تحكي لي امي الغالية عن ايام العيد في زمنهم تحديداً مدينتها الجميلة منصورية الجبل،
تهب نسمات الماضي الجميل لتحكي لنا أجمل الاحداث والقصص التي نتوق لها حبا وودا،
بدأت امي تسرد لي كيف كان يتم التحضير لأيام العيد، وماهي طقوسهم وانا اصغي لها وكأنني انتقلت لأعيش الأجواء في ذلك الزمن الجميل.
قالت لي : جدك المرحوم الشيخ محمد الطائي والد امي كان يحضر لهم كل عيد خمسة دنانير لاطفاله،
وخمسة دنانير لاطفال اقاربه ،
اما جدتك فكانت تصنع المعجنات العراقية منذ يوم الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك.
فتستهلك قرابة سبعة ارطال من الطحين وتعجن بالدهن الحر وتحشي بالسمسم والتمر فحسب .
يعلن اول يوم من أيام العيد عبر الراديو في ذلك الزمن الجميل،
او شاشة تلفاز بالاسود والأبيض،
ينام الاطفال مبكراً وهم يجهزون ملابس العيد،
َوكأن اول يوم من العيد هو الفرحة الأكثر انتظارا في قلوبهم،
تقول لي امي انها تستيقظ منذ الفجر ،
حيث تجهز الخراف للنحر منذ الليل وحتى الفجر، وتبدأ جدتك بعمل تشريب اللحم والارز بكميات كبيرة في قدور ضخمه.
يرفع المؤذن لصلاة فجر ويصلي المصلون وينهون تكبيرات العيد
ويجتمع الناس في بيت جدي القديم في السوق مقابل القهوة، حيث أن بيت جدي كان يقع في السوق عند محلات مكتظة بناس،
يأتي من مكان اناس شتى يعرفونهم او لا يعرفونهم، سواء اكانوا يعرفونهم ام لا، وكل ما يهم ان نواياهم كانت طيبة وصافية.
يستقبلون الضيوف
ويفطر المصلون، ثم يتبادلون المعيادة وكلام جميل، بعدها يتم توزيع الشاي والكليجة.
كان المسحرجي يقرع على طبله ويمشي عند كل ازقة منصورية جبل
ويدق الأبواب ويجمع العيدية وحوله الأطفال أيضا يمشون معه..
وهم يرددون ماجينا يا ماجينا.
عند الانتهاء من إكرام الضيوف يذهب كل إلى بيته ويأتي الأقارب
والجيران والاصدقاء لتبادل التهاني،
بعدها تخرج امي وجميع أطفال مرتدين ملابس العيد،
لجمع العيدية من الاحباب والأقارب.
وركوب الحصان الذي كان يجول في مدينة
تذهب بهم عربة الحصان وهم يحتفلون ويضحكون بقلوب نقية وصافية في ذلك الزمن الجميل إلى نهاية المدينه، ثم يعود بهم كل شخص الي منزله،
وأما الاراجيح فكانوا يصطفون صفا واحدا وينتظر كل طفل مكانه كي يصعد لان الارجوحة تسع عددا محدودا من الأطفال بعد ان يدفعوا دينارا لصاحب الاراجيح.
وعند العصر يأتي الناس كذلك لتبادل التهاني،وفي الليل يبقى عندهم أقارب للمبيت ويحضر عشاء الفخم له
تقول امي كنا ننام نحن النسوة صفا واحدا ولا مسافة شبر بيننا..
كانت أيامهم جميلة على رغم من بساطتها
كانوا يعيشون بحب ونية صادقة متحابين على سراء وضراء للذلك كانوا يتبادلون زيارات باعياد
اعتصرني قلبي وانا اسمع إلى حديث امي
لماذا اختفت وتلاشت كل هذه معالم والتحضيرات الجميلة...
باتت ايام العيد باهتة تشبه أيامنا العادية
حتى أن ابسط شي وهم الأقارب
لا نراهم في العيد ولا يروننا
لقد تغير الزمان
وتغيرت القلوب
تغيرت النوايا
أصبحنا سجناء لعالم التكنولوجيا،
انتشر حب الذات والانانيه وساد قلوبنا.
اللهم ألف بين قلوبنا ولا تفرق وحدتنا،
وكل عام وجميع المسلمين والبشرية بالف خير يا رب،
بلقيس شاكر البرزنجي
تهب نسمات الماضي الجميل لتحكي لنا أجمل الاحداث والقصص التي نتوق لها حبا وودا،
بدأت امي تسرد لي كيف كان يتم التحضير لأيام العيد، وماهي طقوسهم وانا اصغي لها وكأنني انتقلت لأعيش الأجواء في ذلك الزمن الجميل.
قالت لي : جدك المرحوم الشيخ محمد الطائي والد امي كان يحضر لهم كل عيد خمسة دنانير لاطفاله،
وخمسة دنانير لاطفال اقاربه ،
اما جدتك فكانت تصنع المعجنات العراقية منذ يوم الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك.
فتستهلك قرابة سبعة ارطال من الطحين وتعجن بالدهن الحر وتحشي بالسمسم والتمر فحسب .
يعلن اول يوم من أيام العيد عبر الراديو في ذلك الزمن الجميل،
او شاشة تلفاز بالاسود والأبيض،
ينام الاطفال مبكراً وهم يجهزون ملابس العيد،
َوكأن اول يوم من العيد هو الفرحة الأكثر انتظارا في قلوبهم،
تقول لي امي انها تستيقظ منذ الفجر ،
حيث تجهز الخراف للنحر منذ الليل وحتى الفجر، وتبدأ جدتك بعمل تشريب اللحم والارز بكميات كبيرة في قدور ضخمه.
يرفع المؤذن لصلاة فجر ويصلي المصلون وينهون تكبيرات العيد
ويجتمع الناس في بيت جدي القديم في السوق مقابل القهوة، حيث أن بيت جدي كان يقع في السوق عند محلات مكتظة بناس،
يأتي من مكان اناس شتى يعرفونهم او لا يعرفونهم، سواء اكانوا يعرفونهم ام لا، وكل ما يهم ان نواياهم كانت طيبة وصافية.
يستقبلون الضيوف
ويفطر المصلون، ثم يتبادلون المعيادة وكلام جميل، بعدها يتم توزيع الشاي والكليجة.
كان المسحرجي يقرع على طبله ويمشي عند كل ازقة منصورية جبل
ويدق الأبواب ويجمع العيدية وحوله الأطفال أيضا يمشون معه..
وهم يرددون ماجينا يا ماجينا.
عند الانتهاء من إكرام الضيوف يذهب كل إلى بيته ويأتي الأقارب
والجيران والاصدقاء لتبادل التهاني،
بعدها تخرج امي وجميع أطفال مرتدين ملابس العيد،
لجمع العيدية من الاحباب والأقارب.
وركوب الحصان الذي كان يجول في مدينة
تذهب بهم عربة الحصان وهم يحتفلون ويضحكون بقلوب نقية وصافية في ذلك الزمن الجميل إلى نهاية المدينه، ثم يعود بهم كل شخص الي منزله،
وأما الاراجيح فكانوا يصطفون صفا واحدا وينتظر كل طفل مكانه كي يصعد لان الارجوحة تسع عددا محدودا من الأطفال بعد ان يدفعوا دينارا لصاحب الاراجيح.
وعند العصر يأتي الناس كذلك لتبادل التهاني،وفي الليل يبقى عندهم أقارب للمبيت ويحضر عشاء الفخم له
تقول امي كنا ننام نحن النسوة صفا واحدا ولا مسافة شبر بيننا..
كانت أيامهم جميلة على رغم من بساطتها
كانوا يعيشون بحب ونية صادقة متحابين على سراء وضراء للذلك كانوا يتبادلون زيارات باعياد
اعتصرني قلبي وانا اسمع إلى حديث امي
لماذا اختفت وتلاشت كل هذه معالم والتحضيرات الجميلة...
باتت ايام العيد باهتة تشبه أيامنا العادية
حتى أن ابسط شي وهم الأقارب
لا نراهم في العيد ولا يروننا
لقد تغير الزمان
وتغيرت القلوب
تغيرت النوايا
أصبحنا سجناء لعالم التكنولوجيا،
انتشر حب الذات والانانيه وساد قلوبنا.
اللهم ألف بين قلوبنا ولا تفرق وحدتنا،
وكل عام وجميع المسلمين والبشرية بالف خير يا رب،
بلقيس شاكر البرزنجي