ضياء البدران - قلب زينب..

قفي على هدهدات الليل وارتقبي
وأطلقي قبسات المشرق العذبِ
فكي القيود عن الدنيا، فقد أسرت
وحرّريها من الأدران والرّيبِ
يا مقلة الألق الوضاء، كم طربت
لك الربوع لما أبديت من وصبِ
يا درّة حسد الياقوت معدنها
فازينت بسجايا المجد والحسبِ
ماذا عليك اذا أفصحت ثانية؟
فكل رام سوى ما قلت لم يصب
نام الزمان على ذل فاوحشنا
تداركيه... فلولا أنت لم يثب
تطاول الخفر في عينيك أيسره
فخراً بأنك من نسل لخير أب
حملت صارمه لمّا نبا زمن
فاهتزّ برقاً لثار الله... كالذهب
ما أذهلتك الدواهي أن يقارعهم
منك اللسان لفضح الزيف والكذب
تلألأ الحق في دعواك، رافعة
صوت الإله بما قد جاء في الكتب
سطعت يا درّة الزهراء امرأة
فوق الرجال.. كشمس العالم الرحب
لقد تجلى جميع الأنبياء بما
أطلقت من موقف لله منتسب
حيث الرسول تجلى والوصي ومن
طهر البتول، وعلياء من النسب
مم اغترفت؟! اكان البحر مورده
إذاً لجفّ، لما أغدقت من سحب
يا خير سارية بالأسر، قد ركبت
عزاً على الذكوات البيض والقتب
ما راعك القيد أنت السيف.. لا غمد
يحويك فوق دراري الكون والحجب
وذكرتنا بيوم السبط، اذ وقفت
عقيلة الحق بين الفقد والسلب
وكيف هاجت بها للوجد نائحة
وكيف راح حماها للقنا السلب
عن الكفيل الذي في العلقميّ قضى
كالبدر بين الرماح السمر والقضب
عن الرضيع وإذ يسقيه حرملة
كأس المنون بما يرويه من عطب
وعن مخيمها... والنار تلهبه
وقلبها كضرام الجمر واللهب
ضجّت الى جدّها تشكو، بما حملت
من شجوها، بحشى باك ومضطرب
تقلّدت من أساها دمعة، وحنت
فوق دموع الحزن والكرب
وقد أشاحت الى الباري بدعوته
وقدست عزه في كل منقلب:
يار ب... هلا تقبلت الحسين فدىً
قربان اهل النهى من كل محتسب؟
أعلى