د. أيمن دراوشة - بطاقات جاهزة للنشر

تمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي ببطاقات جاهزة تحتوي على حكم وعبارات القيم والمبادئ والنصائح والمواعظ... وتُنسب هذه العبارات لكتاب مشاهير وفلاسفة وفنانين وشعراء من جميع أنحاء العالم، هذا شيء جيد، لكن من قام بمشاركة هذا المنشور الجاهز كيف له أن يقوم بالمشاركة دون التحري عن كاتب العبارة، هذا ناهيك عن الأخطاء الفادحة في العبارة الجميلة؛ لتصبح عبارة شوهتها الأخطاء ومنسوبة لغير قائلها.

إضافة إلى مشاركات لأخبار كاذبة كوفاة الفنانين المشاهير، وغيرها من الإشاعات، حتى إذا اكتشف صاحب المنشور أن الخبر كاذب، فإنه يتعرض للإحراج من قبل زملائه، فيقوم بحذف منشوره.

ومن طرائف البطاقات أن عبارة من عشر كلمات تحتوي على عشرين خطأ نحويًا وإملائيًا وتعبيريًا ... وعندما تنظر لقائلها تجده لا علاقة له بهذه العبارة لا من قريب ولا من بعيد، منها على سبيل المثال أقوال لكتاب غرب مثل فولتير وأورويل وجورج لوكاس وتوين وكريستي... وأيضًا كتاب عرب مشاهير قدماء وحداثيين مثل محمود درويش والمنفلوطي وعبد الوهاب وجبران والقائمة تطول ...

إذن هي مشاركات عشوائية غير مسؤولة، وتسيء لمن نسب إليه العبارة، فهي تثير الضحك قبل أن تثير فينا الموعظة، فشاعر مثلا بحجم محمود درويش لا يمكن أن يخطئ تلك الأخطاء الشائنة، أما أبيات الشعر فحدث ولا حرج، فهذا بيت للحطيئة تجده منسوبا للمتنبي، وأسماء أستغرب أصلا قولها الشعر مثل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وليكن بمعلوم هؤلاء أنَّ عليًّا لم يقل بيتًا واحدًا، وجميع ما ينسب له عارٍ من الصحة، ولو كانت الروايات صحيحة فلم لا نقرأ أشعارًا لبقية الخلفاء الراشدين والصحابة ... لا أعتقد أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان متفرغًا ليقول الشعر، وشعراء الدعوة الإسلامية محدودين جدا ينحصرون بين حسان بن ثابت وكعب بن زهير، كما أنَّ الشعر في عصر الدعوة الإسلامية ضعف أصلا أو انقرض للانشغال وقتها بالحروب ، وجمع القرآن ...

إذا لم نتأكد من مشاركاتنا للبطاقات الجاهزة، وسلامتها نحويًا وإملائيًا مع توثيقها بالمصدر الموثوق منه، فلا داعٍ لها أساسًا..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى