أدب السجون الطاهر المحفوظي - أحد أحد..

طال حجرنا في زنزانة ضيقة، تحت مصباح يضيء ليل نهار، وغداؤنا لا يتغير: خبزة صغيرة في اليوم.اما الماء، فهو يجري من كوة في الحائط، ويصب في المرحاض..
ذات مساء، سمعنا أحدهم يصرخ: policeman,policeman...!
تضاحكنا، وقلنا: هم لم يستجيبوا لنا ونحن نناديهم بالدارجة، فكيف، يتأتى له ذلك بالانجليزية...!
كنا على خطأ، فالاخ الأمريكي الأسود، كان معتقلا على ذمة الاتجار في الحشيش او استهلاكه، وقد أطلق سراحه في اليوم الموالي..!
بعد ذلك بايام، أتوا برجل قوي، في حالة سكر طافح، وقد كان عنيفا جدا، لا يتورع عن السب والتهديد، كان الليل طويلا ورجال الشرطة من الحراس، يعانون من الملل، لكن تلك الليلة
تميزت بالحركة والتشويق...
تعاون الفريق على طارزان، وكان عاري الصدر، وربطوه بحبال مع سارية وسط الممر، واخدوا يضربونه وهو يصيح، لقد كان في حالة هيجان، بعدها أتوا بخرطوم مياه وبدؤوا برشه وهم
يتصايحون، كما في فيلم ظهور الاسلام:
أحد أحد... أحد أحد...!
ونام في هذه الوضعيةحتى الصباح.
الشرطة لا تعدم فكاهة ولا الترويح عن النفس ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
أدب السجون والمعتقلات
المشاهدات
383
آخر تحديث
أعلى