الجزء الأول
رفح
شعر: عماد علي قطري
إلى سيدي عبدالله مسعد أبو بدر
.
#التغريبة_السيناوية_الجزء_الثالث
#ديوان_مدن_البعاد
#سيناء_أرض_الفيروز
#التغريبة_السيناوية_شعر_عماد_قطري
----------------------------------------------
سيقولُ عبدُالله يا أبتِ انتبه
لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ القهرِ
إن قُلنا : رَفَح
ضِدَّانِ ..
في عامِ الرَّمادةِ ما استغثنا
إن أغثنا جاءَ طوفانُ التَّرح
فرحاً رقصنا ما انتكسنا رغم جُرحٍ
نحن صناعُ الفَرَح
***
هل كان مقهى يا أبي ؟
وأنا استبقتُ السوطَ بالرقصِ اللعين
ورميتُ أحجاراً بطاولتي ولم أسألْ
لماذا يسكبُ الخلانُ أغنيةً
على رملِ الطريق
ما كان مقهى يا أبي..
والراقصون على الرمالِ بلا غناءٍ يرقصون
أقدامُهم تلك التي أودى بها اللغم الجبان
تموتُ في اللحنِ الغبي بلا عزاء
وأنا أعيدُ الرقص مذبوحاً
فظنَ القومُ أغنيتي الخلاص
قل لي بربك يا أبي
من أين يبتدئ الرحيلُ إلى الرحيلِ ولا مناص
أي الدروبِ إلى البلادِ تعيدنا للدَّارِ
والمقهى
وبئرٌ لم تخنْ دلوَ البنات؟
هل كان مقهى يا أبي ؟
والنارُ أطفأها الجنودُ
وبعثروا صخبَ المساءِ على النواصي..
ما رأوا فستانَ رضوى
فوق أسلاكِ العويل؟
والتينِ والزيتونِ يا وجعَ البداوةِ
زيتُنا .. دمُنا المراقُ على النخيل
قالت سُليم أنا التي...
وأنا التي ...
والعابرون تدرعوا صمما..
وما سمعوا انهمارَ الدَّمعِ من سقفِ البيوت الخاوية
هل كان بيتاً يا أبي؟
كان اشتعالُ الصبرِ في جمرِ التصحُّرِ
رقصةَ الممسوسِ بالوطنِ البعيد
هل كان بيتاً يا أبي؟
في الركنِ ذاك المستريحُ إلى الظلالِ طفولتي
أين الظلالُ وأين رقصُ حصانيه؟
كانت هناك على الجدارِ حقيبتي
خرَّ الجدارُ فهل قرأتَ على الطلولِ كتابيه؟
ما كان بيتا يا أبي؟
ورفات جدي ..
هل سألت الرملَ عن تلك الرفات تفتتت ؟
يا ليتها ردَّت جوابَ سؤاليه؟
أبتي ..
وهذا الشلو بعض مصيبتي
في الفجر هل يوماً تُعيد القُبّراتُ غنائيه؟
لا ديكَ يصدحُ في الصباح
وثلةُ الرقصِ ابتهاجاً غالها القِدْرُ اللعين
هل ذقتُ لحمَ الصَّبرِ
معجوناً بعجزِ الحرفِ عن قول الحقيقةِ للسماء؟
صنفان من وجعٍ وآخرُ مؤلمٌ
فابدأ رحيلك ...
أنت أنت المجرمُ
ضِدَّانِ فيك..
وجنتانِ بصدركَ الرَّملي
نامت في الضلوع جهنمُ
كيف استطعت العيش تركض حاملا
ريح التصحر..
والنخيل مُقَدَّمُ
من يسرقُ النارَ اقتداراً من سماءِ الغاصبين
يبيعها للبحرِ نورا ..
آثم؟
ضِدَّانِ فيكَ...
حمامتان ..
وغصونُ زيتونٍ يحومُ به الرَّصاصُ ويرجمُ
يا أيها البدويُ في الرملِ المؤرّقِ بالرَّحيل إلى متى؟
هل جاء من سبأٍ نبأ ؟
سيفانِ والنَسّر المحلقُ والظنون
ووجهكَ المسروقُ والقتلُ الخطأ
صنفانِ من وجعٍ وآخرُ قاتلُ
والباقياتُ على الثرى أطلالُ ظل
لا محالةَ زائلُ
أضغاثُ أحلامٍ إذا مرَّت بكَت
ويثورُ فينا الحنظلُ
يا حنظله..!!
أنَّى تسيرُ فثمَ جرحٌ في فؤادِكَ يصهلُ
ما كان مقعدك المهدَّمُ سوءة
أو كان في الرَّملِ المُسَجّى المرجلُ
كانت هنا زيتونةً
حُبلى بصمتِ الصَّامدين
وزيتها دمي المؤرخُ للبلاد
فَلِمَ اجتثثتَ الجذرَ
م ز ق ت الرُّؤى
وأنختَ في السَّاحِ العداوةَ والرُّكام؟
***
هل كان مقهى يا أبي؟
وجريدةُ الكذب اللعين تسومُني سوءَ الكلام
وأنا الذي ما خنتُ هذا الرَّمل
قالوا مجرم يأبى السَّلام
أواه يا أبتِ انتبه
سيفانِ في صدري ومن خلفي الجدار
والبحرُ ذاك المستريحُ على دمي
شطٌ .. وما شطٌ كدار
ليس العراءُ مصيبتي
إن المصيبةَ أن نموتَ بلا قرار
إن المصيبةَ أن نموتَ بلا قرار
***
التغريبة السيناوية شعر عماد قطري
الجزء الثالث ديوان مدن البعاد
رفح
سيناء الفيروز
شعر عماد قطري
رفح
شعر: عماد علي قطري
إلى سيدي عبدالله مسعد أبو بدر
.
#التغريبة_السيناوية_الجزء_الثالث
#ديوان_مدن_البعاد
#سيناء_أرض_الفيروز
#التغريبة_السيناوية_شعر_عماد_قطري
----------------------------------------------
سيقولُ عبدُالله يا أبتِ انتبه
لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ القهرِ
إن قُلنا : رَفَح
ضِدَّانِ ..
في عامِ الرَّمادةِ ما استغثنا
إن أغثنا جاءَ طوفانُ التَّرح
فرحاً رقصنا ما انتكسنا رغم جُرحٍ
نحن صناعُ الفَرَح
***
هل كان مقهى يا أبي ؟
وأنا استبقتُ السوطَ بالرقصِ اللعين
ورميتُ أحجاراً بطاولتي ولم أسألْ
لماذا يسكبُ الخلانُ أغنيةً
على رملِ الطريق
ما كان مقهى يا أبي..
والراقصون على الرمالِ بلا غناءٍ يرقصون
أقدامُهم تلك التي أودى بها اللغم الجبان
تموتُ في اللحنِ الغبي بلا عزاء
وأنا أعيدُ الرقص مذبوحاً
فظنَ القومُ أغنيتي الخلاص
قل لي بربك يا أبي
من أين يبتدئ الرحيلُ إلى الرحيلِ ولا مناص
أي الدروبِ إلى البلادِ تعيدنا للدَّارِ
والمقهى
وبئرٌ لم تخنْ دلوَ البنات؟
هل كان مقهى يا أبي ؟
والنارُ أطفأها الجنودُ
وبعثروا صخبَ المساءِ على النواصي..
ما رأوا فستانَ رضوى
فوق أسلاكِ العويل؟
والتينِ والزيتونِ يا وجعَ البداوةِ
زيتُنا .. دمُنا المراقُ على النخيل
قالت سُليم أنا التي...
وأنا التي ...
والعابرون تدرعوا صمما..
وما سمعوا انهمارَ الدَّمعِ من سقفِ البيوت الخاوية
هل كان بيتاً يا أبي؟
كان اشتعالُ الصبرِ في جمرِ التصحُّرِ
رقصةَ الممسوسِ بالوطنِ البعيد
هل كان بيتاً يا أبي؟
في الركنِ ذاك المستريحُ إلى الظلالِ طفولتي
أين الظلالُ وأين رقصُ حصانيه؟
كانت هناك على الجدارِ حقيبتي
خرَّ الجدارُ فهل قرأتَ على الطلولِ كتابيه؟
ما كان بيتا يا أبي؟
ورفات جدي ..
هل سألت الرملَ عن تلك الرفات تفتتت ؟
يا ليتها ردَّت جوابَ سؤاليه؟
أبتي ..
وهذا الشلو بعض مصيبتي
في الفجر هل يوماً تُعيد القُبّراتُ غنائيه؟
لا ديكَ يصدحُ في الصباح
وثلةُ الرقصِ ابتهاجاً غالها القِدْرُ اللعين
هل ذقتُ لحمَ الصَّبرِ
معجوناً بعجزِ الحرفِ عن قول الحقيقةِ للسماء؟
صنفان من وجعٍ وآخرُ مؤلمٌ
فابدأ رحيلك ...
أنت أنت المجرمُ
ضِدَّانِ فيك..
وجنتانِ بصدركَ الرَّملي
نامت في الضلوع جهنمُ
كيف استطعت العيش تركض حاملا
ريح التصحر..
والنخيل مُقَدَّمُ
من يسرقُ النارَ اقتداراً من سماءِ الغاصبين
يبيعها للبحرِ نورا ..
آثم؟
ضِدَّانِ فيكَ...
حمامتان ..
وغصونُ زيتونٍ يحومُ به الرَّصاصُ ويرجمُ
يا أيها البدويُ في الرملِ المؤرّقِ بالرَّحيل إلى متى؟
هل جاء من سبأٍ نبأ ؟
سيفانِ والنَسّر المحلقُ والظنون
ووجهكَ المسروقُ والقتلُ الخطأ
صنفانِ من وجعٍ وآخرُ قاتلُ
والباقياتُ على الثرى أطلالُ ظل
لا محالةَ زائلُ
أضغاثُ أحلامٍ إذا مرَّت بكَت
ويثورُ فينا الحنظلُ
يا حنظله..!!
أنَّى تسيرُ فثمَ جرحٌ في فؤادِكَ يصهلُ
ما كان مقعدك المهدَّمُ سوءة
أو كان في الرَّملِ المُسَجّى المرجلُ
كانت هنا زيتونةً
حُبلى بصمتِ الصَّامدين
وزيتها دمي المؤرخُ للبلاد
فَلِمَ اجتثثتَ الجذرَ
م ز ق ت الرُّؤى
وأنختَ في السَّاحِ العداوةَ والرُّكام؟
***
هل كان مقهى يا أبي؟
وجريدةُ الكذب اللعين تسومُني سوءَ الكلام
وأنا الذي ما خنتُ هذا الرَّمل
قالوا مجرم يأبى السَّلام
أواه يا أبتِ انتبه
سيفانِ في صدري ومن خلفي الجدار
والبحرُ ذاك المستريحُ على دمي
شطٌ .. وما شطٌ كدار
ليس العراءُ مصيبتي
إن المصيبةَ أن نموتَ بلا قرار
إن المصيبةَ أن نموتَ بلا قرار
***
التغريبة السيناوية شعر عماد قطري
الجزء الثالث ديوان مدن البعاد
رفح
سيناء الفيروز
شعر عماد قطري