تتنوع الحقيقة بتنوع مجالات الحياة، فتوجد حقائق اجتماعية وسياسية وتاريخية، وحقائق علمية وكونية. الحقيقة التي نتناولها هنا هي تلك الحقيقة المرتبطة بحياة الناس وحقوفهم وحريتهم وكرامتهم، الحقيقة التي يؤدي إظهارها إلى بث الأمل والطمأنينة في النفوس، وبالتالي إلى فضح الظلم، والتوجه إلى تحقيق العدالة والمساواة، ومحاسبة الجناة، واجتثاث الجريمة من المجتمع.
إن للحقيقة بصورة عامة قوة ذاتية تتكون عادة عبر الضمير الجمعي، والمنطق العقلي، والمبادئ العامة، ومن خلال تعلقها بجوهر الوجود، وجوهر الإنسان والقوانين والشرائع التي نادى بها الأنبياء والفلاسفة والمفكرون والمصلحون، قوة لا تنفصل عن العدل والحق والحب والجمال، مستمدة من قوة الواقع وصلابته وعلاقاته بعناصر الحياة. وللحقيقة القدرة؛ بما تمتاز به من صدق وموضوعية على أن تجمع حولها من يقف إلى جانبها، ويدافع عنها. وقد نجد من يناصرها، ولو بالخفاء حتى من داخل المجموعة المناهضة لها.
تحاول بعض القوى، في بعض مراحل الحياة، أن تشوه الحقيقة، أو تطمس معالمها حتى وإن كانت واضحة وضوح الشمس؛ لأن انكشافها يضر بوجود تلك القوى، ويهدد مصالحها، ويقوض أركانها؛ ويبين زيف موقفها وهشاشته. وقد نجد من يكون في صف مغاير للحقيقة مع اقتناعه بخطأ موقفه. إنها المصالح الخاصة والأنانية التي تقف حائلًا دون أن يقف الإنسان مع الحقيقة؛ فنراه يبتدع الأكاذيب، ويبث الإشاعات، ويحرف الوقائع، متذرعًا بأن للحقيقة أوجهًا كثيرة.
قد تختفي الحقيقة في وفت ما بفضل قوى الشر والطغيان، لكنها تعود إلى الظهور والتوهج، ثم تحقق الانتصار في النهاية؛ فعلى سبيل المثال لم تستطع قوى الاستعمار في الماضي القريب أن تطمس حقيقة احتلالها أرض الآخرين، وجاء الوقت وانتصرت الحقيقة، ورحل المستعمرون، وعادت الأرض إلى أصحابها. هكذا الشأن في كل احتلال واستعمار. فلا يمكن للحقيقة أن تغيب إلى الأبد؛ فلا يحتاج اكتشافها إلا إلى عقل حر، وعاطفة إنسانية، ونظر غير متحيز أو متعصب، ولا يحتاج انتصارها إلا إلى موقف صلب، ومواجهة قوى الشر بالصمود والمقاومة.
من اللافت أن الفن التشكيلي كان أفضل من جسد قوة الحقيقة وانتصارها على كل من يحاول هزيمتها وتغييبها، فمن أشهر الفنانين الذين عبروا عن قوة الحقيقة وانتصار العدالة الفنان الإيطالي الشهير جيوفاني جاسبارو الذي ولد في مدينة باري الإيطالية عام 1983، واشتهر بلوحته التي تحمل عنوان "الشيطان" التي أبدعها عام 2013، يعبر فيها عن انتصار الحقيقة التي يمثلها رئيس الملائكة ميخائيل على أحد الشياطين الذي يمثل الشر والعدوان.
تماثل لوحة جيوفاني لوحة قديمة تعد من أفضل لوحات الفنان الألماني هانز فان آخن(1552-1615) التي تحمل عنوان "انتصار الحقيقة والعدالة". وهي تصور في أسلوب مجازي الحقيقة المجردة وهي تنتصر على أسد شرس يعترض طريقها.
ما جرى للصحفية الإعلامية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في الحادي عشر من شهر أيار الماضي، حين أطلق عليها جندي إسرائيلي النار، وقتلها على مدخل مخيم جنين أكبر مثال على محاولة طمس الحقيقة، عندما حاول إعلام العدو اتهام الفلسطينيين بقتلها، والتنصل من الجريمة، والتحايل على الحقيقة وتحريفها. فالحقيقة أنها قُتلت على أيدي الجنود الصهاينة، واعتدي عليها وهي شهيدة؛ إذ هاجم الجنود جنازتها، واستخدموا الهراوات والخيالة والقنابل المسيلة للدموع في الاعتداء على المشيعين. إنها قوى غاشمة، تحاول أن تقف على أنقاض الحقيقة بالكذب والتزييف دون اهتمام بالقيم الإنسانية. لم يدركوا أن الحقيقة تمد صاحبها بالأمل، وتمنح من يتمسك بها قوة يصعب التغلب عليها. إن محاولات طمس الحقيقة تزيدها توهجًا لتنتصر في النهاية، ويتعرّى من يتصدى لها. فكما يقول المهاتما غاندي (1869- 1948):" في غمرة الموت تستمر الحياة. في غمرة الكذب تستمر الحقيقة. في غمرة الظلام يستمر الضوء".
إن للحقيقة بصورة عامة قوة ذاتية تتكون عادة عبر الضمير الجمعي، والمنطق العقلي، والمبادئ العامة، ومن خلال تعلقها بجوهر الوجود، وجوهر الإنسان والقوانين والشرائع التي نادى بها الأنبياء والفلاسفة والمفكرون والمصلحون، قوة لا تنفصل عن العدل والحق والحب والجمال، مستمدة من قوة الواقع وصلابته وعلاقاته بعناصر الحياة. وللحقيقة القدرة؛ بما تمتاز به من صدق وموضوعية على أن تجمع حولها من يقف إلى جانبها، ويدافع عنها. وقد نجد من يناصرها، ولو بالخفاء حتى من داخل المجموعة المناهضة لها.
تحاول بعض القوى، في بعض مراحل الحياة، أن تشوه الحقيقة، أو تطمس معالمها حتى وإن كانت واضحة وضوح الشمس؛ لأن انكشافها يضر بوجود تلك القوى، ويهدد مصالحها، ويقوض أركانها؛ ويبين زيف موقفها وهشاشته. وقد نجد من يكون في صف مغاير للحقيقة مع اقتناعه بخطأ موقفه. إنها المصالح الخاصة والأنانية التي تقف حائلًا دون أن يقف الإنسان مع الحقيقة؛ فنراه يبتدع الأكاذيب، ويبث الإشاعات، ويحرف الوقائع، متذرعًا بأن للحقيقة أوجهًا كثيرة.
قد تختفي الحقيقة في وفت ما بفضل قوى الشر والطغيان، لكنها تعود إلى الظهور والتوهج، ثم تحقق الانتصار في النهاية؛ فعلى سبيل المثال لم تستطع قوى الاستعمار في الماضي القريب أن تطمس حقيقة احتلالها أرض الآخرين، وجاء الوقت وانتصرت الحقيقة، ورحل المستعمرون، وعادت الأرض إلى أصحابها. هكذا الشأن في كل احتلال واستعمار. فلا يمكن للحقيقة أن تغيب إلى الأبد؛ فلا يحتاج اكتشافها إلا إلى عقل حر، وعاطفة إنسانية، ونظر غير متحيز أو متعصب، ولا يحتاج انتصارها إلا إلى موقف صلب، ومواجهة قوى الشر بالصمود والمقاومة.
من اللافت أن الفن التشكيلي كان أفضل من جسد قوة الحقيقة وانتصارها على كل من يحاول هزيمتها وتغييبها، فمن أشهر الفنانين الذين عبروا عن قوة الحقيقة وانتصار العدالة الفنان الإيطالي الشهير جيوفاني جاسبارو الذي ولد في مدينة باري الإيطالية عام 1983، واشتهر بلوحته التي تحمل عنوان "الشيطان" التي أبدعها عام 2013، يعبر فيها عن انتصار الحقيقة التي يمثلها رئيس الملائكة ميخائيل على أحد الشياطين الذي يمثل الشر والعدوان.
تماثل لوحة جيوفاني لوحة قديمة تعد من أفضل لوحات الفنان الألماني هانز فان آخن(1552-1615) التي تحمل عنوان "انتصار الحقيقة والعدالة". وهي تصور في أسلوب مجازي الحقيقة المجردة وهي تنتصر على أسد شرس يعترض طريقها.
ما جرى للصحفية الإعلامية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في الحادي عشر من شهر أيار الماضي، حين أطلق عليها جندي إسرائيلي النار، وقتلها على مدخل مخيم جنين أكبر مثال على محاولة طمس الحقيقة، عندما حاول إعلام العدو اتهام الفلسطينيين بقتلها، والتنصل من الجريمة، والتحايل على الحقيقة وتحريفها. فالحقيقة أنها قُتلت على أيدي الجنود الصهاينة، واعتدي عليها وهي شهيدة؛ إذ هاجم الجنود جنازتها، واستخدموا الهراوات والخيالة والقنابل المسيلة للدموع في الاعتداء على المشيعين. إنها قوى غاشمة، تحاول أن تقف على أنقاض الحقيقة بالكذب والتزييف دون اهتمام بالقيم الإنسانية. لم يدركوا أن الحقيقة تمد صاحبها بالأمل، وتمنح من يتمسك بها قوة يصعب التغلب عليها. إن محاولات طمس الحقيقة تزيدها توهجًا لتنتصر في النهاية، ويتعرّى من يتصدى لها. فكما يقول المهاتما غاندي (1869- 1948):" في غمرة الموت تستمر الحياة. في غمرة الكذب تستمر الحقيقة. في غمرة الظلام يستمر الضوء".