التمييز اسم نكرة، فضلة، منصوب، يأتي لبيان ما قبله من إجمال، أو إبهام؛
تضمَّنَ معنى (مِنْ)، ويُسمى: مُفسِّراً، تفسيراً، مُبيِّناً، وتبييناً، مُميِّزاً، وتمييزاً، نحو:
(اشتريتُ طنّاً قمحاً)، (طابَ حبيبي نفسَاً).
التمييز نوعان:
الأول ما يبين إجمال الذات، ويسميه البعض (التمييز الملفوظ)؛ ويأتي بعد المقادير، وهي: الممسوحات: (لي فدّانٌ أرضاً)، والمكيلات: ( لكَ سلَّةٌ فاكهةً)، والموزونات: (عندنا كيلو عسلاً)، والأعداد: (في جيبي ثلاثونَ ألفاً).
هذا النوع منصوب بما فسَّرَهُ:(فدّان، سلّة، كيلو، وثلاثونَ).
الثاني ما يبين إجمال النسبة، أي بيان ما تعلق به العامل من فاعل أو مفعول، ويسميه البعض (التمييز الملحوظ)، نحو: (طابَ أخي نفساً)، و(غرسْتُ الأرضَ شجراً).
(نفساً): تمييز منقول من الفاعل، والأصل: (طابتْ نفسُ أخي) ، فبيَّنَ (نفساً) الفاعل الذي تعلق به الفعل.
(شجراً): تمييز منقول من المفعول، والأصل: (غرستُ شجرَ الأرضِ)، فقد بيَّنَ (شجراً) المفعول الذي تعلق به الفعل، والناصب لهذا النوع من التمييز العامل الذي قبله: (طابَ، وغرسَ).
ومن هذا النوع: {اشتعلَ الرأسُ شيبَاً}، و{فجَّرنَا الأرضَ عيونَاً.
هناك تمييز منقول من المبتدأ، نحو: {أنَا أكثرُ منكَ مالاً}.
التقدير: (مالي أكثرُ مِنْ مالِكَ).
..............
يجوز جرّ التمييز الدال على مقدرات، مثل: المساحة، الكيل، والوزن؛ بالإضافة، إذا لم يُجرّ بغيره، نحو:
(عندي هكتارُ أرضٍ، وصفيحةُ تمرٍ، وكيلو طحينٍ).
إذا أضيف الدال على مقدار إلى غير التمييز؛ وجبَ نصب التمييز، نحو:
(ما في الحوضِ قدرَ راحةٍ ماءً)، {فلنْ يقبلَ مِن أحدِهِم مِلءَ الأرضِ ذهَباً}.
.................
(تمييز العدد) له باب مستقل يأتي في الحلقة 23 لاحقاً.
يُسأل عن (تمييز العدد) باسم الاستفهام (كم)، ويكون تمييزها منصوباً:
(كمْ كتاباً قرأتَ؟). (قرأتُ عشرينَ كتاباً).
................
يجب نصب التمييز الواقع بعد (أفعل التفضيل)؛ إذا كان فاعلا في المعنى، وعلامة ماهو فاعل في المعنى أن يصلح جعله فاعلا بعد جعل (أفعل التفضيل) فعلا، نحو:
(أنتِ أعلى منزلاً، وأكثرُ علماً).
لقد توجَّب نصب (منزلاً، وعلماً)؛ إذ يصحّ جعلهما فاعلين في قولك:
(أنتِ عَلا منزلُكِ، وكثرَ علمُكِ).
مثال ما هو ليس بفاعل في المعنى: (سعدٌ أفضلُ طالبٍ، وهندٌ أفضلُ طالبةٍ).
لقد توجَّب جرّ (طالب، وطالبة) بالإضافة، لأن كل منهما ليس فاعلاً في المعنى.
يجب نصب التمييز إذا أضيف (أفعل التفضيل) إلى غيره، نحو:
(أنتَ أحسَنُ القومِ رجلاً).
................
قد يقع التمييز بعد كل ما دلّ على تعجب؛ فيُنصب، نحو:
{كفى باللهِ شهيداً!}، (ما أحسنَ زيداً رجلاً!)، (أكرِمْ بعمادٍ أباً!)، (للهِ درُّكَ شاعراً!)، (حسبُكَ بأحمدَ فارساً!).
...............
يجوزُ جرّ التمييز ب(مِنْ)؛ إذا لم يكن فاعلا في المعنى، ولا مُميِّزاً لعدد، نحو:
(عندي فدّانٌ مِن أرضٍ، وطنٌّ مِن طحينٍ، وصفيحتانِ من عسلٍ وتمرٍ)،
(غرستُ الأرضَ مِن شجرٍ).
لاتقل: (طابَت مريمُ مِن نفسٍ)، والصواب: (طابَتْ مريمُ نفساً)، والأصل:
(طابَتْ نفسُ مريمَ)؛ لأن (نفس) فاعل في المعنى.
لا تقل (عندي عشرونَ مِن درهمٍ)، والصواب: (عندي عشرونَ درهمَاً) لأن (درهماً) مميِّز لعدد.
.............
مذهب سيبويه أنه لا يجوز تقديم التمييز على عامله، سواء كان متصرفاً، أو غير متصرف، فلا تقل:
(نفساً طابتْ مريمُ)، ولا (عندي درهماً عشرونَ).
أجاز الكسائي، والمازني، والمُبرِّد، وابن مالك؛ تقديم التمييز على عامله المتصرف نحو:
(نفساً طابتْ مريمُ)، و(شيباً اشتعلَ رأسي).
جاء في بيت اختلف الرواة في نسبته:
"أتهجرُ ليلى بالفِراقِ حبيبَها؟ وما كانَ نفساً بالفراقِ تطيبُ"
واستشهد النحاة ببيت مجهول قائله:
"ضيَّعتُ حَزمِي في إبعادِيَ الأمَلا وما ارعوَيْتُ، وشيباً رأسي اشتعَلا".
من شواهد النحاة على تقديم التمييز على عامله المتصرف؛ قول شاعر:
"أنفساً تطيبُ بنيلِ المُنى؟ وداعِي المَنونِ يُنادي جهَارا"
...............
يكون العامل متصرفاً ويمنع تقديم التمييز عليه عند جميع النحاة في: (كفى بزيدٍ رجلاً!)؛ فلا يجوز القول: (كفى رجلاً بزيدٍ!)؛ لأن الفعل (كفى)- وإنْ كان مُتصرفاً- فإنه بمعنى فعل غير متصرف، أي (فعل التعجب)؛ ومعنى قولك: (كفى بزيدٍ رجلاً!): (ما أكفاهُ رجلاً!).
هذا متفق عليه عند النحاة؛ فالشيء الذي يُشبه شيئا يأخذ حكمه؛ مثل:
1- (اسم الفاعل واسم المفعول وصيغ المبالغة)؛ شابهت (الفعل في مادته ومعناه)؛ فأخذت حكمه: رفعت الفاعل، والمتعدي منها نصب مفعولاً به.
2- (ما الحجازية، ولا، وإنْ، ولات)؛ أشبهت (ليس) في المعنى؛ فأخذت حكمها: رفعت الاسم ونصبت الخبر.
3- (إنَّ وأخواتها) أشبهت (الفعل في معناه)؛ فرفعت الخبر ونصبت الاسم، وقُدِّم منصوبها وجوباً على مرفوعها، بعكس الفعل؛ لكونها فرعاً، كما أنها جاز أن تنصب (الحال) لهذه المشابهة.
...................
قد يُخطئ البعض في التفريق بين الحال والتمييز لتشابههما بكون كل منهما نكرة، فضلة، منصوباً، وفيما يلي ما يميزهما عن بعض:
1- الحال يتضمن معنى حرف الجر (في) أما التمييز فيتضمن معنى حرف الجر (مِنْ).
2- الحال يبين هيئة صاحبه، والتمييز يُفسّر إجمال ما قبله.
3- الحال يأتي اسماً مشتقّاً، أو جامداً يؤوَّل بمشتق، أمّا التمييز ففي الغالب يأتي جامداً.
4- الحال يجوز تعددها، أما التمييز فلا يتعدد إلا بالعطف.
5- الحال يأتي اسماً مفرداً، أو جملة، أو شبه جملة، أما التمييز فلا يأتي إلّا اسماً مفرداً.
6- الحال يجوز تقديمه على عامله، والتمييز لا يجوز تقديمه؛ إلا إذا كان العامل متصرفاً، (عند أغلب النحاة).
بقلم مديح الصادق... من كندا
تضمَّنَ معنى (مِنْ)، ويُسمى: مُفسِّراً، تفسيراً، مُبيِّناً، وتبييناً، مُميِّزاً، وتمييزاً، نحو:
(اشتريتُ طنّاً قمحاً)، (طابَ حبيبي نفسَاً).
التمييز نوعان:
الأول ما يبين إجمال الذات، ويسميه البعض (التمييز الملفوظ)؛ ويأتي بعد المقادير، وهي: الممسوحات: (لي فدّانٌ أرضاً)، والمكيلات: ( لكَ سلَّةٌ فاكهةً)، والموزونات: (عندنا كيلو عسلاً)، والأعداد: (في جيبي ثلاثونَ ألفاً).
هذا النوع منصوب بما فسَّرَهُ:(فدّان، سلّة، كيلو، وثلاثونَ).
الثاني ما يبين إجمال النسبة، أي بيان ما تعلق به العامل من فاعل أو مفعول، ويسميه البعض (التمييز الملحوظ)، نحو: (طابَ أخي نفساً)، و(غرسْتُ الأرضَ شجراً).
(نفساً): تمييز منقول من الفاعل، والأصل: (طابتْ نفسُ أخي) ، فبيَّنَ (نفساً) الفاعل الذي تعلق به الفعل.
(شجراً): تمييز منقول من المفعول، والأصل: (غرستُ شجرَ الأرضِ)، فقد بيَّنَ (شجراً) المفعول الذي تعلق به الفعل، والناصب لهذا النوع من التمييز العامل الذي قبله: (طابَ، وغرسَ).
ومن هذا النوع: {اشتعلَ الرأسُ شيبَاً}، و{فجَّرنَا الأرضَ عيونَاً.
هناك تمييز منقول من المبتدأ، نحو: {أنَا أكثرُ منكَ مالاً}.
التقدير: (مالي أكثرُ مِنْ مالِكَ).
..............
يجوز جرّ التمييز الدال على مقدرات، مثل: المساحة، الكيل، والوزن؛ بالإضافة، إذا لم يُجرّ بغيره، نحو:
(عندي هكتارُ أرضٍ، وصفيحةُ تمرٍ، وكيلو طحينٍ).
إذا أضيف الدال على مقدار إلى غير التمييز؛ وجبَ نصب التمييز، نحو:
(ما في الحوضِ قدرَ راحةٍ ماءً)، {فلنْ يقبلَ مِن أحدِهِم مِلءَ الأرضِ ذهَباً}.
.................
(تمييز العدد) له باب مستقل يأتي في الحلقة 23 لاحقاً.
يُسأل عن (تمييز العدد) باسم الاستفهام (كم)، ويكون تمييزها منصوباً:
(كمْ كتاباً قرأتَ؟). (قرأتُ عشرينَ كتاباً).
................
يجب نصب التمييز الواقع بعد (أفعل التفضيل)؛ إذا كان فاعلا في المعنى، وعلامة ماهو فاعل في المعنى أن يصلح جعله فاعلا بعد جعل (أفعل التفضيل) فعلا، نحو:
(أنتِ أعلى منزلاً، وأكثرُ علماً).
لقد توجَّب نصب (منزلاً، وعلماً)؛ إذ يصحّ جعلهما فاعلين في قولك:
(أنتِ عَلا منزلُكِ، وكثرَ علمُكِ).
مثال ما هو ليس بفاعل في المعنى: (سعدٌ أفضلُ طالبٍ، وهندٌ أفضلُ طالبةٍ).
لقد توجَّب جرّ (طالب، وطالبة) بالإضافة، لأن كل منهما ليس فاعلاً في المعنى.
يجب نصب التمييز إذا أضيف (أفعل التفضيل) إلى غيره، نحو:
(أنتَ أحسَنُ القومِ رجلاً).
................
قد يقع التمييز بعد كل ما دلّ على تعجب؛ فيُنصب، نحو:
{كفى باللهِ شهيداً!}، (ما أحسنَ زيداً رجلاً!)، (أكرِمْ بعمادٍ أباً!)، (للهِ درُّكَ شاعراً!)، (حسبُكَ بأحمدَ فارساً!).
...............
يجوزُ جرّ التمييز ب(مِنْ)؛ إذا لم يكن فاعلا في المعنى، ولا مُميِّزاً لعدد، نحو:
(عندي فدّانٌ مِن أرضٍ، وطنٌّ مِن طحينٍ، وصفيحتانِ من عسلٍ وتمرٍ)،
(غرستُ الأرضَ مِن شجرٍ).
لاتقل: (طابَت مريمُ مِن نفسٍ)، والصواب: (طابَتْ مريمُ نفساً)، والأصل:
(طابَتْ نفسُ مريمَ)؛ لأن (نفس) فاعل في المعنى.
لا تقل (عندي عشرونَ مِن درهمٍ)، والصواب: (عندي عشرونَ درهمَاً) لأن (درهماً) مميِّز لعدد.
.............
مذهب سيبويه أنه لا يجوز تقديم التمييز على عامله، سواء كان متصرفاً، أو غير متصرف، فلا تقل:
(نفساً طابتْ مريمُ)، ولا (عندي درهماً عشرونَ).
أجاز الكسائي، والمازني، والمُبرِّد، وابن مالك؛ تقديم التمييز على عامله المتصرف نحو:
(نفساً طابتْ مريمُ)، و(شيباً اشتعلَ رأسي).
جاء في بيت اختلف الرواة في نسبته:
"أتهجرُ ليلى بالفِراقِ حبيبَها؟ وما كانَ نفساً بالفراقِ تطيبُ"
واستشهد النحاة ببيت مجهول قائله:
"ضيَّعتُ حَزمِي في إبعادِيَ الأمَلا وما ارعوَيْتُ، وشيباً رأسي اشتعَلا".
من شواهد النحاة على تقديم التمييز على عامله المتصرف؛ قول شاعر:
"أنفساً تطيبُ بنيلِ المُنى؟ وداعِي المَنونِ يُنادي جهَارا"
...............
يكون العامل متصرفاً ويمنع تقديم التمييز عليه عند جميع النحاة في: (كفى بزيدٍ رجلاً!)؛ فلا يجوز القول: (كفى رجلاً بزيدٍ!)؛ لأن الفعل (كفى)- وإنْ كان مُتصرفاً- فإنه بمعنى فعل غير متصرف، أي (فعل التعجب)؛ ومعنى قولك: (كفى بزيدٍ رجلاً!): (ما أكفاهُ رجلاً!).
هذا متفق عليه عند النحاة؛ فالشيء الذي يُشبه شيئا يأخذ حكمه؛ مثل:
1- (اسم الفاعل واسم المفعول وصيغ المبالغة)؛ شابهت (الفعل في مادته ومعناه)؛ فأخذت حكمه: رفعت الفاعل، والمتعدي منها نصب مفعولاً به.
2- (ما الحجازية، ولا، وإنْ، ولات)؛ أشبهت (ليس) في المعنى؛ فأخذت حكمها: رفعت الاسم ونصبت الخبر.
3- (إنَّ وأخواتها) أشبهت (الفعل في معناه)؛ فرفعت الخبر ونصبت الاسم، وقُدِّم منصوبها وجوباً على مرفوعها، بعكس الفعل؛ لكونها فرعاً، كما أنها جاز أن تنصب (الحال) لهذه المشابهة.
...................
قد يُخطئ البعض في التفريق بين الحال والتمييز لتشابههما بكون كل منهما نكرة، فضلة، منصوباً، وفيما يلي ما يميزهما عن بعض:
1- الحال يتضمن معنى حرف الجر (في) أما التمييز فيتضمن معنى حرف الجر (مِنْ).
2- الحال يبين هيئة صاحبه، والتمييز يُفسّر إجمال ما قبله.
3- الحال يأتي اسماً مشتقّاً، أو جامداً يؤوَّل بمشتق، أمّا التمييز ففي الغالب يأتي جامداً.
4- الحال يجوز تعددها، أما التمييز فلا يتعدد إلا بالعطف.
5- الحال يأتي اسماً مفرداً، أو جملة، أو شبه جملة، أما التمييز فلا يأتي إلّا اسماً مفرداً.
6- الحال يجوز تقديمه على عامله، والتمييز لا يجوز تقديمه؛ إلا إذا كان العامل متصرفاً، (عند أغلب النحاة).
بقلم مديح الصادق... من كندا