اضطراب الشخصية الهستيرية (أو التمثيلية) هو اضطراب يبحث فيه الفرد بشكل مستمر ومبالغ فيه عن الاهتمام من الآخرين وجذب انتباههم، ويتميز المصاب به بردود أفعال عاطفية مبالغ بها وكذلك الميل المستمر نحو المغالاة في وصف الأحداث والشخصيات، مما قد يعقّد علاقاته مع الآخرين ويسبب له الاكتئاب. هذا النوع من اضطراب الشخصية قد يدفع صاحبه أيضا الى القيام بأفعال مسرحية بغرض جذب الانتباه. حسب الاحصائيات فان معدل انتشار هذا الاضطراب بين النساء يعتبر أكثر من الذكور بشكل ملحوظ. يترافق حدوث اضطراب الشخصية الهستيرية أحيانا (مثله مثل اضطراب الشخصية الحدية) باضطرابات الشخصية النرجسية والشخصية المعادية للمجتمع، والتي تتميز بالسلوكيات الدرامية، أو المثيرة، أو غير المنتظمة، أو المتقلبة والعدوانية أحيانا.
العرض الأبرز في هذا الاضطراب هو وجود عواطف مبالغ فيها وأفعال متكررة هدفها البحث عن الانتباه. لكن ومع ذلك فحتى يتم التشخيص بشكل كامل، يجب أن يستوفي المرضى خمسة على الأقل من المعايير الثمانية التالية:
أولا أن يكون المريض غير مرتاح إلا عندما يكون مركزاً للاهتمام في غالبية الأوقات. ثانيا كثرة التقلبات العاطفية والمشاعر السطحية. ثالثا وجود سلوك استفزازي واستخدام هذا الأسلوب في معظم المواقف. رابعا هو محاولة دائمة للفت انتباه الآخرين من خلال المظهر. خامسا استخدام كلام ضبابي وغامض في المواقف التي تتطلب الوضوح. سادسا وجود مشاعر درامية ومبالغ بها. سابعا أن يكون سهل التأثر والاقتناع بالاقتراحات بغض النظر عن محتواها. ثامنا هو أن يتعامل مع العلاقات مع الآخرين بشكل أكثر حميمية مما هي عليه في الواقع.
هذه السمات يجب أن تكون سائدة في الشخص وتضعف الأداء اليومي له حتى يتم تشخيصه باضطراب الشخصية النرجسية. ولكن يكفي وجود خمسة منها على الأقل للوصول إلى التشخيص الطبي.
يتحدث الأطباء النفسيين عن تجربتهم مع مرضى مصابين بهذا الإضراب بأن الكثير منهم يأتون إلى العيادة وهم يرتدون ملابس متلألئة وجذابة للغاية وأحيانا تصل إلى درجة أن تكون مسلية ومضحكة في نفس الوقت. وعندما يتحدثون تكون حكاياتهم مليئة بالنبرات العاطفية والتفاصيل الشاعرية. أكثر مهنتين تجذبان صاحب الشخصية النرجسية هما مهنتا التمثيل والتدريس. لأن هاتان المهنتان تسمحان لهم بأن يكونوا مركزا للاهتمام.
تساعد الاستشارة الطبية والنفسية الكثير منهم، لكن على نحو آخر فإن بعضهم متكيّف مع هذا الاضطراب وأعراضه ولا يعتبر نفسه منزعجا للدرجة التي تدفعه لمراجعة طبيب نفسي. معدل انتشار هذا الاضطراب يصل الى ٣٪ من مجموع السكان. وكما ذكرنا فإن انتشاره وسط النساء أكثر بأربعة أضعاف من الرجال. من العوامل التي تزيد الإصابة به هو وجود تاريخ عائلي له (إصابة أحد أفراد العائلة به)، فضلاً عن كون الشخص ضحية لاعتداء جنسي أو سوء معاملة في مرحلة الطفولة.
تقول احدى علماء النفس الكلينيكي في أمريكا (Ramani Durvasula) أن التشخيص بحد ذاته يظل موضع تساؤل لأنه يستحضر مصطلح الهستيريا، والذي تم استخدامه لإلقاء اللوم على عواطف النساء وأعراضهن وأفعالهن بسبب وجود الرحم لديهن.
هذا يمكن تفسيره من خلال الرجوع إلى أصل المصطلح حيث إن أبقراط (طبيب يوناني يُعدُّ من أبرز الشخصيات في تاريخ الطب عبر التاريخ) كان أول من استخدم تعبير هستيريا (وهي مصطلح مشتق من كلمة يونانية "hystera" وتعني الرحم). في ذلك الوقت اعتقد أبقراط ان الاضطرابات العقلية والنفسية لدى النساء سببها "حزن وتوتر الرحم" بسبب الحرمان العاطفي وعدم الزواج أو الحمل، وأن هذا الرحم عندما يتوتر فإنه يؤثر بشكل سلبي على بقية الأعضاء.
يساعد علاج اضطراب الشخصية الهستيرية الأشخاص على فهم أسباب أفكارهم ودوافع سلوكياتهم، ويقوم بإيجاد طرق جديدة لهم للتواصل الناجع مع محيطهم. يشمل العلاج عدة طرق منها العلاج النفسي الذي يقوم باستكشاف وتحليل أسباب المشاكل في العلاقات، والعمل على تغيير هذه الأسباب للوصول إلى قدرة الشخص على تطوير علاقات أكثر ثباتا واستمرارية. العلاج السلوكي المعرفي وهو أحد أنواع العلاجات النفسية يقوم بمعالجة أنماط أفكارهم وسلوكياتهم السلبية، وتحويلها إلى أفكار وسلوكيات إيجابية في التعامل مع الآخرين. أيضا هناك العلاج الجماعي الذي يدمج المريض مع أشخاص آخرين لديهم نفس الاضطراب بحيث يقوم بتعليمهم وتطوير طرق لديهم تضمن التواصل الجيد مع الآخرين من خلال اكتسابهم مهارات اجتماعية وشخصية تساعدهم في التغلب على مختلف المواقف التي تواجههم.
في الختام .. اضطراب الشخصية الهيستيرية ورغم ندرة حدوثه وعدم تسببه بمضاعفات خطيرة، إلا أنه قد يتسبب في العديد من المشكلات التي تبدأ على المستوى الشخصي، ولكن قد يمتد أثرها على المستوى الاجتماعي. لذلك من المهم مساعدة هؤلاء الأشخاص بتلقي الاستشارة الطبية النفسية التي تضمن علاجهم واندماجهم بمحيطهم ومواصلة حياتهم بشكل أكثر راحة وانسجام لهم ولمحيطهم.
العرض الأبرز في هذا الاضطراب هو وجود عواطف مبالغ فيها وأفعال متكررة هدفها البحث عن الانتباه. لكن ومع ذلك فحتى يتم التشخيص بشكل كامل، يجب أن يستوفي المرضى خمسة على الأقل من المعايير الثمانية التالية:
أولا أن يكون المريض غير مرتاح إلا عندما يكون مركزاً للاهتمام في غالبية الأوقات. ثانيا كثرة التقلبات العاطفية والمشاعر السطحية. ثالثا وجود سلوك استفزازي واستخدام هذا الأسلوب في معظم المواقف. رابعا هو محاولة دائمة للفت انتباه الآخرين من خلال المظهر. خامسا استخدام كلام ضبابي وغامض في المواقف التي تتطلب الوضوح. سادسا وجود مشاعر درامية ومبالغ بها. سابعا أن يكون سهل التأثر والاقتناع بالاقتراحات بغض النظر عن محتواها. ثامنا هو أن يتعامل مع العلاقات مع الآخرين بشكل أكثر حميمية مما هي عليه في الواقع.
هذه السمات يجب أن تكون سائدة في الشخص وتضعف الأداء اليومي له حتى يتم تشخيصه باضطراب الشخصية النرجسية. ولكن يكفي وجود خمسة منها على الأقل للوصول إلى التشخيص الطبي.
يتحدث الأطباء النفسيين عن تجربتهم مع مرضى مصابين بهذا الإضراب بأن الكثير منهم يأتون إلى العيادة وهم يرتدون ملابس متلألئة وجذابة للغاية وأحيانا تصل إلى درجة أن تكون مسلية ومضحكة في نفس الوقت. وعندما يتحدثون تكون حكاياتهم مليئة بالنبرات العاطفية والتفاصيل الشاعرية. أكثر مهنتين تجذبان صاحب الشخصية النرجسية هما مهنتا التمثيل والتدريس. لأن هاتان المهنتان تسمحان لهم بأن يكونوا مركزا للاهتمام.
تساعد الاستشارة الطبية والنفسية الكثير منهم، لكن على نحو آخر فإن بعضهم متكيّف مع هذا الاضطراب وأعراضه ولا يعتبر نفسه منزعجا للدرجة التي تدفعه لمراجعة طبيب نفسي. معدل انتشار هذا الاضطراب يصل الى ٣٪ من مجموع السكان. وكما ذكرنا فإن انتشاره وسط النساء أكثر بأربعة أضعاف من الرجال. من العوامل التي تزيد الإصابة به هو وجود تاريخ عائلي له (إصابة أحد أفراد العائلة به)، فضلاً عن كون الشخص ضحية لاعتداء جنسي أو سوء معاملة في مرحلة الطفولة.
تقول احدى علماء النفس الكلينيكي في أمريكا (Ramani Durvasula) أن التشخيص بحد ذاته يظل موضع تساؤل لأنه يستحضر مصطلح الهستيريا، والذي تم استخدامه لإلقاء اللوم على عواطف النساء وأعراضهن وأفعالهن بسبب وجود الرحم لديهن.
هذا يمكن تفسيره من خلال الرجوع إلى أصل المصطلح حيث إن أبقراط (طبيب يوناني يُعدُّ من أبرز الشخصيات في تاريخ الطب عبر التاريخ) كان أول من استخدم تعبير هستيريا (وهي مصطلح مشتق من كلمة يونانية "hystera" وتعني الرحم). في ذلك الوقت اعتقد أبقراط ان الاضطرابات العقلية والنفسية لدى النساء سببها "حزن وتوتر الرحم" بسبب الحرمان العاطفي وعدم الزواج أو الحمل، وأن هذا الرحم عندما يتوتر فإنه يؤثر بشكل سلبي على بقية الأعضاء.
يساعد علاج اضطراب الشخصية الهستيرية الأشخاص على فهم أسباب أفكارهم ودوافع سلوكياتهم، ويقوم بإيجاد طرق جديدة لهم للتواصل الناجع مع محيطهم. يشمل العلاج عدة طرق منها العلاج النفسي الذي يقوم باستكشاف وتحليل أسباب المشاكل في العلاقات، والعمل على تغيير هذه الأسباب للوصول إلى قدرة الشخص على تطوير علاقات أكثر ثباتا واستمرارية. العلاج السلوكي المعرفي وهو أحد أنواع العلاجات النفسية يقوم بمعالجة أنماط أفكارهم وسلوكياتهم السلبية، وتحويلها إلى أفكار وسلوكيات إيجابية في التعامل مع الآخرين. أيضا هناك العلاج الجماعي الذي يدمج المريض مع أشخاص آخرين لديهم نفس الاضطراب بحيث يقوم بتعليمهم وتطوير طرق لديهم تضمن التواصل الجيد مع الآخرين من خلال اكتسابهم مهارات اجتماعية وشخصية تساعدهم في التغلب على مختلف المواقف التي تواجههم.
في الختام .. اضطراب الشخصية الهيستيرية ورغم ندرة حدوثه وعدم تسببه بمضاعفات خطيرة، إلا أنه قد يتسبب في العديد من المشكلات التي تبدأ على المستوى الشخصي، ولكن قد يمتد أثرها على المستوى الاجتماعي. لذلك من المهم مساعدة هؤلاء الأشخاص بتلقي الاستشارة الطبية النفسية التي تضمن علاجهم واندماجهم بمحيطهم ومواصلة حياتهم بشكل أكثر راحة وانسجام لهم ولمحيطهم.