ،والاستعداد ليلة القدر بالتعبد ،والتواشيح والتنبيه على وقت السحور للاستيقاظ لتناول السحور يقول الأديب خالد همام في قصة :"مسعود في ليلة القدر ...:"مع شروق شمس الخميس الأخير من رمضان المعظم صعد مسعود السطح وبدأ يحملق في عنان السماء يتفحصها جيدا باحثا عن ليلته الصفيَة التي ينتظرها كل رمضان ....
ليلة في ميزان الخالق العظيم تعدل 1000 شهر من شهور الدنيا في حجم عطاياها ونفحات خيرها ...
ثم أمسك بآلته الحاسبة وقسم 1000 على 12 فكان الناتج أكثر من 83 سنة ...
أذهل الرقم مسعودا فتمنى وتمنى وهو موقن بأن الوهَاب كريم وعظيم !
فاق من خلوته التعبَديَة الحسابيَة على صوت زوجته ( باتعة ) التي صعدت خلفه السطوح لتسرد له قصة جارهم المحظوظ والذي وجد فرصة عمل بإحدى الخيام الرمضانية إلى أن يقول :
وأين رمضان الماضي مع سحر صوت القيثارة الشيخ ( محمد رفعت ) والرائع الشيخ ( النقشبندي ) والمبدع ( سيد مكاوي ) !"
المحور الثالث : العادات والتقاليد الاجتماعية في عاشوراء :
من أبرز العادات والتقاليد الاجتماعية لدى البعض في عاشوراء التي رصدها قلم الأديب /خالد همام في قصصه عمل الأرز باللبن ،حيث يقول الأديب /خالد همام في قصة :" مسعود في عاشوراء ...
حلّ مساء الخميس الثاني من سبتمبر اللطيف وجلس مسعود على أريكته القديمة ينتظر مفاجأت زوجته ( باتعة ) المعتادة مع مساء كل خميس ...
لم يخب ظن مسعود فأقبلت الباتعة ......وتحمل بين يديها طبق عاشوراء ( أرز بلبن ) وقدمته للمسعود ...
المحور الرابع : العادات والتقاليد الاجتماعية في رجب :
من أبرز العادات والتقاليد الاجتماعية في رجب التي رصدتها قصص الأديب /خالد همام تعريف الناس بقصة الإسراء والمعراج ،حيث يقول الأديب /خالد همام في قصة: مسعود في الإسراء والمعراج ... :
بعد ظهر الخميس الأخير من شهر رجب الحبيب عاد مسعود من عمله فوجد زوجته ( باتعة ) منهمكة مع جاراتها في رؤيتهن لرحلة الإسراء والمعراج وسمع منهن العجب العجاب ....
ثم سكت قليلا وقال :
الحكاية ببساطة إن ربنا وجد حبيبه ومصطفاه ( محمد ) - صلى الله عليه وسلم - حزين لوفاة عمه وسنده في مكة ( أبوطالب ) وكمان وفاة زوجته وحبيبته وشريكة حياته ( خديجة ) فأمر ربنا برحلة إيمانية ترفيهية نادرة لحبيبه وكلف سيدنا ( جبريل ) يجيب معاه مخلوق من مخلوقات الله ( البراق ) والتي لا يعلمها إلا هو وهو يشبه المركبة الفضائية الآن وطار البراق بهما من مكة للقدس وهذه رحلة الإسراء ثم صعد بهما للسماء وهذه رحلة المعراج وهناك شاف الحبيب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر !!!
اسمتعت باتعة ونساء الحارة بأسلوب مسعود البسيط الجميل .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى