قراءة في ومضة الكاتب أيمن دراوشة الشعرية وَكَمْ مِنْ أَنينِ حُرُوفٍ نَسَجتُ
بقلم الناقد زين المعبدي
وَكَمْ مِنْ أَنينِ حُرُوفٍ نَسَجتُ
وَكَمْ مِـــــنْ لَيَالٍ عَلَيَّ غَوَادِرْ
أيمن دراوشة
الكثير من الكتابات التي صاغها قلمي كلها حزينة تأن وتبكي
وكثيراً ما غدرت بي الليالي هذه اول قراءة للومضة (بالنسبة لي).
ولكن أود أن أقول إن الطرب ليس في الأغاني والموسيقى فحسب ولا حتى في الكلمات الرنانة فمعظمها أجوف
ولكن الطرب الحقيقي في الحرف الذي يزلزل الوجدان ويمس الروح ويشغل الإحساس
ويحرك العاطفة..
فبعض الحروف ضماد للأرواح المنهكة وللجروح الغائرة.
ولقد قرعت كلمات كاتبنا كل الجوارح والوجدان أيضاً حين استخدم الحرف لا للرنين، ولكن لحياكة تمزق النفس والشعور بعدم التقدير فكثيراً ما نطقت حروفه وأنَّت بما يجول بخاطره، ولكن دون جدوى...
واستخدم (كم ) الخبرية ليدلل على كثرة كتاباته الحزينة حيث جسد الحرف المعنوي بإنسان مادي يبكي وأتى بشيء من صفاته وهو (البكاء ) فيما يسمى استعارة مكنية
كما ساهم التقديم والتأخير على زيادة التشويق والإثارة لدى المتلقي البسيط مثلي ولا يفوتنا أن نتذكر أن مفردة (نسج) توحي بالإتقان للمنسوج من حيث الدقة والمتانة وأرى الكاتب يرمز إلى قوة حرفة ودقة كلماته المنتقاة من بحر إبداعه وكثير من اطلاعه.
ولم يكتف بقرع الروح، بل استطرد يقول أيضاً
وكثيراً ما غدرت بي الليالي
واستخدام (كم ) أيضاً
للكثرة أي كثيراً ما غدرت بهِ الليالي
ولكن الغدر غالباً
يأتي من المقربين حيث نعطيهم الأمان ونترك ظهورنا لهم عارية فبدلاً من أن يسندوها أو يحموها يطعنونها بمنتهى القسوة دون مراعاة لأي شعور.
ولكن هنا قال الكاتب غدر الليالي
هنا نقف عند كلمة (الليالي) سيميولوجيا
الليل بظلامة الدامس يوحي إما بالهلع والخوف والقلق والتفكير
وإما بالبهجة والسهد والهيام
ولكن مفردة (غدر) أوحت بالمعنى الأول حيث الألم والحزن ومناجاة من لا يسمع ولا يشعر .......
الومضة في منتهى العمق
بقلم الناقد زين المعبدي
وَكَمْ مِنْ أَنينِ حُرُوفٍ نَسَجتُ
وَكَمْ مِـــــنْ لَيَالٍ عَلَيَّ غَوَادِرْ
أيمن دراوشة
الكثير من الكتابات التي صاغها قلمي كلها حزينة تأن وتبكي
وكثيراً ما غدرت بي الليالي هذه اول قراءة للومضة (بالنسبة لي).
ولكن أود أن أقول إن الطرب ليس في الأغاني والموسيقى فحسب ولا حتى في الكلمات الرنانة فمعظمها أجوف
ولكن الطرب الحقيقي في الحرف الذي يزلزل الوجدان ويمس الروح ويشغل الإحساس
ويحرك العاطفة..
فبعض الحروف ضماد للأرواح المنهكة وللجروح الغائرة.
ولقد قرعت كلمات كاتبنا كل الجوارح والوجدان أيضاً حين استخدم الحرف لا للرنين، ولكن لحياكة تمزق النفس والشعور بعدم التقدير فكثيراً ما نطقت حروفه وأنَّت بما يجول بخاطره، ولكن دون جدوى...
واستخدم (كم ) الخبرية ليدلل على كثرة كتاباته الحزينة حيث جسد الحرف المعنوي بإنسان مادي يبكي وأتى بشيء من صفاته وهو (البكاء ) فيما يسمى استعارة مكنية
كما ساهم التقديم والتأخير على زيادة التشويق والإثارة لدى المتلقي البسيط مثلي ولا يفوتنا أن نتذكر أن مفردة (نسج) توحي بالإتقان للمنسوج من حيث الدقة والمتانة وأرى الكاتب يرمز إلى قوة حرفة ودقة كلماته المنتقاة من بحر إبداعه وكثير من اطلاعه.
ولم يكتف بقرع الروح، بل استطرد يقول أيضاً
وكثيراً ما غدرت بي الليالي
واستخدام (كم ) أيضاً
للكثرة أي كثيراً ما غدرت بهِ الليالي
ولكن الغدر غالباً
يأتي من المقربين حيث نعطيهم الأمان ونترك ظهورنا لهم عارية فبدلاً من أن يسندوها أو يحموها يطعنونها بمنتهى القسوة دون مراعاة لأي شعور.
ولكن هنا قال الكاتب غدر الليالي
هنا نقف عند كلمة (الليالي) سيميولوجيا
الليل بظلامة الدامس يوحي إما بالهلع والخوف والقلق والتفكير
وإما بالبهجة والسهد والهيام
ولكن مفردة (غدر) أوحت بالمعنى الأول حيث الألم والحزن ومناجاة من لا يسمع ولا يشعر .......
الومضة في منتهى العمق