* بمناسبة الثّامن من مارس..ماهي تمثّلات الرّقم 8 في مخيالك الشّعري ؟
- "ذلك الكون الطّفيف متعذّر الغور" على شريعة غابو، وحديثنا قياس، فرقم ثمانية ظاهرا هو صورة صوتيّة لستّة أحرف تؤدّي دلالة رقميّة ساذجة الوقع، لكنّه هرمونيطيقيّا ينفجر على ما لا يُمسك أويُحصى من دلالات وارهاصات ولطائف لوحات تخييليّة مربكة العصرات :
تلقّفوا عنّي هذه الشّطحة:
رقم ثمانية هو ساعة شعريّة إلهيّة أنثويّة الهوى والمنحنيات ينسرب فيها حُرُّ الرّمل رخيّا شقيّا شهيّا عفيّا موقّعا بين قبّتين توأمين لكأنّما تترى دماء الوحي بين نهدين قافيتين لتصهل فيكم بلا أعنَّتها خيول القصيد: "ألا إنّ جسد المرأة لكعبة مُحرّمة على غير العاشق والحالم والفنّان "
* فلنعد إلى البداية وتحديدا طفولتك...هل كان للشّعر دور في تشكيل شخصيّتك؟
- اللّغة هي موطن الرّوح على دين"الفيلسوف الألماني "هايدغير"، ولربّما حنّت إلى مآلها الإلهيّ الأوّل ، أوليست الرّوح من أمر ربيّ، نحن نولد في خلْجَة الحرف ونفنى في أواره كما يموت الفراش لعوبا في لظى قبسِ فكيف لا يكون للقريض فضلٌ في تشكيل جِّبِلّتي الفنّيّة، أنا ترعرعٌ في الشّعر لا يكلّ أو يهفت أو يملّ، استعرتُ من وجوهه فحولة قلمي و لهفة عشّاقي وموسيقاي وقهوتي وإدماني وطقوسي ولعلّ تشرّبي منذ وثبتي الأولى في صحن الحياة لانطباعات إنسانيّة شعريّة وشاعريّة الرّوح والمزاج والعطر والمدى من حبيبي ومعلّمي الأول : أبي العظيم فتحي بن عبودة بوعتّور كان له أفعل وأقدس وأخلد الأثر في لوح طيني وذاكرتي وتكويني الذّي يذكيه أبدا توق ونشدان وججيم فنّيّ لا يخمد له وقد. نعم كان أبي عَلما ومدرسة وطفلا كبيرا بحجم بستان وكنت أمرح فيه حتّى كعبتْ لي حين نبوءة خوْختان شاعرتان تفتّقت عن ضوْعهما " نهديّات السّيّدة واو".
فسلام على أبي وسلام على نهدٍ نبيّ وسلام على الشِّعر في كلّ آن وثوب وأوطان.
* ألا ترين أنّ النّسويّة الشِعريّة العربيّة الحديثة لم تتجاوز بعد مواضيع الرّجل والجنس ؟
- إنّه لعمري سؤال من كيد ساحر مكين ولا يبطل كيد السّحرة إلّا القوم المرسلون، يلقي الصّحفيّون أفخاخهم فإذا عصا شِعري تلقف ما يأفكون، هذا الطّرح الاستفهاميّ الذّكوريّ شرّير القصد وماكر الصّبغة قلبا وقالبا وتلويحا إذ هو يقرن الأدب بالهويّة الجنسيّة والعنصريّة واللّامساواة وما إلى ذلك من مشتقّات الظّلاميّات أما آن للمُثقّف أن يدحر ظاهرة جندرة الكتابة في المجتمعات العربيّة والغربيّة حدّ السّواء بما هي تأبيد للسّلطة الباترياركيّة وخطر على المنجز الأدبي الذّي نقدّمه لأنّ فعل الكتابة هو فعل انساني خالص لا ميز فيه بين قلم امرأة وقلم رجل إلاّ بمعيار القيمة الفنّيّة. و مجرّد تمرير هذا التّوصيف أو التّسمية "أدب نسائيّ أو نسويّ أو أنثويّ" هو في حدّ ذاته تكريس لما يسمّى بالثّقافة القضيبيّة، والبرهان على ذلك هو حجة انتفاء وجود "أدب رجالي أوذكوريّ"
أستفهكم على سبيل الاستقباح والاستنكار والتهتّك"هلّا تطارحنا على سبيل القياس نصوصا تحمّل مسمّى الأدب الخنثويّ أو المخنّث ؟ أليس في هذا خطورة على فعل الكتابة و وظيفتها الثّقافيّة ؟
* ثمّ ماذا تعني مقولة "هذه الشاعرة أو ذاك الشاعر الحديث لم يتجاوز بعد مواضيع الجنس؟"
- المواضيع لا تًتجاوز البتّة ولا المفاهيم تُستهلك،وليس مفترضا أو مفروضا على أيّ كاتب أو فنّان كان لا الالتزام بتيمة يتيمة و لا التّنويع في الأغراض والقضايا و الألوان . لو عصرنا الفنون السّبعة وطوينا الأزمنة من عهد الإغريق إلى راهن لحظتنا لن تفي ركعة واحدة من أسطوريّة وربوبيّة وقدسيّة الجنس.
يبدو أنّ خوازيق الجنس قد خرمت عقول بني يعرب.
فهلّا تجاوزتم ابتذالكم التّاريخيّ المقيت لمفهوم الجنس وهذه الضّروب من الأسئلة التّي تنمّط وتعلّب وتقولب وتنغّص وتسمّم وتوثّن عالم الفنّ والجمال والإنسان؟
* الشّعر رجل أم مرأة ؟
- مفهوم الشّعر من خلال هذا الطّرح هو جندريّ ومضلّل لأنّ الشّعر هو كائن ميتافيزيقيّ يتعالى عن كلّ ماهو مادّي وواقعي وجنسانيّ ويحيى على خصوبة المجاز بخلطته العرفانيّة الجماليّة .
* " نهديّات السّيّدة واو" قناعةً أم بحثا عن الشّهرة ؟
- نهديّات السّيدة هي إشراقات شعريّة طلائعيّة تتخطّىى عتبة القناعة الشّخصيّة الفنّيّة إلى مصاف العقيدة الجماليّة الرّاسخة في محمولها الفلسفيّ الكونيّ المفتوح ولأنّه لا يشفي غُلَّتي عاشق واحد متملّك، فقد لَبِسْتُ بدمي نهد الضّاد وأبيتُ إلاّ أن أسكب حليب المجازات صرفا في أفئدة المريدين. ويطوف بمعناي في هذا السّياق الحديث القدسيّ "كنت كنزا مخفيّا، فأردتُ أن أُعرف، فخلقتُ خلقا بي عرفوني".
أمّا الشّهرة فقد أتتني منقادة إليّ تجرّر أذيالها ولم تكُ تصلُحُ إلّا لي ولم أكُ أَصلُح إلّا لها ، وليغفر لي صاحب الزّهديّات انتحالاتي.
* ما معنى أن يتحوّل الشِّعر إلى رحلة شهوانيّة وإيروتيكيّة متناقضا مع مفهوم " قدسيّة وطهر" القصيدة كما يراها البعض؟
- أرى أنّ هذا الاعتقاد المبني على مسلّمة مبدأ التّناقض بين فلسفة الشّعر والتّيمة المعالجة متغلغل في مرجعيّة أصوليّة لا تتكشّف إلاّ بدراسة الأنساق المضمَرة المنطوية على أحكام لاهوتيّة أخلاقويّة دغمائيّة توجيهيّة داخل اللّغة، ليست التيمة هي المحدد الموضوعيّ لطهرانيّة أو دنس الأثر الفني و إنّما الرّؤيا الجماليّة الخلّاقة هي جوهر جودته وقداسته ونورانيّته. أنا من دعاة نظريّة براءة الجسد، بما هو دَورق شفيف لحمل خَمرة المعنى فاخرجوا معي من ضيق أجسادكم إلى ضفاف جماليات الشهوية الفنّيّة وارحموا أنصافكم السّفلي إنّ الدّعر في العقول يا سادة
* برأيك هل " الشّعر الإباحي" نوع من التّأسيس لأدب " التّنفيس " في المجتمع العربي؟
- لاشكّ أنّ الشّعر الإباحيّ في بعد منه يؤسّس لأدب" التّنفيس" في المجتمع العربيّ، تنفيس المكبوتات والمكنونات واللّاشعور والعذابات والفانتازمات والعقد النّفسيّة والحالات والأحلام والخيالات والاستيهامات، وهو أيضا تصعيدات وإسقاطات وتعويضات وإشباعات و لحظة تخفّف حرّ من عبء وتراكمات الجسد والمجتمع والدّين والتّقاليد والموروثات .
* هل تكتبين قصائدك في " لحظة إلهام" أم بعد بلوغ ذروة ما " ؟
* قصائدي هي التّي تكتبني وقد جنّ بفيض النّهد شِعري ، ولكن أيَ نهدٍ ذاك الذّي يبزغ من حميّا القريحة وشبق المجاز والفناء في حلاوة دفقة فنّيّة سرمديّة.
- "ذلك الكون الطّفيف متعذّر الغور" على شريعة غابو، وحديثنا قياس، فرقم ثمانية ظاهرا هو صورة صوتيّة لستّة أحرف تؤدّي دلالة رقميّة ساذجة الوقع، لكنّه هرمونيطيقيّا ينفجر على ما لا يُمسك أويُحصى من دلالات وارهاصات ولطائف لوحات تخييليّة مربكة العصرات :
تلقّفوا عنّي هذه الشّطحة:
رقم ثمانية هو ساعة شعريّة إلهيّة أنثويّة الهوى والمنحنيات ينسرب فيها حُرُّ الرّمل رخيّا شقيّا شهيّا عفيّا موقّعا بين قبّتين توأمين لكأنّما تترى دماء الوحي بين نهدين قافيتين لتصهل فيكم بلا أعنَّتها خيول القصيد: "ألا إنّ جسد المرأة لكعبة مُحرّمة على غير العاشق والحالم والفنّان "
* فلنعد إلى البداية وتحديدا طفولتك...هل كان للشّعر دور في تشكيل شخصيّتك؟
- اللّغة هي موطن الرّوح على دين"الفيلسوف الألماني "هايدغير"، ولربّما حنّت إلى مآلها الإلهيّ الأوّل ، أوليست الرّوح من أمر ربيّ، نحن نولد في خلْجَة الحرف ونفنى في أواره كما يموت الفراش لعوبا في لظى قبسِ فكيف لا يكون للقريض فضلٌ في تشكيل جِّبِلّتي الفنّيّة، أنا ترعرعٌ في الشّعر لا يكلّ أو يهفت أو يملّ، استعرتُ من وجوهه فحولة قلمي و لهفة عشّاقي وموسيقاي وقهوتي وإدماني وطقوسي ولعلّ تشرّبي منذ وثبتي الأولى في صحن الحياة لانطباعات إنسانيّة شعريّة وشاعريّة الرّوح والمزاج والعطر والمدى من حبيبي ومعلّمي الأول : أبي العظيم فتحي بن عبودة بوعتّور كان له أفعل وأقدس وأخلد الأثر في لوح طيني وذاكرتي وتكويني الذّي يذكيه أبدا توق ونشدان وججيم فنّيّ لا يخمد له وقد. نعم كان أبي عَلما ومدرسة وطفلا كبيرا بحجم بستان وكنت أمرح فيه حتّى كعبتْ لي حين نبوءة خوْختان شاعرتان تفتّقت عن ضوْعهما " نهديّات السّيّدة واو".
فسلام على أبي وسلام على نهدٍ نبيّ وسلام على الشِّعر في كلّ آن وثوب وأوطان.
* ألا ترين أنّ النّسويّة الشِعريّة العربيّة الحديثة لم تتجاوز بعد مواضيع الرّجل والجنس ؟
- إنّه لعمري سؤال من كيد ساحر مكين ولا يبطل كيد السّحرة إلّا القوم المرسلون، يلقي الصّحفيّون أفخاخهم فإذا عصا شِعري تلقف ما يأفكون، هذا الطّرح الاستفهاميّ الذّكوريّ شرّير القصد وماكر الصّبغة قلبا وقالبا وتلويحا إذ هو يقرن الأدب بالهويّة الجنسيّة والعنصريّة واللّامساواة وما إلى ذلك من مشتقّات الظّلاميّات أما آن للمُثقّف أن يدحر ظاهرة جندرة الكتابة في المجتمعات العربيّة والغربيّة حدّ السّواء بما هي تأبيد للسّلطة الباترياركيّة وخطر على المنجز الأدبي الذّي نقدّمه لأنّ فعل الكتابة هو فعل انساني خالص لا ميز فيه بين قلم امرأة وقلم رجل إلاّ بمعيار القيمة الفنّيّة. و مجرّد تمرير هذا التّوصيف أو التّسمية "أدب نسائيّ أو نسويّ أو أنثويّ" هو في حدّ ذاته تكريس لما يسمّى بالثّقافة القضيبيّة، والبرهان على ذلك هو حجة انتفاء وجود "أدب رجالي أوذكوريّ"
أستفهكم على سبيل الاستقباح والاستنكار والتهتّك"هلّا تطارحنا على سبيل القياس نصوصا تحمّل مسمّى الأدب الخنثويّ أو المخنّث ؟ أليس في هذا خطورة على فعل الكتابة و وظيفتها الثّقافيّة ؟
* ثمّ ماذا تعني مقولة "هذه الشاعرة أو ذاك الشاعر الحديث لم يتجاوز بعد مواضيع الجنس؟"
- المواضيع لا تًتجاوز البتّة ولا المفاهيم تُستهلك،وليس مفترضا أو مفروضا على أيّ كاتب أو فنّان كان لا الالتزام بتيمة يتيمة و لا التّنويع في الأغراض والقضايا و الألوان . لو عصرنا الفنون السّبعة وطوينا الأزمنة من عهد الإغريق إلى راهن لحظتنا لن تفي ركعة واحدة من أسطوريّة وربوبيّة وقدسيّة الجنس.
يبدو أنّ خوازيق الجنس قد خرمت عقول بني يعرب.
فهلّا تجاوزتم ابتذالكم التّاريخيّ المقيت لمفهوم الجنس وهذه الضّروب من الأسئلة التّي تنمّط وتعلّب وتقولب وتنغّص وتسمّم وتوثّن عالم الفنّ والجمال والإنسان؟
* الشّعر رجل أم مرأة ؟
- مفهوم الشّعر من خلال هذا الطّرح هو جندريّ ومضلّل لأنّ الشّعر هو كائن ميتافيزيقيّ يتعالى عن كلّ ماهو مادّي وواقعي وجنسانيّ ويحيى على خصوبة المجاز بخلطته العرفانيّة الجماليّة .
* " نهديّات السّيّدة واو" قناعةً أم بحثا عن الشّهرة ؟
- نهديّات السّيدة هي إشراقات شعريّة طلائعيّة تتخطّىى عتبة القناعة الشّخصيّة الفنّيّة إلى مصاف العقيدة الجماليّة الرّاسخة في محمولها الفلسفيّ الكونيّ المفتوح ولأنّه لا يشفي غُلَّتي عاشق واحد متملّك، فقد لَبِسْتُ بدمي نهد الضّاد وأبيتُ إلاّ أن أسكب حليب المجازات صرفا في أفئدة المريدين. ويطوف بمعناي في هذا السّياق الحديث القدسيّ "كنت كنزا مخفيّا، فأردتُ أن أُعرف، فخلقتُ خلقا بي عرفوني".
أمّا الشّهرة فقد أتتني منقادة إليّ تجرّر أذيالها ولم تكُ تصلُحُ إلّا لي ولم أكُ أَصلُح إلّا لها ، وليغفر لي صاحب الزّهديّات انتحالاتي.
* ما معنى أن يتحوّل الشِّعر إلى رحلة شهوانيّة وإيروتيكيّة متناقضا مع مفهوم " قدسيّة وطهر" القصيدة كما يراها البعض؟
- أرى أنّ هذا الاعتقاد المبني على مسلّمة مبدأ التّناقض بين فلسفة الشّعر والتّيمة المعالجة متغلغل في مرجعيّة أصوليّة لا تتكشّف إلاّ بدراسة الأنساق المضمَرة المنطوية على أحكام لاهوتيّة أخلاقويّة دغمائيّة توجيهيّة داخل اللّغة، ليست التيمة هي المحدد الموضوعيّ لطهرانيّة أو دنس الأثر الفني و إنّما الرّؤيا الجماليّة الخلّاقة هي جوهر جودته وقداسته ونورانيّته. أنا من دعاة نظريّة براءة الجسد، بما هو دَورق شفيف لحمل خَمرة المعنى فاخرجوا معي من ضيق أجسادكم إلى ضفاف جماليات الشهوية الفنّيّة وارحموا أنصافكم السّفلي إنّ الدّعر في العقول يا سادة
* برأيك هل " الشّعر الإباحي" نوع من التّأسيس لأدب " التّنفيس " في المجتمع العربي؟
- لاشكّ أنّ الشّعر الإباحيّ في بعد منه يؤسّس لأدب" التّنفيس" في المجتمع العربيّ، تنفيس المكبوتات والمكنونات واللّاشعور والعذابات والفانتازمات والعقد النّفسيّة والحالات والأحلام والخيالات والاستيهامات، وهو أيضا تصعيدات وإسقاطات وتعويضات وإشباعات و لحظة تخفّف حرّ من عبء وتراكمات الجسد والمجتمع والدّين والتّقاليد والموروثات .
* هل تكتبين قصائدك في " لحظة إلهام" أم بعد بلوغ ذروة ما " ؟
* قصائدي هي التّي تكتبني وقد جنّ بفيض النّهد شِعري ، ولكن أيَ نهدٍ ذاك الذّي يبزغ من حميّا القريحة وشبق المجاز والفناء في حلاوة دفقة فنّيّة سرمديّة.