لقد لا حظتُ في هذه الأيام فوضى عارمة في بزوغ محطات إخبارية تنتشر كالفِطر على منصات التواصل الاجتماعي ضاربةً عرض الحائط كل مقوِّمات الإخبَارِ و في نفس الوقت مٌتحدِّيةً ما تتطلبه مهنة الإعلام من تأَنٍ و تبصُّر قبل نشر الأخبار.
و ما يثير الانتباهَ هو أن هذه المحطات وراءها أشخاص لا يفرقون بين الأخبار التي يمكن نشرُها و الأخبار التي لا يجوز نشرها بأي حال من الأحوال. و ما يثير الانتباهَ كذلك أن هؤلاء الأشخاص لا يكلفون أنفسَهم عناءَ التَّحقُّقَ من مصدر و صحة ما ينشرونه من أخبار. ما يهمُّهم هو جلب الانتباه إلى محطاتهم التي هي في نفس الوقت مِنصات لتمرير الإعلانات الإشهارية. بل إنهم يصيغون على شاشات محطاتهم عناوين لا علاقة لها بمحتوى ما ينشرون من أخبار. عناوين مُضخَّمة هدفها الأساسي هو جلبُ انتباه المشاهد و إرغامُه على فتح المحطة و الإنصات لأخبار أقل ما يُقال عنها أنها عجيبة و غريبة.
و ما يزيد في الطين بلَّةً، هو أن هؤلاء الأشخاص ينصِّبون أنفسَهم مُذيعين، و في نفس الوقت، مُحلِّلين لجميع أنواع الأخبار، بينما في القنوات الرسمية، أعْتَد و أرْفَع الصحفيين و الإعلاميين مِهنيا يذيعون الأخبار و يلجأون للأخصَّائيين في الجامعات و مراكز البحث للتعليق عليها. و غالبا ما يكون عدد المُعلِّقين أكثر من واحد لكي لا يقتصر التَّحليل على الرأي الوحيد. إضافةً إلى أن هؤلاء الصحفيين و الإعلاميين قضوا سنواتٍ طوالا في التَّكوين و الممارسة.
إنه تطفُّلٌ على مهنة ينظِّمها القانون و لها حساسية سياسية بالغة الخطورة بالنسبة للبلاد و لمحيطها القريب و البعيد. إنها فوضى عارمة تفتح الباب على مصراعيه لمن هب و دب ليصبح، بين عشية و ضحاها، مذيعا للأخبار، و في نفس الوقت، مُحلِّلاً لهذه الأخبار.
إنها فوضى لا تخدم مصلحةَ البلاد و خصوصا في الظروف الراهنة حيث الأعداء يتربَّصون الفرَصَ للنيل من وحدة البلاد و من تماسكها و استقرارها. إن البلاد لها مؤسساتُها المُرخص لها دستوريا و قانونيا بنشر الأخبار بعد فَحصِها بكيفية عقلانية تتماشى و مصالحَ البلاد العليا.
و لهذا، فمن الغرابة بمكان أن تلتزم الجهات المعنية بالصَّمت إزاء هذه الفوضى التي قد تترتَّب عنها نتائج لم تكن في الحسبان.
و ما يثير الانتباهَ هو أن هذه المحطات وراءها أشخاص لا يفرقون بين الأخبار التي يمكن نشرُها و الأخبار التي لا يجوز نشرها بأي حال من الأحوال. و ما يثير الانتباهَ كذلك أن هؤلاء الأشخاص لا يكلفون أنفسَهم عناءَ التَّحقُّقَ من مصدر و صحة ما ينشرونه من أخبار. ما يهمُّهم هو جلب الانتباه إلى محطاتهم التي هي في نفس الوقت مِنصات لتمرير الإعلانات الإشهارية. بل إنهم يصيغون على شاشات محطاتهم عناوين لا علاقة لها بمحتوى ما ينشرون من أخبار. عناوين مُضخَّمة هدفها الأساسي هو جلبُ انتباه المشاهد و إرغامُه على فتح المحطة و الإنصات لأخبار أقل ما يُقال عنها أنها عجيبة و غريبة.
و ما يزيد في الطين بلَّةً، هو أن هؤلاء الأشخاص ينصِّبون أنفسَهم مُذيعين، و في نفس الوقت، مُحلِّلين لجميع أنواع الأخبار، بينما في القنوات الرسمية، أعْتَد و أرْفَع الصحفيين و الإعلاميين مِهنيا يذيعون الأخبار و يلجأون للأخصَّائيين في الجامعات و مراكز البحث للتعليق عليها. و غالبا ما يكون عدد المُعلِّقين أكثر من واحد لكي لا يقتصر التَّحليل على الرأي الوحيد. إضافةً إلى أن هؤلاء الصحفيين و الإعلاميين قضوا سنواتٍ طوالا في التَّكوين و الممارسة.
إنه تطفُّلٌ على مهنة ينظِّمها القانون و لها حساسية سياسية بالغة الخطورة بالنسبة للبلاد و لمحيطها القريب و البعيد. إنها فوضى عارمة تفتح الباب على مصراعيه لمن هب و دب ليصبح، بين عشية و ضحاها، مذيعا للأخبار، و في نفس الوقت، مُحلِّلاً لهذه الأخبار.
إنها فوضى لا تخدم مصلحةَ البلاد و خصوصا في الظروف الراهنة حيث الأعداء يتربَّصون الفرَصَ للنيل من وحدة البلاد و من تماسكها و استقرارها. إن البلاد لها مؤسساتُها المُرخص لها دستوريا و قانونيا بنشر الأخبار بعد فَحصِها بكيفية عقلانية تتماشى و مصالحَ البلاد العليا.
و لهذا، فمن الغرابة بمكان أن تلتزم الجهات المعنية بالصَّمت إزاء هذه الفوضى التي قد تترتَّب عنها نتائج لم تكن في الحسبان.