وفاء بوعتور

تحيّة سوداء كما يليق بفحمة واقعنا العربيّ المنيك.. أليس العهد بحالة طوفان دموي في سيّدتي فلسطين ؟ ألم ينتشلكم زعيق الأقصى من سباتكم الانسانيّ المهين ؟ هل استمرأتم يُبسكم وهوانكم وذلّكم المُشين؟ ها أنتم ترقبون تشعّبَ الدّم الغزّاوي المُسافر عبر أوْردة السّماء، وتشيحون؟ ألم يتبيّن لكم عدّاد...
للّه درّكم يا أبطال الطّوفان ؟ كيف سعير الحرب فيكم ؟ كيف موتكم ؟ كيف الله ؟ كيف قبوركم ؟ يقولون أنّ شهداءكم ألوف مؤلّفة وجحافل وعواصم وأنهار، أنا لا أصدّق ! أنتم أكثر وأكبر وأوسع من أن تنوء بكم أرقام أو أسماء أو أحداث أو عناوين أو أكفان! يقولون أيضا أنّ كلّ حبّ ناقص ، مهما عانق الهِمم والقمم...
هذا جسدي يعْصُرُ كالموْت : قلمي الغريب... غرفتي النّاقصة... فئران كتبي اللاّحمة... عُزْلتي الطّاعنة... مناسِكُ قهْوتي الهائمة... بيْنَ تي. إس. إلْيوت و شكسْبير... براعمي الأرْبعة : نور ، محمّد ، تسْنيم... و التّلاميذ... جامعُ العشْق الخياليّ.... زوْجي المحْذوف "الشّرعيّ"... ليلي الأبيض...
العنوان السادس لعام: ٢٠٢٣م. شالوم. وفاء بوعتور. ٢٥٥ صفحة. ويكسر رصاص الكلمات الصادحة بالحق صمت الخنوع.. مدويا صداها في سماءات الخديعة . ويجرف سيل مداد الدم الحار العرم من فوهة الروح والقلم غثآء المطبعين وسوس الخائنين قاذفا بها في مزابل التاريخ والقذارة والعطن. ويعمل مبضع من قلم الصدق والإيمان...
من قال أن عهد المثيولوجيات الشعرية قد ولى وأندثر ؟. وأن ألسنة ملهميها الفصاح قد سكتت تحت اطباق الأزمنة وأكفان الدهور ؟. وأن أعمال التراث الخالدة كألف ليلة وليلة أو الإلياذة والأوديسة مستحيلة المحاكاة وأن أضرابها من النصوص لن ترى النور؟. من قال أن النبوغ قد مات وأن وحي الشعر قد أنقطع كوحي...
وأكبّ أنفاسه عنيفا عنيفا فوق نهديّ وتغلبه شهويّة النّار وافتضاض الأسرار من زنخ المحار فتذروه... مقتا مقتا... عند "وردة دانتيلّاتي" الحوشيّة الوجه الهيّن المجذوب المخضّل بلسعة أبيضي المحروث يتضورّ... يتنشّق... يتقلّى... يتعشّق... يترشّف... يتمطّق... يتنطّع... يتصدّع... يتمرّغ حيرة وطواعيّة هكذا...
ويطعننا جوع مكين ونفرّ منّا إلينا... ونومض بشراسة الشّوق والعري والنّار وأنزلق على خدّ سيفه المغوار ولا أغرزه... وأعلو وأنخفض وأُلدِّنُه ويذبحني صوته النّيء ولا أُعتقُه... وأستلذّ عذابي وأستمرئه... وأَتَفَطَّرُ باللّحمة الحوشيّة وأُولِغُكم معي حينَ غَدْرٍ في جريمة الطّين اللّعين...
أجرى الحوار: محمد لطفي * هل توقّعتِ الهجوم الذّي تجدينه كردّ فعل على دواوينك وأشعارك؟ > ثورة السّخط والرّفض والتّجريح التّي جُوبهت بها، وبوجه أدقّ شراستها وألسنتها وسرعتها ورُقعتها فاقت توقّعاتي لكننّي على أيّة حال لم أكن أنتظر أن تُرْفع لي القبّعات في مجتمعات تجاوزتها الأرائك الحجريّة فكلّ...
كان الزّمن مُتَغَضِّنًا عَفِنًا... لا يتَعدَّى قُفَّةَ عِظامٍ أوْ مبْغى ... وكُنْتُ ألْحظُ ، من طابِقِ كِتابٍ بارِقٍ عَلَم بلادي الشّاحِب ، كأنّه في تدَلِّيهِ نهدٌ بائس... مفْتُوق... لا طَعْم له أو مغْزى .
في قاعة الشّعب المَنِيك: " نُرِيدُ وَطَنًا ! " أخْرَجْتُ لَهُم إذْ ذَاك نهْدا مبْيُوعًا... محْرُورًا... محشُوّا... مَلُوكًا... خَنِزًا... دَبِقًا... شَرْشَرًا... أفّاقًا... لا يختلف كثيرا عن خِطَابٍ سياسيٍّ كُرَوِيِّ الوعُود . --- --- ---
مَشَيْنا في شوارِع الحُلم مُقْبِلَيْنِ مُتقَابِليْن مُقَبِّلَيْنِ و قدْ هيّجَ نهدي الحِنْطِيُّ رائحةَ المَطَرِ في جنائِنِ عَيْنَيه... حتَّى اكْتوَيْنا .
ثديا المرأة أجمل ما فيها, وهما موطن جمال وإثارة في جسدها , ومهما حاولتْ إخفاءهما سيظلا معيار جمالها وقبحها , والشعراء في وصف مفاتن الحبيبة تعرضوا للنهدين , وقد أفردوا أكثر من قصيدة خاصة لهما, ولكن أن تخصص شاعرة مجموعات شعرية عديدة للنهدين فهذا في حدّ ذاته سبق في الشعر العربي خصوصا وفي...
و استوى تحته نهدي أشمًّا... وضّاءً... ميّاسًا... مَدْكُوكًا... مدْعُوكا... شَرِسَ البياض يكادُ يَشْرَقُ من لَذْعِ... القُبل .

هذا الملف

نصوص
23
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى