خالد محمد مندور - الوراثة ما بين الهندسة والاقتصاد

سؤال واجه الدكتور محمد مندور عندما أكمل السنة الأولى الإعدادية في الجامعة ، سنة اعدادية فرضتها الجامعة لمعالجة ضعف المستوى العلمي للطلاب اللذين اكملوا التعليم الثانوي ، في أي كلية يلتحق بها؟.
هل يدخل كلية الحقوق التي كان يحلم بها كي يتخرج وكيلا للنائب العام أم يدخل الآداب التي حاول أستاذة الدكتور طه حسين إقناعه بها لما يتمتع به من مواهب تتلاءم مع دراستها ؟
وينتهى النقاش مع الفلاح العنيد وصاحب الشخصية المستقلة بالسماح له بالالتحاق بالاثنين ، ولكن الفلاح يلتحق بالآداب في قسمين ، الاجتماع والادب بالإضافة للحقوق .
ويكمل دراسة الآداب ويكون الأول على دفعته ولكنة يترك الاجتماع في السنة الثالثة لتخفيف الحمل الدراسي ، ويكمل الحقوق ويصبح من الأوائل ، كذلك على دفعته .
ويبقى معه الامرين ما بقى من عمرة ، فيدرس القانون والاقتصاد اثناء بعثته لنيل الدكتوراة في الادب من فرنسا وينال دبلوم الدراسات العليا فيهما ، بجانب دراسات أخرى رسمية بعيدا عن الادب .
دراسات ستكون أحد أسلحته اثناء قيامه بالدور العام كسياسي وعضوا في مجلس نواب 1950 ، وسلاحا في يده عندما تضيق به الحياة ، فيعمل محاميا لمدة قصيرة .
ويتكرر الامر مع ابنة الرابع ، فهو يهوى الهندسة ويحب الاقتصاد واشياء اخر، ويتحير نفس تحير والدة في أي كلية يلتحق ؟ فمجموعة كان يؤهله لدخول أي كلية ولكن القواعد لم تعد تسمح الا بكلية واحدة .
ويدور نفس النقاش، لكن في المنزل هذه المرة ، وينتهى الامر بالاتفاق ، أدخل الهندسة وأقرأ الاقتصاد .
ويتم ذلك ، فيدخل الهندسة ويقرأ الاقتصاد ، فيبحث عن الكتب الجامعية فيستحسن بعضها وتنتابه الصدمة من مستوى البعض الاخر ، وعندما يسمع أن أستاذا كبيرا قد أصدر كتابا مدرسيا جديدا يسافر الى مدينته ويذهب الى مكتبة جامعته بحثا عن الكتاب .
ثم يكتشف أن دراسة الاقتصاد لا يمكن اختصارها في الكتب الجامعية ، او حتى برغم الكتب الجامعية التي لأتقدم له ما يبحث عنة ، فالاقتصاد لا يمكن فهمة الا في ارتباطه الوثيق بالمصالح الاجتماعية فيتوقف عن البحث عن الكتب الجامعية ويذهب الى أماكن أخرى وكتابا أخرين بحثا عن الحقيقة .
وتبقى الهندسة مهنة وهواية ومصدرا للرزق ، ويبقى الاقتصاد والادب والتاريخ والسياسة مصدرا للمتعة والاذى !!!
فهل الوراثة هي الدافع لتعدد الاهتمامات ام أنها الدافع للحلم الجماعي الذى أصاب الاب والابن بالأذى !!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى