د. سعدالدين فوزي - الرحيل...

أمــــــــــــــــــــــل أَوَدِّعه بِلا = وعـلى شفـاهـي لــــــــوْعةُ القُبَلِ
حُرِمتْ لِقـاهُ وكـنـت أُودعهــــا = لهفَ الـمشـوق ونشــــــوة الثَّمِل!
وعِنـاقَ محـرومٍ رجعْتُ بــــــه = والصدرُ دامـي القـلــــــــب ذو شُعَل
ومُنًى حَيـيـتُ لهـا أُهدْهِدهــا = فَفَقَدْتهـا وفُجعْتُ فـي أمـلــــــــــي

ووقفت أرقب مـصرعَ القـمــــرِ = والفُلْكُ هـمَّ بنـا أخـا سحــــــــــــــرِ!
أتـراه لـمـا اهتزّ فـي قــــــــــــــلقٍ = بـمـا أزجـاه لـي قــــــــــــدري
فضممتُ كفّي فـــــــــــــوق= مضطربٍ بـيـن الضلـوع مـروَّعِ الصـــــور
ورنـوتُ للأمـواج ثـــــــــــائرةً = ومضت يـدي تـنسـاب فــــــــي شَعَري

وسَبَحْتُ فـي دُنـيـاي مُنطلِقـا = والريحُ يعْصـف والـدجى فَرِقــــــــــــــا
والسحــبُ دُكْنٌ والظلامِ أسً = يذكـي لَديَّ الهـمَّ والـحُرَقـــــــــــــــا
والرعـدُ يـزأر مـثلـمــــا زأرت =جِنُّ الجـبـال إذا الردى نطقـــــــــــــا
أأروحُ غـيرَ مـودِّعٍ ويـــــــدي = صِفْرٌ وقـلـبـي فـي الهـوى احتـرقــــــــا

هـذي الـمديـنةُ كـم رأت طربـي = والعـمـر طفلٌ والزمــــــــــــان صَبِي
كـم دلَّلَتـنـي فـي أصـائلهـــا = فـي ضَفّةٍ وَسْنـــــــــــــــــــانةِ العُشُبِ
ذهـبِيّةُ الأعطـافِ ضـــــاحكةٌ = تستقبـل الأمـواجَ فــــــــــــــــي طرَبِ
وأنـا أرفّ - فراشةً جـــــــــمحتْ = مفتـونةً بـاللهـــــــــــــــــو واللعبِ

ودنـا الرحـيل وفـي فمي نغمُ= بـاكٍ بـه الأشجـانُ تزدحــــــــــــــــمُ
واسـودَّ وجهُ الأفق والـتهمتْ = بـيضَ الـمـلاعب هـــــــــــــــذه الظُّلَم
وتـولّتِ الـمـيـنـاءَ واجـــــمةً = لهفى تلـوح كأنهـــــــــــــــــــا حُلُم
والريحُ تعزف فـي جـوانـبـهـا = مـجنـونةً والـمـــــــــــــــــوج يحتدم

فـنظرت آخرَ نظرةٍ وجــرى = دمعـي عـلى خدّيَّ مـنهـمــــــــــــــــرا
والـبرقُ يجلـو مـن مـنـاظرهـا = ويعـيـد لـي مـن حسنهـا صـــــــورا
فهـززتُ كفّي نحـوهـا قـــلقًا = مستـودعًا قـلـبًا بـهــــــــــــــا سَكرا
فرأيـتُهـا تهتزّ حـانــــــــــيةً = أفلـم تكـن محـرابَنـــــــــــــــا عُمُرا
أعلى